بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة وبركاته000

أسعد الله أوقاتكم أخواتي بالخير والمسرات 000

حتى لا ينقطع المعروف 000



رجل من البادية يمتطي فرسه عائد من رحلة قنص ..

وأثناء سيرة رأى على حد بصره رجل يسير ببطء ويشير بيديه ..

وعندما اقترب منه بدأ ينادي ويستغيث ..

يا الأجودي !!

يا الأجودي!!

استجاب الرجل لهذا النداء وهذه الاستغاثة ..

فوقف عنده ..

وإذا به رجل يشكو من رجله التي لا يستطيع السيرعليها طويلاً ..

فما كان من هذا الرجل ألا رق لحاله وقال له: ما ذا تريد ؟؟

فقال: أريد أن تحملني معك إلى ..................

فعمل على مساعدته فوراً وأردفه (حمله معه) على فرسه ..

تخاوا ( ترافقا ) الاثنان معاً ..

وبعد مدة من المسير وبعد حلول الليل ..

وقف الرجل صاحب الفرس ..

فشب ناره وسوى عشاه من صيده ..

وخاشر (شارك ) خويه ورفيقه في زاده وطعامه ..

ثم استأذن الرجل منه في أن ينام ..

فنام الرجل وبقى الآخر صاحياً في فراشه ..

ثم وسوس له الشيطان بفكرة خبيثة ..

حيث قال :

لماذا لا أمتطي الفرس وأهرب بها وأترك هذا الرجل على نومه ؟؟

فتلفت يميناً وشمالاً !!

وبعد أن تأكد من استغراق الرجل في النوم ..

فك رباط الفرس ..

وقفز قفزة سريعة وإذا هو على ظهرها يسابق الريح ..

حيث أنه لا يشكو من شيء في قدمه وما كان ذلك إلا خدعة وحلية!!

استيقظ الرجل من نومه على صوت فرسه ..

وإذا به يشاهد من ساعده قد أمتطى فرسه هارباً !!!

فأخذ يصيح بأعلى صوته ..

يا ولد !!

يا ولد !!

فوقف بعيداً ..

وقال له :

نعم ..

فقال له الرجل :

أنا هقوتي (ظنّي) أنّك ماراح ترجع لي أبداً ..

لكن لا تعلم أحد باللي سويته ( فعلتك هذه) أبداً ..

قال له : ليه ( لماذا) ؟!!

قال : (( حتى لا ينقطع المعرف بين الناس ))

فتموت الشيمة وتفقد النخوة ..

ولا تجد من يفزع ( يساعد) المحتاج أو المنقطع أو المظلوم ..

فما كان من هذا السارق ألا استيقظ ضميره ..

وعاد إلى فطرته السليمة ..

وعاد إلى صاحب الفرس ..

وأعاد إليه فرسه ..

بهذه الكلمات البسيطة ..

بهذه الكلمات الصادقة ..


****

إقامة المعروف ونشره بين الناس مطلب إنساني ومطلب شرعي أيضاً ..

فالإنسان اجتماعي بطبعه يوثر في الآخرين ويتأثر بهم كذلك ..

وما يقدمه اليوم ل ( س) من الناس سوف يحصده مع (ص) من الناس غداً ..

فضلاً عن الأجر الذي يحصل عليه إذا ما أخلص النيّة لله في ذلك ..

ولو عدنا إلى ديننا الإسلامي لوجدنا كم هائل من الأحاديث والسيرة النبوية ..

التي تحث وترغّب في فعل المعروف ونشره بين الناس ..

ودفع الإساءة بالإحسان والمجادلة بالتي هي أحسن ..

فديننا الإسلامي أجتث كل العادات السيئة عند العرب وأقر العادات الطيبة لديهم ..

ولم يكتفِ بذلك بل حث ورغّب على فعل المحمود منها..

فقد حث على النخوة والحميّة والمساعدة والإحسان ورد المعروف وحفظ القرابة ..

والبقاء على العشرة والمودة بين الناس ..

على اختلاف قرابتهم أو طبقاتهم أو أعراقهم أو حتى درجة علاقتنا بهم ..

****

والمتفحص في وقتنا الحاضر يرى صور ومشاهد تحدث ..

تقطع المعروف بين الناس وتضعف الثقة بينهم إلى درجة أقرب للعدم أحياناً ..

****

المشهد الأول




متسول (طفل – امرأة – مسن )

يقف عند الإشارة أو في أي مكان يمد يده ليسأل الناس ..

واعتقد أنّ قصة(ليست غريبة عليكم ) الصحفي في إحدى الصحف الذي قام بدور متسول في منطقة ما ..

وكانت المفاجأة حيث دخله في ذلك اليوم تجاوز 6000 ريال ما يعادل 1600$ ( أكثر من دخل أفضل جراحي القلب )


ما الذي حدث بعد ذلك ؟؟


أحجم بعض الناس ( وليس الكل طبعاً ) عن مساعدة طالب المساعدة المالية ..

( ولو كان صاحب حاجة فعلاً ومضطراً فهم لا يعلمون ذلك)

وردوه بكل أدب بالمقولة المعروفة: ( الله يرزقك أو الله يعطيك ) ..



المشهد الثاني

فاتن زوجة متفانية

فاتن امرأة بكل ما تعنيه الكلمة بدأت حياتها مع زوجها لبنة لبنة ..

