• دخول الاعضاء

    صفحة 2 من 28 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة
    النتائج 16 إلى 30 من 408

    الموضوع: خطوات تغفو على عتبات الرحيل

    1. #16
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      لا زال الذهول مختلط بعدم التصديق على وجوههن منذ أخبرتهن حور عن سبب انفراد أبيها بها ..!
      لم يبدن أدنى اعتراض ،، و كأن الأمر مزحة ما أو غير حقيقي ..
      و لا زال الشك يلوح في عيونهن ،، الحقيقة أن ردة فعل المها كانت الأغرب ..!
      بدا الضيق على وجهها الحلو و هي تعقد جبينها بشدة من أن شرحت لها حور الأمر .. فقط لوحت بيدها غاضبة دون تفسير و دلفت المطبخ لتعد الشاي لخالتهن التي كانت قد وصلت للتو و جلست عن أمهن ،، تنهدت حور ببطء ..
      تشعر بتبعثر مشاعرها ..
      لا يمكنها أن تشعر بما يخالجها الآن ..
      شيء واحد كانت متأكدة منه ،، أن زيارة الغد قد تحمل الكثير ..
      .
      .
      - حوور .. ؟
      انتشلها صوت شقيقها الأصغر من أفكارها .. لتلتفت له بعينٍ شاردة ..
      - همممم ..؟؟
      - مايد في الميلس يبا يسلم عليج ..
      طارت تلك الأفكار التي اختنق بها فكرها المشغول و ابتسامة حلوة تعلو شفتيها و هي تصيح بشوق ..
      - في ذمتك ..؟؟؟؟؟؟؟؟
      لم تنتظر إجابته .. وقعت عيناها على المها و هي تحمل صينية احتوت على إبريق الشاي و أكواب زجاجية ،، لتشير لها بسرعة أن تعد إبريقا آخر لمجلس الرجال .. ثم تهرول إلى هناك بفرحة ،،
      أنستها ما عاث في خاطرها من قلق بشأن الغد ..
      حال وصولها للباب المجلس ابتسمت و هي ترى حذائه عند الباب .. لوحده هنا ..!
      أطلت برأسها بخفة قبل أن تقرع الباب لتجده جالسا في الطرف الأبعد من المجلس الضيق .. كان ينظر للأسفل بحده ساهما .. ابتسمت بحب و هي تفكر .. بما الذي قد يشغل باله ،،
      شعر هو بشيء يسد مرور ضوء الشمس عبر الباب ليرفع عينه فيراها واقفة تطل برأسها و هي تبتسم ،،
      ابتسم فور رؤيتها .. و هي تقول معاتبة ..
      - بعض النااااااااااس .. مقاطعينااا لهم أسابيع محد يشوفهم ..!!
      فتح ذراعيه و هو يقول ،،
      - ما عندهم سالفة هالناس ..
      اقتربت لتسلم عليه بسعادة ثم تضربه على كتفه ..
      - مالت عليك يا الدب .. وينك غطيت مرة وحدة .. شحالك ،، شوه اخبارك .. و علومك .. رب ما به يديد .. حد يا كم من مكان ..؟ تولهت عليك ..
      ثم تذكرت لتقول و هي تصفق بيديها ..
      - حصلت شغل ..؟؟
      ضحك مايد بأريحية و هو يعود ليجلس على الأرض فتجلس الى جانبه .. و عيناها متعلقتان به تنتظر اجابه شافية لسؤالها ..
      - خييييييبة .. يا حور .. شوي شوي .. كلتينيه .. الحين بشوه أرد أول ..
      قالت بلهفة ..
      - حصلت شغل ..؟؟
      .
      .
      شعر بوخزه في ضميره قبل إن يقول بهدوء ..
      - لا هاي سالفتاا طويلة .. أول شي أنا بخير الحمد الله .. شحالج انتي ..؟
      رفعت ابهامها بنصر ..
      - ترتوب الأحوال .. كالعادة ..
      - خالوه شحالها ...
      عقدت حاجبيها بعدم رضا ..
      - فديتاا أمايا مادريبها هالأيام شوه مستوي عليها .. كله تعيانة و ميهودة .. حتى العيشة ما تطب ثمها ..
      هز رأسه بأسى ..
      - هيه تراه أبوج اتصل بامايا اليوم و قالها تيي تشوفها ..
      رفعت حور حاجبها و هي تنظر له باستنكار ،،
      - أفاا .. يعنتي لو ما أبوية اتصل ما كان ييت هنيه ..؟؟
      ابتسم و هو يمسك بكفها الصغير ..
      - لا و الله ،، امبونيه بيكم اليوم .. حسيت انيه مصختااا وايد .. و عبيد كان بيي ويايه .. بس ربعه اتصلوبه قبل لا نظر .. و يسلم عليج ..
      - الله يسلمه فديته .. هذا السبال من زماااااان عنه .. شوه مسوي في الجامعة ..
      هز رأسه برضا ..
      - ماشيه أموره الحمدالله .. و ........
      قاطعة طرقات على الباب .. لتهب حور من مكانها قبل أن تدخل عفرا و هي تخفي وجهها خلف الغطاء ..
      - السلام عليكم ..
      هب مايد واقفا في مكانه ..
      - و عليكم السلام و الرحمه ..
      التقطت حور صينية الشاي من بين يدي عفرا التي نظرت لمايد ..
      - شحالك مايد ..
      - الله يعافيج ،، عفرا ..؟؟
      - هيه ..
      - شحالج ،، و علوم الثنوية العامة وياج ..
      - يسرك الحال ،، الحمد الله كل شي تمام ..
      - الله يوفقج ..
      هزت عفرا رأسها تهم بالخروج ..
      - يوفقنا يميع .. يا الله أترخص ..
      و خرجت من المجلس للتقدم حور بالصينية و تضعها أرضا عند مايد الذي عاد ليجلس لتصب له بعض الشاي ..
      مدت الكوب و هي تسأله ..
      - الحين ما قلتليه .. لقيت شغل ..؟؟
      التقط كوب الشاي بتوتر .. ليضعه أرضا .. نظر إليها لبرهة ..
      عيناها تنتظران رده ،، لا بد أنها متلهفة لسماع تلك الحكاية الطويلة التي وعدها بها ..
      و للحظات راوده شكٌ غريب ..
      هل سيرى نظرة التسامح على وجهها الصافي بعد لحظات ..؟!
      كان هادئا للغاية و هو يلتقط كوب الشاي ،،
      - و الله تعرفين من متى و أنا ادور شغل ،، ما خليت مكان و لا دايرة و لا حكومة الا و قدمت أوراقيه .. و كلهم نفس الرد .. بنتصل بك .. بنتصل بك ،، و هاي الشهور تخطف و محد اتصل ..!!و الله يا حور ما خليت مكان تتخيلينه و ما تتخيلينه الا و قدمت أوراقيه طالب شغل .. بس ما شي فايدة .. هاي يستقدمون الخبرات الأجنبية و عيال البلاد هب محصلين لقمة العيش ..!! ،، ادري ان شهادتيه عادية و هب مطلوبة .. و انالمعهد دراسته ما تساوي دراسة الجامعة .. بس نحن أولى و الا شرايج ..؟!
      نظر للحيرة التي سكنت عينيها ..
      لماذا يسرد ما تعرفه جيدا ..؟! أهناك شيء آخر ..؟؟
      - يعني ما لقيت شغل ..؟؟
      تنهد بهدوء .. سيلقي ما في جعبته مرة واحدة ..
      - الاسبوع لي طاف واحد من ربعيه خبرنيه عن شركة يديدة توها فاتحة و هاي الشركة تابعة لمجموعة شركات معروفة ،، يمعت أوراقيه .. و سرت الشركة اليوم و قدمتها ..
      ابتسمت بتفاؤل ،،
      - حلوو .. و متى بيردون عليك ..؟
      قال بثقل ..
      - الاسبوع الياي .. بس ما سألتينيه شركة منوه هاي ..
      كانت عيناها تشعان حماسا ..
      - شركة راعيها .. أهم شي انك تحصل شغل ..! بس ليش أسأل معروف راعيها ..؟؟
      ابتلع ريقه .. و ركّز بصره على ملامحها ..
      ماذا ستقول يا ترى ..؟
      - آآ .. هيه تعرفينه ..
      ضحكت بقوة و بانت أسنانها البيضاء الصغيرة ،،
      - أوووف .. أعرفه .. - ثم أردفت مازحة - قوليه منوه تعرفنيه راعية واسطة أنا بخلهم يقبلونك .. شوه واحد من معجبيني و الا يطلع في التلفزيون ..؟؟
      قال بهدوء ..
      - مادري .. بس لو طلع ما بتعرفينه ..
      ابتسمت و هي تغمز له ،،
      - شوه لغز .. أعرفه و ما أعرفه .. امنوه راعيها ..؟؟
      ألقى بكلماته بهدوء ..
      - ريلـــــج ..
      لثوانٍ رنت الكلمة في جو المجلس الهادئ ،، عدم الفهم يرتسم على ملامحها للحظات ..
      .
      .
      تعقد جبينها الآن بادراك قاسي .. ثم استنكار ..
      تمعنت في وجهه المترقب بلهفة لما تقول .. همست بقوة ..
      - في شركتهم ..؟؟
      أومأ برأسه آسفا ،، تنظر له و هي مذهولة .. لا تستطيع تفسير ما يخالجها ،،
      أ هي خيبة ..؟! .. حيرة ..!
      أم شيء لم تدرك كنهه ..؟
      فقط صوته المعتذر يقول بهدوء ..
      - قبل لا تزعلين و تيلسين تعاتبينيه .. فكري ،، من متى و أنا أدور شغل ..؟؟ راحت أياميه و أنا يالس عطالي بطالي .. يوم لقيت الفرصة قلت ليش ما أجرب حظيه .. يمكن يقبلونيه هالمرة .. حور أنا ما استغليت علاقتكم بهم .. و أنا خبرت أبوج قبل لا أقدم في الشركة و قال إن ما عنده اعتراض ع السالفة .. !
      ثم نظر لها برجاء ،، و كأنما لا يريدها أن تسبب مشكلة بينهما من أجل ما لا يستحق ..
      لا تنكر ذاك الضيق الذي اكتنف صدرها و هو يفاجئها بما يحمل ،،
      و للحظة تأملت وجهه المترقب .. واثقة بأنه لن يتوانى عن ترك هذه الفرصة إذا طلبت منه ذلك ..
      و لكن هل يحق لها بأن تفعل ..؟ .. أن تحرمه هذه الفرصة لمجرد عدم ارتياح يراودها من أولئك الأقارب الذين لم تلتقيهم قط ..؟!
      أم عليها أن تتجاهل نزعة الأنانية التي تملكتها و هي تفضل بقاءه بلا عمل على أن يقتربوا منهم ..!!
      .
      .
      هل لها أن تمنحه الراحه ،، أن تبتسم لأجله .. و تخبره بأن لا مانع لديها ..؟؟
      يصعب ذلك عليها .. و لكنه ليس بمستحيل ..!
      .
      .
      نمت عن شفتيها ابتسامة حلوة و هي تشد على أنامله ،،
      تلك الراحة التي علت محياه تستحق الكثير ..!

