حقيقه أكثر من رآئعه
بطرحك هذآ
دُمتِ كـ النبرآس
ودي لروحك
004
وَ هُم بالقلبِ لخالدونْ ~
و ها قَد تَلبَدتْ سَماواتي بِ غيومِ الحَنينْ .. أواه بِ دواخِلي تصرُخ
مِن بأسِ الأنينْ .. وَيلكَ يا وَجد ما صَنعتَ بيّ !
أشتَاقكُم يا مَن نَثرتُم بَريقاً سطّاع خَلفكُم وَ مَضيتمْ
رَاحلينْ .. مُتكئينَ عَلى عكَازَة الإبحَار .. وَلا أخالكُم مِنَ
العَائدينْ ~
أُعَاتبكُمْ .. أصرُخ فَ لا أرَى إلا وجوهكُم النَابِضَة بِ البيَاض
تَبتسم لِي مِن بَعيد وَ تَنظُر إليّ بِ نَظرَة عَميقَة الحَنانْ .. تَبرُق بِ الطيبَة
المُتدَفِقَة مِن إيمَان اللمعَة .. ثمَ تلوِّح لِي أطيافكُم وَ تَمضِي رَاحِلَة
حتَى تتوارَى عَن مُقلتَاي .. أتبعهَا .. فَ أجِدني أُلاحِق سراب
يَزدادُ عِناداً بِ البُعد كُلمَا إقترَبتْ وَ يجعُلنِي مِن المُتَوهميِنْ ~
رَضيتُ بِ وجُودكُم وَ مُلامسَة قُرب إيجَادكُم وَ إن كَانَ وَهماً
كَيّ لا أفقِد خيوطَ الأمَل .. فَ صَفعنِي الأمَل .. أن إستفيقي
كَفاكِ غفواً بينَ نقيّ اليَاسمينْ .. فهوَ تَخلى عَن نقائه فَ كُنِ
لهُ مِن المُتبرئين الهَاجرِينْ !
لَم تعُد الياسميَنة صَافيَة البيَاض .. فَقد تَلّونت بِ السَواد المُشينْ !
تعودُ بيّ الذَاكِرة إلى سنينَ مَاضيَة تجودُ بِ عطرٍ فواح الفَرحة
فَ أتذكرهُم .. ثَم ماذا ؟! .. ثَم أبكيهم عَقيقاً مَنقوشاً عَلى وَجنتَاي
~
أفتَقدُكِ مُعلمتِي .. أتحسّر عَلى كُلِ مَخلُوق لا يمتلِك روحاً نقيَة كإياكِ
فَقيرٌ هُوَ .. يالبؤسِه !
أشتهِي أن أنثُرَ عَلى أراضِي الأوطانِ نصفاً مِن نقاءك المُكتسِي
ببياض روحِك .. وَ ليتنِي أستطيع !
أبكيكِ .. أبكِي عَالماً تَوّشح الإسوداد بعدَ رَحيلكْ .. مُعَلمتِي
لَم تعُد النفُوس نقيَة كمَا السَابق .. أضحَت تتبختَر بِ الظُلم
لا عَدل ينبُع مِن أعمَاقِهَا وَلا فَضل !
مُغتَرّة بِ وِشاحِ السَواد الأهوَل .. تدتثَر بهِ منذُ الأزَل
عَجبيّ .. ألم تُصَاب بِ الضَجرْ ؟!
مُعلمتِي .. باتَت الدُنيَا تَبتسِمُ مِن أمَامنا وَ تُتَوّج نفسَها
بِ نفسَها بِ الضيَاء اللماع .. و مِن خلفِنَا ترتخِي عَلى
صَدر الأحقادْ .. وَ تُعَانِق الكَراهيَة كُلَ ليلَة .. قلبُهَا
أعمَى كَانَ .. و عندمَا عَادَ لهُ النَظر فِ لَم يُبصِر
إلا اللؤم الشَديدْ !
