".. الفرج بعد الشدة والضيقة .."

[آلوآن..~]

السلآم عليكم و رحمة الله وبركآتة . .

في هذا المتصفح ستقرأون بعض القصص من كتاب " الفرج بعد الشدة والضيقة "
وهي قصص واقعيه للأنبياء والرسل والصحابه والتابعين . .
لِ / ابراهيم بن عبدالله الحآزمي ،

.
.
.

[آلوآن..~]

-1-
قصة نوح عليه السلآم

نوح عليه السلام من أنبياء الله أولي العزم ، امتحن بخلاف قومه ،
وعصيان ابنه له ، والطوفان العام واعتصام ابنه بالجبل ، فأعقبه الله
الخلاص والنجاة من تلك الاهوال .
قال تعالى -: ( ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ونجيناه وأهله من الكرب العظيم )
[ سورة الصآفات الآيتآن 75 ،76 ]

.
.

[آلوآن..~]

-2-
قصة ابراهيم عليه السلآم

لما كسّر ابراهيم عليه السلام الأصنام قاموا بإحرآقه في النار ،
فجعلها الله عليه برداً وسلآماً . ولما هاجر بابنه اسماعيل وبأمه الى وادٍ غير
ذي زرع ، ونبع الماء من تحت قدمي اسماعيل ، عليه السلآم ،
بعد أن ضآقت بأمه الارض .
ولما جآء امر الله سبحانه الى ابراهيم خليل الرحمن بذبح ابنه اسماعيل ،
صبر واحتسب فجاءه العوض من الله كما قال تعالى -: ( فبشرناه بغلامٍ حليم ،
فلما بلغ معه السعي ، قال يابني اني أرى في المنام أني أذبحك ، فانظر ماذا ترى ،
قال يا أبتِ افعل ماتؤمر ، ستجدني إن شآء الله من الصابرين ، فلما أسلما وتله للجبين
وناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا ، إنا كذلك نجزي المحسنين )
[ سورة الصافات الآيآت 101 - 107 ]

.
.

[آلوآن..~]

-3-
قصة لوط عليه السلآم

وقد نهى قومه عن الفاحشة فعصوه وكذبوه ، وتضييفه الملآئكة فطالبوه
فيهم بما طالبوه ، فخسف الله بهم أجمعين ، ونجى لوطاً وأثابه ثواب
الشآكرين .

[آلوآن..~]

-4-
قصة يعقوب ويوسف عليهما السلآم

فقد أفرد الله تعالى بالذكر شـأنهما ، وعظيم بلواهما وامتحانهما ،
سورة كاملة محكمة ، بيّن فيها كيف حسدَ اخوة يوسف على المنام الذي
بشره الله تعالى فيه بغاية الاكرام ، حتى طرحوه في الجب ، فخلصه
الله تعالى منه ، بمن أدلى الدلو ، ثم استعبد ، فألقى الله تعالى
في قلب من صار إليه اكرامه ، واتخذه ولداً ، ثم مراودة امرأة العزيز إياه
عن نفسه ، وعصمة الله له منها ، وكيف جعل عاقبته بعد الحبس ، إلى ملك
مصر ، ومالحق يعقوب من العمى لفرط البكاء ، وكيف أنفذ يوسف إلى
أبيه قميصه ، فرده الله به بصيراً ، وجمع بينهم ، وجعل كلآ منهما مسروراً
بصاحبه .

.
.

[آلوآن..~]