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    2. #17
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      يريح أصابعه على خدّه و الشرود بادٍ في عينيه ،، وجهه المريح بدا غارقا و هو يتخلخل لحيته بأصابعه بين الفينة و الأخرى ..
      ارتشف هو فنجان القهوة الذي بيده قبل أن يقول بصوت عالٍ مازح ،،
      - بعطيك عشر ربية و سر الحلاق قصر هاللحية لا يشلونك ،،
      .
      .
      اخترقت الكلمات مسامعه بقسوة .. و لها وقع الشوك في قلبه .. كيف لأبيه أن يقول هذا ..
      اعتاد على سخرية أبناء عمه من التزامه و إعفاءه للحيته .. و لكن أبوه ..
      نظر له بعتب ..
      - أفاا يا بو سيف .. تبانيه أحلق لحيتيه ..؟؟!!!
      .
      .
      شعر هو بالحرج ،، و كأنما صغّرته الكلمات التي رماها بلا اهتمام منذ لحظة في عيني ابنه ,,
      ليبرر له بابتسامه ..
      - خايفك عليك يا بويه ما تسمع كل يومين و هم شالين حد ..
      لم يجبه سيف .. أخفض عينه صامتا .. يلفه الغموض الهادئ .. تمنى أبوه للحظات لو أنه لم يتلفظ بالكلمات ،،
      بدا ذاك بعيدا ..
      بعيدا للغاية ..!
      دقائق تمر و لا صوت يخدش جدران السكون ..
      - سيف ..
      التفت له باهتمام ..
      - عونك يا ابويه ..
      - عانك الرحمن .. بلاك هب ويانا ..
      ابتسم بحلم ،،
      - اسمحليه يا الغالي .. أفكر في الدورة لي طالبينيه فيها ..
      هز أبوه رأسه ،، يخفي الضيق الذي يخالجه كلما تذكر ابنه الذي خرج عن نطاق عمل العائلة ..
      - لو انته كافي عمرك الشر و تشتغل ويا اهلك هب أخيرلك ..؟؟
      لم تختفي ابتسامته الهادئة ..
      - ما عليه يا بويه .. أنا مرتاح في شغليه .. و التجارة ماليه فيها و لا في معاملاتاا ..
      عقد أبوه جبينه ..
      - الحين مرتاح .. باكر بتعرس .. و بتتلعوز ويا شفتات الشرطة .. يوم مظهرينك الفير .. و يوم تالي الليل .. شتبابها المغثة و الراحة عندك ..؟؟
      أجبه مجددا ،،
      - أنا مرتاح في دواميه يا بويه و ما به مغثة ..
      انفتح الباب لتتوجه أعين الاثنين نحوه ،، دلف هو بتعب و توجه رأسا نحو أبيه يسلم عليه ،، ثم التفت نحو أخيه الأكبر الذي هب واقفا ليبادله السلام ..
      - السلام عليكم ..
      ردوا سلامه بصوت واحد ،،
      - و عليكم السلام و الرحمه ..
      جلس على الجلسة المنخفضة و هو يفرك عينه بارهاق .. يسأله أبوه ..
      - هاا يا بو سلطان .. علومك ..
      نظر له هزاع بابتسامة ،،
      - ابد و الله يابو سيف ما به علم .. كسرتنااا هالجامعة ..
      أومأ أبوه برأسه ينقل بصره بين ابنيه الذين بدآ بتبادل الأخبار بحديث سريع ،، كم هما مختلفان ..
      رغم ذلك بدا أن سيف يلعب دور الرقيب على أخويه أكثر منه هو ..!!
      انتشله صوت سيف الذي قال لأخيه وهو يصل للباب بحزم ،،
      - لا ترقد .. ما بقى شي ع صلاة المغرب ..

      * * * * *

      - اماااااه .. - ثم أشارت بيدها و هي تجمع رؤوس أصبعها لفهما و ترفع الصوت - عشاا عشاا ..
      نظرت أمها بوهن للصحن الذي وضعته للتو أرضا قبل أن تشيح وجهها و هي تشير رافضةً الطعام ..
      - لاااا .. بس ..
      ألحت عليها و هي تعقد جبينها ،، لا يمكن أن تستمر أمها في الإضراب عن الطعام بهذا الشكل ..
      - أمااا - و تربت بيدها على صدرها - عشانيه ..؟؟
      لكن أمها لم تطاوعها ،، شعرت بالهم يغزو روحها و هي ترى هذه الحبيبة تزداد نحولا .. ما خطبها ..؟؟
      هي قلقة للغاية .. تخشى أنها مصابة بمكروه فيما هم غافلون عن ذلك ..!!
      .
      .
      لم تكن تلك الليلة كغيرها من الليالي ،، منذ خرجت خالتهم قرابة المغرب مع ابنها لبيتهم ..
      انشغل الجميع في ترتيب أمورهم .. و لكن بدا واضحا لأخواتها أنها تتحرك بآلية دون توقف.. عيناها المركزتين لا يمكن أن تكون أكثر دلالة على شرودها ..
      كانت تشعر بتزاحم خواطرها يشتتها ،، حالما أوت هند و مزنة و نايف للنوم ،، و دخل والدهن لغرفته لينام ..
      تجمعن ليجلسن على عتبة مدخل الصالة .. حور تسند ظهرها لإطار الباب و تجاورها المها التي بدا أنها تتأمل هذا الشرود الذي سكن عيني أختها .. عفرا تقابلهن و هي تجلس على الأرض الحجرية للباحة .. فيما قابلت نورة حور لتستلقي دانة و تريح رأسها فخذها .. و هي تقول مازحة ..
      - حوووووه حووووور .. لي ما خذ عقلج يختي ..!! ليكون تفكرين في اللقاء ..
      نظرت لها حور شزرا ..
      - قالولج ما عنديه سالفة ،،
      قالت عفرا و هي تمرر يدها على النقش القديم في اطار الباب الخشبي ..
      - صدق حور شعندج .. من الصبح و انتي سرحانه .. كل عسب سالفة الروحه ..؟؟
      تدخلت نورة بسرعة ..
      - ما يرزا عليج يختي .. خفي ع عمرج .. بنسير خمس دقايق و بنرد ،، و لا تخافين - و شدت ذراعها تبرز عضلات وهمية - خواتج الوحوش وياج .. مستعدات للدفاع عنج ضد أي هجوم يشنونه الأشرار ..
      تنهدت حور باحباط ..
      - أقول انتن لي ما عندكن سالفة .. أنا الروحه ما تهمنيه .. و باكر سايرة عسب خاطر ابويه .. و هب خايفة و لا حتى متوترة .. بس ..
      مدت يديها بعجز ..
      - انتن ما تشوفن أمايا كيف غادية ..؟؟ عنبوه بتموت .. قدها عظام .. و الله انيه خايفة واايد عليها ..
      سرعان ما بدأ القلق و الضيق ينتقل لوجوههن جميعا و حور تقلب مخاوفهن .. قالت دانة بصوت تعيس ..
      - فدييتج يا أميه ،، حتى الرمسة ما فيها الحيل ترمس .. و لا العيشة تباها ..
      تنهدت نورة ..
      - خالوه تقول نصبر الين يوم الأحد و بتشلها الدختر .. حور بتسيرين وياهم ..؟؟
      هزت حور رأسها بلا ..
      - وين أسير و منوه بيتم هنيه .. خالوه أكيد بتيي الصبح .. انتن في المدرسة و مهاوي اروحها ..
      أومأت عفرا برأسها ..
      - الله يشفيها و يسوقلها العافية .. الله يخليها لناا ..
      قلن معا ..
      - آمين ..
      صمتن للحظات قبل أن تعود دانة لتقلب موضوع الحديث ..
      - الحين نحن باكر بنشوف يدووه ..؟؟
      أومأت حور برأسها بهدوء .. لتعود دانة فتسأل بحيرة ،،
      - تهقونها طيبة و الا عوفة ..؟؟
      عقدت نورة جبينها و هي تنظر لوجه دانة في الأسفل ..
      - مادري ليش أتخيل شكلها ضخمة .. و سمرا .. أحسها بتيي عودة شرات أبوية ..!!
      ابتسمت حور في وجه المها التي بدا أنها تراقب شفاههن بتركيز كي تلتقط الحديث ..
      - ابويه ريال لازم يي جسمه كذيه .. بس هاي عيوز يمكن غير الحين ..
      قالت عفرا بهدوء ..
      - أحسها متكبره شويه أو قاسيه .. كذيه أحسبها لنها تقول طرشوليه البنات ..!!!
      الآن تتسع ابتسامة حور ..
      - سبحان الله نفس الشعور يوم أبوية يخبرنيه .. بس ما علينا منها .. نحن هب سايرات نطلب بيت شعبي .. بنسلم عليها .. و شحالج .. انتي بخير .. و ردينا البيت و نسينا السالفة ..!!
      قالت دانة بمكر ..
      - يمكن مسوية هاييك العيوز خطة و مواعدة ولد ولدها عسب يشوفج ..!!
      ارتعشت أطراف حور و هي تفكر بذلك ..
      - فال الله و لا فالج يا السبالة ..
      قالت نورة مفكرة ..
      - صدق حور تخيلي باكر تكون يايبه عريس الغفلة و تباه يشوفج ..
      سدت حور أذنيها بكفيها ..
      - انتن بتنطبن .. عنلاتكن لا تروعنيه الحين ..!!
      تثاءبت عفرا بشدة و هي تقول بارهاق ..
      - طبيهن يختي .. لا تخافين و لاعندج خبر .. و اذا كان موجود .. ما يخصج فيه ارقعيه طاف و بنرد البيت .. أنا بسير أرقد ..
      قالت حور و هي تقف في مكانها و تمط يديها بتعب ..
      - كلنا بنرقد .. الساعة عشر و نص الحين ..
      هزت دانة رأسها بخبث ..
      - هيه عسب ننش و ويوهنا راويه ،، هب حلوة ويه حور يي تعبان و ريلها بيشوفها ..
      نظرت لها حور بغل و نورة تشارك دانه الضحك .. مدت الأولى يدها لتنهض المها و يتوجهن الى غرفتهن و هي تقول بخفوت كي لا يزعجن الراقدين في هذا البيت ..
      - أقول شكلج ما بتنطبين الا لو ياج كف مرتب ..
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    3. #18
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      حين أراحت رأسها على مخدتها الصلبة في الظلام الدامس بعد انطفاء النور ،، كانت تسمع تهامس نورة و دانه المتحمس عما هو متوقع أن يحدث في الغد .. فيما تمتمت عفرا بارهاق تنهرهن ..
      - ايه انتي وياها .. نبا نرقد ..
      ردت نورة ..
      - ارقدي امنوه ميود رموشج ..؟؟
      - حنجرتج الذهبية انتي و هالتغريد .. صخن .. باكر قرن الين تموتن ..
      قالت دانه بسرعة ..
      - بسم الله علينا ..
      حسدت حور في داخلها المها على السكون الذي يصم أذنيها عن هذا الضجيج ..!!
      قالت بضيق ..
      - دانة و نورة لو ما تبن ترقدن اظهر الصالة و سولفن هناك ..
      قالت دانة بسرعة ..
      - لا خلاص بنرقد ..بس سؤال واحد حور ..
      تنهدت حور بصبر ..
      - اسألي ..
      - الحين باكر بنشوف ريلج و الا لا ..؟؟
      .
      .
      صرت أسنانها بغضب حقيقي .. و هي تلتقط مخدة و ترميها في الظلام في اتجاه فراش دانه ..
      - دااااااااانوووووووه ..!
      رنت ضحكات نورة و دانة تشاركهن عفرا ..
      فيما تصارع حور ذاك التوتر و هي تكتم ابتسامتها ،،
      .
      .
      صدقا ..
      ما الذي قد يحمله الغد في طياته ..؟!

      * * * * *

      و ها هو النور ،، آية ..
      يسلطها الرب على غفوات ابتسامة حين تتشح السماء سوادا ،، آذنة لدموع خافية بالهطول ..
      ليقبل فجرٌ جديد ،، حاملا على أكتافه لحظات ستوصم على جبين الذكريات ،، مميزة .. أَ مرّة كانت .. أم سكريّة ..
      فكل يوم يمر هو حياتنا .. جزء منها ،،
      و كل صبحٍ وليد هو أول ما تبقى من لحظات أيامنا ..
      التي حتما ستمضي .. لنتمنى عودتها ذات رحيل ..!
      .
      .
      تتغلغل أشعة الشمس ستار حجرته الواسعة ،، فيما يرتدي فانلته القطنية البيضاء على إزاره النظيف ،، ليقف أمام المرآة متأملا لحيته المشذبة ،، و وجهه الأسمر القوي ..
      لحظات و تعلو شفتيه ابتسامه حادة .. يلتقط المشط ليمرره في شعره الكث المبلل ليعيده إلى الوراء ..
      لابد أن الجميع رقودٌ الآن فاليوم إجازة رسمية .. و لا يفكر أحد بالنهوض للعمل غيره ..!!
      فكّر بأنه لم يكن مجرد عذر للتغيب عن مقابلتها فقط ،،
      بل إنه مضطر حقا لقضاء أعماله التي لا تزال تنتظره .. حقا تلتهم هذه الشركة وقته بجنون !
      يشعر بالاسترخاء و هو يفكر بأنه سيسعد قلب جدته الحبيبة باحضار تلك - الزوجة - لتراها ..
      شخر ساخرا متجاهلا وخزة الذنب .. زوجة .. !! هه .. هل تراه هي أيضا زوجا ..!! أم مجرد توقيع رسمته يداها على ورقة عقد القران ..؟!
      لا يهمه أمرها بتاتا .. كل ما يحتاجه أن تمر هذه الزيارة بسلام دون أن تكتشف جدته أكاذيبه و حكاياه الملفقة عن تلك الزوجة التي يفترض بأنه يتواصل معها و يعرف أخبار أبيها ..!
      التقط ثوبه يرتديه بسرعة قبل أن يلف - الغترة - على رأسه بمهارة ..
      ليلتقط بعدها هاتفه المحمول و محفظته و يترك الغرفة ..
      كان ينزل من الدرج الضخم الذي يتوسط الردهة حين وقعت عيناه على جده الذي جلس وحيدا يقلب بين يديه أوراق متناثرة ..
      ابتسم بهدوء .. لم يكن له أن يرث حب العمل الذي يجري في دمه إلا مما سقاه هذا الرجل من بين راحتيه ..
      رفع الرجل العجوز رأسه و هو يسمع غيث يسلّم بصوته الجهوري ..
      - السلام عليكم و رحمة الله ..
      نمت عن شفتي العجوز ابتسامة فخورة ،،
      - و عليكم السلام و الرحمه ..
      قبل غيث أنفه و رأسه ،، قبل أن يلقي بثقله على الأريكة المجاورة .. و هو ينقل عينه بين الأوراق .. و بين وجه جده الذي لا زال يشع بالقوة افتقدها من هم أصغر منه بسنوات ..!
      - شحالك يا بويه ..
      كان العجوز يركز بشدة و هو يقلب الأوراق تلك ..
      - بخير و سهالة ،، بتسرح مكان ..؟
      - سارح الشركة .. أميه وين ..؟؟
      - عدها فحجرتاا .. بتتريق هنيه ..
      هز غيث رأسه بهدوء ..
      - هيه .. ما خبرتك ..!
      بدا الاهتمام على وجه الجد ..
      - بشوه ..؟؟
      استرخى غيث في مقعده بابتسامة ساخرة ..
      - حرمتيه بتيي البيت اليوم ..
      انفلتت الأوراق من بين يدي الجد .. و هو ينظر للأمام مباشرة .. قبل أن يرفع عينه لغيث .. و هو يسأله بصوت غريب ..
      - و شوه بيييبها ..؟؟
      هز كتفيه بلامبالاة .. يعلم جيدا كيف يوخز أباه .. و يلمسه في وجع ..!
      - بتيي تسلم على يدوه .. من ملكت عليها ا يتها .. و اتصلت بها تيي ..
      تقلص فك العجوز بشيء يشبه الغيظ .. الا أن عينيه لا تزال هادئة ..
      - زين عيل .. أنا ظاهر من الصبح الين في الليل العزبة ..
      هز غيث رأسه بابتسامة ملتوية ،،
      - بتتغدا هناك ..؟

      * * * * *


      لا تدري حقا لما بدا لها أن العصر يهرول قادما ،، و أن اللحظات لا تطول ..
      لا تريد لعقارب الساعة ان تواصل السير إلى العصر ،،
      فلتتوقف الثواني قليلا تريد التقاط أنفاسها و تهدئة روعة قلبها الذي راح يقرع أبواب صدرها بجنون ،،
      ول كن العصر أقبل بعد صباح لم يكن قط أقصر في حياتها ..!!
      تمرر المكواة على غطاء وجهها الثقيل بيد ترتجف .. و مئات الصور ترتسم في مخيلتها لذاك اللقاء الحتفي الذي ستعيشه بعد قليل ،،
      أسدلت أهدابها لوهلة و هي تسحب نفسا عميقا ،، يتغلغل رئتها ..
      على الأقل هذا الهواء الذي تتنشقه هواءها .. تعرفه جيدا .. و تتنفسه ..
      لما كل هذا الخوف .. حور ..؟؟
      لماذا تشعرين بالذعر و أنكِ على شفير ألم ،، أو دمعة ..
      تمالكي نفسك .. ليس هناك ما يستحق أن تهتز أنفاسك لأجله ..!!
      وضعت يدها على صدرها بهدوء و هي تومئ برأسها موافقة ..
      ستكون قوية .. حتما ستكون كذلك ..!
      .
      .
      - حور خلصتي ..؟ أبا أكوي شيلتيه ..!!
      كان هذا صوت عفرا .. التقطت حور غطاءها عن طاولة المكواة .. و هي تتساءل ..
      - حد سوت القهوة ..؟؟
      نورة تفرد غطاء رأسها على الطاولة بحماس ..
      - سوتها دانة .. و ابوية رد من الصلاة يقول دريولهم برا يرقبنا من الصبح .. و تغدا هنيه بعد ..!! .. و يقول لا تبطن ..
      هزت حور رأسها بسرعة متوجهه لحجرة أمها ..
      - قولي للبنات يظهرن .. بسرعة ..
      دفعت باب الحجرة لتدلف بهدوء .. يقع ناظرها على وجه أمها المرهقة التي استلقت على جنبها بتعب..
      أمـــاه .. ليتني منكنت مسجاةً على هذا الفراش عنكِ ،، اصبري يا غالية ..
      أثلجت صدرها تلك الابتسامة الجميلة التي ارتسمت على وجه أمها .. و هي تراها ترتدي العباءة و مستعدة للخروج .. اقتربت حور لتركع على ركبتيها جانبها . و أحنت رأسها لتطبع قبلة عميقة على جبينها ..
      شعرت بأنها تستمد القوة منها .. و أن شيئا من السكينة انتشر في روحها و هي تجلس هنا ..
      لتبادل أمها الابتسامة و تشير لها راحتيها للسماء تحرك شفاهها بهدوء و هي تهمس ..
      - ادعيليه ..
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    4. #19
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      يداعب صوتها الناعم بكلماتها المتكسرة أذني حور .. ليطربها .. يدعمها ..
      يدفعها للمواجهه بلا خوف ..
      - الله أحفظكن .. الله أوفقكن ..
      حنان هائل بقوة حب الأم يتدفق في مجرى الشريان الآن و هي تمسح أخيرا على رأسها لتقف مجددا و هي تلوح لها خارجة ..
      رؤيتها لأمها .. و انفصال روحها للحظات عن كل ما قد تفكر فيه باستثناء صحة تلك الغالية .. جعلها أكثر هدوءا ..
      شيء واحد رددته في داخلها بتصميم ..
      لا يهمها .. و لن تكترث لمن و لما ستلاقي هناك .. هم مختلفون عنهم .. و خارج حدود دنياهم ..
      عليها أن لا تسمح لهم بالتأثير عليها .. و زعزعة ما هي عليه ..
      .
      .
      - حووووور أباااا اسير وياكم ،،
      كان ذاك صوت مزنة التي تقف بباب الصالة تغالب دموعها ..

      * * * * *

      في مكانها الذي اعتادت اعتكافه كل عصر ،، لا يجالسها سوى السكون الذي لا يقاطعه شيء ..
      و لكن اليوم كان لعبراتها حكاية ،،
      حقا لا تجد تفسيرا واحدا .. هل كذب عليها ..؟؟
      ذاك الحفيد .. بل هو ابنها .. ذاك الذي اعتنت بصدقه منذ صغره ..
      وعدها بأنها ستحضر . و أنها ستكون هنا في الصباح ،،
      لم يناوش عينها الرقاد ليلة الأمس .. وهي ترسم مئات الصور لها ..
      لشيء يربطها بابنها البعيد .. شعرت بشيء كقسوة الشوق يحرق إحساسها ..
      و عين ساهدة ،، تأبى أن تغفو للحظات .. فيدركها النهار و يمضي ..
      فلا تراها ..
      و لا تلتقي عيني ابنها في وجه تلك الشابة ..
      حلم أمست ترجو قدومه أرادت أن تحويه عيناها المفتوحتين ..
      لكن يبدو أن الحلم يأبى إلا مسكن النوم في روحها ،، لذلك لم تأتي ..
      أتى الصباح حاملا عل كتفيه خيبة مرّة ..
      و عقارب الساعة تواصل المسير باجتهاد ،، و كأنما لا تبغي من مضيها سوى أن توجع قلبها المسن ..
      و اللحظات تمضي دون أن تقبل تلك المنتظرة ..
      الآن ..
      تجلس هي هنا ..
      لم تعتد تنتظر أحدا .. حتى هو ..
      لا تريد أن تلتقي بعينيه .. فترى ما لا تتوقع .. هل كان جادا .. و أخلفت هي الوعد ..؟؟
      أم كان يصبرها بكذبة لم تكن أقسى قط ..؟!
      شعرت بحرارة دمعة تلسع مؤخرة مقلتها .. و الشمس تلفح حزنها .. صمتها ..
      و السكون ..
      لتخفض رأسها بانكسار متلوع ..
      لا شيء قد يمزق الروح و ينثرها لأشلاء ،،
      كدنو الحلم من الحقيقة ..
      و انفلاته ..!!
      لن تروى عبراتها جفاف القلب بعدها ..
      لن تفعل ،،
      أبـــدا ..!

      * * * * *

      رغم وسع السيارة الفاخرة التي كانت في انتظارهن .. إلا أنهن تزاحمن في المقعد الخلفي ..
      و السيارة منطلقة نحو المجهول .. بدا أن توتر حور السابق انتقل لأخواتها في حين تداركتها الثقة و هي تجلس بينهن بهدوء ..
      ابتلعت نورة ريقها بضيق و هي تتساءل ..
      - لو يبنا نايف ويانا هب أحسن من اليية ويا الدريول بروحنا ..؟؟ مادري أبويه كيف سواها ..!! ما حيده كذيه ..!
      أجبتها حور و هي تلتفت للمها التي كاتن تعقد أصابعها في حجرها .. بدا واضحا أنها مرتبكة ..
      - أبوية ما يبا نايف يي عندهم ..
      ارتجف صوت دانة ..
      - ليش ..؟؟
      هزت كتفيها بعدم درايه ..
      - مادري .. و صخن شوي .. سوالفكن خلنها للبيت الهندي يتسمع ..!
      عفرا لم تنبس ببنت شفة منذ خروجهم من البيت و لامها بدا أنها تتحكم في نفسها بصلامة .. اذا لم يبدو غير ارتباكها أي شيء قد يدركه من حولها ..
      كانت السيارة تتجتاز طرقات المدينة المعروفة قبل أن تنحرف لطريق فرعي يعرف بـأنه يؤدي للممتلكات الخاصة ،،
      للحظات و يجتازون طريقا محفوفا بالنخيل .. و دانة تهمس لعفرا ..
      - تخيلي هالهندي يبا يخطفنا و نحن ما ندري وين مودنا ..؟؟؟
      ابتلعت عفرا ريقها بتوتر ..
      - انطبي انتي و هالأفكار .. خلينيه أسترخي ..
      نظرت لها دانة شزرا .. الحقيقة أنها كانت خائفة .. هذه تجربة لم تخضها من قبل ..!!
      همست نورة برهبة ..
      - شكلنا وصلنا ..!!
      تلك الهمسة أرسلت العدة في أجسادهن ،، و السيارة تبطئ سيرها مع اقترابها من تلك الأسوار الحجرية العالية ..
      حور تضع كفها على صدرها لتخنق ضربات قلبها التي بدأت بالتسارع مجددا ..
      أغمضت عيناها بعد أن رأت السيارة تتوقف عند البوابة الحديدية الضخمة ،، و سائقها يطلق زمورها منبها لوصوله
      أطلقت نفسا مختنقا و هي تستنشق الهواء بعمق ..
      .
      .
      إلهي ،،
      بث في قلبي ثباتا ،، امنحني القليل من القوة ..
      .
      .
      شهقة المها المذهولة قرب أذنها أجبرتها على فتح عيناها ..
      أجفل قلبها بقوة .. و هي ترى المساحة الشاسعة المزرعة التي يقطعونها و هم متوجهين للمبنى العملاق الذي ربض على الأرض أمام أعينهن ..
      لا صوت يتردد للحظات في جو السيارة ،،
      حتى صدى الأنفاس .. بد أنهن للحظات خشين أن يغرقن صدورهن بهواء هذا الحلم .. الذي بدا مخيفا للحظات و هن يقتربن من تلك الفيلا العملاقة ..
      صوت دانة المذعور يتردد في الجو الساكن ..
      - بيتهم عود ..!!
      بدا أنها تترجم أفكارهن ..
      .
      .
      تتوقف السيارة أمام الدرج الرخامي المؤدي للمدخل الضخم ..
      ليلتفتن الى بعضهن بتوتر .. لا تلامس أعين احداهن الأخرى من خلف غطاء أوجههن الغليظة ..
      تتمالك هي نفسها .. عليها أن تكون ثابته .. ليست لوحدها .. هناك من يعتمدن على قوتها الذاوية ..
      - يا الله انزلن ..
      نظرن اليها و كأنما لا يردن ذلك ..ربتت على كتف المها دون أن تنظر لهان .. و هي تشير لها بأن تفتح الباب بسرعة ..
      هه ..
      بسرعة ! قبل أن تخذلها شجاعتها و تأمر الشائق بإعادتهن إلى البيت ..!
      فتحت المها الباب بطاعة .. لتنزل مفسحة لمن خلفها بالنزول ..
      الآن باب السيارة مفتوح .. و المها تقف أمامها على تلك الأرض المجهولة ..
      ابتلعت ريقها .. لتدفع نفسها للنزول .. قدمها تطأ تلك الأرض بهدوء .. و صوت انفتاح باب السيارة الآخر يصل لمسامعها ..
      ما إن أغلقن بابها حتى انطلقت تاركة إياهن واقفات في مواجهة ذاك الدرج الامع تحت أشعة الشمس الحارقة ..
      ينظرن اليه بتوتر ..
      حور تشد قبضتها بقوة .. ليس على الأمر أن يطول .. فليدخلن بسرعة .. يسلمن عليها .. و يخرجن من هذا المكان ..
      سيعودن فورا إلى البيت .. حيث تلك المساحة الضيقة .. الدافئة ..
      الآمنة ،،
      قالت بقوة ..
      - يا الله بنحدر ..
      تحركت إلى الأمام بتصميم ..
      خطوتان .. و تلتفت إلى الوراء بدهشة ..
      - شعندكن واقفات ..؟؟؟
      تكلمت عفرا بصوت مرتجف ..
      - حور .. سيري انتي أول .. شوفي امنوه داخل و تعالي خبريناا ..
      بدا أن غيرها استحسن الفكرة اذ أيدتها دانة بسرعة ..
      - هيه هم لي زاقرينج .. و نحن زيادة عدد بس ..
      نظرت لهن حور بغيظ شديد ..
      - و الله لو ما تحركتن قداميه ما بييكن خير .. يا الله أشوف ..
      .
      .
      و لكن لم تنم عنهن أدنى حركة .. حتى المها التي واضح أنها لم تسمع شيئا من ذلك .. إلا أنها لن تتحرك إلا مع العدد الأكبر ..
      قالت نورة بصوت مقنع ..
      - سيري دقي الباب ز شوفي هاليدة وينها .. و خلاف تعالي زقرينا بنسلم و نتوكل .. هي تباج انتي .. و نحن يايين رزة فيس بس ..
      الآن يتصارع الغضب مع اليأس في نفسها ..
      - و الله لو ما مشيتن قداميه .. ليوصل الخبر عند أبويه ..
      لم يبدُ هذا التهديد ذو أثر على عنادهن ..
      تنهدت حور بخوف بدأ يتملكها ..
      ماذا ..؟؟ أ عليها التوجه للقاء تلك المرأة لوحدها و تمهيد الطريق لشقيقاتها ..؟؟
      - يا النذلات .. و الله لداويكن ..
      و التفتت مجددا تنظر لباب .. تجر قدميها .. و الارتباك يتصاعد داخلها ..
      رئتيها تعب من هواء العصر الساخن بسرعة ..
      و هي ترتقي الدرج الأبيض ،، خطوة .. خطوة ..
      الآن هي أمام الباب الخشبي الضخم .. و جرسه الأنيق يستفزها ..
      يطالبها ساخرا بأن تقرعه ..
      اصبع مرتعشة تلك التي مدتها لتضغط عليه ،، و ما إن انطلق الصوت عاليا ليصلها و هي تقف في الخارج ..
      حت تمنت لو أنها لم تفعل .. أرادت في لحظة الاستدارة للجري عائدة للبوابة .. لا يهمها ان عادت الى البيت على قدميها ..
      فقط أربكها وجودها هنا .. تشعر بأنها غريبة عن هذا المكان الموحش .. الضخم .. الهادئ ..
      لحظات .. و صوت الخطوات يتردد قادما من الداخل .. قبضة الباب تدار بسهولة .. فيما تغمض هي عينيها من خلف غطاء وجهها ..
      رباه ..!!
      - Yes ؟؟
      رفعت عيناها للخادمة القصيرة التي تساءلت و هي تقف عند الباب ..
      بلعت خوفها تجلي حنجرتها لتقول بصوتٍ مبحوح ..
      - أم علي وين ..؟
      نظرت لها الخادمة بحيرة ،، و هي تطيل النظر فيها ..
      - Who are you ؟؟
      هل تعلم الخادمة بأمر مجيئها ..؟؟
      - حـــــور ..
      سرعان ما تبددت الحيرة لتحل مكانها ابتسامة كبيرة ..
      - أووه مدام .. ماما نوراا قول انتي يجيي سوبه .. بس انتي سوي تأخير .. تفدلي أنا خبر ماما الهين ..
      لم تبالي حور بالانقلاب السريع للغة الخادمة و هي تخطو عتبة ذاك المنزل لأول مرة ..
      تخفض بصرها .. خائفة مما قد تراه إن رفعت عينها ..!
      شيء واحد تبادر لذهنها و الباب ينغلق ببطء من خلفها ..
      .
      .
      لقد كانوا في انتظارها ..!
      .
      .
      تخطو بهدوء على الأرض الصلبة .. و هي ترفع رأسها ،، لثانية شعرت بهلع و هي تدير عينها فيما حولها ..
      الردهة الفسيحة و قد توزع على وسعها الأثاث الفاخر المتناثر ،، و الديكور الفخم ..
      الدرج العملاق الذي توسطها .. و الثريات الضخمة التي توسطت السقف العالي ،،
      .
      .
      الخادمة تقودها نحو غرفة الجلوس و هي صامتة ،، تفتح الباب و تتنحى جانبا تدعوها للدخول قائلا ..
      - تفدلي مدام .. الحين ماما نوراا يجي ..
      و خرجت لتغلق الباب خلفها ،،
      نظرت هي لهذه الأرائك الوثيرة ،، و الجلسة الأرضية الأنيقة التي وضعت في الزاوية البعيدة ..
      كل شيء نظيف .. و لامع .. كل شيء متكامل .. و فاخر ..
      أغمضت عيناها و ذهنها يصفو للحظات ..
      هن فقط خمس فتيات .. ضعيفات ،، لم يحلمن قط بزيارة مثل هذا المكان في أوهامهن ..!
      أدركت بأنهن وحيدات هنا ..!
      .
      .
      ضمت حقيبة يدها البسيطة لصدرها بمرارة ..
      حمقاء .. حمقاء ..
      هذا ليس بمكانهن ..
      كان عليها أن ترفض المجيء .. أن تعارض أباها .. تناقشه ..
      ما الذي جرت نفسها إليه بالقدوم إلى هنا ..
      هذا المكان غريب عنها تماما ..
      لا تعرفه .. و تعرف سكانه ..
      أجفلت و صوت الباب يفتح بهدوء يتعلق نظرها به .. مترقبة من سيدخل عبره ..
      لا تتبين الرؤية خلف غطاء وجهها جيدا .. ترفعه لأعلى بيد مرتعشة ..
      كاشفة عن وجهها ..
      و وجه تلك القادمة ..!
      امرأة ضئيلة الجسد ،، بدا أنها كبيرة في السن و هي تتقدم نحو حور بحركة بطيئة ..
      تلك التجاعيد التي تتزاحم على وجهها الوقور ..
      من هذه المرأة ..؟! أيعقل أن تكون جدتها ..؟!
      تقترب العجوز أكثر و شبه من رجل أنجبها يلوح بين خطوط الزمن العتيقة ..
      عيناها الواسعتين رغم تقدم سنها تمتلآن بالدموع .. و هي تهمس بلهفة دون أن تسلم حتى ..
      - حــــور ..؟
      حور لا تتحرك .. عيناها المتوجستان تراقبان هذه المرأة الغريبة .. و هي تبتلع ريقها بقلق ..
      تومئ برأسها موافقة ،،
      شيء مختلف يتألق مع دمعة وجدت الطريق لتنحدر على وجنتها ..
      احساس سكن تلك العبرة اليتيمة .. و العجوز تمد ذراعيها بوهن ..
      تدعوها للإرتماء في حضنها ..
      ترجوها بأن تسمح لها بأن تزرع حنان أم لم يُظِلَّ إبنها منذ سنوات ..
      تتوسلها بأن تأذن لها أن تلمس قربها .. أن تشم رائحة فقيدها ذاك ..
      و صوتها الضعيف يتهدج قائلا ..
      - تعالي سلمي يا أميه ..
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    5. #20
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      كان خافقها هادئا الآن ..
      لم تكن تتوقع أن ترى هذا الإنكسار من ساكنة هذا الجبروت ..
      أم أنها لم تكن تتمنى ذلك ..؟!
      لم ترد أن تشعر بأنها لم تنسى ابنها ..
      تتقدم بلا شعور إلى حيث تقف المرأة تنتظرها .. و يداها لا زالتا معلقتان في رجاءها الصامت ..
      تصلها بهدوء سيطر على قلب حور و تلك تلفها بذراعيها الناحلتين ..
      لترتعش الأولى و هي تشعر بنحول جسد العجوز الدافئ ..!
      و هي تبحث عن احساس حائر في حنايا فؤادها المشتت .. شيء واحد أدركته ..!
      .
      .
      رابط قوي بينها و بين هذه الغريبه ،،
      رغم ذلك .. لا احساس تلمسه اتجاهها سوى الضياع في أمانٍ تلمسه بين ذراعيها ..!!
      .
      .
      .
      .
      كانت هي تشدها لأحضانها بظمأ أظناها لدهور ،،
      كانت قد فقدت الأمل في هذا اللقاء ..
      هذا حلم تعتصره بين ذراعيها .. و روح ابنها تسكن هذه الشابة التي تنظر اليها بعينيه ..!

      * * * * *

      تنزلق البوابة الأمامية بهدوء أمام عينه و هو يزيح - الغترة - عن رأسه ..
      كان عائدا للتو من الشركة بعد أن قضى نهاره هناك .. استغل وقته جيدا لقضاء الكثير من الأعمال التي كانت بانتظاره ..
      الآن و هو يقطع البوابة المفتوحة براحة ،، يشعر بالاسترخاء ..
      لا بد أنها سعيدة الآن .. ناوشت شفتيه ابتسامة حانية و هو يتخيل وجهها الضئيل يشع فرحة ..
      لا شيء يضاهي إحساسه زرع السعادة في روح تلك الغالية ،، و الأهم دون أن تكتشف ما قد يحزنها من كذبه ..!
      أدار المقود و هو يدخل سيارته الفارهه في الموقف الخاص بها ..
      في اللحظة التي انطلق فيها صوت هاتفه ليشق سكون سيارته ..
      نظر للرقم الذي تراقص على شاشة هاتفه بعجب ،،
      غريب ..!
      .
      .
      .
      .
      .
      يقف جنبا إلى جنب .. و عفرا تشعر بتوتر المها التي تعتصر ذراعها بخوف .. صوت نورة المرتجف و هي تقترب منها ..
      - يمييييييه .. منوه هذا ..؟
      قال دانة بخوف ..
      - واحد من عيالهم .. يا ربيه .. ياي هنيه ..
      كانت عفرا ترتعد بقوة و هي ترى ذاك الرجل الطويل ،، عريض المنكبين متقدما نحو البيت .. خطواته الواسعة تقطع المسافة بسهولة و هو مشغول بهاتفه الذي ألصقه في أذنه ..
      كان يقترب بسرعة .. و بدا للحظات أنه لم يلاحظ وجودهن ..!
      و صوته الرجولي الخشن يعلو و هو يتحدث بتكبر .. قبل أن يتوقف فجأة في مكانه و يدير رأسه الى حيث يقفن ..
      .
      .
      رآهن الأربع الفتيات اللواتي وقفن قرب درج المدخل .. لباسهن البسيط الذي بدا رثا لعينه التي اعتادت أناقة شقيقاته البالغة ..
      و اقترابهن من بعضهن بارتباك .. أدركْ ببساطة من هن ..!!
      و لكن ما أثار استغرابه و حنقه هو كيف دخلن إلى هنا ..
      لا زال بطي يثرثر بلا توقف في الهاتف ،، فيما مد يده هو إلى جيبه و هو يقترب منهن مخرجا محفظته ..
      ليلتقط منها ورقة نقدية تساوي الكثير ليمدها بشرود لتلك التي بدت أطولهن ..
      كن يقفن جنبا إلى جنب يلتصقن ببعضهن و كأنما يخشين أذية قادة و الرجل يبعد عنهن لحظات و هو يمد يده لعفرا التي شدت على يد نورة بارتياع ،،
      نظر لهن بعجب من ترددهن في أخذ المال .. ! فعلم في الحال أنهن يستحين أن يأخذنه منه ..
      إقترب ليضعه على العارض المجاور لمكان وقوفهن عند الدرج ..
      و دانة تهمس بصوت خافت و قد بدا أنها الوحيدة التي أدركت الموضوع ..
      - السبال يتحرانا طرارات ..!!!!!!!!!
      ترددت الكلمة لبرهة فقط و هو يرتقي الدرج قبل أن تثور نورة و هي ترفع صوتها ..
      - لـــــــــو سمحـــــــــــــت ،،
      قرصتها دانة بقوة و عفرا تلكزها في خاصرتها .. فيما ندمت هي على الفور ..
      ما الذي فعلته ..!!
      توقف هو في مكانه للحظة دون أن يستدير لهن .. موليا ظهره لأوجههن .. قبل أن ينهي مكالمته بعجل و يعود لينزل مرة أخرى و الغيظ على وجهه و هو يسأل بصوته الخشن ..
      - نعم ..؟؟
      تظاهرت بالقوة و هي تشير للمال الموضوع على الدرج بصوت مرتجف ..
      - خذ فلوسك ..
      ازداد حاجبيها في الانعقاد قبل أن يضع يده في محفظته مجددا مخرجا ورقة نقدية مشابهه ليضعها بجانب الأولى باحتقار ..
      - شليها و شلي عمرج و اظهري من هنيه .. توكلن على الله ..
      و استدار دون ان يعيد النظر إليهن متوجها بسرعة قبل أن يختفي خلف الباب ..
      فجعت عفرا بما فعل و هي تقول بصوت متهدج ..
      - زين لي سويتيه يا السبالة .. يتحرانا طرارات و هب راضيات عن لي عطانا .. يا ويل حاليه .. وينها حور ما ردت ..!! ليتنا دخلنا وياها ..!!
      .
      .
      .
      في اللحظة التي أغلق فيها باب المدخل الخشبي بعصبية صاح بقوة ..
      - أمينــــــــــــــــــه ..
      .
      .
      .
      .
      .
      انتفضت حور بقوة و هي تبتعد عن العجوز و صوت رجل يخترق سكون المكان تردد الجدران أصداءه بقوة ..
      تهلل وجه العجوز بفرحة ،، و هي تنظر لحور بحب ..
      - هذا غيث .. رد من الشركة ..
      غيث .. غيث من ..؟؟!!
      و للحظة هبط الإدراك عليها كمصيبة .. شعرت بأنها لا تقوى الوقوف على قدميها ..
      و ارتجف صوتها .. لتتناسى كل شيء ..
      - خواتيه برا .. واقفات يرقبنيه ..
      عقدت العجوز جبينها بحيرة ..
      - خواتج ..؟؟
      كادت حور تبكي و هي تدرك أي مأزقٍ ألقت بنفسها فيه ..
      - هيه خواتيه أربع يرقبنيه أزقرهن ..
      تحركت العجوز بسرعة نسبية لكبر سنها .. متوجهه نحو الباب ..
      - لا تروعين .. الحين بخلي أمينة تزقرهن ..
      و خرجت مغلقة الباب خلفها ..
      كادت حور أن تجلس على الأرض و هي تشعر بأنها على وشك الوقوع .. انه هنا ..
      إلهي .. إلهي .. كيف سأتمكن من الخروج ..!!
      .
      .
      .
      .
      كان الشر باديا على وجهه و هو ينهر الخادمة التي بدا أنها ليست أفضل حالا من حور ..
      - منوه هاييلا لي عند الباب ..؟؟
      قال بخوف ..
      - هازا يجي مسان ماما نووراا ..
      قبل أن يردف شيئا آخر .. داعب صوتها الهادئ أذنه و هي تقول ..
      - خلها ياا غيث عنك .. هاييلا حريم ياياتنيه .. امينة سيري دخليهن ..
      أقبل هو ليقبل رأسه و هو يبتلع عصبيته التي تتصاعد بقوة .. يعلم أن أمه لا يمكن أن تعرف أحدا بهذا المنظر الرث ،، لا بد أنهن متسولات و تريد إدخالهن البيت ..
      - شحالج فديتج ..
      - بخير يعلنيه هب بلاك .. احدر ميلس الحريم عدنا عرب بيسلمون عليك .. و خلنيه بشوفهن الحرمات ..
      قال ببرود يخالجه ،، ليس في مزاج لتبادل المجاملات بعد انفعاله للتو ..
      - عرب منوه يا الغالية ..
      ابتسم بهدوء و هي تقول بثقة ..
      - عرب طيبين .. حدر و بتحب راسي عقبها ..
      بادلها ابتسامتها الحنونة و هو يقبل رأسها ..
      - أحب راسج كل ساع .. هب الا لو شفت عربج ..
      ربتت على كتفه قبل أن يتركها متوجها نحو المجلس ..
      .
      .
      .
      .
      تقف هي قرب الأريكة الوثيرة بعد أن أعادت غطاء وجهها بارتياع لتخفي ذعرها .. تعتصر حقيبتها ..
      و صوت خطوات على الأرض الرخامية يتردد قادما نحوها ..
      هذه ليست خطوات العجوز ..!!
      للحظة غبية راودتها فكرة مجنونة أن تختبئ خلف إحدى هذه الأرائك ..!!
      قبل أن تتوالى طرقات سريعة على الباب و صوت رجولي غليظ يتردد قرب الباب ..
      - هوووووود ..
      شعرت بخفة في رأسها و دعت بصمت ان لا تفقد وعيها خوفا ..
      تمرر يدها على غطاء وجهها لتتأكد أنه لا يظهر شيئا .. لحظات و صمت مطبق قبل أن يفتح الباب بقوة ..
      و دلف رجلٌ مع الباب ..!!
      لم تتبين وجهه بوضوح من خلف غطاءها و هي تتراجع خطوة للخلف دون أن تشعر .. شعرت بنبضات قلبها تخنقها .. و رجل فارع الطول .. عريض المنكبين .. و قف بثقة يسد مدخل المجلي مواجها اياها ..!
      في تلك اللحظة تمنت لو أن هذا كابوس و يوقظها صوت أبيها مناديا إياها لصلاة الفجر ..!
      ينظر هو إليها باستغراب شديد ،، عيناها تتأملانها من الرأس إلى القدم ..
      الملابس البسيطة التي ترتديها تلك الشابة التي انزوت بخوف في الطرف الأقصى لا تتلاءم بتاتا مع منظر المجلس المترف ..!!
      كان صوته صارما و هو يسألها بنبرة آمرة ..
      - منوه انتي ..؟؟
      ارتجفت حور و هو يوجه الكلام لها مباشرة .. حتى أنه لم يلقي السلام .. ألا يعرفون تحية الإسلام في هذا البيت ..
      كان يقف هناك و هو يحملق في منظرها بتكبر .. منتظرا أن ترد عليه .. أطلقت نفسا مرتجفا .. و صوتها الضعيف يصل لمسامعه ..
      - أنا حور بنت حمد ..
      .
      .
      .
      .
      للحظات ظن أن أخطأ السمع ..!!
      صمتٌ مدوٍ راح يضج في الغرفة .. قبل أن يستوعب ما قالت .. لتتسع عيناه بشيء لم تفهمه .. أمسك الباب ليغلقه بقوة .. فيطلق صوتا حادا مع انصفاقه في مكانه مستقرا ..
      كادت أن توقع حقيبتها .. وقٌلبها .. و هي تنظر له بخوف ..
      لماذا أغلق الباب ..!!
      التفت إليها بحقد و هو يقول بقسوة ...
      - أنا ما قلت لأبوج يطرشج الصبح ..؟؟ شوه يايبنج الحين ..؟؟
      رغم اقترابها من الانهيار .. إلا أن كلمة واحدة استفزتها دون أن تجيب..
      شيء جعلها تكابد عبرة أغرقت الرؤية أمامها و هي تسمعه ينطقها - يطرشج - ..!!
      عليه اللعنة .. هو من طلب حضورها إلى هنا .. ليست بجاريه لديه ..
      تكافح دموعها التي حتما لن يراها من خلف غطاءها ..
      و لا ترد عليه .. فيما تحرك قليلا بغضب في مكانه .. لم يتخيل قط أن مخططه المحكم سيبوء بالفشل ..
      لم يتبادر لذهنه الذكي أنها تفسد كل شيء ..!!
      نهرها بصلابة ..
      - بلاج صاخة .. ليش ما تردين ..
      رآها ترتجف و هي تتراجع خطوة أخرى للوراء ..
      شعر برغبة عارمة أن يتقدم إليها و يهزها بقسوة .. هذه الحمقاء اللامبالية ستوقعه في مشكلة الآن ..!
      تقف هناك خلف حاجز هذه الأغطية الرثة ..
      ثم ......
      مهلا ..
      التفت يسألها باستنكار و هو يشير إليها بغرور ..
      - و شعندج متغشية ..؟؟
      رآها تشد بيده تثبت الغطاء و كأنما تخشى أن يطير فجأة ،، كاد يشخر ساخرا مما قد يذهله خلف غطاءها هذا ..
      الحمقاء .. تنسى أنه زوجها ..
      ثم نظر لها بطرف عينه بتكبر .. هل هذه من يفترض أنا تكون زوجته هو ..؟!
      .
      .
      لابد أن قلبها قد بدأ مراثون الدق منذ بدأ هذا الرجل في الصراخ و كأنها خادمته ..
      و يسألها لما تتستر منه ..
      المتعجرف .. لماذا ينظر لها هكذا ..؟؟
      إنها لا تعرفه .. و لا تريد أن تفعل .. لا يهمها إن كان زوجها في تلك الوريقات البائسة ..
      هو غريب .. غريب ..
      غريب و تجمعها معه غرفة واحد .. أغلق بابها ..
      كادت أن تبكي بصوت عالٍ و هي تفكر بذلك .. كيف سمحت لنفسها أن تقف مكتوفة اليدين ..
      لا تكترث لما قد يربطها به .. فقط تريد الخروج .. لا تريد أن يختلي بها رجل .. لا تؤمن نفسها إلا بأنه لا يمت لشعورها بأدنى صلة ..
      شعرت بالبرود يسري في أطرافها ..
      ماذا ستفعل الآن ..؟؟
      و كـأنما أتت الإجابة على سؤالها .. الأصوات المختلفة القادمة من الردهة نحو الباب ..
      رأت الإدراك على وجهه و هو يشتم بقسوة ..
      و في لحظة فقط بدأ بالتحرك .. قطع المسافة الفاصلة بينهما بخطوات واسعة سريعة ،، لم تجد في نفسها القدرة حتى أن تتحرك ..
      و هو يقترب منها بسرعة ،، قبل أن يرتد النفس المذعور في صدرها .. كان قد مد يده ،، ليسحب غطاء وجهها بحركة سريعة و هو يقبض على معصمها الصغير باليد الثانية ليجرها فتقف خلفه تماما ..
      بدا أن العالم قد توقف في تلك اللحظة .. و هي تنتفض بشدة و عيناها لا ترتفعان عن الأرض .. تشد معصمها الهش من بين أصابعه المحكمة .. فيما بدا هو غير مبالٍ بمحاولاتها لتملص ..
      عيناها القويتين ترتكزان على وجهها بتفحص ،، بشرتها الصافية الخالية من أي مساحيق و غطاء شعرها المحكم حول رأسها لا يسمح لأي خصلة بالتمرد ،،
      بدت بعباءتها القديمة .. و ووجهها الصافي مختلفة تماما عمّا توقع ..
      شعر بوخزة ذنب قوية و هو يرى الدموع الحبيسة تتألق في عينيها المرتبكتين اللتان راحت تنقلها من الباب إليه بخوف .. و هي تهمس بصوتٍ مبحوح ..
      - ودرنيه ..
      اللعنة .. هذه الفتاة صغيرة للغاية ،، يستحيل أن تكون في الثالثة و العشرين من عمرها ..!!
      لا يمكن أن تكون هذه من يفترض بها أن تكون زوجته ..!!
      فتح الباب بهدوء شديد .. ليلتفت له بسرعة .. كما توقع تماما .. جدته ..
      و لكن ليست وحدها ..!!
      الشابات الأربع اللواتي يقفن خلفها .. نفسهن من إلتقاهن عند الباب .. متأكد من ذلك ..!!
      ابتسمت جدته بحنان شديد و هي تقول له ..
      - خل البنية تيلس يا غيث ..
      حمد ربه على سرعة تصرفه و هو يتخيل الأفكار التي ستدور في ذهنها و هي ترى الفتاة تختفي منه بتلك الطريقة ..
      حتما ستردك أكاذيبه الواسعة تلك .. !!
      أطلق يدها و هو يتأكد من أن الصورة قد انطبعت في مخيلة العجوز .. و لكنها لم تتحرك .. ظلت تقف خلفه و كأنما تختفي عن أعينهم جميعا ..!
      عيناها لا تترك أرضية المكان و هي تعض شفتها بقسوة ..
      شعر بان عليه أن يترك المكان بسرعة و جدته تحث البنات على الدخول ،، لم يجد نفسه قط في موقف أكثر تعقيدا من هذا ..
      زوجة غريبة يفترض بأنه يعرفها جيدا .. و بنات عمٍ اعتقدهن متسولات ...!
      ادرك بأنه سيفقد هدوءه .. لذلك استأذن و صوته يرتفع في المكان بسلطة ،،
      - أنا أترخص .. خذوا راحتكم ..
      و بمجرد خروجه من الباب رفعن البنات جميعا أغطيتهن .. و أعينهن على حور التي لا تزال واقفة في مكانها ووجهها للأرض ..
      الحيرة تلوح على وجوههن ،، و كأنما لا يجدن تفسيرا أو وصفا لما رأين..!!

      * * * * *

      الجو في السيارة التي انطلقت بهن عائدات للبيت مختلف تماما حين كن قادمات إلى هنا ..
      أسندت رأسها بهدوء لزجاج النافذة و صوت دانة المرح يصلها ..
      - ما توقعت يدووه كذيه .. فديتاا و الله انيه حبيتاا ..
      وافقتها نورة الرأي ..
      - حتى أنا يوم كنت أفكر فيها .. أتخيل الآنسة منشن .. بس حليلها .. طلعت شرات ايميليا خت الآنسة منشن ..
      ضحكت دانة تلكمها في كتفها ..
      - ههههههههه .. مالت عليج انتي و هالتشبيه .. بس وايد ضعيفة .. صح ..؟؟
      عفرا كانت هادئة لا تنبس ببنت شفة .. و المها تراقب أختها الكبرى التي يقف غطاء وجهها حائلا بينها و بين عينيها ..
      كانت قلقة للغاية .. فمنذ دخولهن للبيت لم تنطق بحرف واحد ..!! مدت أناملها لتقرص ذراعها بخفة تنبهها ..
      رأت رأسها يستدير نحوها .. فأشارت بيدها لها بتساؤل .. فهمت حور قصدها .. فهزت رأسها نفيا ..
      تنهدت المها و هي تسند ظهرها للخلف مع ضيق المساحة بتحاشرهن ..
      ليس هذا الوقت و لا المكان المناسب لاستجوابها على كل حال ..!
      .
      .
      خلف الغطاء الذي شكل حاجزا ،، يخفيها عمن حولها .. استسلمت هي لسطوة الألم الذي تشعر به و هي تأذن لعبراتها بغسل ذاك الضيق الذي اكتنف روحها ..
      كانت تشعر بالاختناق .. تريد أن تصيح بالسائق أن يتوقف .. لتعود إلى البيت راكضا على قدميها .. و هي تلهث ..
      تشعر بأن الأنفاس لا تصل لرئتها ..!
      ضمت أناملها لشفتيها تكتم آهه كادت أن تنفلت من بين شفتيها ..
      لم يحدث في حياتها قط أن اقترب منها رجل غريب بهذا الشكل ..
      و ذاك .. ذاك الحقير ..
      كيف تجرأ على فعل ما فعل .. كيف سمح لنفسه بأن يسحب غطاءها ..
      أن يكشف سترها ..
      لا يهمها من هو .. لا يعني لها شيء ذاك المتعجرف ..
      كيف استطاع أن يزيل حشمتها .. و كشف وجهها ..
      لا يحق له .. الغريب ..
      لا يحق له ..
      عضت شفتها السفلى بقوة حتى كادت تدميها .. و دموعها المرتجفة تواصل الانهمار ..
      المتعجرف .. من يظن نفسه ..!!
      .
      .
      - صح .. حور يا مسودة الويه .. شوه كنتي تسوين ويا ريلج هناك ..؟؟
      أتاها صوت دانة المازح و كأنما تذر الملح على جرحها ..
      ظلت تريح رأسها دون أن ترد .. و صوت عفرا ينهر دانة بقسوة ..
      - انطبي يا الهبله ..
      لم ترد دانة .. و قد شعرت بأن خطبا ما في أختها ..!! و غضب عفرا دليل قوي على ذلك ..
      رأت نورة تدير رأسها لحور التي استندت على النافذة المظلمة ..
      و قبضها قلبها بخوف .. فسألت عفرا بصوت قلق ..
      - بلاها حور ..؟؟
      كان صوت عفرا غير مرتاحا .. و هي تتنهد بهمس ..
      - مادري ..!

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    6. #21
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      ► الخطـــــــــــــــوة الرابعــــــــــــــــــــة ◄

      ║خطوات متعثرة ،،║



      الظلام الدامس ..
      اللون الأسود يكسو كل شيء ،،
      لا خيطٌ واحد من الضوء يخترق هذه الظلمات .. و برودة جو الغرفة تجمد أنفاس من رقد فيها ..
      صدره يرتفع و ينخفض بسرعة ..
      و كأنما يختنق ..
      .
      .
      أو أن الأنفاس تخذله ..
      يقارب الموت ..
      يقاربه ..
      خفقات قلبه تتسارع بجنون و هو يصارع ..
      أنين خافت يخرج من بين شفتيه ،،
      شيء يمزق الروح ..
      أكان يقاوم ..؟؟
      يستنجد ..؟
      .
      .
      أم أنه آثر الاستسلام ..
      ها هي الأنفاس تعلو ..
      تعلو ..
      ليفتح عينه في الظلام فجأة .. يده تلتمس قبسا من نور يعيد له الحياة ..
      يضيء ضوء المصباح الواهي بجانب سريره الفسيح ..
      صدره القوي العاري يرتفع و ينخفض بجنون ..
      و وهو يمسح وجهه بقوة .. يعب الهواء بسرعة ..
      قطرات عرق صافية تتألق على جبينه رغم برودة جو الغرفة ..
      و الغثيان يتصاعد داخله ..
      .
      .
      هـــذا الكابــــوس مجــــددا ..!

      * * * * *

      - دانووووووه ،، سكتي هالعيوز .. لا تتصفعين انتي وياها ..
      صوت نورة يصيح من داخل الغرفة و هي تضحك ..
      - وين بتحصلينها عسب تصفعينها .. ظنتيه ماتت هاي من يوم يدي .. و كلها الدود ..
      تجاهلتها حور و هي تمرر المشط في شعر مزنة التي بدا عليها الضيق .. و هي تعود للصياح لدانة التي بدا أنها تنوي إسماع سكان الحارة جميعا صوت العجوز تلك ..!
      - داااااااانه .. قصري حس الراديوو ..
      تذمرت مزنة بصوت عالٍ ..
      - حور عورتينيه .. و صوتج عالي ..
      لحظات و ينخفض صوت الأغنية التي لا تزال مسموعة في الصالة الضيقة ..أطلت برأسها من باب الغرفة و هي تكمل تزرير قميصها المدرسي ..
      - هاا الشيخة حور .. قصرنا الصوت .. أي طلبات ثانية ..؟؟
      عقدت حور جبينها تستعجلها ..
      - هيه خلصن بسرعة الساعة سبع و ربع .. باقي ربع ساعة ع الباص ..
      - خلصت أنا بلبس كندورتيه و العباة و ظاهرة .. عفاري وين ..
      شدت حور رباط شعر مزنة قبل أن ترفعها واقفة بخفة ..
      - ترقبكن في الحوش .. بسرعة ..
      اختفت دانة في الغرفة .. قبل أن تساعد حور مزنة في ارتداء ملابسها ..
      فتح باب غرفة أمهن لتخرج منه هند تحمل حقيبتها .. نظرت لمزنة بهدوء ..
      - خلصتي ..؟؟
      أجابتها حور بسرعة و هي تضع طعام مزنة في حقيبتها ..
      - هيه خلصت .. ارقبيها هنوده الين تركب الباص زين ..؟؟
      أومأت هند برأسها و هي تدنو منها لتطبع قبلة على خدها .. و فعلت مزنة المثل و حور تبتسم بحب ..
      - فديتكن و الله .. الله يحفظكن .. و يوفقكن .. ودعتكن الله ..
      حال تجاوزهن الباب خرجت دانة بقوة من غرفتهن .. ترتدي عباءتها و بيدها حقيبتها المدرسية .. و باليد الأخرى غطاء وجهها .. و هي تقول بحماس ..
      - تأخرت و الله ما بقى الا عشر دقايق من الباص .. - ثم صاحت - نوووووووري خلصتي ..!
      ردت حور بسرعة ..
      - نورة ترقبج برا .. خلصينا ..
      اختفت دانة في غرفة أمها للحظات تودعها قبل أن تخرج بسرعة و هي تثبت غطاء رأسها و تطبع قبلة قوية على خد حور ..
      - ما وصيج على فيروز .. أكليها و رقديها و وايقي عليها الين أرد .. تخاف تيلس بروحهاا فديتاا ..
      ضحكت حور و هي تضربها على ظهرها ..
      - اذا ما خشيت الراديو في مكان ما تحصلينه ما كون بنت ابويه .. أبااج تودرينه إثم هالعيوز ..
      نظرت لها دانة بطرف عينها ..
      - سهلة حبيبتي عنديه وسائل تجبرج على الاعتراف ..؟؟
      - هه وسائل اعتراف أونه .. سيري يختي .. الحقي ع الباص .. محد بيوصلج ..
      - لا تستهينين بي .. سهلة أتصل بالعيوز و أقولها تعزمنا بيتاا مرة ثانية .. و نشوف ريلج الغاوي مـ ...
      اتعست عينا حور بشدة و هي تمد يدها لالتقاط شيء ما من حولها لترميه على دانة التي فرت ضاحكة و هي تصيح من الخارج ..
      - أمزح وياج حوووووور .. ادعيييييليه ..
      صاحت حور بغيظ شديد ..
      - يااااااااارب يعطوووووونج الامتحاااان صعب اليوم و ما تفطنين منه سؤال واااحد ..
      ثم همست بجهد ..
      - استغفر الله .. الله يسهل امتحانها ..!! - ثم عاد تصيح - الله يوفقكن ..
      تنهد و هي تهب من مكانها و تلتقط الصحن العريض التي توزع عليه أكواب الشاي و بقايا الفطور لتحمله للمطبخ .. وضعته على المغسلة لتخرج متوجهة لغرفة أمها ..
      فتحت الباب بهدوء لترتسم ابتسامة حانية على شفتيها .. و عيناها تلامس ذاك المنظر ،،
      أمها ترح رأسها على مخدة جلست المها عند رأسها و بيدها القرآن تقرأ بصمت و هي تمسح على شعر أمها الذي سقط عنه غطاء البيت القطني ..
      عادت لتغلق الباب دون أن ينتبه لها أحدا .. و توجهت للمطبخ لتنظفه بسرعة قبل أن تأتي أمها عذيجة لأخذ أمها للمستشفى ..
      شيء واحد خالجها و هي تفرك الأكواب بالاسفنجة الغارقة بالصابون .. و وجه أمها الحبيبة المتعب يعاودها ..
      تمنت بقوة أن تكون بخير ..
      لأجلهم ..!

      * * * * *

      يضم شفته و عينيه القاسيتين تضيق بتفكير حد و هو يسند يده على لحيته المشذبة ،، يسند ظهره على كرسيه الجلدي لمريح خلف مكتبه الواسع .. متجاهلا ذاك الذي يقف منتظرا منه إشارة واحدة ..
      رفع عينيه له بشرود.. و ارتجف جسد الأخير و هو يفكر بما قد يدور في عقله الشديد التعقيد ..! هل أصاب في تبليغه قبل أمس بالأمر .. هل كان عليهم حل الموضوع دون العودة إليه ..؟؟
      رفع رأسه أخيرا و هو يحرك مقعده و يقول ببطء ..
      - بطي .. شفته الريال ..؟؟
      أجاب بطي بسرعة ..
      - لا طال عمرك .. بس هو قال لغانم إنه نسيبك ..! طال عمرك كنت بتصرف أنا وياه بس قلت أكيد حضرتك تبا تعرف الموضع ..
      ضاقت عيناه بتفكير مرة أخرى ..
      - متأكد من الاسم ..؟
      هز بطي رأسه ..
      - متأكد طال عمرك .. مايد سلطان ربيّع ..
      الآن تنم عن شفتيه ابتسامه غريبة و هو يدق سطح المكتب بقلمه الفضي ..
      - أهاا .. و شهادته ..؟؟
      - من الدرجة الثالثة ..
      - احتياطي يعني ..؟
      - أكيد .. لن لي مقدمين غيره شهاداتهم أحسن ..
      نظر له غيث بصرامة ..
      - المهم اسمعنيه .. و سو لي أقولك عليه .. ردو عليه قبول ..
      اعترض بطي بضعف ..
      - بس طال عمـ ...
      أسكته غيث بقسوة ..
      - سمعتنيه .. ردو عليه قبول .. و حطوه في مستوى شهادته .. ان شا الله تحطونه في الكاونتر .. المهم تشغلونيه عنديه هنيه في الشركة ..
      أومأ بطي بطاعة ..
      - حاضر ..
      أدر كرسيه نحو الأوراق التي تناثرت في الطرف الأقصى من مكتبه ..
      - توكل شوف شغلك .. و طرش ليه محمود ..
      - حاضر طال عمرك ..
      التقط الملف من على المكتب ليخرج بسرعة ،، حالما انغلق الباب خلفه ..
      عم الهدوء جو المكتب الفخم .. لا صوتٌ يعلو هذا الهدوء سوى طقطقة القلم الرتيبة ..
      .
      .
      و ابتسامة غامضة ،، لم أعرف لها سببا ..!

      * * * * *


      - شوه أقولج يا فطوم .. فحياتيه ما ندمت على شي كثر روحتيه لهم يوم اليمعه .. تمنيت انيه مت قبل لا يقوليه أبويه سيري لهم ..!
      قال هذا و هي ترخي جفنيها ببؤس شديد و تسند ذقنها لركبتيها التين ضمتهما لصدرها .. نظر لها فاطمة بتعاطف قبل أن تحول بصرها للمها التي جلست جوار أختها بهدوء و هي غارقة في قراءة الكتاب الذي بين يديها غافلة عن ذاك الهم الذي لاح على وجه حور ..
      لم تعلم حقا ما الذي أحزنها .. ! .. فما حدث لها كان طبيعيا في نظرها هي على الأقل ..
      قالت بواقعية رأت معها أن أنف حور ينكمش اشمئزازا ..
      - حور .. خلينا من مشاعرج و لي تحسينه .. و فكري بعقلج شويه .. تجاهلي فكرة إنه هالريال غريب و أول مرة تشوفينه و ركزي على انه ريلج .. تفهمين شوه يعني ريلج ..؟؟ الريال مالك عليج من سنة و شي .. و اذا ما شفتيه و لا شافج .. ما يبطل عقد الزواج و الا يخليه منتهي .. تتوقعين ريال معرس بوحدة و ما قد صادفها فمكان .. و فجأة يلقاها فبيتهم ..! شوه يعني بيخطف عنها و ما بيسلم .. ما ظنتيه !!
      ثم ضيقت عينيها بتفكير .. متجاهله نظرات حور المقهورة ..
      - أمممم .. تصدقين ردة فعله طبيعية .. اتخيلي واحد يلقى حرمته قدامه متغشية و شاردة ..!! هذا ريلج ماما .. يعني عادي يي الحين و ييرج من كشتج لبيتهم ..
      اتسعت عينا حور باحتقار و هي تطرد هذا المشهد من مخيلتها ..
      - قصوره الهرم .. ها لي ناقص بعد .. شوه صخلة أبوه ييرنيه من كشتيه .. يخسي .. أنا حور بنت حمد محد يغصبنيه ع شي ..
      انفجرت فاطمة تضحك بقوة .. و جسدها يهتز أثر كلمات حور الساخطة التي تخالف الواقع المرير الذي تعيشه ..
      نظرت لها حور بغلٍ شديد مدركة ما تضحك فاطمة عليه .. و هي تقول بغيظ ..
      - لا تتحرين احتراميه لقرارات أبويه يعني غاصبنيه .. بس أنا أبر والدينيه .. - ثم ضربتها على كتفها مع استمرارها بالقهقهه - فطوم بتنطبين و الا بهالبيالة ع راسج .. سخيفة وحدة ..
      دفعت فاطمة راحتيها مهدئة و هي تبتلع ضحكاتها .. صوتها لا زال مهتزا و هي تقول بسخرية ..
      - و الله عجيب أمرج حواري .. المهم الحين قولي ليه .. كيف شكله ..؟؟
      نظرت لها حور بغرابة ..
      - شدرانيه ..!
      لم تفهمها فاطمة ..
      - شوه شدراج بعد .. ريلج .. كيف شكله ..؟! ما شفتيه ..؟
      - لا ..!
      اتسعت عينا فاطمة مفجوعه ..
      - عيل منوه لي تقولين انه شل غشوتج ..؟
      قالت حور بسخرية مرّة ،،
      - هو مسود الويه ..
      - ريلج ..؟
      - هيه ..
      نفخت فاطمة بضيق مع تخبطها بكلمات حور الغير مفهومة ..
      - عيل كيف ما شفتيه ..؟
      نظرت لها حور شزرا ..
      - مالت عليج .. شوه قالولج .. فطوم أم عين زايغة ..؟؟ أنا زين منيه رديت نصخيه في صدريه .. و الا عينيه ما رفعتاا من القاع .. يمكن طالعته شوي .. بس أحس هاييك الساع ما أتذكر منها غير نفضة ايديه ..
      بسطت راحتيها للأمام بعجز و شعور الهم يعاودها ..
      - حطي نفسج فمكانيه .. فطوم و الله حسيت عمريه خايسة و الا آثمة و أنا واقفة عند هالغريب و ويهي ظاهر .. وديه انيه مت فمكاني و لا استوا لي استوا .. غير خواتيه لي حدرن و أنا واقفة عنده السبال و هو متقبض بيديه .. عمريه ما حسيت بهالاحراج فحياتيه .. بس تدرين شوه ..؟!
      نظرت لها فاطمة متسائلة و هي ترى بريق امتنان صادق في عينيها .. لتقول باخلاص ..
      - محد منهن طرت الموضوع .. و الا نشدتنيه .. ارتحت لنيه صدق ما ريد أرمس عن هالشي .. أحسه ينرفزنيه ..!
      تنهدت بضيق مجددا ،، شعرت فاطمة بأنها قد أثقلت على صديقتها .. فغيرت موضوع الحديث بسرعة ،،
      - أمج شحالها ..؟
      تغيرت نظرتها لحنان جارف ..
      - الحمد الله .. ادعيلها .. أمايا عذيجة يت مساعة و شلتاا الدختر ..
      ابتسمت فاطمة بهدوء ..
      - هيه .. الله يعافيها ..
      .
      .
      أمضن ساعة أخرى من الصباح معا قبل أن تستأذن فاطمة متوجهة لبيتها ... حور و المها غرقن في إنهاء أعمال البيت ..
      في اللحظة التي تخطت أم مايد الباب و هي تمسك بيد أختها الصغرى ،، ركضت المها و حور نحوها بلهفة ..
      حور تلتقط عباءة أمها بسرعة و هي توجه الحديث لعذيجة ..
      - أمايا عذيجة .. أميه بلاها.. شوه قالو لكم ..؟؟
      نقلت عذيجة بصرها بين ابنتها بالرضاعة و ابنة أختها ،، لترى انعكاس اللهفة و القلق البالغ على وجوههن .. ابتسمت بهدوء تطمئنهن ..
      - لا تخافن ما فيها إلا العافية .. يا الله خلنا نحدر من الحر ..
      تنحن بسرعة مفسحات لها الطريق و هي تقود أختها ببطء .. أدخلتها غرفتها لتجلس بجانبها و هي تضع عباءتها جانبا و توسع من خناق غطاء رأسها الثقيل و تحرك البرقع بضيق ..
      - لا إله إلا الله ،،
      سارعت حور بإغلاق النافذة و إدارة مكيف الهواء قبل أن تجلس بجانب أمها عذيجة و هي تسألها بسرعة و الهم بادٍ على محياها ..
      - أمااه .. شوه قالو لكم ..؟؟
      تركت المها الوقوف بجانب الباب لتجلس بجانب حور و بدا عليها الخوف مما قد تقوله الخالة ..
      لكن الابتسامة المطمئنة تلك لا زالت تعلو شفتيها .
      - ما قالو شي غير لي نعرفه .. عطوها حبوب لوعة و فتمينات .. و موعد في العيادات ..
      لحظات و لا زال القلق و التوتر يكسو وجوههن ..
      - بلاكن ..؟
      نظرت لها حور بشك ..
      - الحين الحرمة من اسبوع ميهودة و لا تحط لقمة العيش في ثمها .. و عظامها مبردة .. و تقولين فيتامينات و مواعيد .. الله يهديج يا أميه .. يهال نحن .. قولي بلاها أمايا ..
      ابتسمت عذيجة بعتب ..
      - أفا يا حور شوه أكذب عليج أنا ..
      احمر وجه حور ..
      - محشومة فديتج .. بس معقولة ما قالوا شي ..؟؟
      هزت كتفيها بدون اهتمام ..
      - شوه بيقولون .. الحرمة حامل و عندها نقص تغذية ..
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    7. #22
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      عقدت جبينها بشدة .. يخيّل لها فقط أنها سمعت .....
      حامل ..!!
      شحب وجهها بشدة و هي تنظر لأمها عذيجة تنتظر ضحكة تنهي هذه النكتة السخيفة ..
      و لكن عذيجة لم تفعل شيئا أبدا .. كانت تتأمل وجه أختها بهدوء .. شعرت حور بجفاف شديد في حلقها و هي تتساءل بهمس مصدوم ..
      - حامل ..؟
      أدارت عذيجة رأسها لابنتها .. لترى عيناها المتسعتين بصدمة .. ماذا ..؟؟ ألم ؟؟؟
      ابتسمت بحب لها ..
      - ما تعرفون ..؟؟؟ عيل راحت عليّه البشارة .. أنا قلت أكيد تدرون يوم انه امكن تدري و أبوكن بعد ..!
      لكن حور لم تكن تعرف .. شعرت بالضيق في صدرها .. و هي تنظر لوجه أمها المتعب ..
      حامل ..!! في هذه السن المتأخرة ..!
      قالت عذيجة بهدوء و هي ترى الفزع الذي علا وجه المها و هي ترى انعكاس الصدمة في وجه أختها الكبرى ..
      - أمج حامل لها شهرين .. ما تعرفين ..!
      ضمت قبضتها بقوة .. و هي تحتبس تلك المشاعر الكريهة التي راحت تضطرم في صدرها ..
      - لا ،،
      نظرت عذيجة للمها مجددا لتعتصر يدها بخفة .. فتلتفت المها بخوف لها .. ربتت على يدها عذيجة و هي ترفع صوتها و تشكل شفتيها .. و يدها تدور بتكور أمام بطنها ..
      - أمج حااامل .. بتييب ياهل .. حااامل .. حااامل ..
      اتسعت عينا المها بمفاجأة .. قبل أن ترتسم ابتسامة ارتياح حقيقية على وجهها الجميل و هي تقف على قدميها بسرعة و تتوجه لأمها .. كانت السعادة الخالصة تتألق في عينيها و هي تضمها بخفة .. و ضحكة صافية تملأ جو الغرفة ..
      حور لا تزال تجلس في مكانها .. تتجنب النظر إليهن .. ما بين حاجبيها يضيق ،، كانت عذيجة تنظر إليها بقلق ..
      - حوور ..؟
      رفعت حور عينها ببطء .. تجاهد لما تخفيه في نفسها ..
      و هبت من مكانها بسرعة .. استدارت متوجهة للخارج و هي تقول بخفوت ..
      - بسير أشوف الغدا ..
      .
      .
      تسند يدها لحافة الموقد الدافئ و هي تراقب تصاعد الأبخرة ،، تغمض عينيها ..
      تختفي خلفها للحظات فقط .. تنفصل عمّا حولها ..
      تحتاج أن تنفرد بذاتها .. بعيدا عن قلبها .. عن عقلها ..
      تريد الروح منها فقط .. لتستشف منها تلك المشاعر الخبيثة التي راودتها و هي تسمع خبر حمل أمها ..
      لماذا يكتنفها النفور من هذا الأمر ..؟؟ و لماذا تشعر بالخذلان و الخيبة ..؟
      لماذا تمنت أن تكون أمها عذيجة تمزح في تلك اللحظة ..؟؟
      الإجابة واضحة تماما .. و لكنها تخجل من أن تعترف بها ..!
      رغم ذلك لم تستطع منع ذاك الإحساس الذي تملكها و هي تدرك بأن أمها الذي تجاوز عمرها الثامنة و الثلاثين و أكبر بناتها أصبحت امرأة ناضجة ،،
      على وشك أن تنجب طفلا آخر ..!!!
      شدت قبضتها على الموقد .. لما حدث ذلك ..؟؟
      ماذا حور ..؟
      أَ كنتِ تتمنين أن تكون مريضة على حملها ..؟؟
      ألا يسعدك أنها بخير و كل ما في الأمر مجرد أعراض حمل لا أكثر ..؟؟
      و إذا كانت حاملا على كبر ..؟ ما الذي أتعسكِ يا ترى ..؟
      نظرة الناس المتوقعة فقط ..؟؟ أم هو ذاك الشعور الخبيث باعتراضك على الأمر أنتِ أيضا ..!
      غطت وجهها بكفيها و هي تكتم تلك المشاعر .. تخفيها ..
      بل تختفي من اشمئزازها من نفسها ..
      .
      .
      إذا كانت هذه هي ردة فعلها و هي ابنتها ..!
      ماذا ستكون ردة فعل الناس من حولها على هذا الخبر ..
      و الأهم ماذا ستكون ردة فعل البقية من إخوتها ..؟؟!!


