ابن الرومى

[محمودى]

::: على الرُّغْمِ بُدِّلتُ من رُغمِ لاح :::


و مِن نُزَهي في الوجوهِ الصِّباحِ على الرُّغْمِ بُدِّلتُ من رُغمِ لاح

مُحرَّمُها بالحَلالِ المُباحِ و شُربي المُدامة َ ممزوجة ً

تباكرُني قبلَ حَيْنِ الصَّباحِ و مُخْطَفَة ِ القَدِّ مُهتزَّة ٍ

و تَبسِمُ عن مثلِ نَوْرِ الأقاحي فتُسفِرُ عن مثلِ وَردِ الربيعِ

فلا يعرفونَ سبيلَ المِزاحِ بيومٍ يَجُدُّ به الدارعونَ

مواقفَنا منه حُمرَ النَّواحي تَرُشُّ به السُّمْرُ طَعناً تَرى

بقَلْبٍ جريءٍ ووجهٍ وَقاحِ و يخطِرُ في هَبْوَتَيْهِ الكَميُّ

أوِ الماءِ عندَ هبوبِ الرِّياحِ و سابغة ٍ مثلِ سَرْدِ الشُّجاعِ

إذا ضَلَّبَرقُ الحِمامِ المُتاحِ و أبيضَ يلمَعُ في مَتنِهِ

و يُرضي الهَوى بينَ عُودٍ وراحِ فمَنْ راحَ يُسخِطُ عُذَّالَه

و بُدِّلْتُ منه بثَنْيِ الرِّماحِ فإني عَدِمتُ تَثنِّي القُدودِ

فصِرتُ أشيمُ بروقَ الصِّفاحِ و كنتُ أَشيمُ بروقَ الثُّغورِ

دِإلاَّ ذكرتُ غِناءَ الوِشاحِ و ما إن سَمِعْتُ غِناءَ الحدي

مِيَعلمُ أني ضجيعُ السِّلاحِ فليتَ ضجيعيَليلَ التَّما

و أنتظرُ الحَتْفَ عندَ الرَّواحِ أراعي المنيَّة َ عندَ الغُدُوِّ

فررْتُ وهانَ عليَّ افتضاحي و لو أنَّ لي حيلة ً في الفِرارِ

جوانبُها أو أرى الجوَّ صاح متى أطإِ الأرضَ مُبيضَّة ً

و أُتعِبُ في اللَّهوِ خيلَ المِراحِ فأُلبِسُ خيلَ الوغَى راحة ً

و يُنْقِصُ من غُلَّتي والتياحي

عَسى القُربُ يُطفىء ُ من لوعتي

[محمودى]

::: عجبَ الناسُ من أبي الصقر إذ وُلْ :::



عجبَ الناسُ من أبي الصقر إذ وُلْ
لِيَ بعد الإجارة الديوانا
ولعمري ما ذاك أعجبُ من أَنْ
كان عِلجاً فصار من شيبانا
إن للجدَّ كيمياءً إذا ما
مَسَّ كلباً أحالهُ إنسانا
يفعل الله مايشاء كما شاكأن صوت الأعجرِ المتينفي طيز ذات الكَفل الرزين صوتُ يد العجّان في العجينأو رجلِ طيّان مشىي الطين ايرٌ غليظ في حرٍ سمينفي غادة ٍ وافرة المنين بذيء تواضعت لا للتُّقى والدينتحت فتى من قلبها مكين توضع البطة ِ للشاهين
ء متى كائنا ما كان
كأن صوت الأعجرِ المتين
في طيز ذات الكَفل الرزين
صوتُ يد العجّان في العجين
أو رجلِ طيّان مشىي الطين
ايرٌ غليظ في حرٍ سمين
في غادة ٍ وافرة المنين
تواضعت لا للتُّقى والدين
تحت فتى من قلبها مكين
توضع البطة ِ للشاهين





--------------------------------------------------------------------------------




العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامن قسا لمّا شكو
يامن قسا لمّا شكو
رقم القصيدة : 62287
-----------------------------------
يامن قسا لمّا شكو
تُ إلى تطوّله زماني
واعتدَّني لما رخص
تُ عليه من سَقَطِ المعاني
سأصون مالك عن يدي
وأصون عرضَك عن لساني
آليتُ لا أهجو طِوا
لَ الدهر إلا من هجاني
لا بل سأطَّرحُ الهجا
ءَ وإن رماني من رماني
أمنَ الخلائقُ كلهم
فليأخذوا منّي أماني
حِلمي أعزُّ عليِّ مِنْ
غَضَبي إذا غضبي عَراني
أَوْلَى لجهلي بعدَما
مَكَّنتُ حِلمي مِنْ عناني
ضَمن التنزُّه كفَّ غر
بي والوفاء أخو ضماني
فلأَصبرنَّ وأكظِمَنْ
نَ وإن لظى غيظي كواني
لكنني سأحبُّ نَفْ
سي إذ قلاني من قلاني
وأريدها كُلَّ الإرا
دة إذ أباني مَنْ أباني
وأرى مَكاني إذ تعا
مَه من تعامه عن مكاني
حتى يراني الله كَيْ
ف صيانتي قَدْري وشاني
ويعولُني فعِيالتي
حَقُّ عليه كما براني
ولتغْذُوَنّي بالكرا
مة ِ إنه قدْماً غَذاني
وإن انتهى خَبري إلى
من كنتُ أَخدُمُه كفاني
ما كان غارسُ دوحتي
يرضى ضَياعي لو رآني
وعليك ألفُ تحية ٍ
منّي نهاني مَنْ نهاني
وسأستعينُ على الفرا
قِ الصبر إِنْ شوقٌ دعاني
وسأستريحُ إلى اللقا
ء النَّزْر إن قلبي حَداني
حتى تبين أننيبسيط نحب كلَّ غلام مَيْعتُهينزو إّا استَنكناه بأيريَيْنِ بذيء مُصحّح الجسم لم يُلمِم به سقمٌولا استكان لهجرانٍ ولا بَيْنِ ذاك الذي يُخلصُ الود الصحيح لهونشتري نيكة ً منه بألفين بذيء له بنا خلواتٌ يا للذتهاتشفي القلوبوتجلوها من الرَّين
حُرٌ وإن حرٌّ جفاني
نحب كلَّ غلام مَيْعتُه
ينزو إّا استَنكناه بأيريَيْنِ
مُصحّح الجسم لم يُلمِم به سقمٌ
ولا استكان لهجرانٍ ولا بَيْنِ
ذاك الذي يُخلصُ الود الصحيح له
ونشتري نيكة ً منه بألفين
له بنا خلواتٌ يا للذتها
تشفي القلوبوتجلوها من الرَّين

[محمودى]

::: رأيتك تعطي المال إعطاءَ واهبٍ :::


إذا المرءُ أعطى المالَ إعطاء مشتري رأيتك تعطي المال إعطاءَ واهبٍ


فتُلفَى جواداً جودُهُ جودُ مَتْجَرِ ولست بمُبتاع المحامد باللُّهى

فتلفَى جواداً جوده جود مُجبرِ ولست بمجبولٍ على ذلك الندى

فجدت ببذل العرف جود مُخَيَّر ولكن رأيتَ العرفَ عرفاً لعينه

وآخرَ يعطي كالسحاب المسخَّر وفي الناس من يعطي عطاءَ مُتاجرٍ

لك الواسطاتُ الزُّهْر من كل جوهر وأنت وَسطْتَ الحالتينولم تزَل

زماناً طويلاًمعْشرٌ بعد معشرِ فدونك مدحاً أخطأ الناس بابهُ

فغير مصونٍ عنك يا ابن المدبرِ ومهما يصْنه الناس عن غير أهله

[محمودى]

::: دعِ الفكرَ في أمري فقدْريَ لا يفي :::


بحَملك يوماً فيَّ عبءَ المفكِّرِ دعِ الفكرَ في أمري فقدْريَ لا يفي


مَليءٌ بِعُذْر النائل المتعذرِ ولا تتكلفْ ليَ التكاليفَ إنني

ولا طالب يُسراً بإرهاق مُعسِرِ ولستُ كممنوع يرى العذر علة ً

ملام مُليمٍ أن يرى عذر مُعذِرِ لك العذرُ مبسوطاً وحُقَّ لمن يَرى

فأورِقْ لِمُستذْري ذَراكَ وأَثمِرِ ولكن إذا ما عاد في العُود ماؤهُ

فإن مُهِرَتْ مهراً رغيباً فأَجدرِ هي ابنة ُ حُرٍّ زُوِّجَتْ منكَ حُرة ً

بِكُفءٍ كريمٍ مثلك ابنَ مُدبِر وإلا فحسبي أن أصون كريمتي

هي المهر للمتمهِّر المتخير كفانيَ مهراً بالكفاءة إنها

ولم تَغْلُ بالدنيا على متَكَثِّر ولو مَهَرَ الأحماءُ صِهراً لكنتَهُ

أحقُّ ولكنَّا ظلمناك فاغفر وأنتَ بأن تُحْبَى على أن قَبِلْتَها

[محمودى]

::: ما تَجْزَعُ الشَّاة ُ إذا شُحِطَتْ :::


من ألمِ الذَّبْح ولا السَّلْخِ ما تَجْزَعُ الشَّاة ُ إذا شُحِطَتْ

ولا من الشَّيِّ ولا الطَّبْخ ولا من التَّفْصِيلِ مَنْكُوسَة ً

تَقْدَحُ في الأحْشَاءِ بالمرْخِ لكنها تجزع من خَلَّة ٍ

شِعْرُك يا ذا القَرْنِ والكَشْخِ لشْفِقُ أنْ يُكْتَبَ في جلدها

[محمودى]

::: دعوه نرددْ لحظَنا فيه إنه :::


من النُّزَه المغفولِ عنهن في القفز دعوه نرددْ لحظَنا فيه إنه

[محمودى]

::: نَفسي فِداؤُكَ كيفَ تصبِرُ طائعاً :::


عن فِتيَة ٍ مثلِ البُدورِ صِباح نَفسي فِداؤُكَ كيفَ تصبِرُ طائعاً

نَفَساً يَقُدُّ مَسالكَ الأرواحِ حَنَّتْ نفوسُهمُ إليك فأعلَنوا

أذكى وأطيبُ من نسيمِ الرَّاحِ و غدَوا لراحِهِمُو ذكرُكَ بينَهم

جعلوكَ رَيحاناً على الأقداح فإذا جرَتْ حَبَباً على أَقْدَاحِهِمْ

[محمودى]

::: أعاذلتي على رزءٍ أفيقي :::


فقد أشرفتني بِالعَذلِ ريقي أعاذلتي على رزءٍ أفيقي

على حيًّ يموتُ ولا صديقِ ألا أقسْمتُ آسى بعد بِشرٍ

إذا نزتِ النفوسُ إلى الحلوقِ و يعدَ الخيرِ علقمة َ بنِ بشرٍ

كما مَالَ الجذوعُ من الحريقِ وبَعْدَ بني ضُبيعة حَوْلَ بِشرٍ

بجنبِ قلابَ للحينِ المسوقِ مَنَتْ لهمُ بوالبة المنايا

أخي ثقة ٍ وجُمْجُمة ٍ فَلِيقِ فكمْ بقلابَ من أوصالِ خرقٍ

حُبُوا وسقوا بِكأسِهمُ الرحيق ندامى للملوكِ إذا لقوهمْ

فما ينساغُ لي من بعدُ ريقي همُ جدعوا الأنوفَ وأوعبوها

بأعينهنَّ أصبحَ لا يليقُ و بيضٍ قد قعدنَ وكلُّ كحلٍ

و طعنة ُ فاتكٍ ، فمتى تفيقُ أضاع بضوعَهن مُصابُ بشرٍ

[محمودى]

::: للنَّرْجس الفضلُ برغْم من رغَمْ :::


على صُنوف الوَرْد والفضْلُ قِسَم للنَّرْجس الفضلُ برغْم من رغَمْ

فما لها والخدُّ وهْي الملتدمَ العين قبْل السِّنِّ وهْي المُبْتَسَم

ما أحسن الشكل وما أذكى النَّسم ما هُوَ إلاَّ نعْمة ٌ من النِّعم

[محمودى]

::: شحا فاه كالتنين نحويَ شحوة :::


فقلت له بالله منك أَعوذُ شحا فاه كالتنين نحويَ شحوة


يصول عليه القِرنُ وهو يلوذُ وأقرِب بنصر الله من مُتضعَّف

[محمودى]

::: كان العزيرُ زماناً :::


لا دَرّ در العُزيرِ كان العزيرُ زماناً


رقَرَّظ الناس غيري إنْ سيل عن قائل الشع

لم أهدِ للشيخ أيري وكان ذاك لأني

أيراً كجُردان عَير حتى إذا شمْت فيه

في الشعر فوق زهيرِ أضحى يَرى الناس أني

ما احتل قَسُّك دَيري وقال ليذاك قولي

ر ذكرُهم أيَّ سير نحن الرواة ُ الأُلَى سا

قِدْماً بشرٍّ وخير وقولنا القوخل يروى

ولا تعرَّض لضَيري فاشدُد يديك بنفعي

لما جفا البرجَ طيري علمتُ أن هجائي

إذا ضنِنتُ بميري وأنه لي حرب

[محمودى]

::: شِيَمُ الأميرِ وفَتْ لنا بعِداتِها :::


فَجَرَتْ سحائبُ جُودِه لعُفاتِها شِيَمُ الأميرِ وفَتْ لنا بعِداتِها


حَسناتُ هذا الدهرِ من حَسناتِها لا تَعدَمُ العَلياءُ منه شَمائلاً ؛

من حادثِ الأيَّامِ أو نَكَباتِها نَفديه إنْ كُنَّا الفِداءَ لنفسِه

فشَكاتُه مَقرونة ٌ بشَكاتِها شكَتِ العُلى لمَّا شكَتْه جُفونُه

نُوبٌ تجلَّى الصبحُ من ظُلُماتِها قد قلتُ للأعداءِمهلاًإنها

سِنَة َ الرُّقادِو غضَّ من لَحَظاتِها قالوااشتكى رمَداً حًمى أجفانَه

تحمرُّ بأساً يومَ حربِ عُداتِها فأجبتُهُم لم تَرمَدِ العينُ التي

بنَوالِه فَجَرَتْ على عاداتِها لكنْ رأته مُحارباً أموالَه

[محمودى]

::: رأيتُ الناسَ ذا جُودٍ ومَنْعٍ :::


فذا يُثنَى عليهو ذاك يُهجَى رأيتُ الناسَ ذا جُودٍ ومَنْعٍ

تَذُوبُ له الصخورُ الصُّمُّ وَهْجا و فَقْدُ الثلجِ في إبَّانِ قَيْظٍ

أراكَ بفضلِه أَولى وأحْجَى فجُدْ بالقوتِ منه تَحُزْ ثَناءً

فإني طالبٌ بالثًّلجِ ثَلْجَا و لا تتعَجَّبَنْ مِنْ بَرْدِ شِعري

[محمودى]

::: يا قمراً فوق رأسه تاجُ :::


يخجل من حسنِ لونه العاجُ يا قمراً فوق رأسه تاجُ


رِدفٌ له كالكَثِيب رَجْراجُ إذا تَمَشَّى يكاد يجذبه

وفي السراويل منه أمواجُ كأنما في جيوبه قمر

فإنّ فقري إليك محتاجُ إن كنتَ عني مُمَتَّعاً بغنى ً

[محمودى]

::: رأيتُك لم تحسن ثوابي ولم تُجبْ :::


كتابي فماذا كان في الخلْق والأمر رأيتُك لم تحسن ثوابي ولم تُجبْ

معاودة التجريب إن كنتُ ذا حجر لعمري لقد علمتَني كيف أتقي

وحسَّنت عندي صورة اليأس والفقر وقبَّحتَ عندي صورة َ الحِرص والغنى

لقد مكرتْ بي فَعلتي أيَّما مكر أما وحَذاري من أمانيَّ بعدها

وذلك شيء لا يكون يدَ الدهر دعتْني إلى لمس الكواكب قاعداً

جوابي ولم أهبطت قدري إلى القعر دعِ البذل لِمْ خسَّتني أن لم تجيبَني

عن الفضل أعدتك الخساسة في القدر أكنتُ خسيس القدر لم حِصتَ حيْصة ً

فعلَّلت تعليل المُجامل ذي المكر فهلاّ بذلتَ الوعد ثم مطلتهُ

صواباً لأن الرعد يؤذن بالقطر ولكن رأيتَ الحسم للبذل كلِّه

فأَيأستني لكن خُلقتَ من الصخر أذلك أم هلاّ منعت مُصرِّحاً

وهاتيك لو أحسست فاقرة َ الظهر جُموداً وصمتاً لابرحتَ كما أرى

أبا جعفرٍ لو كنتَ تألم من عَقرِ وفي دعوتي عَقْرٌ أليمٌ مَضيضُهُ

على الذم لاتعدَم ذميماً من الصبر أبا جعفرٍ صبراً فما زلتَ صابراً