ابن الرومى

[محمودى]

::: لله درُّ عصابة ٍ جالستُهم :::


وُقُرِ المجالسِ عند طيشِ الطائِشِ لله درُّ عصابة ٍ جالستُهم

أو ذي نواس الخير أو ذي فائِشِ من ذي رُعينٍ في الجماجم والذُّرى

طلبٍ لجارهمُ بخدشِ الخادشِ صُفُحٍ إذا وُتروا لغير مذلة ٍ

سَفهاً ولؤْماً عند نَبش النابشِ لا يَنْبِشونَ عُيوبَ من آخاهُمُ

من كل عيبٍ غير عيبٍ فاحش بل يسترُون على البراءة ودّهُ

لم يبق منهم نَبْضة في الرّاهشِ قومٌ يردّون الحُشاشَة بعدما

فيظل بين لواطم وخوامشِ وتحاول البطل البئيسَ رماحُهُمْ

عن قدرة ٍ بمهالك ومعايشِ يتناولون عدوّهم ووليّهم

عسلَ الشفاء وأُفعوانٍ ناهشِ كم فيهمُ من نحلة ٍ مجَّاجة ٍ

[محمودى]

::: لك ريحانٌ ورَاحُ :::


ومُجِيدَاتٌ مِلاَحُ لك ريحانٌ ورَاحُ


هُنَّ أوتارٌ فِصَاحُ كَمَهَا الرَّمْلِ تُنَاغِي

ه صَبُوحٌ وَصِبَاحُ وألذُّ العيش ما في

لم يجاوِزْهُ اقتراحُ وسَمَاعٌ مَعْبَدِي

كُلُّهُ دَاحٌ وَمَاحُ وغزال ذُو دلال

تَتَهادَاهُ الريَّاح هُوَ دِعْصٌ وَهْوَ غُصْنٌ

ومُخَبَّاهُ رَدَاحُ فَمُقَبَّاهُ رَشِيقٌ

وعليْهِ مُسْتَرَاحُ لِي إلى ذاكَ ارْتياحٌ

طَأَك الحَيْنُ المُتَاحُ أيُّهَا العاذل لا أَخْ

حٌ فما عِنْدي انْتِصَاحُ إن يكن عندك لي نُصْ

هِ جماحٌ وطِماحُ لا تَلُمْني فالهوى فِي

مَرْكَبٌ فيه جِمَاحُ أَفَتَلْحانِي وتَحْتي

غَلَبَ الصَّبْرَ جُنَاحُ ما على المَفْتُون فيما

رُ إلَيْهِ فمباحُ كل شيء غُلب الصبْ

واغتباق واصطباحُ إنَّما الدنيا مَلاَه

رْتَ والجِدُّ المُزَاحُ والمُزَاحُ الجدُّ إن فَكَّ

فأقاويلي صحاحُ إن يكنْ عندك لُبٌّ

لَهِ في النَّاسِ السَّماحُ مَثْلَ ما صحَّ لعبد الْ

كشَفَ الليْلَ الصباحُ ليس فيما قلْتُ شَكٌّ

حَسَبٌ محضٌ صُرَاحُ ماجدٌ يَحْمي لَدَيْهِ

نَ لَدَيْهِ مستباحُ وحَريمُ المال مُذْ كَا

[محمودى]

::: سكيننا هذا له حدة ٌ :::


تصلح للتقطيع والوجْءِ سكيننا هذا له حدة ٌ

بل حتفُه أوْحَى من الفجءِ يَفْجأ من لامَسه حَتْفُهُ

[محمودى]

::: زلزلتْ ضرطته بالصَّيْمرهْ :::


فأعادت كل دار مقبرَهْ زلزلتْ ضرطته بالصَّيْمرهْ

لأبيه كان فيمن دمَّره وأما لولا محاباة ُ الفتى

أثبتوها في البنين البرره ضرطة ٌ حابت أبا ضارطها

إنها ريحٌ عقيم منكره واحذروا ضرطة وهبٍ بعدها

[محمودى]

::: بدا الشيبُ في رأسي فَجَلَّى عَمَايتي :::


