• دخول الاعضاء

    النتائج 1 إلى 6 من 6

    الموضوع: جاء ليسرقنا فسرقناه

    1. #1
      موقوف
      تاريخ التسجيل
      Aug 2010
      المشاركات
      13,329
      معدل تقييم المستوى
      0

      افتراضي جاء ليسرقنا فسرقناه

      يحكى في الأثر أن العابد المعروف مالك بن دينار كان في أحد الأيام قائماً يصلي في الليل بخشوع و تدبر و هدوء كعادته

      و أثناء
      ذلك تسلل لص إلى بيته و دخل بخفة و هدوء و بحث في كل مكان لكنه لم يجد فلساً واحداً و لا حتى

      طعاماً أو متاعاً أو كساء


      فقد عرف مالك بن دينار بزهده و
      كرمه و فقره و كان يأكل لقيمات تسد الرمق و يقضي وقته في العبادة و

      العلم و
      التعليم

      شعر اللص بالغيظ لأنه اختار البيت الخاطئ و هم بتسلق الجدار للهروب
      لكن مالك بن دينار أمسك به مبتسماً

      و قال
      : ( لا والله لا ترحل من بيتي فارغ اليدين ، أدخل

      و صلي معي
      ركعتين )

      فتفاجأ السارق و ارتبك و لم يعرف ماذا يقول و ذهب
      للصلاة بالفعل و صلى مع مالك ركعتين و شعر بحلاوة

      لم يذق طعمها من قبل



      و هم السارق بالذهاب فقال مالك مبتسماً : لم يبق على طلوع الفجر إلا
      دقائق فما رأيك أن تبقى حتى أذان

      الفجر و نذهب معاً للصلاة في المسجد فوافق
      السارق على مضض

      و ذهب مالك برفقة السارق إلى المسجد و صلى مع جماعة
      المسلمين و امتلأ قلبه بالإيمان و شعر بالخجل

      من نفسه



      و رأى
      الناس رجلاً غريباً برفقة مالك فسألوه : من هذا الرجل يا مالك أهو مسافر؟

      فقال : بل هو رجل جاء ليسرقنا فسرقناه



      السرقة فعل محرم و مشين و عقوبتها رادعة و شديدة ، ولكن هل يمكن أن
      تسرق من سرقك ؟؟؟

      و السؤال الأهم
      : هل فكرت يوماً بالأسباب التي دفعت ذلك السارق للسرقة ؟؟ و هل

      فقره هو السبب برأيك ؟


      طبعا الفقر و الظلم من تلك الأسباب لكن برأيي الشخصي السبب الرئيسي
      للسرقة هو غياب الوازع الديني


      إنه ضعف اليقين
      و غياب التوكل على الله في النفوس . فعندما يؤمن الإنسان أن رزقه بيد الله وحده و

      مقسوم و محدد و مكتوب



      قال
      تعالى : (( وفي السماء رزقكم و ما توعدون ))


      و التوكل على
      الله ليس مجرد كلمة نتغنى بها بل هو إيمان و يقين يرافقه عمل و سعي


      قال تعالى : (( هو الذي جعل لكم
      الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها و كلوا من رزقه و إليه النشور ))


      و عندما يغيب اليقين و الفهم الصحيح لمعنى التوكل يلجأ
      الفقير إلى حلين لا ثالث لهما برأيه

      إما أن يتسول و
      يتذلل للأغنياء و يفقد كرامته و مكانته


      أو أن يلجأ للسرقة و الرشوة و
      المال الحرام

      و كلاهما خطأ غير مقبول بالطبع



      و هنا يأتي
      دور أهل العلم و الحكمة قبل دور الأغنياء من أهل الخير


      فمن واجب العلماء و الدعاة و الحكماء و حتى العباد و الزهاد أن
      يبحثوا عن طرق لجذب هؤلاء الذين

      ابتعدوا عن الدين فصار الحرام سهلاً عليهم
      و هذا ما فعله مالك ابن دينار عندما سرق قلب السارق و روضه

