توقع صيف ساخن وانقلابات قد تعصف ببلدان أوروبية
تحليل إخباري
توقع صيف ساخن وانقلابات قد تعصف ببلدان أوروبية
بوحي من الربيع العربي


بينما تتطور الأحداث في الشرق الأوسط على صفيح ساخن، وتستعد أنظمة للانسحاب من المسرح السياسي تحت ضغط “الربيع العربي”، وتخوض سلسلة من الأنظمة الدكتاتورية الصراع مع شعوبها، فإن المقال الذي كتبه ستيف جولدشتاين ونشره موقع “ماركت ووتش” الإلكتروني الاقتصادي توقع أن تنحدر دول أوروبية إلى هذا الأتون في صيف يمكن أن يتسم بالسخونة . يقول ستيف:



“لقد بدأ يتردد ذكر كلمات مثل “انقلاب” و”اليونان” في سياق واحد من الأحاديث، وبخاصة في تقارير “المخابرات المركزية الأمريكية”، هذا إذا صدق حديث إحدى مجلات التابلويد الألمانية” .



ويرى المقال أن الاعتقاد السائد هو أن بلداناً مثل اليونان وإيرلندا والبرتغال وإلى حد ما إسبانيا تخضع جزئياً للسيطرة عبر برلين (ألمانيا) وفرانكفورت (البنك المركزي الأوروبي) وصندوق النقد الدولي، إن لم تكن تلك السيطرة يمارسها تجار السندات في نيويورك ولندن أيضاً .



من جانب آخر، لا يخفي المحللون مخاوفهم من احتمالات تباطؤ تعافي الاقتصاد الأمريكي في الربع الثاني في حين تبدو كل مؤشرات النمو الاقتصادي هناك تسير الهوينى ومن دون تغير في وتيرة إيقاعها . بحسب تقارير جون هيلسينراث المنشورة في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية . وترى هذه التقارير أنه يمكن لهذه البلدان أن تعلن بملء فيها وتقول “لا”، ولكن ذلك لن يقيها من احتمالات تعرض اقتصادها للانهيار الفوري .



إن ما يثير الاهتمام بالنسبة للمفاوضات الخاصة بحزمة المساعدات لليونان هو إلى أي مدى سيتم التفاوض على رزمة المساعدات في أروقة بعيدة عن أثينا .



يشار إلى أن عملية جباية الضرائب في اليونان ستقوم بها أطراف غير يونانية، وهي خطوة مفترضة لكنها يمكن أن تصبح ممكنة أو محتملة . وينبغي الاعتراف بأن العاملين على جباية الضرائب في اليونان هم حفنة هي الأسوأ في العالم . ويكشف ذلك أيضاً إلى أي مدى تتداعى وتهوي فيها سيادة هذه الجمهورية الهيلينية مع إشراقة كل صباح . ولن يكون بالطبع تعليق العمل بالنظام الديمقراطي في الحقيقة هو الحل لإنقاذ البلاد .



تبين الأيام الأخيرة من قيادة جان كلود تريشيت لدفة إدارة البنك المركزي الأوروبي أنها أيام تختلط بظلال الكآبة . ويتوقع أن يتلقى اليوم (الخميس) جائزة عن إسهامه في تعزيز الوحدة الأوروبية، ولن يكون من بين أسباب منحه للجائزة بالطبع إسهامه في رفع أسعار الفائدة في معمعان أية أزمة واتخاذ موقف مقاوم لفكرة مد فترة استحقاق سداد الديون اليونانية .



وربما يعود سبب منحه المكافأة إلى كل تلك الأعمال مجتمعة وفي كل الأحوال فهي جاهزة تمنحها ألمانيا له .



يعني ذلك أنه حتى إذا ترددت اليونان في تبني “إعادة جدولة الديون”، بحسب ما يطلق عليها، خشية تعريض مقرضيها للضرر . كما أن بقية قطاع البنوك في أوروبا تقف على أهبة الاستعداد تحسبا خاصة بعد أن تسرب أن هناك موافقة على منح اليونان مساعدات إضافية .



ويبدو أن مرحلة الحسم بدأت تقترب حتى وإن كان زعماء أوروبا يفضلون تطبيق مبدأ المساعدة على دفعات . ويمكن لتلك المرحلة الحاسمة أن تتجلى في أشكال متعددة ولكن يظل التركيز على ألمانيا والبنوك الفرنسية باعتبارها الجهات المقرضة .



ومن المتوقع أن تغادر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى واشنطن في الأسبوع المقبل وهي ستتحدث عن أداء اقتصاد بلدها القوي، ولكنها ستذهب تاركة وراءها في أوروبا انحسارا لشعبيتها في مقابل ارتفاع شعبية باراك أوباما الذي يرى الأمور عكس ما تراه المستشارة . وتبدو تصرفاتها مثيرة للضيق على نحو متزايد، ولعل إعراب ألمانيا عن نيتها أخيرا شطب مفاعلاتها النووية خلّف مثل هذا الشعور، وفي ضوء تلك التصرفات تضع ميركل العصي في عربة المساعدات .



آخر شيء كانت الولايات المتحدة تتمناه بعد ارتفاع أسعار النفط والزلزال الذي ضرب اليابان وإنهاء التيسيير الكمي، هو خوض جولة جديدة من القلق الناجمة عن وضع الديون الأوروبية . لكن ميركل تأتي إلى واشنطن حاملة ورقة ستكون بلا شك خالية من أي موضوع ذي صلة بوضع حلول سريعة لأزمة الديون في أوروبا .

دار الخليج