العلاج الحقيقي

كان هناك ملك بدين الجسم عجز الأطباء عن مساعدته في إنقاص وزنه الزائد، وذات يوم جاءه رجل وقال له: يا مولاي أنا طبيب وباستطاعتي أن أساعدك ولكن أمهلني حتى الغد, فأمهله الملك.

وفي اليوم التالي جاء الرجل إلى الملك وقال له: يا مولاي أنا لست طبيباً ولكني عرّاف ولقد اطلعت على برجك في الليلة الماضية ورأيت أنه بقي من عمرك شهر واحد فقط. فغضب الملك وقال له: وكيف أعرف أنك صادق؟ فقال الرجل: احبسني يا مولاي حتى ينقضي الشهر, قل لحرسك أن يخرجوني من السجن إن أنت مت، وأما إن بقيت على قيد الحياة فأمر بقتلي.

ففعل الملك وزجّ به في السجن, وهنا أخذ الملك يفكر في الموت ويعد الدقائق والساعات التي تمر من عمره وانقضت الليلة تلو الأخرى وهو مهموم جداً لا يقدر على غمض عينيه حتى انقضى الشهر كله ولم يمت.

فاستدعى الرجل.. وقال له الملك: هاأنذا لم أمت.. وهنا ضحك الرجل وقال للملك: يا مولاي انظر إلى جسمك فقد أصبحت نحيفاً فأدرك الملك ذلك وتعجّب. فقال له الرجل: يا مولاي أنا لست عرّافاً وإنما لم أجد ما أساعدك به إلاّ أن أجعلك تصاب بالهم!

(إنْ أردت أن تحفر قبرك بيدك وتخسر حقيقة حياتك احمل همومك وتعايش كل دقيقة معها!)