مدااااااااااااااااايقه
تسجيل خررررررررروج
عندما كنتُ طفلة في مرحلتي الإبتدائية, عرفتُ من مدّرستي
أنّ هُناك أربعة فصول [ صيف و شتاء و ربيع و خريف ] , و عرفتُ إيضاً
أنَّ فصل الشتاء هُو فصل المطر.
و حين كبرت .. تيّقنت أنَّ ما عرفتهُ في طفولتي لم يكن سوى ذرة
خفيفة تلاشت من ذاكرتي مع مرور الزمن و نبتت مكانها ذرات ثقيلة.
فلم يعد الشتاء - فصل المطر - و حسب ,
بل أنّه فصل البياض و العشق :
فصل الدفء و البرد - الحنين و اللقاء - الذكرى و الأمل.
أصبح الشتاء عُمراً يتعدّى حدود المجرّة.
يقول محمود درويش : في داخلي شُرْفَةٌ / لا يَمُرُّ بها أَحَدٌ للتَّحيَّة
- ذات الشعور يهاجمني يا صديقي الراحل , ذات الوحدة
ذاته اللاشيء الذي اقتحمك .. اقتحمني الآن و أنا أقف على شرفتي
و أنتظَر أنْ يمر أحد للتحيّة
أن يمر أحد و بيّده وردة حمراء يُهديها لقلبي المُتعب ,
أن يخبرني أنَّ هناك غيمة فرح ستمطر فوق أقداري قريباً ,
أن يهمس لي بطمأنينة الصغار/ أحبكِ
فأنا أيضاً يا درويش في داخلي شرفة / لن يمرّ بها أحد للتحيّة !
قلبي ليسَ بيدي , حتى أخبرك بأنّكَ حبي الأول و الأخير
فأنا لا أعلم إنْ كنت سأسقط في بحر الحب بعدك أم لا
- و لا اسطيعُ أنْ أقول لكَ بأنك الأجمل و الأطهر و الأنقى دائماً
فإنْ كنتَ جميلاً لا بد أن يكون هناك أجمل منك , و أنْ كنت نقياً و طاهراً
لابد أن يكون هناك من هو أطهر و أنقى منك
حتى و إن كنت طيّباً لابد أن يكون هناك من هو أطيب منك -
لكننّي ما زلتُ مؤمنة بقناعة واحدة / هي قناعة حبك التي لا استطيع
مهما تكبّرت أنْ أتنازل عنها , فأنا حتى هذه اللحظة مُؤمنة
أنّي أحبك بملء قلبي - و أنَّ نبضي لك لن ينتهي بعد الفراق -
لن ينتهي أبداً !
أخافُ عليكَ من كُل شيء,
أشياء كَثيرة لا تَطرأ على مُخيلتك - أخاف أنْ تصيبك -
الحُزن المزمن أخافُ جداً من أنْ يقتحمك ذاتَ وِحدة
- أخافُ من ضجيج النساء حولك / مِنْ ارتطام قلبكَ بصدأ الرصيف
منْ المَطر الذي يجيء كئيباً كشتاءٍ أخرسْ.
ينقبضُ قلبي كُلما تذكرتْ أننّي بعد مدّةٍ لا أعلمها /
سأغادركْ و سأتركَ كفي تقبّل كفكَ لمرّة أخيرةْ لا لقاء بعدها
و سأرحل ببكاءِ أنثى / بحُطامِ إمرأة .. و بوحدةِ عجوز .
- و سأظلُ خائفة عليك دائماً
فبعدَ الرحيل لن أجدَ أدنى فرصة للاطمئنان عليكْ.
هل ينبغي عليّ أن أتوقف عن الكتابة , حتى أثبت لمن يقرؤوني
أننّي لم أقع في الحب و أنَّ كُل ما كتبته هُنا كان مُجرد حلم , أو
عاصفة وهم ؟ -
أيَّ مجنونٍ هذا الذي سيصدّق ما افتريه ؟
و أنا الذي أغرقت كل صفحات هذا الوطن في ماء حبك ؟
أنا لا أكذب - و لا أفتري على المارين بي
و كُل من يريد أن يعرف إتجاه قلبي [ عليه أن يقرأ هذهِ الصفحات ]
منذ بزوغها حتى آخر نفس تنفسته هنا !
أما أنا سأنشغل بالكتابة عنه
و لن يشغلني بعد الآن إلا [ الحب ]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات