بسم الله الرحمن الرحيم


قصر البنت .. في قرية الفرع بالعيص



وهو عبارة عن قلعة كبيرة مبنية من الحجر .. وهي بقايا لحضارة قديمة يدل على ذلك

ضخامة بنائها .

وتدور حول هذا القصر روايات عدة .. هي أشبه بالأساطير مما يتناقله الأجيال ..

ومن ذلك أن من قام ببناء هذا القصر هم الجن ...

والمشهور عند أهل المنطقة - كما سمعت من كبار السن – :

أنه كان يسكن هذا القصر رجل وزوجته .. وأخت له ..

وكانت أخت هذا الرجل تفوق أهل زمانها في الجمال .. و كعادة النساء في الغيرة

والبغض .. أبغضت زوجة الرجل أخت زوجها لأنها كانت أجمل منها ..

وكانت الفتاة في الليالي التي يظهر فيها القمر تجلس أمام شباك مطل ناحية الشرق ..

وعندما يظهر القمر تناجيه بعبارات الحب والغرام .. وكأنها تناجي حبيباً لها ... فعلمت

زوجة أخيها بما تفعله .. فعملت لها مكيدة ..

فقامت ونثرت رماد التتن ( الدخان ) في المكان الذي تجلس فيه الفتاة

وذهبت فأخبرت زوجها الذي هو أخو للفتاة بقولها : إن أختك لها عشيقاً تقابله كل

ليلة .. فاحذر من العار .. وأرته رماد الدخان ..

فصدق الرجل كلام زوجته .. وعندما انتصف الليل جاء واختبئ بالقرب من المكان الذي

تجلس فيه أخته ..

وفي تلك الأثناء ظهر القمر .. فأخذت الفتاة تناجيه .. فخرج أخوها وبيده السيف فغرسه

في صدر أخته .. فقتلها .. فقامت البنت تتخبط في دمائها .. ومسحت يدها على جدار

القصر .. فبقي آثار الدم إلى الآن ..

ويذكر البعض أنها قبل موتها .. قد دعت الله بأن لا ينزل المطر على قومها سبع سنين ..

وأن لا تهب عليهم الريح سبع سنين .. وأن يجف ضرع ماشيتهم سبع سنين .. حتى أنهم

أصبحوا يأخذون الرماد إلى قمم الجبال فينثرونه ... فيقع على الأرض دون أن يتحرك ..

من توقف الريح ..

هذا ما سمعته من أساطير حول ذلك القصر ..



ويقول الأستاذ صالح بن عبد اللطيف عليان السيد في كتابه (ملامح من تاريخ ينبع ) الجزء

الثاني ( الحواضر – طرق الحج – الآثار – المعالم ) عن هذا قصر البنت ما نصه :

(( وهو عبارة عن قلعة كبيرة بأشكال معمارية جميلة تدل على أنها آثار حضارة قديمة

حيث يرجعها البعض إلى مملكة لحيان , وينقل في قصة لها عدة روايات مختلفة مفادها

أنه كان من سكان القصر رجل وامرأته وكانت له أخت وكانت الزوجة تبغض أخت

زوجها , وكانت عادة الأخت أنها إذا ظهر القمر تناجيه بألفاظ الحب وكأنها تخاطب

إنساناً , فدست عليها الزوجة وقالت إن لأخته عشيقاً يأتي إليها ليلاً وإذا أردت أن تتحقق

من ذلك فاستمع إلى مناجاتها له .

فانتظر الأخ وعند ظهور القمر أخذت الأخت كعادتها تناجيه فاستل الأخ السيف وقتلها ,

ويقال أنها مسحت كفها بدمها ثم طبعته على الجدار وبقي أثر الدم إلى هذا الوقت )) . أ.هـ



ويقع هذا القصر في الفرع , على الطريق المؤدي إلى مدينة أملج , وتبعد الفرع عن

العيص بحوالي (10 ) كيلو تقريباً والفرع هي إحدى قرى العيص .