لم يختلف حال مكتب الضمان الاجتماعي في حفر الباطن، عن حال نظيريه في الدمام، والأحساء، إذ سيطرت العشوائية على أرجائه، وغابت آلية العمل في أقسامه، وانعدم التنسيق بين مسؤوليه، ووقع مستفيدون ضحايا لموظفين، ما بين غائب عن عمله، وآخر يداوم، ولكنه لا يريد أن يعمل.. فضاعت حقوق الفقراء، وزادت معاناة المحتاجين..
مراجعون لمكتب ضمان حفر الباطن
الإجراءات المعقدة
يحفل مكتب الضمان الاجتماعي في حفر الباطن، بحالات متعددة، ترد إليه يومياً، علها تجد حلاً لمعاناتها المعيشية، بيد أن هذه الحالات، تصطدم بمعاناة أخرى، تتمثل في تعامل موظفي المكتب معهم، ولعل أكبر شكوى تتردد على لسان المستفيدين، هي الازحام الذي يشهده المكتب، إضافة إلى الاجراءات المعقدة والتي تعرقل سير العمل وإنجاز معاملاتهم ــ على حد قولهم ــ مطالبين الجهات المختصة، بتذليل الخدمات، وتوفيرها.
دعوة وزارة الشؤون الاجتماعية» لحل مشكلات المكتبالموظف المختص
ورصدت جولة لـ»اليوم «، آراء متعددة تحمل في طياتها معاناة وقعت داخل أروقة مكتب ضمان حفرالباطن، لأسباب كثيرة ومتنوعة، إلا أن أبرزها، تذمر أكثر المواطنين من المواعيد المتكررة، التي باتت أن تكون مشهداً مستمراً، أثناء مراجعتهم لمكتب الضمان, واستغرب الكثير منهم أن الكثير من المعاملات، لا يتم إنجازها في وقتها المحدد، وتحال على مدار اليوم، من موظف لآخر، دون البت فيها، ويتفاجأون بأن الموظف المختص بالبت في تلك المعاملات، يتمتع بإجازة، دون أن يكون له موظف بديل, وتبقى المعاملة معطلة، لحين عودته من إجازته، مؤكدين أن هذا الأسلوب، ليس من شأنه سوى تعطيل المعاملات وبطء إنجازها.

رقم وارد
ويتحدث مراجعون، عن جانب آخر من المعاناة، مؤكدين أن معاملاتهم، تفتقد الآلية المنضبطة في انتقالها من قسم إلى آخر، وحتى إنجازها. ويشير مراجع إلى أنه صدم عندما راجع مكتب الضمان، لمعرفة إلى أين وصلت معاملته، وقال: «فوجئت بأن معاملتي ليس لها رقم صادر، أو رقم وارد، ولعل جانب من هذه المشكلة، تلخصها واقعة حدثت للمواطن مقبل الشمري، الذي قال إنني «قدمت معاملة إلى ضمان حفر الباطن، ومنذ تاريخ 17 ربيع الأول الماضي، وحتى الآن، لم أستطع الحصول على رقم المعاملة الخاصة بي، من أجل متابعة مجراها، وسألت عنها جميع موظفي الضمان، فلم أتلق إجابة منهم، لأنهم لا يستخدمون نظام الصادر والوارد، وبالتالي لم يتسن لي الحصول عليها، لتقديمها مرة أخرى، حتى أستفيد من المساعدات التي وفرتها الحكومة للمواطنين», موضحاً في الوقت نفسه «قبل فترة، سعدت جداً لما قاله وأكده وزير الشؤون الاجتماعية، من أن جميع معاملات المستفيدين، سيتم التعامل معها، وتلبيتها إلكترونياً، وعندما شاهدت الوضع الذي عليه وضع مكتب الضمان بالحفر، أصابني الحزن، ليس لسبب، سوى أن جميع أعماله تدار بشكل يدوي وشفهي، وروتين ممل، يطغى على مجريات العمل».

موظف مقصر
وأعلن الشمري انه وبعض المراجعين، لمكتب الضمان بحفر الباطن، قررنا التقدم بشكوى ضد أي موظف مقصر في العمل، أو لا يقوم بأداء عمله على الوجه الأكمل»، مضيفاً «ولعل معاملتي الضائعة، والمعطلة، خير محفز لي على شكوى أي مسؤول في الضمان، خاصة أنني لم أجد موظفاً واحداً، يهب لمساعدتي وحل مشكلتي، رغم أنني طرقت الأبواب كافة»، مضيفاً أن «ما حصل لي هو خير شاهد على سوء التعامل، وبالتأكيد هناك مراجعون كثر، وقعوا بمثل ما وقعت به، بل إن بعضهم ربما لديه مشكلة أكبر».
الضمان الاجتماعي
وتكمن مشكلة المواطن نواف سعيد المطيري في ضمان والدته التي تبلغ من العمر 75 سنة، مؤكداً أن «لديها ضمانا قبل 20 سنة، وتم قطعه عنها بحجة انها تتحصل على راتب تقاعدي خاص بوالدي المتوفى، وقد تم تخييرها بين التقاعد والضمان الاجتماعي، فاختارت التقاعد قبل 18 عاماً، وتم إيقاف الضمان عنها طيلة هذه الفترة، ولم تستلمه منذ توقيفه, وقدم لها مكتب الضمان قبل 8 أشهر مساعدة، ولم يتم صرفها إلى الآن، وعند مراجعتي مكتب الضمان تفاجأت برد الموظف بأن والدتي غير مشمولة بالمساعدة، وعندما سألته عن الأسباب، أجاب بأن والدتي مشمولة بالضمان بينما الواقع يؤكد ان الضمان الاجتماعي منقطع عنها في الأصل، ولا تستلمه منذ فترة», وأكد المطيري أن «مشكلة الضمان في حفر الباطن، يفتقد الآلية الواضحة، لتعريف المواطنين بحقوقهم ومساواتهم ببعض، وانه يعرف أشخاصا يصرف لهم تقاعد، وضمان في آن واحد»، متسائلاً «هل النظام يطبق على فئة دون أخرى؟».