-5-
قصة أيوب عليه السلآم

وقد امتحن بالاسقام والاوجاع ، وجاء ذكره في كتاب الله ،
قال تعالى -: ( وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ،
فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ) [ سورة الانبياء ، الآية : 83 ]
وقد كان أيوب ، عليه السلآم رجلاً كثير المال من سائر صنوفه وأنواعه
من الانعام والعبيد والمواشي والاراضي المتسعه ، وكان له أولاد وأهلون
فسلب من ذلك جميعه وابتلي في جسده بأنواع البلآء ، ولم يبق منه عضو
سليم سوى قلبه ولسانه يذكر الله عزوجل في ليله ونهاره وصباحه
ومسائه ولنستمع إلى مايقوله الصادق المصدوق عن هذا النبي المبتلى .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :
" إن نبي الله أيوب عليه السلآم لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة ، فرفضه
القريب والبعيد إلآ رجلين من اخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما
لصآحبه ذات يوم : تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين !
فقال له صآحبه : وماذاك ؟ .. قال : منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به ،
فلما رآحآ إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له ، قال أيوب : لآ أدري ماتقولآن
غيرأن الله تعالى يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان فيذكران الله فارجع الى بيتي فأكفر
عنهما كراهية أن يذكر الله إلآ في حق ، قال : وكان يخرج إلى حاجته فإذى قضى حاجته
أمسكته امرأته بيده حتى يبلغ ، فلمآ كان ذات يوم أبطأ عليها ، وأوحى إلى أيوب
أن " اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب " . فاستبطأته ، فتلقته تنظر ، وقد أقبل عليها وقد
أذهب الله مابه من البلاء وهو أحسن ماكان فلما رأته ، قالت : أي بارك الله فيك ، هل
رأيت نبي الله هذا المبتلى ، والله على ذلك مارأيت أشبه منك إذا كان صحيحاً ، فقال :
فإني أنا هو .
وكان له أندران ( أي بيدران ) أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت
احداهماعلى أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض ، وأفرغت الاخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينما
أيوب يغتسل عرياناً خرّ عليه رجل جراد من ذهب ، فجعل يحثي في ثوبه ، فنادى ربه :
يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال : بلى يارب ، ولكن لآ غنى لي عن بركتك .
رواه البخاري (6/42) كتاب الانبياء .

.

[آلوآن..~]

-6-
قصة يونس عليه السلآم

يونس عليه السلآم وماقص الله تعالى من قصته في غير موضع من كتابه ، ذكر فيها
التقام الحوت له وتسبيحه في بطنه وكيف نجاه الله تعالى فأعقبه بالرساله والعافيه
والسلآمه .
قال الله تعالى : ( وإن يونس لمن المرسلين ، إذ أبق إلى الفلك المشحون ، فساهم فكان
من المدحضين ، فالتقمه الحوت وهو مليم ، فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه
إلى يوم يبعثون ، فنبذناه بالعراء وهو سقيم ، وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ، وأرسلناه
الى مائة ألف أو يزيد ) [ سورة الصافات الآيات 139 - 147 ]
بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل نينوى من أرض الموصل ، فدعاهم الى الله عزوجل
فكذبوه وتمردوا على كفرهم وعنادهم ، فلما طال ذلك عليه من أمرهم خرج من بين
أظهرهم مغاضباً ووعدهم حلول العذاب بهم بعد ثلآث ، وركب سفينة في البحر فلجت بهم
واضطربت وماجت بهم وثقلت بما فيها ، وكادوا يغرقون ، فشاوروا بينهم على أن
يقترعوا فمن وقعت عليه القرعه ألقوه من السفينة ليحتفظوا منه .
فلما اقترعوا وقعت القرعه على نبي الله يونس ، فلم يسمحوا به فأعادوها ثانية فوقعت
عليه أيضا فشمر ليخلع ثيابه ويلقي بنفسه فأبوا عليه ذلك . ثم أعادوا القرعه ثالثه
فوقعت عليه أيضا لما يريده الله به من الامر العظيم .
فألقى به في البحر ، وبعث الله عزوجل حوتا عظيما من البحر الاخضر فالتقمه وأمره
تعالى أن لآ يأكل له لحما ولا يهشم له عظماً فليس لك برزق فأخذه فطاف به البحار كلها .
ولما استقر بجوف الحوت حسب أنه قد مات فحرك جوارحه فتحركت فإذا هو حي فخر لله
ساجداً ، وقال : يارب اتخذت لك مسجداً لم يعبدك أحد مثلي ، واستمر الحوت يطوف به
في قرار البحار ، ويقتحم به لجج الموج الاجاجي فسمع تسبيح الحيتان للرحمن ، وسمع
تسبيح الحصى لفالق الحب والنوى ، ورب السموات السبع والارضين السبع ومابينهما
وماتحت الثرى ، فعند ذلك وهنالك قال بلسان الحال والمقال كما أخبر عنه ذو العزة
والجلال ، الذي يعلم السر والنجوى ويكشف الضر والبلوى ، سامع الاصوات وان ضعفت
وعالم الخفيات وان دقت ، ومجيب الدعوات وان عظمت حيث قال في كتابه المبين
المنزل على رسوله الامين ، وهو أصدق القائلين ورب العالمين ، وإله المرسلين :
( وذا النون اذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لآ إله إلآ أنت
سبحانك إني كنت من الظالمين ، فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين )
[ سورة الانبياء ، الآيتآن 87 - 88 ]
فلما دعا بهذا الدعاء العظيم الذي لا يدعو به مكروب إلآ استجيب له ..
لآ إله إلآ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .. أقبلت الدعوة تحن بالعرش .
فقالت الملائكة : يارب صوت ضعيف معروف من بلاد غريبه فقال : أما تعرفون ذاك .
قالوا : يارب ومن هو ؟
قال : عبدي يونس ، قالوا : عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عملا متقبلا ودعوة
مجابة ، قالوا ياربنا أولا ترحم ما كان يصنعه في الرخاء فتنجيه من البلاء ، قال : بلى
فأمر الحوت فطرحه في العراء ، وأنبت الله عليه شجرة اليقطين وهي شجرة الدباء وهيأ
الله له أروى وهي أنثى الوعل تأكل من حشآش الارض ، فتنفشخ عليه فترويه من لبنها
كل عشية وبكرة حتى نبت .
أخي المسلم أكثر من دعوة ذي النون فإنها من أعظم الادعيه التي يفرج بها الكروب فعن
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" اسم الله الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى دعوة يونس ابن متى " .
وأخرج النسائي والترمذي عنه رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت ( لآ إله إلآ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
أنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلآ استجاب له " .

.
.

[آلوآن..~]

-7-
قصة دانيال عليه السلام

كان دانيال نبياً بعد موسى عليه السلام بزمن طويل وان قومه كذبوه فأخذه ملكهم فقذفه إلى أسد مجوعة في جب .
فلما اطلع الله تعالى على حسن اتكاله عليه ، وصبره طلباً لما لديه ، أمسك أفواه الاسد
عنه ، حتى قام على رؤوسها برجليه وهي مذلله غير ضارة له فبعث الله تعالى إرميا من
الشام حتى تخلص دانيال من هذه الشدة وأهلك من أراد اهلاك دانيال .
فعن عبدالله بن ابي الهديل قال :
ضرى بخت نصر أسدين ، فألقاهما في جب وجاء بدانيال فألقاه عليهما فلم يهيجاه فمكث
ماشاء الله ثم اشتهى مايشتهي الادميون من الطعام والشراب فأوحى الله الى ارميا وهو
بالشام أن اعد طعاماً وشراباً لدانيال فقال يارب أنا بالارض المقدسه ودانيال
بأرض بابل من أرض العراق فأوحى الله تعالى اليه أن أعد ما أمرناك به فإنا سنرسل
إليك من يحملك ويحمل ما أعددت ففعل ،
فأرسل الله إليه من حمله وحمل ما أعد حتى وقف على رأس الجب .
فقال دانيال من هذا ؟
قال : أنا ارميا
قال : وماجاء بك
قال : أرسلني إليك ربك
قال : وذكرني
قال : نعم
قال : الحمدلله الذي لآ ينسى من ذكره ، والحمدلله الذي لآ يخيب من رجاه ، والحمدلله
الذي من توكل عليه كفاه ، والحمدلله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره ، والحمدلله الذي
يجزي بالصبر نجاة ، والحمدلله الذي يكشف ضرنا ، بعد كربنا ، والحمدلله الذي هو ثقتنا
حين تسوء ظنوننا بأعمالنا ، والحمدلله الذي هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل منا .
رواه ابن ابي الدنيا والقاضي التنوخي وانظر : البداية والنهاية لابن كثير 2/37

.
.

[آلوآن..~]

-8-
الشدائد التي مرت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

وقد ذكر الله تعالى في محكم كتابه المحن والشدائد التي جرت لنبينا
محمد صلى الله عليه وسلم وكيف أن كفار قريش أرادوا قتله ، فنجاه الله سبحانه
كما قال تعالى -: ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك ) . [سورة الانفال]
وقصة هجرته وذهابه إلى غار ثور مما قصه الله سبحانه في كتابه
فقال سبحانه -: ( إلآ تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما
في الغار ، إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) . [سورة الانفال]
ورسول الله صلى الله عليه وسلم لما خاف أن يلحقه المشركون حين سار عن مكة
مهاجراً ، دخل غار ثور هو وأبو بكر الصديق ، فاسخفى فيه ، وحمى الله سبحانه رسوله
منهم وعادوا خائبين ، وان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ليريان أقدامهم
ويسمعان منهم كلامهم . ولحقته صلى الله عليه وسلم كثير من المحن والشدائد المعروفة
في السيرة النبوية ، ومنها : أن مشركي قريش كانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم
فيطرحون عليه رحم الشاة وهو يصلي ، وأبو لهب كان يطرح النتن والعذرة على باب
النبي صلى الله عليه وسلم ومحاولة أبي جهل وشيبة وعتبة ابني ربيعة ، وأبي سفيان
بن صخر ، والعاص بن وائل ، وعقبة بن أبي معيط وغيرهم ، قتله ، وماكانوا يكاشفونه
به من السب والتكذيب والاستهزاء ، ورميهم إياه بالجنون ، وقصدهم إياه بأنواع الاذى
والبهتان والكلام القبيح ، وحصرهم إياه صلى الله عليه وسلم وجميع بني هاشم في
الشعب ، وتخويفهم إياه ، ما يطول اقتصاصه ، ويكثر شرحه ، ثم اعقبه الله تعالى من
ذلك بالنصر والتمكين ، وإعزاز الدين ، وإظهاره على كل دين ، وقمع الجاحدين
والمشركين ، وقتل أولئك الكفرة والمعاندين ، وغيرهم من المكذبين والكاذبين ، الذين
كانوا عن الحق ناكثين ، وبالدين مستهزئين وللمؤمنين مناصبين متوعدين ، وللنبي صلى
الله عليه وسلم مكاشفين محاربين ، وأذل من بقي منهم بعز الاسلام والحمدلله رب
العالمين .

.
.

[آلوآن..~]

-9-
يؤسر ثم يفك قيده ويعود غانماً

جاء مالك الاشجعي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : أسر ابني عوف
فقال له رسول الله صلى الله وعليه وسلم : أرسل إليه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم يأمرك أن تكثر من قول : لآ حول ولا قوة إلآ بالله . وكانوا قد شدوه بالقد فسقط
القد عنه ، فخرج فإذا هو بناقة لهم فركبها وأقبل ، فإذا بسرح القوم الذين كانوا قد شدوه،
فصاح بهم فاتبع أولها آخرهآ فلم يفجأ أبويه إلآ ينادي بالباب ، فقال أبوه عوف : ورب
الكعبه ، فقالت أمه واسوأتاه ؟
وعوف كيف يقدم لما هو فيه من القد ، فاستبقا الباب والخادم ، فإذا هو عوف قد ملأ
الفناء إبلاً ، فقص على أبيه أمره وأمر الابل فقال أبوه : قفا حتى آتي رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأسأله عنها ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بخبر عوف
وخبر الابل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" اصنع بها ما أحببت وماكنت صانعاً بمالك ونزل قوله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ) .

وفي رواية : إن مالك الاشجعي كان له ابن وان المشركين أسروه فكان فيهم ، وكان أبوه
يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشكو إليه مكان ابنه وحاله التي هو بها وحاجته ،
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره بالصبر ويقول :
" إن الله سيجعل لك مخرجاً " . فلم يلبث بعد ذلك إلآ يسيراً أن انفلت ابنه من أيدي العدو
فمر بغنم من أغنام العدو فاستاقها فجاء بها إلى أبيه وجاء معه بغنم قد أصابه من المغنم .

.
.

[آلوآن..~]

-10 -
أمن يجيب المضطر إذا دعاه

عن أنس قال : كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الانصآر يكنى أبا
معلق ، وكان تاجراً يتجر بمالٍ له ولغيره يضرب به الآفاق ، وكان ناسكاً ورعاً فخرج
مرة فلقيه لص مقنع في السلآح ، فقال له : ضع مامعك فإني قاتلك ، قال ماتريد إلى
دمي ؟ شأنك بالمال ، قال : أما المال فلي ، ولست أريد إلآ دمك ، قال : أما إذ أبيت ،
فذرني أصلي أربع ركعات ، قال : صل مابدا لك ، فتوضأ ، ثم صلى أربع ركعات ، فكان
من دعائه في آخر سجة أن قال :
ياودود ، ياذا العرش المجيد ، يافعال لما تريد ، أسألك بعزك الذي لآ يرام ، وملكك الذي
لآ يضآم ، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك ، أن تكفيني شر هذا اللص ، يامغيث أغثني ،
يامغيث أغثني ، يامغيث اغثني ، قال : دعا بها ثلآث مرآت ، فإذا هو بفارس قد أقبل
بيده حربة واضعها بين أذني فرسه فلما بصر به اللص أقبل نحوه ، فطعنه ، فقتله ثم أقبل
إليه . فقال : قم ، قال من أنت بأبي أنت وأمي ؟
فقد أغاثني الله بك اليوم ، قال : أنا مللك من أهل السماء الرابعه دعوت بدعائك الأول ،
فسمعت لأبواب السمآء قعقعة ، ثم دعوت بدعائك الثاني فقيل لي : دعاء مكروب ، فسألت
الله تعالى أن يوليني قتله .
قال أنس : فاعلم أنه اذا توضأ ، وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له
مكروباً كان أو غير مكروب .
رواه ابن ابي الدنيا في كتابه مستجابي الدعاء ، وذكره العلامة ابن قيم الجوزية في كتابه الداء والدواء .

