أعرب رجل الأعمال السعودي الشيخ "محمد بن عيسى الجابر" عن مخاوفه حيال مستقبل اقتصاديات الدول الخليجية مضيفا أنه أرسل تحذيرات قبل ثلاث سنوات حول المبالغة التي أحاطت بسوق الأسهم ليكتشف الناس الحقيقة بأنفسهم عندما انهار السوق لاحقا.
وقال الجابر في لقاء مع صحيفة "أرابيان بيزنس" الإماراتية إن السوق الخليجية ما زالت تواجه الخطر منوها أن المشكلة الأخرى في المنطقة تكمن في السوق العقارية رغم عدم اكتراث الناس حول الموضوع لأسباب تتعلق بمصالحهم الشخصية فقط.
وقال الجابر أن هناك فقاعة في السوق العقارية بدأت بالتشكل وان المشاريع الكبيرة التي يتم انشاؤها حاليا لن تجد من يسكنها بعد عدة سنوات، مضيفا ان تصحيحا لأسعار العقارات سيكون قاسيا وسيستمر لعشر سنوات قادمة.
وقال إن المشكلة أساسها غياب الشفافية والناس يريدون في العادة رؤية الأشياء على أفضل وجه ولكن يتعين عليهم التفكير في أسوأ الحالات الأمر الذي يمكنهم من وضع أفضل الخطط. وأشار إلى أن "الناس" في هذا السياق يعني بطبيعة الحال الحكومات ورجال الأعمال مضيفا أن الجشع هو سيد الموقف في السوق، ورغم الصدمة التي أصابتهم منذ سنتين مع انهيار سوق الاسهم إلا أنهم مازالوا يعيشون في حالة عدم تصديق لما حصل وهاهم يكررون نفس الخطأ فيما يخص السوق العقارية.
وحول التضخم الذي تجاوزت معدلاته في بعض البلدان 10%، قال رجل الأعمال السعودي أنه يتوقع أياما سوداء مضيفا "إذا كنا نعتقد أن التضخم الذي نواجهه اليوم هو الحد الأقصى له، فإننا بحاجة إلى إعادة التفكير بحكم أننا سنشهد "تسونامي" أخر للتضخم في غضون الـ12 شهرا المقبلة."
وتقول الصحيفة الإماراتية إن التطورات الحالية تكذب ما ذهب إليه رجل الأعمال السعودي حيث إن أسعار العقارات تسجل ارتفاعات مستمرة في معظم العواصم الخليجية وما زال الناس يقفون في طوابير طويلة منذ الصباح الباكر عند سماعهم أن مطوري المشروعات العقارية يطرحون وحدات سكنية للبيع.
ويقول رجل الأعمال السعودي معلقا على هذا إن هناك نهاية لارتفاع أسعار الوحدات العقارية، ومع أن الجهات المعنية تحاول كبح جماح أسعار الإيجارات إلا أنه، في الوقت نفسه، يحاولون المحافظة على إبقاء النمو المحقق. وأضاف أن الموضوعين لا ينفصلان عن بعض، أي عندما يتحقق النمو يرتفع معدل التضخم على قدم المساواة وبالتالي من الصعوبة بمكان وضع سقف للأسعار.
وقال رجل الأعمال السعودي أن المشكلة التي تواجه الناس هي التضخم وخصوصا في اسعار العقارات والايجارات بشكل أكبر من أن يتكيف معها الناس. ويقول الجابر أن استمرار ارتفاع أسعار العقارات والايجارات على هذه الوتيرة ستؤدي إلى أن يهجر الناس المدن (وهذا مستحيل) أو يتم تصحيح الاسعار مضيفا أن عمليات التصحيح قد تقود السوق العقاري إلى 10 سنوات عجاف.
وعند السؤال ما اذا كان سينصح أحد ابنائه بشراء عقار أو الدخول في سوق الأسهم في المنطقة الخليجية، أجاب الشيخ الجابر بنفي قاطع.
وقال إنه هناك غياب كبير للشفافية والمحاسبة مضيفا أن الحل الوحيد للمنطقة يكمن في فرض الضرائب، وعند غياب قانون للضرائب، على حد قوله، لا تستطيع أن تملك مبدأ المحاسبة فهي الكفيلة بتصحيح الأوضاع.