كما كشفتْ ريح غماماً تَطَخْطَخَا بدا الشيبُ في رأسي فَجَلَّى عَمَايتي


تباشيْره أن يسلخ الليل مسلخا ولا بدّ للصبح الجلِيّ إذا بدت

وقد كان معدولاً وإن عشتُ فخخا وأضحت قناة ُ الظَّهْر قُوِّسَ متْنُها

وسمعي وبين الشخصِ والصوت بَرْزخا وأحدث نقصانُ القُوَى بين ناظري

طوتْ دونه سَهْباً من الأرض سَرْبَخَا وكنت إذا فَوَّقْتُ للشخص لَمحَتي

فَيَغْتَالُ سمعي دون مَدْعَاهُ فرسخا وكنتُ يناديني المنادي بعَفْوِهِ

وما أُمْليتْ من قبلُ إلا لتُنْسَخا فحالَتْ صروفُ الدهر تنسخ جِدَّتي

وقد كنت أيام الشبابِ لها أَخَا واصبحتُ عَمَّاً للفتاة مُوَقَّراً

إذا المرء أشْوَتْهُ الحوادثُ شَيَّخَا وما عَجَبٌ أن كان ذاك فإنه

جَزوعاً إذا ما عضَّهُ الدهرُ أَخَّخَا بَلَى عجبٌ أني جَزعت ولم أكن

لأَبْلَجَ يحكي سُنَّة البدر أبلْخَا عَزَاءَكَ فاذكرهُ ولا تنس مِدْحَة ً

إذا ما اجتلاها رَوْعُ ذي الروع أفْرَخَا له سِيمِياءُ بين عَيْنَيْ مُبَارَكٍ

على الدهر إذ أخنى عليك لأَصْرخا صَريخٌ لو اسْتَصْرَخْتَه يا بن طاهرٍ

شَمَاريخَ أطْوادٍ من المجد شُمَّخا من المُصْعَبيين الذين تفرَّعوا

بأيَّامهم في الجود والبأس بَخْبَخَا أُناسٌ متى ساءلت نَافَس حظَّهمْ

بَدَوْا غُرراً في أوجُه السَّبْق شُدَّخا إذا ما المساعي أُجْريَتْ حلباتُها

وليس بإنْسيٍّ سواهم مُؤَرَّخا بِهم جُعِل المجدُ التَّليد مُصَدَّراً

فلستَ على الإسراف فيه مُوَبَّخَا تَعَدَّى وأسرف في مديح ابن طاهر

إذا حطْمَة ٌ لم تُبق في العظم منقما أبو أحمد ليثُ البلاد وغيثها

بمَرْقَبة باضَ الأُنُوقُ وفَرَّخا




إذا راح في رَيَّا نَثَاهُ حسبتَه فتى لم يزل في رأس علياءَ دونها

يُنِيخُ المَطيَّ الراغبون ببابه هنالِك بالمسك الذَّكيِّ مُضَمَّخا

تَظلُّ متَى صافحَت أسْرارَ كَفِّه ولو لم يُنيخُوه إذن لَتَنَوّخا

إذا وَعَدَ اهْتزت له الأرض نَضْرَة ً تَمَسُّ عيوناً من نَداهُنَّ نُضَّخَا

وإن أوْعَدَ ارتَجَّت فإن تمَّ سُخطهُ وأنبت منها كلُّ ما كان أسْبَخا

ولستَ تُلاقي عالماً ذا براعة ٍ تهاوت جبال الأرض في الأرض سُوَّخا

ولم تر ناراً أوقدت مثل ناره بأبرَعَ منه في العوم وأرسخا

كفى زمناً أدّى الأميرَ وأَهْلَه لدى الحرب أشوى للأعادي وأطْبخا

هو الطِّرْفُ أجرتْه الملوك ومسَّحت به وبهمْ إن حاول البَذْخَ مَبْذَخَا

إذا هو قاد المُصعبيين فاغتدَوا قديماً له وجهاً أغرَّ مُشَمْرَخَا

فأيَّة َ دارٍ للعدا شاء جَاسَها جَحَاجحَة ً تَهْدي غَطاريف شُرَّخا

به أيَّدَ اللَّه الخلافة بعدما وأية َ أرضٍ للعدا شاء دَوّخا

هو الطَّاهر ابن الطَّاهرين الألى مَضَوْا وَهيَ كُلَّ وَهْي رُكْنُها فتفسَّخا

ومُسْتَمْنِحِي مدحاً كمدحيه بعدما ولم يَلْبَسوا عرضاً مُذّالاً مُطَيخا

فقلتُ له عني إليك فلن أرى تمكَّن إخلاصي له فَتَمَخَّخَا

هواك لمثلي في رمادك مَنْفَخَا

[محمودى]