.
.

[آلوآن..~]

-11-
دخلت في أذنه حصآة وبعد فترة خرجت

عن عمر بن ثابت البصري قال :
دخلت في أذن رجلاً من أهل البصرة حصاة ، فعالجها الاطباء ، فلم يقدروا عليها ، حتى
وصلت سماخه ، فأتى رجلاً من أصحاب الحسن البصري رحمه الله ، فشكى ذلك إليه ،
فقال : ويحك إن كان شيء ينفعك الله به ، فدعوة العلآء بن الحضرمي ، التي دعا بها
في البحر في المفازة ، قال :
وماهي يرحمك الله ؟ قال : ياعليّ ، ياعظيم ، ياحليم ، ياعليم ، قال : فدعا بها ،
فوالله مابرحنا حتى خرجت من أذنه ولها طنين حتى صكت الحائط وبرأ .

.
.

[آلوآن..~]

-12-
ألم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل

كان هناك رجل بينه وبين رجل آخر متمكن من آذآه عداوة ، فخافه خوفاً شديداً ،
وأهمه أمره ، ولم يدر ما يصنع .
فرأى في منامه ، كأن قائلا يقول : اقرأ في كل يوم في احدى ركعتي الفجر :
ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل .. إلخ .. السورة .
قال : فقرأتها ، فما مضت إلآ شهور ، حتى كفيت أمر ذلك العدو ، وأهلكه
الله تعالى ، فأنا أقرؤهآ إلى الآن .
قلت : ومن خاف عدواً فعليه أن يكثر من قوله سبحانه وتعالى : ( لآ تخاف
دركاً ولا تخشى ) ، وقد جربت ، ومن قول : اللهم إني أعوذ بك من شرورهم
وأجعلك في نحورهم فقد صح بذلك الحديث عن الحبيب صلى الله عليه وسلم .

.
.

[آلوآن..~]

-13-
إذا ضاق بك الصدر ففكر في ألم نشرح

كان بعض الصالحين قد ألح عليه الغم ، وضيق الصدر ، وتعذر الامور ، حتى كاد
يقنط ، فكان يوماً يمشي وهو يقول :
أرى الموت لمن أمسى ... على الذل له أصلح
فهتف به هاتف ، يسمع صوته ، ولا يرى شخصه أو أري في المنام ،
كأن قائلاً يقول :
ألآ يا أيها المرء .. الذي الهم به برح
إذا ضآق بك الامر .. ففكر في ألم نشرح
فإن العسر مقرون .. بيسرين فلا تبرح
قال : فواصلت قراءتها في صلآتي ، فشرح الله صدري ، وأزال همي وكربي ،
وسهل أمري .

[آلوآن..~]

-14-
دعاء يزيل المرض

عن حميد وابن عبدالرحمن الحميري ، قال : كان بأبي الحصاة ،
فكان يلقى من شدة مابه البلاء .
قال حميد : فانطلقت إلى بيت المقدس ، فلقيت أبا العوام ، فشكوت إليه الذي بأبي ، وأخبرته خبره .
فقال مره فليدع بهذه الدعوة :
" ربنا الذي في السماء عرشه ، ربنا الذي في السماء تقدس إسمه ،
أمرك ماضٍ في السماء والارض ، وكما رحمتك في السماء ، فاجعلها في الارض ،
اغفرلنا ذنوبنا وخطايانا ، انك أنت الغفور الرحيم ، اللهم أنزل رحمة من رحمتك ، وشفاء
من شفائك ، على مابفلان من وجع ".
قال : فدعا به ، فأذهبه الله تعالى عنه .
ورد مرفوعا من حديث ابي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" من اشتكى منكم شيئاً ، او اشتكاه أخ له فليقل ...." ثم ذكره .
ورواه أبو داوود (3892) في الطب وفي سنده زياد بن محمد وفيه كلام وبقية رجاله
ثقات . ورواه أحمد (6/21) من طريق آخر .

.
.