فهي تساعده معنوياً بدعمها له ومدح صفاته وسجاياه ..

وتساعده مادياً كونها موظفة ..


حتى وقف على قدميه ..

وحققا حلم العمر أقصد بيت العمر ..


وهنا كانت الكارثة بالنسبة لها ..


فقد قتل فرحتها بالمنزل الجديد بإدخاله ضيفة جديدة عليها ..

تلك الضيفة ضرتها ..


انقلب مدحها لشخصه الكريم إلى ( مقلب بنفسه ) يحسب انّ النساء نظرتهن واحدة ..

وانقلبت مساعدتها المادية ومشاركتها له في أعباء وتكاليف المعيشة وبالاً عليها ..


(( أنا لست معترضاً على التعدد لكن ليه ما يعدد بذراعه بدلاً ما يعدد بفلوس حرمه ))


ما الذي حدث بعد ذلك ؟؟



أصبح الخوف يتملك بعض ( وليس كل ) النساء الصالحات المحبات لأزواجهن..

الآتي لا يكثرن عليهم في الطلبات ومصاريف الحياة ..

ولا يبخلن أيضاً في المساعدة المالية لا سيما وإن كنّ موظفات ..

هذه تقول لا تخلين عنده ولا قرش ..

وأخرى تختلف معه في اليوم 7 مرااات على مشاركتها المادية ..


المشهد الثالث


افرااااق


زوجان استحالت الحياة بينهما ..

ولسان حالهما يقول : لكل شيء لا بد نهاية وحنّا قربنا من النهاية ..


قدر الله لهما بأن يتطلقا ..

بعد عشرة دامت سنوات !!

تم الانفصال ..

ولم يربطهما شيء سوى الأطفال ..


ما الذي حدث بعد ذلك ؟؟

أصبح أحدهما أو كلاهما لا يذكر الآخر بالخير ولا سيما أمام الأطفال بل قد يتعدى الأمر عند الآخرين ..

وعوضاً عن جعل مصلحة الأطفال هي الأولى وهم الأساس ..

جعلا(أحدهما أو كلاهما) الأطفال متنفساً للإساءة إلى الآخر والنيل منه ..

أين العشرة الماضية بحلوها ومرها ؟!!

وما ذنب هؤلاء الأطفال في هذا كله ؟!!


المشهد الرابع
صديقتان ولكن !!

هند وسميرة صديقتان حميمتان ..


بل أنّ كل واحدة تعتبر الأخرى من أعز صاحباتها ..

علاقة قوية أواصرها متينة ..

علاقة بنيت على الاحترام والإخلاص والمشاركة ..

هموم هذه هي هموم الأخرى ..

في العمل مع بعض ..

وخارج إطار العمل ..

اتصالات ..

زيارات ..

بل لا تستطيع الواحدة أن تخفي عن الأخرى شيئاً ..

وفق الله الأولى وتقدم لها زوج محترم ..


وتزوجت ..

وبقيت الثانية تنتظر نصيبها ..


ما الذي حدث بعد ذلك ؟؟

لم تخبر صديقتها بخبر عقد قرانها إلا بعد مدة !! ( على استحياء ) وكأنها مرتكبة معصية ..

بدأت في التغيير عليها ولكن تدريجياً ..

شيئاً فشيئاً ..

في العمل تتجنبها وتتتعذر بأنها مشغولة ..

خارج العمل بدأت الاتصالات تقل ..

والزيارات تنقطع ..

والعذر أيضاً مشغولة ..

لماذا كل هذا ؟؟

لماذا نسيء إلى من أحسن لنا يوماً من الأيام ؟؟

هل هذه ضريبة صدق مشاعره وصفاء نيته ؟؟

المشهد الخامس

الجار



الجار رفيق ملازم لنا ما بقينا وخصوصاً لمن يسكنون ( ملك )

بل إنّ الإنسان يشاهد جاره أكثر من بعض أقاربه ..

بعض الجيران

لا يسلم على جاره ..

بعض الجيران

لم يدخل يوماً مجلس جاره ..

((نظام انجليزي ))

ما الذي حدث بعد ذلك ؟؟

بعض الجيران لا يأمن جاره وأقصد الذي بجانبه وليس من هو في آخر الشارع ..

لماذا ؟

لأنه لا يعرف اسمه أو اسم عائلته ..

ولم يشاهده إلا داخل أو طالع وبسرعة الصوت ..

المشهد السادس

غض البصر

لا تكاد تمر امرأة في مكان إلا وتجد من يرمقها بعينيه من أعلى هامتها حتى أخمص قدميها ..


وكأنها المرأة الوحيدة في العالم !!!



يقول عنترة :


وأغض طرفي إن بدت لي جارتي *** حتى يواري جارتي مأواها


فأين البعض عن هذا الخلق الرفيع والأدب الجميل ؟؟


ما الذي حدث بعد ذلك ؟؟

فقد البعض شيمته ومروءته ..

وأصبحت نفسه دنيئة إلى درجة لايتصورها عقل



****


ختاماً الخير موجود في أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة ..

وكل ما ذكر أعلاه هو من باب الحث على فعل المعروف ورد الجميل..

وبناء علاقة طيبة مع الآخرين ..

وربي يوفق الجميع أنشالله

هذا ولكم تحياتي,,,,,,