::: عقيدَ النَّدى أطلِقْ مدائح جمّة :::


حبائس عندي قد أَتَى أن تُسرَّحا عقيدَ النَّدى أطلِقْ مدائح جمّة

لأن مديحاً لم يجد بعدُ مَمْدحا ولم احتَبِسْهَا إذ حبستَ مثوبتي

أخاف لدى الإنشاد أن يُتصفَّحا ولا أنّ بيتاً في قريضي مثبَّجاً

فأرجأتُهُ حتى يقامَ ويُصلَحا وما كان فيما قلت زيغ علمتُه

تحاذر وِجدانَ العِدا فيك مَقْدحا ولكنَّ لي نفس عليك شفيقة

شواهدَ وجدٍ إنْ تعاجمتُ أَفْصحا إذا استشهدتْ ألحاظُهم عند مُنشَدي

رُواءً إذا ورَّى لسانيَ صَرّحا فأدِّي إليهم كلَّ ما قد علمته

لِعرضٍ مُناهم أن يَرَوْا فيه مَجْرحا هنالك يُنْحِي الحاسدون شِفارَهم

وأنت امرؤ في الجود يلحاك من لحَا فَتُلْحَى لعمري في ثواب لويتَه

يكن لك أهجى كلما كان أَمْدحا وكنت متى يُنشَدْ مديحٌ ظلمتَه

للابِسِه قبحاً إذا هو أقبحا إذا أحسن المدحَ امرؤ كان حُسْنه

فلما درى أنْ لم يثوِّبه كلَّحا ومبتسِمٌ للمدح في ذي مروءة

فَهلّل إكباراً لذاك وسبَّحا رأى حسناً لاقاهُ جازٍ بسيءٍ

وعرَّضْتُك اللُّوَّم مُمْسى ً ومُصْبَحا غششتُك إن أنشدتُ مدحِيك عاطلاً

من العرف طوقاً أو أراه موشَّحا ولستُ براضٍ أن أراه مطوَّقاً

مَسوءاً بما تُسدي وأَهْدي مُترَّحا لأبهِجَ ذا ودٍّ وأَكبتَ حاسداً

بجهدي فأمسى عن حَرَاكَ مزحزحا وأدفع لؤماً طالما قد دفعتُه

وأنت حقيقٌ أن تُوَدَّ وتُنْصحا مودة ُ نفسٍ شُبتُها بنصيحة ٍ

ويلقاه أقوامٌ سواي ممتَّحا وإن كنتُ ألقى ما لديك ممنَّعاً

رُواقاً على الدنيا وصاب فَسَحْسحا فيا أيها الغيثُ الذي امتدّ ظله

وَبَكّر فيه خصبُه وتَروَّحا ويا أيها المرعى الذي اهتز نبتُه

سحائبها أو كان روض تَصوَّحا عذرتُك لو كانت سماءٌ تقشَّعتْ

[محمودى]

::: غابن الحمد حقَّهُ مغبُونهْ :::


