الحج والتغيير

[00.00.01]

الحج والتغيير!




الكثير منا غير راضٍ عن واقعه، ويرغب في التغيير، ويرهقه التفكير، من أين يبدأ المسير نحو حياة

جديدة..

لا أستثني أياً منا من هذا المقال؛ فالرضا التام لا يكون البتة في معشر البشر؛ فلو أُعطي ابن آدم

وادياً من ذهب لابتغى ثانياً، ولو أُعطي ثانياً لابتغى ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله

على من تاب.

كثيراً ما أسأل المتدربين في دوراتي التدريبية "من يرغب في التغيير؟ ومن يريد أن يصنع المزيد في

آماله وأحلامه؟" فلا أشاهد الأيادي ترتفع! بقدر ما أشاهد الوجوه تشيح وحولها تلتفت، في

استشعار واضح بمن سيعلق الجرس؛ لأنهم يخافون من زلات اللسان والوعود، ويعتقدون أنهم لن

يعيشوا دون مَنْ حولهم، وسيأتي اليوم الذي يحاسبونهم على مبادراتهم وحتى أحلامهم

وأمنياتهم!!..

لأننا مجتمع عاطفي، وتحكمنا علاقاتنا الاجتماعية، تجدنا لا نخطو خطوة حتى نتحسس من حولنا،

باستشارة أو تأمل حالهم، إن هم أحسنوا أحسنت، وإن أساؤوا - فلست بمعزل عنهم – أسأت؛

فالموت مع الجماعة رحمة، والخروج خارج المألوف قد يعرضني لقهر الظروف..

يتردد كثيراً في وسائل الإعلام في هذه الأيام المباركة أن الحج "فرصة" للتغيير، والدعاة يؤكدون

أهمية مراجعة الذات ومحاسبتها، والمبادرة بالتوبة، فـ"من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم

ولدته أمه"، صفحة بيضاء لا شوائب فيها، أي فرصة أُتيحت لك من رب العالمين أمامك في أسهل ا

لطرق وأيسرها.. أيام معدودات، تستطيع أن تعود كما كنت، خالي الهموم والألم؛ فكل الذنوب تزول

بشرطي الإخلاص والمتابعة في أجمل بقاع الأرض وأفضل أيامها، حججتَ أم لم تحج، لكن تبقى

ذاتك معلقة باثنين "الشيطان والجيران"! فالشيطان يضخم لك عيوبك وذنوبك، ويصنع آلاف الجدران

ضد التغيير والهجران، والجيران يعددون عيوبك قبل مزاياك، بأن لن تقدر على أن تكون غير ما أنت

عليه الآن؟! بمقاصد حسنة أو نوايا سيئة، وفي كلتا الحالتين أنت الوحيد المسؤول عن ذاتك

وتغييرها للأفضل نحو رقيها وتجنب الخسران.

همسة واقع..

باختصار، ابدأ الآن.. فمن يدير دفة الحياة بالعطاء.. يكسب أكثر ممن يجاهد بالأخذ!! فمبادراتك في

تقديم ما تقدر عليه تجذب لك ما تبحث عنه؛ لذا كن كريماً مع ذاتك في أحلامك وأمنياتك! فعادة

البشر لا يحققون إلا ثلث ما يحلمون به ويتمنونه في حياتهم!!.. فقط ابدأ التغيير، واستمتع بالرحلة

دون تقتير المحبطين حولك!!.. ولا تكثر الالتفات حولك باحثاً عمن يبادر قبلك.

[آسير الشوق]

في الصميم اخي

بارك الله فيك

[00.00.01]

منوور حبيبي

[ياورد من علمك تجرح]

اشكرك

[00.00.01]

العفوووو