عليقاً على حالة انتحار في إحدى المدن السعودية الدفاع المدني يقول « تزايد حالات الانتحار في السنوات الأخيرة»! السيد الدفاع المدني لن نحاول أن نفهم لماذا ولن ننتظر أن تقول لنا أنت لماذا، فنحن نعرف ربما أكثر مما تعرف لأنك لم تذكر لنا لا دراسات ولا أرقاما ولا ماذا نفعل بجنود التخمين الذين يقفون أياماً طويلة، أعتذر هم لا يقفون، يجلسون أياماً طويلة في مراكز الدفاع المدني ونشاهدهم كل صباح في بعض مراكز الأحياء يديرون جلسات القهوة وترهقهم ساعات الفراغ الطويلة.
لذا أيها السيد الكبير، محاولات الانتحار لا نتوقعها تأتي من رفاهية ولا من طمأنينة ولا استقرار ولا نزال نفتش أمخاخنا يومياً عن دبابير الأسباب التي تأكل تفاصيلنا يومياً، هل أسباب التزايد تأتي من أسرتنا و «تمرغنا» فيها يومياً نتيجة الكسل؟ أم أنها تأتي من ثقب طبقة الأوزون أم من سعة صدورنا ياالله لك الحمد؟
وكم عدد الحالات التي تم إنقاذها،ما هي نسبة النجاح من مجموع حوادث الانتحار أو محاولة الانتحار؟
السيد المذكور أعلاه ، نحن لا نحاول الانتقاص منك لكننا نحاول أن نفهمك وأن نفهم منك، مع الاعتذار الشديد لإقحامنا إياك في الموضوع، بصفتك الجهة الوحيدة التي تباشر هذه المحاولات المتزايدة وبالتالي أنت أقرب جهة يمكن أن تقول لنا ماذا فعلتم لمواجهة هذه الحالات «معرفة الأسباب والبحث مع جهات معنية بالدراسات الاجتماعية والنفسية للتقليل من حوادث مفزعة تحدث يومياً ، وأنا أعني المحاولات لا الحالات. يشهد الله أيها السيد الكبير أنني تابعت مشهداً لأحد رجال الدفاع المدني يحاول أن يطفئ حريقا صغيراً في عداد كهرباء وعجز عن السيطرة ، ليس على الحريق، بل على طفاية الحريق!

التقرير يقول «تزايد حالات عدم الرضا عن نظام ساهر»!
علينا أولا أن نشكر الأخ ساهر، أن نشكره جداً على سهره، فهو يسهر من أجل أن يهيئ لنا خديعة صباحية تليق بمقام حالتنا التي ربَتَ على أكتافها التجار ويفعلون ذلك كل يوم و...يزيدون. الأخ ساهر وجد أن التجار قصروا فلم يقصّر، ضغطة زر وانتهى الأمر دون توعية، أشبه بحفلة جباية تبدأ قبل درس الفقه الأول ولا تنتهي إلا بالعودة للنوم، وعليك أن تتزوج آلة حاسبة لتعرف كم تبقى لك قبل نهاية الحياة، تعرف كم عليك أن تغذي جيب الشركة المشغلة، أنا شخصيا لا أعرف ولا أريد أن أعرف الآن من هي لأني أعرف ماذا تفعل؟ وماذا تريد بالضبط؟
الوعي المروري؟ لا، لأنه لا يأتي بالقوة وراقبوا ماذا يحدث في الشوارع المزحومة أو أمام لوحات أفضلية المرور للقادم من اليسار!
ليست «لا»كبيرة لكنها «لا» فقط لأن الذي يريد أن يزيد وعينا عليه أن يعلّمنا الدرس بخفة، ماذا لو أن الأخ ساهر قال لنا «تعالوا» وبدأ الدرس : المخالفة الأولى ستكون «عشرين ريالاً» ويتم تحديد فترة زمنية، شهر، شهرين، ويعلن جدول الزيادات، أو أن هذه العشرين تتزايد حسب المخالفات المرتكبة. ماذا يضر الأخ ساهر لو فعل ذلك؟ عشنا فوضى مرورية لا مثيل لها عقودا معقّدة «جات» على شهرين أو ثلاثة يا أخ؟! نظام ساهر جاء ليلقننا الدرس لا ليعلمنا إياه فشكراً للأخ ساهر على «السوط» الذي حمله معه ليقضي على ما تبقى من جلودنا، ونتمنى ألا تخرج مستقبلا إحدى الدراسات لتقول أن أحد أهم أسباب تزايد حالات الانتحار من نظام «الأخ» ساهر.