وهوانُ العلا على المرءِ هونهْ غابن الحمد حقَّهُ مغبُونهْ

ومَضيفٍ مُعَطَّلٌ مسكونُهْ والمَحلُّ الخلاءُ من كُلِّ ضَيْفٍ

مَ خليطين فارغٌ مشحونُهْ والوعاءُ الذي وَعَى الوفْرَ والذَّمْ

أن ذا المالِ فيهُمُ مغبونه وأرى المالَ ما يَخال أناسٌ

دِ كما خيرُ حَمْدِهم موزونه خيرُ مالٍ موزونهُ لذوي الحمْ

نِ بِذي الرأي أنَّهُ مأفونه وأصحُّ الآراءِ ما ظنَّ ذُو الأَفْ

مَنْ تُلاقيهِ والأيادي حصونه والفَتى الحازِمُ الحصين حصوناً

مُسْلَمَ العِرض سالماً ماعونه وأخسُّ الرجالِ مَنْ راحَ فيهم

رَ ففي الدهرِ ريبهُ ومَنونه أنْفِق المالَ قبل إنفاقكَ العم

عَلِقَتْ في الثَّرَى المهلِ رُهونه قلَّ ما ينفع الثراءُ بخيلاً

كدم الجوف خيره محقونه لا تظنَّنَّ أن مالك شيء

ل مَعاذاً له نجا قارونهْ لو نجا من حِمامهِ جاعلُ الما

رُدَّ مزروعُهُ أتَى مَطْحونه ازرع الحُبَّ تَسْتدمْهُ فَمِمَّا

زاكياً ممن تعولُه وتَمونه كلْ وأطعمْ فربما راعَ ريْعاً

نُنْ بعُرْفٍ فَشَرُّهُ مَمْنونه لا تَفرَّدْ بأكل مالٍ ولا تَمْ

دِ ولا ينفع امرءاً مَخزُونه آكلوا المالِ شاغلوه عن المَجْ

ن ليسعَى لساجنٍ مَسْجونه خازنوا المالِ ساجنوه وما كا

لُق فليُحْسنَنَّ ظنَّاً ظَنونهْ إنَّ ربَّ العبادِ يرزقُ من يَخْ

هُ أمنَ امريءٍ شديدٍ مجونه أحسِنِ الظنَّ بالإلهِ ولا تأمنْ

واتَّهمْهُ لا تَحْتجنْك حُجونه واسترِبْ بالمُرِيبِ من كلِّ شيءٍ

رُبَّ شَرٍّ يقينُه مَظْنونه وإذا ما ظننتَ شرّاً فَخَفْهُ

واحترسْ منه أوْ تليك أُمونهْ لا تَبِيتَنَّ آمناً من ظَنينٍ

مَنْ أطالَ الركونَ قلَّ رُكونه كم رُكونٍ جنى عليكَ حِذاراً

تونٌ زماني ولا أخي مفتونه إن تَطُلْ مِحْنَتي فلا أنا مَفْ

نَ إذا اللعنُ جرَّهُ مَلْعونه بل فتى ً ذو خَليقة ٍ تَصْرحُ اللَّعْ

لِ مديناً فإنني مديونه غيرَ أَنِّي إذا غدا صاحبُ الما

لْتُ والحقُّ قائمٌ قانونه أحملُ الدين في الحقوقِ وإن أُثق

ربما ثَقَّفَ العقولَ جنونه راض منِّي جنونُ دهرٍ سخيفٍ

بي شديدُ المحال لا موهونه راضني ثم هاجني فاعتلاهُ

سَلَّ سَيْفٍ عَمِرتُ دهراً أصونه وثَّب الدهرَ وَثْبَة ً جشَّمَتْنِي

لي مصقولُه ولا مسنونه طالَ عَهْدي به ولم يَتَغَيَّرْ

كُلُّ سَيْفٍ فللظهور كُمونه وعزيزٌ عليَّ سلِّيه لكنْ

كادَ يَفْرِي تَجَمُّلِي مكنونه جَرَّدته يدي وفي القلبِ وَجْدٌ

بِيضُهُ بعدما استطالتْ وجُونه فضربتُ الزمانَ حتى استكانتْ

عِ إذا خان آمناً مأمونه بحسام يأبَى الخيانة في الرَّوْ

بل من المجدِ نصلُهُ وجُفونه ليس من جوهرِ الحديدِ مَصُوغاً

من وفاءٍ لما تفانت قرونه لو أُعير الزمانُ ما في ابنِ موسَى

من صفاءٍ لما جلته قيونُه لو أعيرَ الحُسامُ مافي ابن موسى

دِ وأوفت على الغصون غُصونه ماجدٌ ساخ عرقُهُ في ثرى المجْ

حلَّ فيه وللوقاء سكونُهْ من فَتى ً للذِّكاءٍ كلُّ حراكٍ

مُذْكياتٍ على الصَّديقِ عُيونه لم يَزَلْ ذا تَفَقُّد للخفايا

ما أرى ماجداً سواك يكونه يا فَتى آل بَرمكٍ لي مُرْجى ً

نَى إذا الظهرُ أثقلتهُ ديونه أحمدَ الحمدِ يا أبا حسن الحسْ

نَى إذا القلبُ حَالفتْه شُجونه أحمدَ الحمدِ يا أبا حسن الحُسْ

رُ ولاقَتْ ظهورَ أمرِي بطونه بيننا حُرمة ٌ وقد عضَّني الده

لا كَهامٌ يخونُ من لا يخونه شهد السيفُ أنَّكَ السيفُ حقاً

جة ِ مسعودُ طائرٍ مَيمونه فامضِ في حاجتي فإنك في الحا

رِ فساير أخاك تُعْنِقْ حَرونه لك حظّ أراه يُعْنِقُ في السَّيْ

شُدَّ منهُ بِعَوْنِهِ هارونه إنَّ موسى نَجِيُّ من لا يناجَى

مستثارٌ بغيره مدفونه فأعنِّي فَرُبَّ صاحبِ كنز

حُسْنَ ظَنِّي فالقولُ جَمٌّ فنونه لا تدعْ محضراً تُحقِّقُ فيه

كالغناء المُشذَّراتِ لُحُونه واكسُ شعري من النشيدِ نشيداً

ور مكسورُه ولا ملحونه فلكم مُعْوِرٍ سترتَ فما أعْ

فكديباج غيرهِ بِزَيونه وإذا ما نشرت بزَّ صديق

ه عسى أن يدور لي منجنونه إنَّ للدهرِ منجنوناً فعالجْ

للمعال سهوله وحُزونه جُدْ بتسهيل حاجتي عند سهلٍ

وعْدَ فيه ووعدُه مضمونه وَعْدُ أمنيِّة ِ المؤمل عنه

حَمد وأيدي المؤملين سجونه أطلقَ المالَ جودُهُ يجتني ال

مستهَلُّ الحيا علينا هُتونه بين ثوبَيْهِ شمسُ رأي وغَيْثٍ

والندى حين تستهِلُّ دجونه فالهُدى حيث تطلعُ الشمسُ مِنْهُ

[محمودى]

::: خساسة ُ البيهقي والبين :::


لم تُر في واحدٍ ولا اثنيْنِ خساسة ُ البيهقي والبين


كشف امتحانٍ وقبحِ قردين في لؤم كلبيْن إن كشفتهما

عن بابِ علم وحُمق تيسين وجهلِ عَيْرين إن سألتهما

أو حدّثا حدثاك بالمَيْن إن وعدا أخلفاك ما وعدا

كانا الظِّنينين لا الأمينيْن أو حُمِّلا من أمانة ٍ طَرَفا

ووالديه معا بفلسين هذا يبيع القريضَ من شرهٍ

عنه بقُوَّارَتَي رغيفين باع كلام الأمير مُرتغبا

وبائعُ الزينِ مُشتري الشين وفَضلة ٍ من عصيدة ٍ خمختْ

ينشُده ناقدٌ ولا عين يا لك من بائع بلا ورق

لاباركَ اللهُ في الشريكين والبينُ في المخزيات يشرُكه

يَجْزِك من شيْ بضعفين أسد إلى البينِ كل عارفة ٍ

إياه أَسدي إليه عُرفين فيه وفي الباهلي مُعتبَرٌ

ياهُ وقد مات مِيتة الدَّين وسَّطه مجلسُ الأمير وأح

أَوْرَده الله مَوْردَ الحين فكان ما كان من مثوبته

فليعتبر ناظرٌ بعينين ثم الدمشقيُّ بعد صاحبه

في الناس كالبيهقيِ والبين إنَّ قريضاً يكون حاملُهُ

ما أنشداه حُلويْن لم يُحسنا قطُّ صُنْعَهُ وإذا

لا بطلٍ مُحرَّب ولا قين عندي كالسيف في يديْ رجلٍ

صانعَ صدقٍ صناعَ كفَّين فليس بالمحسن القتالَ ولا

لاشك فيه وشرِّ فرعين من شرِّ أصلين إن نسبتهما

[محمودى]

::: ذهبَ الذين تَهزُّهُمْ مُدَّاحُهُمْ :::


هَزَّ الكُماة ِ عواليَ المُرّان ذهبَ الذين تَهزُّهُمْ مُدَّاحُهُمْ


فالأرْيحَيَّة ُ منهمُ بمكان كانوا إذا امتُدِحوا رأوْا ما فيهمُ

قرْعَ المَواعظِ قلب ذي إيمان والمدح يَقْرعُ قلبَ من هُو أهلُه

إلاَّ ثوابٌ عبادة ِ الأوثان فدعِ اللِّئام فما ثوابُ مديحهِمْ

بمدائح مثل الرِّياضِ حِسان كم قائل لي منهمُ ومدحْتُه

أستحسن الحسناتِ في ميزاني أحسنتَ ويحك ليس فيَّ وإنما

[محمودى]

::: ما يوفيك حقَّك التقريظُ :::


كُفْءُ تقريظك العليمُ الحفيظُ ما يوفيك حقَّك التقريظُ


رٌ بها والعدوُّ منها مغيظُ فيك أشياءُ من يواليك مسرو

ج إلى أن يُعينه تيقيظُ لك فيها تيقظٌ غير محتا

لم يُنفِّلكَ حفظَها تحفيظ كم تحفظتَ من وصية مجدٍ

إذ حيا الغيثِ لا يكاد يقيظ أنت غيثٌ يقيظُ فينا حياهُ

إن ميثاق شكره لغليظ إن يكن ما فعلتَ بِرّاً لطيفاً

قُ ومنك الترييش والترعيظ منك قِدحي ومنك نصلي والفُوْ

في نداه التنكيد والتنكيظ أيُّ شيء أقول يا من عداه

لَّه فماذا يزيدُك التقريظُ أنتَ قبل التقريظَ من كمَّل ال

د فما قارب الصميم الوشيظُ جَهَد الناس أن يدانوك في المج

حقك ترقيقه ولا التغليظُ وجرى الشعر في مداك فلم يل

فَظ كلاَّ وكل مُرٍّ لفيظ أنتَ حلوٌ وأنت مرٌّ وما تُلْ

للأيادي يهزُّك التلحيظ أريحيٌّ مُلحَّظٌ في النوادي

مِ فقد صان عرضَك التوعيظ هِبزريٌ موعّظٌ بذوي الذَّمْ

وأخو شكرِ ما فعلتَ بهيظ تحمل الثقل حملَ غير بهيظٍ

ك حضيض وأنت عالٍ حظيظ فالبس العمر سابغاً ومُعادي

أنفسُ الحاسدين فيه تفيظُ ذو ندى ً غامرٍ يفيض فتضحى

واء بعد الإشباع لا التلميظُ بعطايا موفِّراتٍ هي الإرْ

سان والحسن غائظاً من تغيظ لا تزال يا أبا الحسين أخا الإح

ووليٌّ من الفضول كظيظ لك بطنٌ من الفضول خميصٌ

[محمودى]

::: ذقتُ الطعوم فما التذذت كراحة ٍ :::


من صحبة الأشرار والأخيارِ ذقتُ الطعوم فما التذذت كراحة ٍ

حذرَ القِلى وكراهة الإعوار أما الصديق فلا أُحب لقاءهُ

فهجرت هذا الخلق عن إعذار وأرى العدوّ قذى فأكره قربهُ

من عيبه في قدر صدر نهار أرني صديقاً لا ينوء بسقطة ٍ

متغاضياً لك عن أقل عثار أرني الي عاشرتَهُ فوجدتهُ

بتفاضل الأحوال والأخطار من جور إخوان الصفا سرورهم

لم يفرحوا بتفاضل الأعمار لو أن إخوان الصفاء تناصفوا

إلا لفردوسٍ لديه ونار أَأُحب قوماً لم يحبوا ربهم

[محمودى]

::: وجشَّمتُ نفسي فيك كلّ عظيمة :::


إلى أن تكفَّفتُ الشفاعة َ من عمرو وجشَّمتُ نفسي فيك كلّ عظيمة ٍ

[محمودى]

::: ذَكَرَ الحبيبَ فقام فردا :::


وجفا الكرى شغَفاً ووجدا ذَكَرَ الحبيبَ فقام فردا


نَّ على غليل القلب بَرْدا ذِكَراً تصيب لِوَقْعِهِ

ل فزاده نَهَكاً وكدا واستنهضَ البدنَ الكلي

فِر في تراب الأرض خدَّا لم يضْطَجِعْ إلا لِيَعْ

بَ إذا رُواق الليل مُدَّا ياحسنه يدعو الحبي

تك سيداً فلأُرض عبدا ياسيدي إني رضي

يممتُ دون الحُورِ قصدا ياسيدي أنت الذي

لِتثِيبهم مُلْكاً وخُلدا ولقد أَحَبَّك معشر

[محمودى]

::: أضحَى ابن شاهينَ للورَى عجباً :::


بلِحية ٍ لم تَطُلْ بمقدارِ أضحَى ابن شاهينَ للورَى عجباً

أوْفت على طوله بأشبار كثيفة ٍ في النباتِ وافرة ٍ

لم تكفِها نَوْرة ٌ بدينار لو أنها شِعرة ٌ يُنَوِّرُها

[محمودى]

::: ومجردٍ كالسيف جَرَّد نفسه :::


لمجرد يكسوه ما لا يُنسَجُ ومجردٍ كالسيف جَرَّد نفسه


ويذيبه الماء القَراح فينْهَج ثوبٌ تمزقِّه الأناملُ رقة ً

نصفان ذا عاجٌ وذا فيروزج فكأنه لما استوى في خصره