قالت مذيعة الزعيم الليبي معمر القذافي هالة مصراتي ان الله يؤيد القذافي بجند لا نراها على هيئة المطر والعواصف ضد الثوار وأعداء ليبيا، وقالت انه عندما يخطب القذافي ينزل الخير والمطر.
هالة مصراتي استشهدت من قبل في برنامجها بإنصاف الله، والطبيعة للقذافي لأنه لم يخرج يوما للشعب بخطاب إلا وهطل المطر، وهذا دليل على نصرة الله للقائد بالمناخ، ثم قامت مصراتي بعرض مشاهد للعاصفة الرملية التي تعرضت لها الكويت أخيرا، والاشارة اليها على أنها جاءت من الصحراء الكبرى غرب ليبيا، وان الله أرسلها لملاحقة الثيران «الثوار» بينما قلوبهم وعقولهم لا تعي ولا تفهم الاشارات الالهية، ووصفتهم بأنهم لا رحمة لديهم، وانهم يبتسمون في منتهى الحماقة، بينما ظلت تردد: سبحان الله، ولا إله إلا الله.
وقالت: «يا أهلنا احنا مش هدفنا نخليكم متصلوش لما نقول ان الخروج لصلاة الفجر محظور، وبعدين ايش ها اللي بيجي من المساجد اليومين دول؟».
«الفساد من المساجد والتحريض والتخريب، احنا مسلمين وقائدنا اللي هو القذافي مسلم أسلم على يديه الملايين، قائدنا بنى مساجد في أفريقيا بالملايين، قائدنا خلى حفظ القرآن مثل الدكتوراه، قائدنا عمل مليون كتّاب لتحفيظ القرآن بليبيا، احنا عندنا المليون حافظ للقرآن بفضل قائدنا العالم».
واستطردت المذيعة التي كانت ترتدي السواد ويبدو على ملامحها الحزن، قائ‍لة: «والله يا جماعة احنا محتاجين نقرأ كتير ونتعلم، أنا عن نفسي قرأت كل أدبيات العقيد، وكل مقالاته، وكل كتاباته، احنا والله لو طبقنا كلماته تطبيقا حرفيا لأصبحنا المدينة الفاضلة».
ثم انتقلت المذيعة الى فقرة أخرى يتم فيها سماع تسجيلات من غرف البلتوك الخاصة بالمعارضة، ثم تقوم المذيعة بالتعليق على المكالمة، قائلة: «شوفوا يا اخوتي كيف صارت الاحوال، بلدنا في خطر، ولكننا بننتصر بقائدنا إن شاء الله».
في هذا الوقت وفيما يشتد الخناق يوما بعد يوم على نظام العقيد معمر القذافي يلجأ الأخير إلى جملة آليات ووسائل لإقناع الرأي العام الداخلي والخارجي بأن الأمور «تحت السيطرة»، وأن النظام لايزال قويا وممسكا بزمام السلطة، وقادرا على احتواء الموقف وإعادة المياه إلى مجاريها.
سلاح الصورة
ولأن الصورة تبقى الأكثر تأثيرا وإقناعا، فقد ركز النظام الليبي على استخدامها بشكل مكثف من خلال إبراز مجموعات من المظاهرات والمسيرات المؤيدة له خصوصا في مدينتي طرابلس وسبها معقل قبيلة القذافي ومسقط رأسه.
ودأب التلفزيون الليبي على بث اعتصامات من الساحة الخضراء بطرابلس لمواطنين ليبين يرفعون الأعلام الليبية الخضراء وصورا للقذافي ويرددون هتافات تحيي «الأخ القائد» وتمجد ثورته وتعلن التشبث به زعيما أوحد لليبيا.
وحاول القذافي وأبناؤه استخدام الصورة لتفنيد أنباء أو شائعات ترد من حين لآخر بشأن مصيرهم، أو للتدليل على حضورهم وبقائهم مسيطرين على مقاليد السلطة في البلاد.
ففي الأيام الأولى للثورة -وبعد أن ترددت أنباء بمغادرة الزعيم الليبي إلى فنزويلا- ظهر الأخير فجأة ولمدة ثوان عبر التلفزيون الليبي ليعلن أنه موجود في ليبيا دون أن يفوت الفرصة لسب بعض وسائل الإعلام وتحذير الليبيين من تصديقها.
وبعد أيام من الظهور المقتضب والقمع الشديد الذي تعرضت له المظاهرات والاحتجاجات المناهضة للنظام في طرابلس، بث التلفزيون الليبي مرة أخرى صورا للقذافي وهو يتحدث في جمع من الليبيين من على قلعة أثرية مطلة على الساحة الخضراء بزي مختلف ودون حراسة نسائية.
وبعدما ترددت أنباء عن مقتل خميس نجل القذافي، لم يكتف النظام بنفي مسؤول حكومي للخبر بل ألحق ذلك بصور بثها التلفزيون الليبي لقطات لما قال إنه بث مباشر لخميس وهو يحيي مؤيدين في مقر إقامة والده في قاعدة باب العزيزية العسكرية بطرابلس.
وأظهرت اللقطات التلفزيونية رجلا يرتدي زيا عسكريا يقف في شاحنة صغيرة مكشوفة تخضع لحراسة مشددة أثناء سيرها داخل مجمع باب العزيزية، ولوح الرجل الذي بداخلها لأنصاره الذين منعهم حرسه الشخصي من الاقتراب منه.
صناعة النصر
وكما ظل التلفزيون الليبي ومنذ اندلاع الثورة يكرس أغلب وقته للأغاني والمسيرات المساندة للقذافي فقد سعى أيضا إلى إبراز ما يصفها بالانتصارات التي تحققها كتائب العقيد القذافي على الثوار.
وفيما يبدو ردا على وسائل الإعلام التي تغطي أخبار الثورة وتبث صورا من المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة الثوار، فقد احتفى التلفزيون الليبي كثيرا بصور كتائب القذافي وهي تدخل مدينتي بن جواد وراس لانوف إبان تقدمها في أيام ما قبل القصف الجوي لقوات التحالف الدولي.
وصور القذافي الضربات الجوية التي تنفذها قوات التحالف حاليا ضد الكتائب الأمنية بوصفها حملة صليبية ضد الإسلام والمسلمين، وبث أكثر من مرة صورا لمن قال إنهم ضحايا مدنيون.
وفي مقابل سخاء وسائل إعلامه في بث ونشر صور ما يصفونه بدعم الجماهير وانتصارات الكتائب، حاول النظام الليبي ولايزال يحاول حجب الصورة الحقيقية لما يجري في ليبيا بقتل واعتقال الصحافيين ومنهم فريق الجزيرة في الجبل الغربي حتى وصل الأمر إلى حد الضغط على بعض الوكالات لمنعها من تزويد قناة الجزيرة بصورها من طرابلس.