ابن الرومى

[محمودى]

::: يا ربِّ لا تبعثْ بغيثٍ عَيْثا :::


فإنه إن حَثَّ غيثٌ غيثا يا ربِّ لا تبعثْ بغيثٍ عَيْثا


وأنتَ أهدَى عَجَلاً ورَيْثا عادت لَبونُ المُمْطراتِ لَيثا

[محمودى]

::: ألم تر أنني قبل الأَهاجي :::


أُقدِّمُ في أوائلها النسيبا ألم تر أنني قبل الأَهاجي

هجائي مُحْرِقاً يكوي القلوبا لتخرق في المسامع ثمّ يتلو

وضِحكُ البيض تُتْبِعُهُ نحيبا كصاعقة ٍ أتتْ في إثر غيثٍ

أتاح لنفسهِ سهماً مصيبا عجبت لمن تَمَرَّسَ بي اغتراراً

وأكوي مِنْ مياسميَ الجنوبا سَاُرْهِقُ من تَعَرَّضَ لي صعُوداً

[محمودى]

::: هل بالديار سوى صَداكَ مُجيبُ :::


أم هل بهِنَّ على بُكاكَ مُثيبُ هل بالديار سوى صَداكَ مُجيبُ

عنهُمْ وقلبُكَ وقلبُكَ فيهِمُ مَجنوبُ ومن العجائب أن تُسائلَ دارَهُمْ

[محمودى]

::: بيومِ بدرٍ أعزَّ الدينَ ناصرُهُ :::


وبابنِ بدرٍ أعز الظَّرْفَ والأدبا بيومِ بدرٍ أعزَّ الدينَ ناصرُهُ


ألفاظهُ لي لكنْ وجهُهُ انتسبا يَمَّمْتُ بدرَ بني بدرٍ فما انتسبت

على الزمان فتسرَّى عنيّ الغضبا لا قيتهُ وأنا المملوءُ من غضب

أنِّي هناك لقيتُ العُجْمَ والعربا فلو حلفتَ لما كُذّبت حينئذٍ

حمداً وأردفني شكراً ولا عجبا أجدى فأحسَنَ في الجدوى وأتبعني

فإنه بمعاليهِ قد اغتربا اللَّه يكلؤُهُ واللَّه يُؤنسهُ

[محمودى]

أسَلُ الغِنى عنك الذي :::


أغناكَ عنّي بالثراءِ أسَلُ الغِنى عنك الذي

أبصرتُ فيكَ من القضاءِ كَيْما تَراني في الذي

عٍ ماءَ وجهي بالرَّجاءِ ولقد أرَقْتُ بلا انتفا

وسرقتني طِيب الثناءِ فمنَعتني منكَ الجَدا

[محمودى]

::: وشاعرٍ أَوْقَد الطبعُ الذكاءَ به :::


فكاد يَحْرِقُه من فرط إذكاءِ وشاعرٍ أَوْقَد الطبعُ الذكاءَ به

وفسَّر الماءَ بعد الجَهْدِ بالماءِ أقام يُجهِدُ أياماً قريحَتَهُ

[محمودى]

::: يقول القائلونضويت جداًّ :::


ولم تنضجك أرحام النساء يقول القائلونضويت جداًّ

عظامي من لحومهم الوطاء ومن إنضاجها إياي أعرت

فيكفيني القليل من اللحاء إذا ماكنت ذا عود صليب

[محمودى]

::: سأثني بنعماك التي لو كَفَرْتُها :::


لأثنت بها منها شواهدُ لا تُخفى سأثني بنعماك التي لو كَفَرْتُها


أمنظره يخفي مآثره الحُسنى هب الروض لا يثني على الغيث نشره

[محمودى]

::: المالُ يكسبُ ربَّهُ ما لم يَفضْ :::


في الراغبينَ إليهسوءَ ثناءِ المالُ يكسبُ ربَّهُ ما لم يَفضْ

خبطَ السُّقاة ُ جِمامهُ بدلاءِ كالماء تأْسنُ بئرهُ إلا إذا

كالماءِ مغترفاً بغيرِ رِشاءِ والنائلُ المعطَى بغير وسيلة ٍ

[محمودى]

::: تعرَّضَ لي دونه مَعْشرٌ :::


كرامٌ وما ذاك أنْ أكرموهُ تعرَّضَ لي دونه مَعْشرٌ


وكان جديراً بأنْ يُعْظِمُوه ولكنّهْمْ أعظموا مَنطقي

بأعراضه شدّ ما استْلأموه فصانوا هجائي عنْ عرضه

لحقَّ وحقوا بأنْ يرْحموه لئن رَحِموا الشعرَ من لؤمه

[محمودى]

::: فإن ألظّ ببابٍ واحدٍ هتفتْ :::


عدلاًهديتَفإن الظُّلْمَ مذموم فإن ألظّ ببابٍ واحدٍ هتفتْ

[محمودى]

أخالد يابن الخالدات مخازيا :::


ماذا دعاك إلى اكتساب هجائي أخالد يابن الخالدات مخازيا

لو أنها جازت على الفهماء لله در أبيك أية حيلة

أحدوثة الركبان والأملاء لما بدالك أن خزيك قد غدا

كيما يقالتكذب الشعراء عرضت للشعراء عرضك عامدا

كالمستجير لظى ً من الرَّمضاء بل كنت فيما حدت عنه ولم تِئْل

عنك الهجاءكفاك بالأسماء يا شاعرا يهجو نُسية خالدٍ

أفعى يبن لاشك عن صمَّاء أسماؤهن هجاؤهنومن يقل

مالم يجئن به من الفحشاء لاتحسبنَّك في هجائك تفْتري

[محمودى]

::: رأيت فِقاحَ الناس للخَرْجِ وحدّه :::


وفقحتَه الشتراءَ للخرج والداخلِ رأيت فِقاحَ الناس للخَرْجِ وحدّه


رويدك تُدرككَ القوافي على رَسْلِ أخالدُ يابنَ الخالداتِ مخازياً

وكم جاهلٍ علَّمتُهُ الحلمَ بالجَهْلِ ستُدعى حليماً بعد جهلٍ وشرة ٍ

[محمودى]

::: فرحَ الناسُ أن تَهيَّأ في الفِطْ :::


رِ لهم بالنهارِ أكلُ الطعامِ فرحَ الناسُ أن تَهيَّأ في الفِطْ

رِ بعاداته من الإطعام ورأينا الإمامَ يفرحُ في الفط

وسقاهُ وحاطهُ من إمام أيَّدَ اللَّهُ مُلكَهُ ورعاهُ

هُ به ماوهي من الإسلام فهو المُرتجَى لأن يعْضُد اللَّ

[محمودى]

::: قوْمي بنو العباسِ حلمُهمُ :::


حِلْمي هَواك وجهلُهُم جهلي قوْمي بنو العباسِ حلمُهمُ


بي شدة ٌ ونِبالُهم نَبلي نَبْلي نِبالُهُمُ إذا نزلتْ

لفَّ الإلهُ بشمِلهم شملي لاأبتغي أبداً بهم بدلاً

لم يشْربوا صفواتها قبلي ومتى وردْتُ حياضهم معهم

من شُغْلِهم ومديحُهم شُغلي قومٌ غدا بِرّي وتَكْرِمَتي

والحامِدون لكلّ ماأُبلي المُنعمونَ عليَّ أنعُمَهم

رسلُ الإله به وهم أهلي أنا منهُمُ بقضاءِ مَنْ خُتمت

والرُّومُ حين تَنصُّني أصلي مولاهُمُ وغذِيّ نعمتهِم

أتعيبُ اصلي ويكَ أم فَصْلي حُكماءُ هذا الناسِ رُوقَتُهم

ومتى رعيتهمُ فهُم سَهلي ومتى اعتصَمْتُ بهم فهم جبلي

ومتى أجرْتُ فحبلُهم حَبْلي ومتى صفدْتُ ففضلهُم صفدي

حَدِبوا عليّ ولم يَرَوْا خَذْلي ومتى دعوتُهمُ لنائبة ٍ

وأرى قليلاً دونهم قتلي يَهَبون دون دمي دماءهُمُ

لم تُستَطعْ خَيْلي ولا رَجلي وإذا غدوتَ وجمعُهم حَشَدي

ماأنْتَ من جِدّي ولاهَزْلي يامَنْ يميلُ إلى عدوّهمُ

فقد استقاد عماهُ لي تبلي من لا يرى شمسي إذا طلعتْ

وكفاهُ من عذلِ امرىء عذلي حسبي عماهُ من عُقوبتِه

جزْري خباءثهم ولاأكلي لايأملنَّ معاشرٌ جِيَفٌ

وخُلقتُ يعرف مَضْربي نَصلي أكرمْتُ نصلي عن لُحومِهمُ