نعم قد تعيش تلك اللحظات أو لعلك عشتها , تلك اللحظات التي ﻻ‌يكون فيها البكاء عيبا وﻻ‌ ذﻻ‌ , وﻻ‌ حتى حزنا أو فرحا , وإنما يكون شموخا وكبرياء يزيح بدموعه عبس اليأس .
أتدري متى يكون ذلك ..... ؟

عندما يتنكر لك اقرب الناس إليك بعد أن غمرته بوصلك وعطائك , بعد أن كنت له الصديق في الوحشة والعون في الكربة , لم ترد له في يوم طلب , ولم تأتي في يوم لتسأله حاجه .
كنت تكرمه وتقدره... ﻹ‌يمانك بالصداقة وحق القرابة و ليقينك انه سيرد الجميل .
فتدور بك اﻷ‌يام ويتبدل بك ويتبدل بك الحال .......
فتغدوا قاصدا داره وقد مﻸ‌ك اﻹ‌يمان في أن تجد ضالتك عنده
وقبل أن تتكلم بكلمة واحده , يبادرك الكﻼ‌م ..... ويقول : لن تجد ضالتك عندي , فالماضي قد انتهى ,
فعندها تلتزم الصمت وتدير ظهرك , وقد بكى قلبك قبل أن تبكي عيناك , وقبل أن تنزل دموعك سوف تحاول منعها جاهدا وأنت تتذكر أن جزائك على رب الناس وليس على الناس وعندها سوف تنسكب بغزاره
وﻻ‌ كن بكرامة ...

نعم سوف تنسكب ولكن بكرامة
عندما تعيش حياتك سعيا لتحقيق حلم شريف , فتغدو وتروح كل يوم طالما لمبتغاك , سالكا كل طريق يقرب لك مطلبك , وإذا بك تجد نفسك وقد توقفت ....... وﻻ‌ كن ليس بمحض إرادتك .... !!!! , فقد حال الزمان بينك وبين ماتشتهي ,
إما بمرض مقعد أو بظرف قاهر , كسر وحطم لوحة اﻷ‌مل في داخلك , و قد أيقنت حينها أن تلك المحطة اﻷ‌خيرة في الطريق إلى حلمك ,
وقبل أن تمزق الورقة التي رسمت بها حلمك ,...... سوف تضمها إلى صدرك , وتغسلها بدمعة عين قد آمنت برضاء الله وقدره , ورجت من الرب الكريم أن يعوضها خير مما أخذ منها ......

اجل سوف تنزل دمعة الكرامة
حينما تسلب حقا من حقوقك ,فيأخذ من بين يديك بكل قسوة وجرأة , ويهدى إلى غيرك وأنت واقف تترقب ,
حينها لن تتفوه بكلمة واحدة ﻷ‌نك تعلم أن حجتك ضعيفة وصوتك لن يسمع , فعندها سوف تنسكب دمعة الكرامة , ليس ﻷ‌جل أنها تخاف الخصم , ولكن ﻷ‌نها علمت أن عند الله التخاصم وعنده ﻻ‌ يظلم أحد
عندها سوف تستند إلى جدار أو كرسي لتجلس بكل هدوء
عندها سوف تغمض عينك بكل اطمئنان , وبكل بطيء وسكينة سوف تتذكر ماضيك وما حل بك
عندها سوف تغلق المقال..................... ولكن بكرااااااااااااااااااامة.



*