تحول حشد المصلين على جنازة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله إلى قمة إسلامية مصغرة من الرؤساء العرب والمسلمين ورؤساء الوفود الذين قدِموا للصلاة على جثمان ولي العهد قبل أن يوارى الثرى. وحضر الصلاة أمس عدد من القادة، منهم أمير الكويت الشيخ جابر الصباح، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس الأفغاني حامد كرزاي، ورئيس المجلس العسكري المصري المشير محمد حسين طنطاوي. دخل الرؤساء ورؤساء الوفود والمبعوثون من الباب الغربي للمسجد وخرجوا من باب الإمام بعد الصلاة على الجنازة، من دون ترتيبات بروتوكولية تُذكر. ودخل الرئيس الأفغاني الجامع من الجهة اليسرى وحيداً، لينتقل إلى الجهة الأخرى، إذ قدم العزاء إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، فيما سلم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عند وصوله على رئيس الوفد العماني. وكان الحزن طاغياً على ملامح الحاضرين من كل مكان. بعض الأمراء كان رفيقهم المصحف، يقرأون منه تارة، ويدعون تارة أخرى. وكان الآخرون صامتين واجمين أمام المصاب الجلل الذي رزئت به الأمة بفقد أحد أكبر رجالاتها. واصطحب رئيس المجلس العسكري المصري المشير طنطاوي الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى الجامع قبيل الصلاة. فيما صافح الرئيس السوداني البشير جميع الأمراء الموجودين في المسجد، قبل التوجه لمكان خادم الحرمين للسلام عليه وتعزيته. وفي داخل المسجد كان هناك حضور إعلامي واسع من وسائل الإعلام المحلية والدولية والتابعة للضيوف القادمين إلى الرياض للعزاء. وكان الإعلاميون يتحدثون بلغات بلدانهم، فترسخ التنوع الجغرافي في محيط لا يتجاوز قطره 20 متراً، لتكون هي الأخرى قمة أخرى مشابهة للأولى، ولكن وسط رجال الإعلام الذين نقلوا إلى المشاهدين في بلدانهم مشاهد صلاة الميت والحزن الكبير على الأمير الراحل سلطان.