حَتى أبواب الأمَل .. تفانَت رياحُ اليأس العَاتيَة بِ إيصَادها !
وَ الفَرحُ يَخبُو بِ ركنٍ مَركُونٍ بَعيد !
صَدقينِي .. الفَرح وَهُوَ الفَرح لَم يعُد لهُ أيُ مَعنَى أو أهميَة
بعدمَا فَقد بَهجته وَ سروره !
لَم أعُد أحتَاجُه .. و مَا حَاجتِي بِ فَرحٍ يُزيد مِن حُزنِي شجناً ؟!
~
أتذكرينَ يا آيَة بِ النُورِ منقوشَة عندمَا جئتِ إليّ قَائلة " مهَا حلليني
فقد قلتُ عنكِ أنكِ كثيرة الكَلام أثنَاء حِصَتي و أُقسِم بِ خَالق الأكوان
أنَنِي لَم أقُل شيئاً آخر أبدا .. والله على ما أقولُ شهيد ! "
فَ أُجيبُكِ ضَاحكَة مُمازِحَة .. مُعلمتِي أحسستِيني بأنكِ قَد
تَكلمتِ بيّ حتَى أُرهِقَ لسَانُك .. برّبك لَم تقُلِ شيء أبداً
كيفَ لِي أن أحزنَ من هذا الكلام ؟ ...
~
كَثيراً ما يَرحلونَ وَ لكنهُم يلقُونَ بِ طَريقنَا الأشواك
أمَا أنتِ عِندمَا رحلتِ ألقيتِ بِ طريقك أصدافاً بَديعَة
التكوينْ .. أستمِع لهَا فإذَا بِ صَدى شيخوخِيّ الحَنين
يُعيدُنِي إلى ذكرياتٍ لهَا بِ العُمق الكَثير مِن الأثَر ~
لَم أعُد أتمَنى .. فَ الأمَانِي ليست إلا كَاذبَة وَ أكثَر
تخدعُنَا بِ وصولهَا .. و هِيَ أبعدُ عَنا مِن النجُومِ الوامضَاتْ !
~
سَتسألينِي إن كَانت السنين قَد غَيرتنِي .. سأُجيبُكِ بأنَ السنين
وَحدهَا مِن عَانت كَثيراً جداً بِ القضَاء عليّ و عَجِزت حدَ السُئم
مِني .. مُعلمتِي لَم أعُد فتَاة الثانويَة الطَائشَة .. التِي بِ روحِهَا
تَمتلىء الحيَاة وَ تنبض !
لَم أعُد تِلكَ الصَبيَة الضَحُوكْ .. التِي تَرتَوِي البَهجَة عندَمَا يُولِج
الغَسقُ بِ الفَجر المُتّنفِس بِ الآمال !
~
قَالوا لِي أنَ الأمَل مُختبىء فِ السمَاواتِ العَريضاتْ ..
إرتقيتُ لِلسمَاء بِ أعتابٍ مِن مَطرْ .. صَعدتُ عَلى
غَيمَة مُتخمَة بِ النقَاء .. أخذتُ أُفتِش عَن الأمَل
بينَ ثنَايا الغيُومْ .. فَلم أجده وَ أمطَرت الغيمَة الوَدق
وَ أمطرتنِي أنَا .. فَ لامستُ الأرض يائسة مُحَاطَة
بِ البؤس !
~
بِ رَبكُم لا تكونوا بِ البيَاضِ مُنيرينْ ..
حتَى لا تمتلىء حيَاتِي بِ السَواد عِندَ رحيلكُم~
راقت لي
حقيقه أكثر من رآئعه
بطرحك هذآ
دُمتِ كـ النبرآس
ودي لروحك
004
004
بدون مجاملة راق لي موضوعك جدا جدا
تسلم يدك يارب
[align=center]أهنئكـ على اختياركـ الرآآئع
وذوقكـ الجميل
شكر لكـ لهذا الاختيار
اخوكـ فـــ,,زاع[/align]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات