جلست اليوم .. !

أبحث عن شريط الماضي والذكريات

أبحث عنه لأعيد أيامي التي عشتها تلك الفترة

أبحث عنه لأستوحي منه الإحساس فأترجمه بقلمي



جلست اليوم .. !

أتأمل .... كم من الأحداث قد مرت بي

بما فيها من فرح و حزن و أسى



تذكرت .. !

ذاك الحدث الذي غير كل ما في حياتي

ذاك الحدث الذي جعلني أعيش في وحدة دائمة



تذكرت .. !

حين اختفوا خلف أسوار الحياة

حين اختفوا بعيدا عن مدخل شرياني

حين اختفوا فلا أسمع لهم حسا ولا نبضا





لم يكن أحد يشعر بما كنت أحس به

كنت دوما أتمتم بيني وبين نفسي

بسؤال ( هل يمكن أن يعودوا ) ..؟!

فقد محاهم الزمن

وأصبحوا في اللاوجود

فهجرتني السعادة وقتها





أحببتهم ولكن بصمت قاتل

أحببتهم ولم استطع البوح بذلك

أحببتهم ولكنهم رحلوا



حاولت أن أنسى صوت الماضي

حاولت أن أنساه لأنه أرهقني وأتعبني

ولكن هناك صوت في داخلي يمنعني النسيان

فعشت طويلا في ذلك










حتى ظهرت تلك الغيمة البيضاء .. !

ظهرت لي فجاءه وبدون مقدمات

فمنحتني التفاؤل والثقة

وفرشت لي الدنيا حياة وأملا جديدا

ورسمت على ملامحي السعادة والابتسامة



:::: لــكــن ::::



بعد أن أحسست بأن السعادة قد احتوتني

نظرت إليها ..

ووجدت الحزن يملئ عالمها

لم تظهره لي ... لكني أحسست به



كالقمر... نراه جميلا

فيمنحنا الحب والشعور بالحنين

ويمنحنا التفاؤل والإحساس بالأمل



ولكن بالمقابل ... لو اقتربنا منه

لوجدنا أن فجوات الحزن تملئه

لوجدنا أن الظلام يغطي بعضا من جوانبه



لم الحزن حبيبتي .. !

فحزنك يقتلني .. يعذبني
يجعلني أموت في اليوم ألف مره

ليتني أستطيع أن أنتشل الحزن من قلبك
لأزرع به نسائم الفرح



لم الحزن حبيبتي .. !

سأعود لحزني حتى تفرحي

وسأبكي حتى تبتسمي
و سأحمل همومك وآهاتك عنكِ حتى ترتاحي
ولو أعلم بأن موتي فيه حياتك
فسأموت لتعيشي





لم الحزن حبيبتي .. وقد علمتني كيف أبتسم