.
.
ربـــــــاه ،،
رغم التخبّط و الضياع ..
رغم قلقٍ يملأها ..
طمأنينة ..
هي العودة للديار ..
و لا شيء آخر ..
* * * * *
الوجه الصلد ..
كان متيبسا .. بنظرةٍ باردة .. يتصدّر المجلس .. و على يمينه حفيده الأقرب .. مسترخيا بجسده الكبير ..
يتابع تفجر ثورتهم بلا مبالاةٍ طاغية ..
جدران المجلس الفسيح ترد صوت ابنه الأكبر الذي كان يتحدّث بغضبٍ لا يستطيع كبته ..
- مصريّه ..؟!!!!! مااا لفيييت إلاااا على مصرية .. يوم انك هاوي العرس .. و الشور براسك .. قلن بنات العرب .. تاخذ مصرية تفرخ لك عيال ..!!!
الوجوم و الضيق المتناثر على الأوجه من حدّة الموقف لم تسعفهم في تهدئة الوضع الثائر .. إكتفى مطر بتكتيف ذراعيه و التعب يكتسح سحنته ..
فيما انعكست ثورة علي على وجه أخويه سعيد و أحمد ..
وحدهم سيف و فهد و أحمد و حارب و حامد .. كانوا يراقبون الوضع بصمتٍ حذر .. و كأنهم يرتقبون انقضاضا مفاجئا ..
نظرة الجد الباردة ناقضت غضب صوته الذي ارتفع و هو يقول ..
- قصر حسك .. و لاااا ترفع صوتك قدااااميه .. هب احمدوووه ولدك .. أبوك أنااا .. ما تيي تحاسبنيه .. بلااها المصرية .. كافرة ..؟؟
كان وجه علي محمرا رغم سمرته .. و هو يلتفت لأبيه ..
- السموحه منك يا بوية .. الحشيمة لك .. لكن من حر ما فيّه .. ما قلنا كافرة .. لكن خذ وحدة منا وفينا خوال عيالك يعرفون عوايدنا و سلومنا ..
أعقب أحمد بكلامه على الفور .. و صوته الهادئ يخترق توتر الجو محتجا بشيءٍ آخر ..
- ابوية . نحن ما بنحاسبك .. ريال بشيبك .. و وازن أمورك .. لكن ان بنتنا تندس عند الغرب اسنين و يربونها .. بنت سيف بن علي .. و الله انه العيب في لحية الريال منا .. لي بيته مفتوح .. وسع و خدم .. و فارين بتنا ع الغير يربيها..
التزام الوجه الصلب للصمت .. فتح مجالا آخر لسعيد الذي شارك في النقاش بدوره ..
- يوم ان أمها توفت رحمة الله عليها .. ما يبتاا عاد الخير و القوة في الوالدة اتضمها عندها و تقوم بها .. و تربيها .. بنت شابة و العين عليها .. الين متى كان تميت داسنها ..؟ الله يصلحك يا بوية .. محد بيلومك و لا بنحاسبك ع العرس .. و خلفتك نعمة من رب العالمين .. لكن ليش الدس .. و كأنك مسوي شي حراام ..
انقلبت نظرة بو علي من البرود للغضب الشديد .. و هو يرفع صوته الذي ناقض في قوته سنواته المتقدمة ..
- داااسنها رفقة بأمك يا الهرم .. شوفوا عيوزكم يوم درت بالسالفة طاحت من طولها .. و يوم خذت الحرمة .. أمك عاد فوادها متقطّع ع ولدها .. ما بغيت أزيدها .. و لا أشب نارها ..
قال علي بقهر ..
- هي .. ثرك ما بتسير لها تقولها .. انا باخذ عليج مصريه و عادك رايغ ولدها من البيت ..!!
صدح صوت الجد في صرخة مجلجلة .. رجفت لها قلوبهم ..
- علـــــــــــــي ..
.
.
.
.
همس أحمد بنظرة ذاهلة ..
- و الليل .. بينقع البكس الحينه ..
ثم التفت لهزاع الذي اتسعت عيناه باهتمام .. و هو يراقب الوضع ..
- أول مرة أشوف الشيبان يرادون أبوية سيف .. دايم يرهبهم ..!!
رفع هزاع حاجبه ..
- عميه علي محترق بالقو .. ويهه محمر من القهر ..
ثم التفت لأخاه الأكبر الذي كان مقطبا بضيق و ذراعه أمام صدره ..
- نش إقرا على عمك يا ريال .. لاا يطيرون فيه السكن من الصريخ ..
استدار له سيف بنظرة صارمة .. و صوته الهادئ يؤنبهم في حزم ..
- تشوف انه وقت مزحك انت وياه ..؟ العرب يتحاذفون بالرمسة .. و الولد يرفع صوته على ابوه .. ادع ربك يهدي الأنفس بدال المصخرة لي انت فيها ..
لوح هزاع بيده في خفة .. و أحمد يجيب عنه قائلا لسيف الذي مسح لحيته بعصبية ..
- ليش زعلاان يا مطوع ..؟ نرطب الأجواء نحن .. بالله عليك شوه تبانا نسوي ..؟ نصارخ .. و نحتشر ..؟ و بعدين ..؟ الريال عرس من سبع و عشرين سنة .. الحين بيحاسبونه ..؟ ما بيتغير شي .. ليش يحرقون أعصابهم ..
هدأت نظرة سيف و هو يرد بهدوء ..
- الإعتراض هب ع زواجه .. لكن انه يدس بنته بعيد عن هلها .. قاصر حقها .. هالشي لا يرضاه رب العالمين .. و لا نحن نرضاه ..
تكلّم فهد فجأة يذكّرهم بوجوده جوار سيف .. و عينه تتابع الرجل الذي استرخى في جلسته جوار جدّه .. و كأن الأمر لا يعنيه ..
- شوه لي خلااه ياخذ المصريه ..؟؟ و الا حتى يعرس في الوقت لي راغ فيه عميه حمد من بيته ..؟
فرك هزاع لحيته و هو يقول بتفكير ..
- يمكن كان يبا يعوض فقده لولده هاييك الفترة .. و الا كان يبا بنات .. مل من العيال .. و قال آخذ ليه حرمة تييب ليه بنات ..
ثم حين شعر بسخافة الفكرة ابتسم بخفّة مؤكدا ..
- واايد رياييل ما اييهم الا نوع واحد من النسل .. و يعرسون عسب يغيرونه ..!! هب بعيدة الشيبة يازت له الفكرة و جربها ..
نظرة سيف كانت محرقة و هو يقول ..
- { لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير }** ،، كل شي بيد الله سبحانه و تعالى .. و العبد لو يغير مليون مرة ما بيرزق الا لي ربي كاتبنه له ..
ضحك أحمد بخفة ..
- ما شا الله يا سيف .. ردك دوم زاهب .. بس لي أعرفه و الثور لي دارس ويايه علمي نساه .. ان سالفة الأنثى و الذكر ما يخصها بالحرمة .. لن الحرمة .. تعطي دايما ( x x ) و الريال يعطي ( x y ) فلو خذت الحرمة منه الإكس طلع جنس المولود أنثى .. و لو خذت الواي يطلع ذكر .. أذكر ان السالفة كذيه تقريبا و الا أنا ماكل نصها .. المهم ان المرة ما تروم تغير شي .. لنها اكس اكس .. بس العمد ع لي يعطيه الريال .. لو عطا واي ياب ولد .. و لو عطا اكس .. طلعت بنت ..
التعبير المبهم الغبي الذي علا وجوه الثلاثة و هم ينظرون لتحليله الطويل الغير مفهوم دفعه لهز رأسه ..
- و الله محد ثور الا أنا لي أشرح لكم يا التيوس .. و أضيع معلوماتي ..
* * * * *
المفضلات