الزخرفة، هي مجموعة من النقاط والخطوط والأشكال الهندسية والرسوم الحيوانية والنباتية وقد تكون فيما بينها كلمات متداخلة ومتناسقة، تعطي شكلا جميلا وتُستعمل لتزيين المباني والأواني والملابس والمساجد والكنائس والمدافن والنقود والعملات والقصور وبعض أعلام الدول.





لمحة تاريخية
رافقت الزخرفة الإنسان منذ ما قبل التاريخ، وازدهرت في كافة العصور، وتُعتبر مرآة الحضارات، ففيها عكست الأمم المتلاحقة أشكال ونُظُم الحياة والمعيشة والعادات والتقاليد.


واعتبرت الزخرفة إحدى وسائل معرفة تاريخ الامم السابقة ومدى تطورهم وتعمّقهم الفكري والديني والمعرفي ومدى تحضّرهم.


تطور فنّ الزخرفة


زخرفة إسلامية بمسجد شيواه ناز بحدائق المنتزه بالإسكندرية.
عرف إنسان ماقبل التاريخ فن الزخرفة، وبما أنه كان وقتها يسير على الفطرة وكانت اهتماماته لا تتعدى مهام الحياة اليومية وشؤون الطعام والشراب، جاءت الزخرفة فطرية في نشأتها وظلّت كذلك ردحا طويلا. فرسم الإنسان وقتها ونقش وزخرف بعض الأشكال البدائية من خطوط ونقاط.


وعندما أحسّ الإنسان بوجود قوى خفيّة في الطبيعة، مسؤولة عن تحريك الكائنات، تغيّرت أشكال الزخرفة والنقوش ورسموا حينها الحيوانات والنباتات وبعض الظواهر الطبيعية.


ومع تقدّم الإنسان معرفيا وحضاريا، ألحّت عليه الحاجة للتجميل، فاستعمل الزخرفة في تزيين الكهوف ووشم الأجسام وزيّن بها الأواني والأدوات والملابس برسوم وزخارف ونقوش شتى، وقد قصد بها التجميل والتزويق.


التعبيرات الزخرفية


التعبيرات المستخدمة في الزخرفة من حيث الوصف والمعنى تنقسم إلى ثمانية أنواع:


التعبيرات البدائية
وهي التعبيرات القديمة التي لازمت إنسان ما قبل التاريخ، وكانت تتكون من نقاط وخطوط وأشكال بدائية ساذجة.


التعبيرات الرمزية
وهي التي تمثّل الإلوهية، وقوّة الطبيعة والسحر، استخدمها الإنسان عندما شعر بوجود قوى خفيّة في مظاهر الطبيعة، فراح يتقرّب منها بتعبيرات زخرفية فرمز للشمس بدائرة تتوسطها نقطة، ورمز للجهات الأصلية بقطرين متعامدين في دائرة.


التعبيرات بالكتابة الرمزية
استعملها الإنسان الأول ليعبّر فيها عن أفكار معيّنة كالكتابة الهيروغلوفية والصينية، وكانت تقتصر في بداياتها على رسم نهر أو جبل أو طير أو حيوان.


التعبيرات الحيوانية
استعملها إنسان ما قبل التاريخ على جدران الكهوف لرسم بعض الحيوانات التي كان يصادفها أو يصطادها، واتخذت بعض القبائل البدائية شعارات لها تتمثّل برسوم للحيوانات أو الطيور الجارحة، كالتنين والعقاب والكلب والخنزير.


التعبيرات الهندسية
وهي المكوّنة من نقاط وخطوط وأشكال هندسية ومضلعات متداخلة ومتشابكة فيما بينها للحصول على تكوينات زخرفية.


التعبيرات المشوّشة
وهذا النوع من الزخرفة استعمل على نطاق واسع في أوروبا لا سيما في فرنسا في عهد لويس الخامس عشر وأطلق عليه لفظ (STYLE).


واستخدمت أيضاً زهرة البشنين بكثرة (وهي ترمز إلى خصب الأرض) وقد استخدم قدماء المصريين زهرة اللوتس Lotus في كثير من زخارفهم، وهذه الزهرة تشاهد في وسط أوراقها المستديرة والمنتشرة فوق سطح المياه، وعلى ضفاف نهر النيل. وقد سميت هذه الزهرة فيما بعد زهرة مصر القديمة أو وردة النيل ويعتبر فني سيراميك الكويت خبير بكل انواع الزخرفة المصرية