النّوافير في العصور القديمة



منذُ فجر التاريخ والإنسان يبحثُ عن الجمالِ في كل ما حوله وكان هذا الجمال مُستمَدًّا بشكل أساسيِّ من الطبيعة المحيطة، وكانت عناصرُ الطبيعة من ماءِ وهواءِ وأشجارِ وغيرها، تبعث الهدوء والراحه النفسيَّة على الإنسان. ومن هنا بدأ ظهور النّوافير لاستغلال المياه ولتجميل ما يحيط بالإنسان، فمنذ العصور القديمة ظهرت كجزء جماليِّ أساسيِّ من الحدائق والقصور، وتنوَّعت أشكالُها والغاية الوظيفيَّة منها، ومع الوقت بدأ يتغير مفهومُها تَبَعًا لكلِّ حضارة؛ ولكنها بقيت جزءًا أساسيًّا يُعبّر عن الجمال المرتبط بالطبيعة والمُدمج فيها.








اختلفَ شكلُ النوافير قديمًا عن الشكل المُتعارف عليه في العصور الحديثة، فكانت بدايتها بِرَك لتربية طيور الزينة أو الأسماك ثُمَّ تطوَّرت لتصبح النافورة جُزءًا من قنوات مائيّة لإمداد المدن بالمياه أو كمصدر لتلطيف الجو من الحرارة الشديدة.


والنّافورة هي عبارة عن تحريك للمياه بطريقةٍ رأسيَّة أو أُفُقيَّة أو مُتدرِّجة أو في تركيباتٍ مائيَّة، وتُوضَع النَّوافير في حدائق القُصور أو في البيوت وفي الميادين العامة والأماكن المفتوحة والمتنزّهات لتجميلها بالإضافة للدور الذي تقوم به لتلطيف الجو، واستُخدِم في تصنيعها قديمًا الأحجار والرخام والفسيفساء والقيشاني، وحديثًا بدأ استخدام خاماتٍ مُختلِفة مثل: الحديد والألومنيوم والزجاج وغيرها.

تاريخ النّوافير
ظهرت النّوافير بدايةً من العصر الفرعونيِّ ولكنها لم تكن بنفس الشَكْل المُتعارف عليه الآن، فهي كانت عبارةً عن بِرَك زُخرُفيّة وأحواضٍ متعدِّدة الأغْراض، منها ما هو للزِينةِ، أو لتربية الطيورِ المنزليَّة، أو كأحواضٍ لزراعة زهور اللوتس والبردي.


أما في العصور المَسيحيَّة فكانت النّوافير توضع في الفِناء الخارجيِّ للكنيسةِ أو الكاتدرائيَّةِ، وكانت تخلو من التكلُّف وتتسمُ بقلَّة الزخارف؛ حيث كانت تعدٌّ كرمزٍ للتطهُّر والنَقَاء.

وفي العصور الوُسْطَى انتشرت الأوْبئةُ والحروبُ، فلم يكن يهتم الناس بإقامة الحدائق العامة أو المُتنزّهات وبالتالي أصبحت النافورة مجرد بئرًا للتزوُّد بالمياه وكانت تُقام بالقربِ من الأنهارِ والقنواتِ.
تركيب سخانات مركزية