      و ملأه بطاقة
      إيمانية رادعة


      لدى الجميع فطرة سليمة و جانب روحي بحاجة لمن يغذيه و
      يضرب على أوتاره الحساسة


      يحكى مثلاً أن سارقاً كان يهم في سرقة بيت أحد
      العباد فسمعه يتلو قوله تعالى :


      (( ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق و لا يكونوا كالذين
      أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم و كثير منهم فاسقون ))


      عندما سمع هذه الآية الرائعة خشع قلبه و بكى و قال
      : بلى يا رب .... بلى يا رب

      حان وقت التوبة و الرجوع .... حان وقت الإنابة و
      الخشوع

      و لم يسرق من وقتها بل صار من أحسن العباد


      طبعاً لا أبرئ
      أغنياء المسلمين من مسؤوليتهم عن تفشي السرقة في المجتمع الإسلامي فدورهم مهم و

      أساسي و إلا لما فرض الله تعالى الزكاة و أوجب الصدقات و مساعدة الفقراء و
      المحتاجين و المساكين


      ومن واجب أغنياء المسلمين أولاً و قبل أن يتصدقوا
      ، من واجبهم إنشاء مشاريع لتشغيل الشباب و إيجاد


      فرص عمل للفقراء تكفيهم و تقيهم ذل السؤال و بشاعة السرقة



      عندما يبحث الغني عن نفسه و تجارته و مصالحه فقط فعلى الأمة
      السلام

      و من قطوف الحكمة : ما أحسن تذلل الأغنياء عند
      الفقراء، وما أقبح تذلل الفقراء عند الأغنياء.


      و كما قال علي رضي
      الله عنه لو أنفق كل مسلم زكاة ماله فقط ما وجدنا على ظهر الأمة فقيراً واحدا

      إذاً من الجميل أخي أن تسرق من يهم بسرقتك ، أن تسرق عاطفته و تصلح
      قلبه ، أن تسرق الحسنات إذا

      أكرمته و أرشدته



      و كما قال تعالى
      (( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم ))


      و السلام عليكم و رحمة الله و
      بركاته

    2. #2
      الصورة الرمزية هيبـة ملڪ
      تاريخ التسجيل
      Aug 2008
      الدولة
      في قلب من أحب
      المشاركات
      23,830
      معدل تقييم المستوى
      112

      افتراضي رد: جاء ليسرقنا فسرقناه

      والله الموضوع هذا كله حكم من بداية النهي عن السرقة إلى الوعظ للتجار لخروج أموالهم للزكاة وسد حاجة من يحتاج للمال

      أشكرك يالغالي


      إذا لم تجد عدلاً في محكمة الدنيا .. فارفع ملفك لمحكمة الآخرة .. فإن الشهود ملائكة .. والدعوى محفوظة .. والقاضي أحكم الحاكمين




      اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً
      و
      اعمل لآخرتك كأنك تموت غداً

    3. #3
      الصورة الرمزية هيبة ملاك
      تاريخ التسجيل
      Nov 2010
      المشاركات
      6,981
      معدل تقييم المستوى
      69

      افتراضي رد: جاء ليسرقنا فسرقناه



      بارك الله فيكِ .. ونفع بكِ



      نقل موفق لا حرمكِ الله أجرها







      (اللهم امين.


    4. #4
      فوضوي له مكانه
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      الدولة
      الرياض
      المشاركات
      8,789
      معدل تقييم المستوى
      77

      افتراضي رد: جاء ليسرقنا فسرقناه

      ابداع وتميز

    5. #5
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية رذاذة مطر
      تاريخ التسجيل
      Jan 2009
      المشاركات
      1,112
      معدل تقييم المستوى
      66

      افتراضي رد: جاء ليسرقنا فسرقناه

      شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

    6. #6
      موقوف
      تاريخ التسجيل
      Aug 2010
      المشاركات
      13,329
      معدل تقييم المستوى
      0

      افتراضي رد: جاء ليسرقنا فسرقناه

      ربي يسعدكم يارب

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •