• دخول الاعضاء

    صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
    النتائج 1 إلى 15 من 41

    الموضوع: الشاعر أمل دنقل

    1. #1
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي الشاعر أمل دنقل

      الشاعر أمل دنقل




      ولد في عام 1940 بقرية "القلعة", مركز "قفط" على مسافة قريبة من مدينة "قنا" في صعيد مصر.

      كان والده عالماً من علماء الأزهر, حصل على "إجازة العالمية" عام 1940, فأطلق اسم "أمل" على مولوده الأول تيمناً بالنجاح الذي أدركه في ذلك العام. وكان يكتب الشعر العمودي, ويملك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي, التي كانت المصدر الأول لثقافة الشاعر.

      فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة, فأصبح, وهو في هذا السن, مسؤولاً عن أمه وشقيقيه.

      أنهى دراسته الثانوية بمدينة قنا, والتحق بكلية الآداب في القاهرة لكنه انقطع عن متابعة الدراسة منذ العام الأول ليعمل موظفاً بمحكمة "قنا" وجمارك السويس والإسكندرية ثم موظفاً بمنظمة التضامن الأفرو آسيوي, لكنه كان دائم "الفرار" من الوظيفة لينصرف إلى "الشعر". عرف بالتزامه القومي وقصيدته السياسية الرافضة ولكن أهمية شعر دنقل تكمن في خروجها على الميثولوجيا اليونانية والغربية السائدة في شعر الخمسينات, وفي استيحاء رموز التراث العربي تأكيداً لهويته القومية وسعياً إلى تثوير القصيدة وتحديثها.

      عرف القارىء العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" (1969) الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارىء ووجدانه. صدرت له ست مجموعات شعرية هي:

      البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" - بيروت 1969,

      تعليق على ما حدث" - بيروت 1971,

      مقتل القمر" - بيروت 1974,

      العهد الآتي" - بيروت 1975,

      أقوال جديدة عن حرب البسوس" - القاهرة 1983,

      أوراق الغرفة 8" - القاهرة 1983.

      لازمه مرض السرطان لأكثر من ثلاث سنوات صارع خلالها الموت دون أن يكفّ عن حديث الشعر, ليجعل هذا الصراع "بين متكافئين: الموت والشعر" كما كتب الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي.

      توفي إثر مرض في أيار / مايو عام 1983 في القاهرة.
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    2. #2
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      الجنوبي




      صورة
      هل أنا كنت طفلاً
      أم أن الذي كان طفلاً سواي
      هذه الصورة العائلية
      كان أبي جالساً، وأنا واقفُ .. تتدلى يداي
      رفسة من فرس
      تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس
      أتذكر
      سال دمي
      أتذكر
      مات أبي نازفاً
      أتذكر
      هذا الطريق إلى قبره
      أتذكر
      أختي الصغيرة ذات الربيعين
      لا أتذكر حتى الطريق إلى قبرها
      المنطمس
      أو كان الصبي الصغير أنا ؟
      أن ترى كان غيري ؟
      أحدق
      لكن تلك الملامح ذات العذوبة
      لا تنتمي الآن لي
      و العيون التي تترقرق بالطيبة
      الآن لا تنتمي لي
      صرتُ عني غريباً
      ولم يتبق من السنوات الغربية
      الا صدى اسمي
      وأسماء من أتذكرهم -فجأة-
      بين أعمدة النعي
      أولئك الغامضون : رفاق صباي
      يقبلون من الصمت وجها فوجها فيجتمع الشمل كل صباح
      لكي نأتنس.
      وجه
      كان يسكن قلبي
      وأسكن غرفته
      نتقاسم نصف السرير
      ونصف الرغيف
      ونصف اللفافة
      والكتب المستعارة
      هجرته حبيبته في الصباح فمزق شريانه في المساء
      ولكنه يعد يومين مزق صورتها
      واندهش.
      خاض حربين بين جنود المظلات
      لم ينخدش
      واستراح من الحرب
      عاد ليسكن بيتاً جديداً
      ويكسب قوتاً جديدا
      يدخن علبة تبغ بكاملها
      ويجادل أصحابه حول أبخرة الشاي
      لكنه لا يطيل الزيارة
      عندما احتقنت لوزتاه، استشار الطبيب
      وفي غرفة العمليات
      لم يصطحب أحداً غير خف
      وأنبوبة لقياس الحرارة.
      فجأة مات !
      لم يحتمل قلبه سريان المخدر
      وانسحبت من على وجهه سنوات العذابات
      عاد كما كان طفلاً
      سيشاركني في سريري
      وفي كسرة الخبز، والتبغ
      لكنه لا يشاركني .. في المرارة.
      وجه
      ومن أقاصي الجنوب أتى،
      عاملاً للبناء
      كان يصعد "سقالة" ويغني لهذا الفضاء
      كنت أجلس خارج مقهى قريب
      وبالأعين الشاردة
      كنت أقرأ نصف الصحيفة
      والنص أخفي به وسخ المائدة
      لم أجد غير عينين لا تبصران
      وخيط الدماء.
      وانحنيت عليه أجس يده
      قال آخر : لا فائدة
      صار نصف الصحيفة كل الغطاء
      و أنا ... في العراء
      وجه
      ليس أسماء تعرف أن أباها صعد
      لم يمت
      هل يموت الذي كان يحيا
      كأن الحياة أبد
      وكأن الشراب نفد
      و كأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد
      عاش منتصباً، بينما
      ينحني القلب يبحث عما فقد.
      ليت "أسماء"
      تعرف أن أباها الذي
      حفظ الحب والأصدقاء تصاويره
      وهو يضحك
      وهو يفكر
      وهو يفتش عما يقيم الأود .
      ليت "أسماء" تعرف أن البنات الجميلات
      خبأنه بين أوراقهن
      وعلمنه أن يسير
      ولا يلتقي بأحد .
      مرآة
      -هل تريد قليلاً من البحر ؟
      -إن الجنوبي لا يطمئن إلى اثنين يا سيدي
      البحر و المرأة الكاذبة.
      -سوف آتيك بالرمل منه
      وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
      فلم أستبنه.
      .
      .
      -هل تريد قليلاً من الخمر؟
      -إن الجنوبي يا سيدي يتهيب شيئين :
      قنينة الخمر و الآلة الحاسبة.
      -سوف آتيك بالثلج منه
      وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
      فلم أستبنه
      .
      .
      بعدما لم أجد صاحبي
      لم يعد واحد منهما لي بشيئ
      -هل نريد قليلاً من الصبر ؟
      -لا ..
      فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه
      يشتهي أن يلاقي اثنتين:
      الحقيقة و الأوجه الغائبة.
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    3. #3
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      خمس أغنيات إلى حبيبتي..!






      علي جناح طائر
      مسافر..
      مسافر..
      تأتيك خمس أغنيات حب
      تأتيك كالمشاعر الضريرة
      من غربة المصب
      إليك: يا حبيبتي الاميره
      الأغنية الأولى
      مازلت أنت.....أنت
      تأتلقين يا وسام الليل في ابتهال صمت
      لكن أنا ،
      أنا هنـــــــا:
      بلا (( أنا ))
      سألت أمس طفلة عن اسم شارع
      فأجفلت..........ولم ترد
      بلا هدى أسير في شوارع تمتد
      وينتهي الطريق إذا بآخـر يطل
      تقاطعُ ،
      تقاطع
      مدينتي طريقها بلا مصير
      فأين أنت يا حبيبتي
      لكي نسير
      معا......،
      فلا نعود،
      لانصل.
      الأغنية الثانية
      تشاجرت امرأتان عند باب بيتنا
      قولهما علي الجدران صفرة انفعال
      لكن لفظا واحدا حيرني مدلوله
      قالته إحداهن للأخرى
      قالته فارتعشت كابتسامة الأسرى
      تري حبيبتي تخونني
      أنا الذي ارش الدموع ..نجم شوقنا
      ولتغفري حبيبتي
      فأنت تعرفين أن زمرة النساء حولنا
      قد انهد لت في مزلق اللهيب المزمنة
      وانت يا حبيبتي بشر
      في قرننا العشرين تعشقين أمسيا ته الملونة
      قد دار حبيبتي بخاطري هذا الكدر
      لكني بلا بصر:
      أبصرت في حقيبتي تذكارك العريق
      يضمنا هناك في بحيرة القمر
      عيناك فيهما يصل ألف رب
      وجبهة ماسية تفنى في بشرتها سماحة المحب
      أحسست أني فوق فوق أن اشك
      وأنت فوق كل شك
      وإني أثمت حينما قرأت اسم ذلك الطريق
      لذا كتبت لك
      لتغفري
      الأغنية الثالثة
      ماذا لديك يا هوى
      اكثر مما سقيتني
      اقمت بها بلا ارتحال
      حبيبتي: قد جاءني هذا الهوى
      بكلمة من فمك لذا تركته يقيم
      وظل ياحبيبتي يشب
      حتى يفع
      حتى غدا في عنفوان رب
      ولم يعد في غرفتي مكان
      ما عادت الجدران تتسع
      حطمت يا حبيبتي الجدران
      حملته ، يحملني ،
      الى مدائن هناك خلف الزمن
      اسكرته ، اسكرني
      من خمرة أكوابها قليلة التوازن
      لم افلت
      من قبضة تطير بي الى مدى الحقيقة
      بأنني أصبت،....اشتاق يا حبيبتي
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    4. #4
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      سفر الخروج





      (أغنية الكعكة الحجرية)
      (الإصحاح الأول)
      أيها الواقِفونَ على حافةِ المذبحهْ
      أَشهِروا الأَسلِحهْ!
      سَقطَ الموتُ; وانفرطَ القلبُ كالمسبحَهْ.
      والدمُ انسابَ فوقَ الوِشاحْ!
      المنَازلُ أضرحَةٌ,
      والزنازن أضرحَةٌ,
      والمدَى.. أضرِحهْ
      فارفَعوا الأسلِحهْ
      واتبَعُوني!
      أنا نَدَمُ الغَدِ والبارحهْ
      رايتي: عظمتان.. وجُمْجُمهْ,
      وشِعاري: الصَّباحْ!
      (الإصحاح الثاني)
      دَقت الساعةُ المُتعبهْ
      رَفعت أمُّه الطيبهْ
      عينَها..!
      (دفعتهُ كُعُوبُ البنادقِ في المركَبه!)
      دقتِ السَّاعةُ المتْعبه
      نَهَضتْ; نَسَّقتْ مكتبه..
      (صَفعته يَدٌ..
      - أَدخلتْهُ يدُ اللهِ في التجرُبه!)
      دقَّت السَّاعةُ المُتعبه
      جَلسَت أمهُ; رَتَقَتْ جوربهْ...
      (وخزنةُ عُيونُ المُحقَّقِ..
      حتى تفجّر من جلدِه الدَّمُ والأجوبه!)
      دقَّتِ السَّاعةُ المتعبهْ!
      دقَّتِ السَّاعة المتعبهْ!
      (الإصحاح الثالث)
      عِندما تهبطينَ على سَاحةِ القَومِ, لا تَبْدئي بالسَّلامْ.
      فهمُ الآن يقتَسِمون صغارَك فوقَ صِحَافِ الطعام
      بعد أن أشعَلوا النارَ في العشِّ..
      والقشِّ..
      والسُّنبلهْ.!
      وغداً يذبحونكِ..
      بحثاً عن الكَنزِ في الحوصله!
      وغداً تَغْتَدي مُدُنُ الألفِ عامْ.!
      مدناً.. للخِيام!
      مدناً ترتقي دَرَجَ المقصلهْ!
      (الإصحاح الرابع)
      دقّتِ الساعةُ القاسيهْ
      وقفوا في ميادينها الجهْمةِ الخَاويهْ
      واستداروا على دَرَجاتِ النُّصُبْ
      شجراً من لَهَبْ
      تعصفُ الريحُ بين وُريقاتِه الغضَّةِ الدانيه
      فَيئِنُّ: "بلادي.. بلادي"
      (بلادي البعيدهْ!)
      دقت الساعةُ القاسيهْ
      "انظروا.."; هتفتْ غانيهْ
      تتلوى بسيارة الرقَمِ الجُمركيِّ;
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    5. #5
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      شجوية






      لماذا يُتابِعُني أينما سِرتُ صوتُ الكَمانْ?
      أسافرُ في القَاطراتِ العتيقه,
      (كي أتحدَّث للغُرباء المُسِنِّينَ)
      أرفعُ صوتي ليُغطي على ضجَّةِ العَجلاتِ
      وأغفو على نَبَضاتِ القِطارِ الحديديَّةِ القلبِ
      (تهدُرُ مثل الطَّواحين)
      لكنَّها بغتةً..
      تَتباعدُ شيئاً فشيئا..
      ويصحو نِداءُ الكَمان!
      ***
      أسيرُ مع الناسِ, في المَهرجانات:
      أُُصغى لبوقِ الجُنودِ النُّحاسيّ..
      يملأُُ حَلقي غُبارُ النَّشيدِ الحماسيّ..
      لكنّني فَجأةً.. لا أرى!
      تَتَلاشى الصُفوفُ أمامي!
      وينسرِبُ الصَّوتُ مُبْتعِدا..
      ورويداً..
      رويداً يعودُ الى القلبِ صوتُ الكَمانْ!
      ***
      لماذا إذا ما تهيَّأت للنوم.. يأتي الكَمان?..
      فأصغي له.. آتياً من مَكانٍ بعيد..
      فتصمتُ: هَمْهمةُ الريحُ خلفَ الشَّبابيكِ,
      نبضُ الوِسادةِ في أُذنُي,
      تَتراجعُ دقاتُ قَلْبي,..
      وأرحلُ.. في مُدنٍ لم أزُرها!
      شوارعُها: فِضّةٌ!
      وبناياتُها: من خُيوطِ الأَشعَّةِ..
      ألْقى التي واعَدَتْني على ضَفَّةِ النهرِ.. واقفةً!
      وعلى كَتفيها يحطُّ اليمامُ الغريبُ
      ومن راحتيها يغطُّ الحنانْ!
      أُحبُّكِ,
      صارَ الكمانُ.. كعوبَ بنادقْ!
      وصارَ يمامُ الحدائقْ.
      قنابلَ تَسقطُ في كلِّ آنْ
      وغَابَ الكَمانْ!
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    6. #6
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      صفحات من كتاب الصيف والشتاء





      1 - حمامة
      حين سَرَتْ في الشارعِ الضَّوضاءْ
      واندفَعَتْ سيارةٌ مَجنونةُ السَّائقْ
      تطلقُ صوتَ بُوقِها الزاعقْ
      في كبدِ الأَشياءْ:
      تَفَزَّعَتْ حمامةٌ بيضاءْ
      (كانت على تمثالِ نهضةِ مصرْ..
      تَحْلُمُ في استِرخاءْ)
      طارتْ, وحطَّتْ فوقَ قُبَّةِ الجامعةِ النُّحاسْ
      لاهثةً, تلتقط الأَنفاسْ
      وفجأةً: دندنتِ الساعه
      ودقتِ الأجراسْ
      فحلَّقتْ في الأُفْقِ.. مُرتاعهْ!
      أيتُها الحمامةُ التي استقرَّتْ
      فوقَ رأسِ الجسرْ
      (وعندما أدارَ شُرطيُّ المرورِ يَدَهُ..
      ظنتُه ناطوراً.. يصدُّ الطَّيرْ
      فامتَلأتْ رعباً!)
      أيتها الحمامةُ التَّعبى:
      دُوري على قِبابِ هذه المدينةِ الحزينهْ
      وأنشِدي للموتِ فيها.. والأسى.. والذُّعرْ
      حتى نرى عندَ قُدومِ الفجرْ
      جناحَكِ المُلقى..
      على قاعدةِ التّمثالِ في المدينهْ
      .. وتعرفين راحةَ السَّكينهْ!
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    7. #7
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      مقابلة خاصة مع ابن نوح






      جاء طوفانُ نوحْ!
      المدينةُ تغْرقُ شيئاً.. فشيئاً
      تفرُّ العصافيرُ,
      والماءُ يعلو.
      على دَرَجاتِ البيوتِ
      - الحوانيتِ -
      - مَبْنى البريدِ -
      - البنوكِ -
      - التماثيلِ (أجدادِنا الخالدين) -
      - المعابدِ -
      - أجْوِلةِ القَمْح -
      - مستشفياتِ الولادةِ -
      - بوابةِ السِّجنِ -
      - دارِ الولايةِ -
      أروقةِ الثّكناتِ الحَصينهْ.
      العصافيرُ تجلو..
      رويداً..
      رويدا..
      ويطفو الإوز على الماء,
      يطفو الأثاثُ..
      ولُعبةُ طفل..
      وشَهقةُ أمٍ حَزينه
      الصَّبايا يُلوّحن فوقَ السُطوحْ!
      جاءَ طوفانُ نوحْ.
      هاهمُ "الحكماءُ" يفرّونَ نحوَ السَّفينهْ
      المغنونَ- سائس خيل الأمير- المرابونَ- قاضى القضاةِ
      (.. ومملوكُهُ!) -
      حاملُ السيفُ - راقصةُ المعبدِ
      (ابتهجَت عندما انتشلتْ شعرَها المُسْتعارْ)
      - جباةُ الضرائبِ - مستوردو شَحناتِ السّلاحِ -
      عشيقُ الأميرةِ في سمْتِه الأنثوي الصَّبوحْ!
      جاءَ طوفان نوحْ.
      ها همُ الجُبناءُ يفرّون نحو السَّفينهْ.
      بينما كُنتُ..
      كانَ شبابُ المدينةْ
      يلجمونَ جوادَ المياه الجَمُوحْ
      ينقلونَ المِياهَ على الكَتفين.
      ويستبقونَ الزمنْ
      يبتنونَ سُدود الحجارةِ
      عَلَّهم يُنقذونَ مِهادَ الصِّبا والحضاره
      علَّهم يُنقذونَ.. الوطنْ!
      .. صاحَ بي سيدُ الفُلكِ - قبل حُلولِ
      السَّكينهْ:
      "انجِ من بلدٍ.. لمْ تعدْ فيهِ روحْ!"
      قلتُ:
      طوبى لمن طعِموا خُبزه..
      في الزمانِ الحسنْ
      وأداروا له الظَّهرَ
      يوم المِحَن!
      ولنا المجدُ - نحنُ الذينَ وقَفْنا
      (وقد طَمسَ اللهُ أسماءنا!)
      نتحدى الدَّمارَ..
      ونأوي الى جبلٍِ لا يموت
      (يسمونَه الشَّعب!)
      نأبي الفرارَ..
      ونأبي النُزوحْ!
      كان قلبي الذي نَسجتْه الجروحْ
      كان قَلبي الذي لَعنتْه الشُروحْ
      يرقدُ - الآن - فوقَ بقايا المدينه
      وردةً من عَطنْ
      هادئاً..
      بعد أن قالَ "لا" للسفينهْ
      .. وأحب الوطن!
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    8. #8
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      ميلاد بلا خوف
      ________________________________________


      في قعر تلك السلة الموسومة بالذاكرة
      دفاتري القديمة وأحلامي المبعثرة
      وفوضى المكان
      والجوف البارد
      والخوف
      هل قلت الخوف !
      رعدة تكاد تهشم أضلاعي
      ولم الخوف !
      ماذا تراه سيحدث ؟
      /
      \
      صديقتي تقول بأني حينما أزرع الطريق داخلي بحثا عن أجوبة
      يغشاها رعب المساحة والدروب الموحشة
      لا تهدا قبل أن أشعل سيجارة الوعي !
      في تلك اللحظة تحتضن كفي وتغرسهما بجوار صغيرها حتى يهدأ !
      أصبحت أخشى من وساوسها أكثر من خشيتها من نزق أفكاري
      و نلوذ . . نلوذ . . نلوذ
      بالرقص انتحابا
      كيلا تعاود حبات الخوف تساقطها !
      @@

      يا رب الأكوان متى يغادرنا النبذ على قطار الرحلة الأخيرة
      وتتفتح في النيروز حقول البوح ( المحموم بطفرة غربة )

      .
      .

      وأنتَ يا صديقي . .
      تغادر الوهم / تهشّم بالمقارع جبين تخلفك المحتد بجهلك
      بأن إنسان اليوم مسخ لذاكرة مثلجة !
      والفكر المرتجع بقايا إرث الأجداث المعلقة بطرف خيط في قلب لاوعيك الموبوء !
      /
      \
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    9. #9
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      البكاء بين يدي زرقاء اليمامة




      أيتها العرافة المقدَّسةْ ..
      جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ
      أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة
      منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.
      أسأل يا زرقاءْ ..
      عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء
      عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة
      عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء
      عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..
      فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !
      عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!
      أسأل يا زرقاء ..
      عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !
      عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟
      كيف حملتُ العار..
      ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !
      ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !
      تكلَّمي أيتها النبية المقدسة
      تكلمي .. باللهِ .. باللعنةِ .. بالشيطانْ
      لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان ..
      تلعقَ من دمي حساءَها .. ولا أردُّها !
      تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان
      لا اللَّيل يُخفي عورتي .. ولا الجدران !
      ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ..
      ولا احتمائي في سحائب الدخان !
      .. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة
      ( - كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق
      فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ
      وحين مات عَطَشاً في الصحراء المشمسة ..
      رطَّب باسمك الشفاه اليابسة ..
      وارتخت العينان !)
      فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟
      والضحكةُ الطروب : ضحكته..
      والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟
      * * *
      أيتها النبية المقدسة ..
      لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً ..
      لكي أنال فضلة الأمانْ
      قيل ليَ "اخرسْ .."
      فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان !
      ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان
      أجتزُّ صوفَها ..
      أردُّ نوقها ..
      أنام في حظائر النسيان
      طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .
      وها أنا في ساعة الطعانْ
      ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ
      دُعيت للميدان !
      أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..
      أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..
      أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،
      أدعى إلى الموت .. ولم أدع الى المجالسة !!
      تكلمي أيتها النبية المقدسة
      تكلمي .. تكلمي ..
      فها أنا على التراب سائلً دمي
      وهو ظمئً .. يطلب المزيدا .
      أسائل الصمتَ الذي يخنقني :
      " ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
      أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟!"
      فمن تُرى يصدُقْني ؟
      أسائل الركَّع والسجودا
      أسائل القيودا :
      " ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
      " ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
      أيتها العَّرافة المقدسة ..
      ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟
      قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..
      فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار !
      قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..
      فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار !
      وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا ..
      والتمسوا النجاةَ والفرار !
      ونحن جرحى القلبِ ،
      جرحى الروحِ والفم .
      لم يبق إلا الموتُ ..
      والحطامُ ..
      والدمارْ ..
      وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ
      ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ،
      وفي ثياب العارْ
      مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة !
      ها أنت يا زرقاءْ
      وحيدةٌ ... عمياءْ !
      وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ
      والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ !
      فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها
      كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها.
      في أعين الرجال والنساءْ !؟
      وأنت يا زرقاء ..
      وحيدة .. عمياء !
      وحيدة .. عمياء !
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    10. #10
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      الطيور





      (1)
      الطيورُ مُشردةٌ في السَّموات,
      ليسَ لها أن تحطَّ على الأرضِ,
      ليسَ لها غيرَ أن تتقاذفَها فلواتُ الرّياح!
      ربما تتنزلُ..
      كي تَستريحَ دقائقَ..
      فوق النخيلِ - النجيلِ - التماثيلِ -
      أعمِدةِ الكهرباء -
      حوافِ الشبابيكِ والمشربيَّاتِ
      والأَسْطحِ الخرَسانية.
      (اهدأ, ليلتقطَ القلبُ تنهيدةً,
      والفمُ العذبُ تغريدةً
      والقطِ الرزق..)
      سُرعانَ ما تتفزّعُ..
      من نقلةِ الرِّجْل,
      من نبلةِ الطّفلِ,
      من ميلةِ الظلُّ عبرَ الحوائط,
      من حَصوات الصَّياح!)
      ***
      الطيورُ معلّقةٌ في السموات
      ما بين أنسجةِ العَنكبوتِ الفَضائيِّ: للريح
      مرشوقةٌ في امتدادِ السِّهام المُضيئةِ
      للشمس,
      (رفرفْ..
      فليسَ أمامَك -
      والبشرُ المستبيحونَ والمستباحونَ: صاحون -
      ليس أمامك غيرُ الفرارْ..
      الفرارُ الذي يتجدّد. كُلَّ صباح!)
      (2)
      والطيورُ التي أقعدتْها مخالَطةُ الناس,
      مرتْ طمأنينةُ العَيشِ فَوقَ مناسِرِها..
      فانتخَتْ,
      وبأعينِها.. فارتخَتْ,
      وارتضتْ أن تُقأقَىَء حولَ الطَّعامِ المتاحْ
      ما الذي يَتَبقي لهَا.. غيرُ سَكينةِ الذَّبح,
      غيرُ انتظارِ النهايه.
      إن اليدَ الآدميةَ.. واهبةَ القمح
      تعرفُ كيفَ تَسنُّ السِّلاح!
      (3)
      الطيورُ.. الطيورْ
      تحتوي الأرضُ جُثمانَها.. في السُّقوطِ الأخيرْ!
      والطُّيُورُ التي لا تَطيرْ..
      طوتِ الريشَ, واستَسلَمتْ
      هل تُرى علِمتْ
      أن عُمرَ الجنَاحِ قصيرٌ.. قصيرْ?!
      الجناحُ حَياة
      والجناحُ رَدى.
      والجناحُ نجاة.
      والجناحُ.. سُدى!
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    11. #11
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      خطاب غير تاريخي






      أنتَ تَسْترخي أخيراً..
      فوداعاً..
      يا صَلاحَ الدينْ.
      يا أيُها الطَبلُ البِدائيُّ الذي تراقصَ الموتى
      على إيقاعِه المجنونِ.
      يا قاربَ الفَلِّينِ
      للعربِ الغرقى الذين شَتَّتتْهُمْ سُفنُ القراصِنه
      وأدركتهم لعنةُ الفراعِنه.
      وسنةً.. بعدَ سنه..
      صارت لهم "حِطينْ"..
      تميمةَ الطِّفِل, وأكسيرَ الغدِ العِنّينْ
      (جبل التوباد حياك الحيا)
      (وسقى الله ثرانا الأجنبي!)
      مرَّتْ خيولُ التُركْ
      مَرت خُيولُ الشِّركْ
      مرت خُيول الملكِ - النَّسر,
      مرتْ خيول التترِ الباقينْ
      ونحن - جيلاً بعد جيل - في ميادينِ المراهنه
      نموتُ تحتَ الأحصِنه!
      وأنتَ في المِذياعِ, في جرائدِ التَّهوينْ
      تستوقفُ الفارين
      تخطبُ فيهم صائِحاً: "حِطّينْ"..
      وترتدي العِقالَ تارةً,
      وترتدي مَلابس الفدائييّنْ
      وتشربُ الشَّايَ مع الجنود
      في المُعسكراتِ الخشِنه
      وترفعُ الرايةَ,
      حتى تستردَ المدنَ المرتهنَة
      وتطلقُ النارَ على جوادِكَ المِسكينْ
      حتى سقطتَ - أيها الزَّعيم
      واغتالتْك أيدي الكَهَنه!
      ***
      (وطني لو شُغِلتُ بالخلدِ عَنه..)
      (نازعتني - لمجلسِ الأمنِ - نَفسي!)
      ***
      نم يا صلاحَ الدين
      نم.. تَتَدلى فوقَ قَبرِك الورودُ..
      كالمظلِّيين!
      ونحنُ ساهرونَ في نافذةِ الحَنينْ
      نُقشّر التُفاحَ بالسِّكينْ
      ونسألُ اللهَ "القُروضَ الحسَنه"!
      فاتحةً:
      آمينْ.
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    12. #12
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      زهور



      وسلالٌ منَ الورِد,
      ألمحُها بينَ إغفاءةٍ وإفاقه
      وعلى كلِّ باقةٍ
      اسمُ حامِلِها في بِطاقه
      ***
      تَتَحدثُ لي الزَهراتُ الجميلهْ
      أن أَعيُنَها اتَّسَعَتْ - دهشةً -
      َلحظةَ القَطْف,
      َلحظةَ القَصْف,
      لحظة إعدامها في الخميلهْ!
      تَتَحدثُ لي..
      أَنها سَقَطتْ منْ على عرشِها في البسَاتين
      ثم أَفَاقَتْ على عَرْضِها في زُجاجِ الدكاكينِ, أو بينَ أيدي المُنادين,
      حتى اشترَتْها اليدُ المتَفضِّلةُ العابِرهْ
      تَتَحدثُ لي..
      كيف جاءتْ إليّ..
      (وأحزانُها الملَكيةُ ترفع أعناقَها الخضْرَ)
      كي تَتَمني ليَ العُمرَ!
      وهي تجودُ بأنفاسِها الآخرهْ!!
      ***
      كلُّ باقهْ..
      بينَ إغماءة وإفاقهْ
      تتنفسُ مِثلِىَ - بالكادِ - ثانيةً.. ثانيهْ
      وعلى صدرِها حمَلتْ - راضيهْ...
      اسمَ قاتِلها في بطاقهْ!
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    13. #13
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      سفر الف دلال






      (الإصحاح الأول)
      القِطاراتُ ترحلُ فوق قضيبينِ: ما كانَ ما سيكُونْ!
      والسماءُ: رمادٌ;.. به صنعَ الموتُ قهوتَهُ,
      ثم ذَرّاه كي تَتَنَشَّقَه الكائناتُ,
      فينسَلّ بينَ الشَّرايينِ والأفئِده.
      كلُّ شيءٍ - خلال الزّجاج - يَفِرُّ:
      رذاذُ الغبارِ على بُقعةِ الضَّوءِ,
      أغنيةُ الرِّيحِ,
      قَنْطرةُ النهرِ,
      سِربُ العَصافيرِ والأعمِدهْ.
      كلُّ شيءٍ يفِرُّ,
      فلا الماءُ تُمسِكُه اليدُ,
      والحُلْمُ لا يتبقَّى على شُرفاتِ العُيونْ.
      ***
      والقطاراتُ تَرحلُ, والراحلونْ..
      يَصِلُونَ.. ولا يَصلُونْ!
      (الإصحاح الثاني)
      سنترال:
      أعطِ للفتياتِ
      - اللواتي يَنَمْنَ الى جانب الآلةِ الباردةِ -
      (شارداتِ الخيالْ)
      رقمي; رقمَ الموتِ; حتى أجيءَ الى العُرْسِ..
      ذي الليلةِ الواحِدهْ!
      أَعطِه للرجالْ..
      عِندما يلثُمُون حَبيباتهم في الصَّباحِ, ويرتحلونَ
      الى جَبَهاتِ القِتالْ!!
      (الإصحاح الثالث)
      الشُهورُ: زُهُورٌ; على حافَةِ القَلبِ تَنْمو.
      وتُحرقُها الشَّمسُ ذاتُ العُيون الشَّتائيَّةِ المُطفأهْ.
      ***
      زهرةٌ في إناءْ
      تتوهَّجُ - في أوَّلِ الحبِّ - بيني وبينَكِ..
      تُصبحُ طفلاً.. وأرجوحةً.. وامرأة.
      زهرةً في الرِّداء
      تَتَفَتَّحُ أوراقُها في حَياءْ
      عندما نَتَخَاضرُّ في المشْيةِ الهادِئه.
      زهرةُ من غِناء
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    14. #14
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      شيء يحترق





      شيء في قلبي يحترق
      إذ يمضي الوقت ... فنفترق
      و نمدّ الأيدي
      يجمعنا حبّ
      و تفرّقها .. طرق
      ***
      .. ولأنت جواري ضاجعه
      و أنا بجوارك ، مرتفق
      و حديثك يغزله مرح
      و الوجه .. حديث متّسق
      ترخين جفونا
      أغرقها سحر
      فطفا فيها الغرق
      و شبابك حان جبليّ
      أرز ، و غدير ينبثق
      و نبيذ ذهبيّ و حدي
      مصطبح منه و مغتبق
      و تغوص بقلبي نشوته
      تدفعني فيك .. فتلتصق
      و أمدّ يدين معربدتين
      فثوبك في كفّي ..
      مزّق
      و ذراعك يلتفّ
      و نهر من أقصى الغابة يندفق
      و أضمّك
      شفة في شفة
      فيغيب الكون ، و ينطبق
      ...............
      و تموت النار
      فنرقبها
      بجفون حار بها الأرق
      خجلى !
      و شفاهك ذائبه
      و ثمارك نشوى تندلق
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    15. #15
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      ضد من





      في غُرَفِ العمليات,
      كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ,
      لونُ المعاطفِ أبيض,
      تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات,
      الملاءاتُ,
      لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن,
      قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ,
      كوبُ اللَّبن,
      كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.
      كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!
      فلماذا إذا متُّ..
      يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ..
      بشاراتِ لونِ الحِدادْ?
      هل لأنَّ السوادْ..
      هو لونُ النجاة من الموتِ,
      لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ,
      ***
      ضِدُّ منْ..?
      ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ?!
      ***
      بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء..
      الذينَ يرون سريريَ قبرا
      وحياتيَ.. دهرا
      وأرى في العيونِ العَميقةِ
      لونَ الحقيقةِ
      لونَ تُرابِ الوطنْ!
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. قصيدة من الشاعر حميد بن سالم المرواني الى الشاعر الكبير عايد بن معتق المرواني
      بواسطة الحسام في المنتدى اخبار ينبع مناسبات افراح وفيات
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 10-07-2015, 01:54 AM
    2. مكس الشاعر حمد
      بواسطة غيبوبه عشق في المنتدى منتدى المواضيع العامة
      مشاركات: 10
      آخر مشاركة: 19-06-2014, 04:49 AM
    3. الشاعر والنساء
      بواسطة 00.00.01 في المنتدى استراحة المنتدى
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 09-12-2010, 03:52 AM
    4. الشاعر السجين
      بواسطة سمو المشاعر في المنتدى نبض القوافي
      مشاركات: 10
      آخر مشاركة: 26-11-2010, 02:11 AM
    5. الشاعر معز عمر بخيت
      بواسطة محمودى في المنتدى نبض القوافي
      مشاركات: 132
      آخر مشاركة: 24-01-2010, 11:38 AM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com