      * * * * *تجلس على آخر عتبات الدرج القصير و هي تباعد بين قدميها و تسند كوعيها بتثاقل على الركبتين و صوتها الخشن يرتد عن جدران السلم الضيق .. و هي تنظر لشعر صديقتها بجبين معقود ..
      - آممم .. حلوو .. سلامي وين قصيتيه ..؟؟
      توقفت سلمى عن الاستعراض لتقول بصوت نافر محبط ..
      - شيخوووه يا الله عااد ..! حلوو بس ..؟؟
      مررت يدها في شعرها الذي قصته و أصبح لا يتخطى أعلى رقبتها ..
      - مالت عليج .. و الله مدحنه البنات .. قصيته روحيه في البيت .. ما يباله بعد ..
      ثم جلست بجانب شيخة و هي تتنهد ،،
      - يا الله عقبالج .. بيطلع عليج أحلى و بيي مرّة ياي على ستايلج بالقوو ..
      لوحت شيخة بيدها دلالة عدم إهتمام .. الحقيقة أن ذهنها مشغول جدا ..
      نظرت لها سلمى بمكر .. مدركة بما الذي قد يشغل بال شيخة ..
      - لي ماخذ عقلج ..!
      أجابتها شيخة ببرود ..
      - محد ماخذ عقليه ..
      اتسعت ابتسامة سلمى و هي تقول بثقة ،،
      - متأكدة ..
      نظرت لها شيخة بطرف عينها قبل أن تشيح بوجهها .. لتسأل سلمى بفضول ..
      - شوه ؟؟ مستوي شي امبينكن ..؟؟
      لحظات صمت قبل أن تتنهد شيخة بتعب ..
      - لي يومين أتصل بها و ما ترد عليّه من عقب سالفة منى قاطعتنيه .. و الله مادري شوه أسويبها .. بتذبحنيه هاي .. المشكلة حتى في الجامعة ما أشوفها .. شكلها تتهرب منيه ..!!
      ابتسمت سلمى لحال صديقتها .. و هي تقول بغلظة ..
      - انزين هونيها و تهون .. ليش مضيقة صدرج ..؟؟
      ردت شيخة بتعاسة بالغة ..
      - وين أهونها .. تولهت عليهاا .. وااااايد هب متعودة أقطعها كل هالوقت من يوم عرفتها .. - أسندت رأسها بين كفيها و هي تهز حذائها الرياضي الخشن بتوتر - أحبهااا .. أحبهاا .. أموت فيهاا .. ما روم أعيش من دونها ..!!
      ضحكت سلمى بصوت خشن عالٍ ..
      - أووووه .. شيخووه تعرفين تحبين و الله .. - ثم هبت من مكانها و هي تجمع طرفي عباءتها تخفي بنطالها - يا الله نشي ..
      رفعت شيخة عينيها بملل ..
      - ع وين ..؟؟
      لمع الخبث في عيني سلمى ..
      - حصلنا قاعة فاضية بنتيمع فيها .. و حمدة .. قصدي حمدان بيّمع الشلة كلها ..
      ردت شيخة ببرود .. و هي ترفض تسمية تلك الفتاة بحمدان كما تحب أن يطلق عليها ..!!
      - و شوه عندها الشيخة حمدة ع العزيمة ..
      هزت سلمى كتفيها ..
      - عازمة خويتها اليديدة تعرفها علينا .. و لا تيلسين تستفزينها تعرفين انها ما تحب حد يزقرها حمدة .. - ثم غمزت لها بخبث - و أكيد رايه بتكون هناك ..
      اتسعت عينا شيخة بأمل ..
      - متأكدة ..؟؟
      هزت سلمى رأسها و هي تنحني لعقد أربطة حذائها الرياضي الكبير ..
      - هيه حمدان قال كل الشلة بتيي .. أكيد حبيبتج وياهن ..
      .
      .
      .
      راحت شيخة تصلح من هندامها بعجل ،،
      حسناً ..
      ها هي تنزلق ..!!
      ببطء ،،

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    8. #23
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      ينظر إليها و هي تجلس بهدوء شديد على تلك السجادة الفاخرة .. تهز بين أناملها فنجانا .. و الشرود على محياها ..
      تلك بسمة غريبة تناوش شفتيها .. رمق من الفرح أصبح له مسكنا في عينها منذ أن التقت بهن ،،
      كم ودّ من قلبه لو كان هنا .. لو رأى إحساسا على وجهها عند رؤيتهن ..
      شيء افتقده منذ رحيل ابنه ،،
      أو بالأصح .. منذ نفيه ..
      .
      .
      بهدوء يتراجع بالخطوات من حيث أتى .. ذاك الذنب لا يفارقه كل ما التقى بها .. لذلك لا يجد في نفسه القوة لتحمل ثقله ..
      دوما الهروب من وطأة ألم يلوح في عينيها هو الحل الوحيد ،،
      يشتاق إليها تلك العزيزة .. يشتاق لمجالستها .. للحديث معها ..
      و لكنه يكره الوجع الذي يعتمر صدره كلما رأى التوسل الصامت في عينيها ..
      .
      .
      نفض كل هذا من ذهنه و هو يجزم بأن عليه أن يحدث غيث بما يدور في رأسه ،،
      لقد طال أمر كثيرا .. لربما كان يماطل حتى يتملص من الأمر ..
      قست عيناه و هو يدفع باب مكتبه بقوة ..
      يعلم جيدا كيف يلجم تمرده ،، عليه تنفيذ تلك الرغبة قريبا ..
      و قريبا جدا ..!

      * * * * *


      أطلقت إطارات الحافلة صريرا مميزا و صوت الباب الأوكوردي يُفتح تلقائيا مع توقفها .. لينزل الثلاث خلف بعض لا يُتَبين منهن شيئا ..
      تتنهد دانة مع انطلاق الحافلة مبتعدة بأسى ..
      - هب كأنه الحر ياي بدري هالسنة .. عنبوه تونا فأول أربعة و الشمس تشوينا ..
      تتذمر عفرا هي الأخرى و هي تهف بكتابها الذي تمسكه و تعدل من وضع حقيبتها بضيق ..
      - تشوينا بس ..؟؟ ذوبتنا ..
      ضحكت نورة بحماس ..
      - ههههههههههه .. شوه الأخت آيسكريم .. و بعدين تعالي عفاري أستغرب أنا و الله ..
      نظرت لها عفرا شزرا من خلف الغطاء .. متأكدة بأن تعليقا ما سيأتي الآن على عجل ..!
      - من شوه ؟؟
      - بما إنج ناقة فإنتي المفروض تقاومين العطش و الجوع و الحر.. و الا ليش سموج سفينة الصحرا ..
      ضحكت دانة و نورة بقوة .. و مطت عفرا شفتيها ..
      - سخيفة ..
      تأوهت دانة ..
      - يااااا الله .. الحين نوري فصخي الجوتي .. بنسوي قصف للسبال هذا ..
      دون أن يستدرن إلى ما أشارت علمن أن إبن الجيران لم يفوت موعد وصولهن كالعادة .. و ها هي سيارته الخردة تمشي محاذاتهن ببطء ..
      عفرا تهمس بسباب طويل متحمس .. و لا يسمعن الا هسيسها .. نورة بسخرية ..
      - شوه عفاري غادية تاير ينخس ههههه ..
      عفرا تهمس بخفوت و صوت سالم يلاحقهن بحماس ..
      - انطبن لا ترمسن الين نوصل البيت ..
      رحن يمشين بسرعة كعادتهن .. و سالم يواصل المسير قربهن و صوته البغيض يشق الجو وصولا اليهن ..
      - بلاهن الغراشيب ،، داخلات ماراثون ..؟؟ بالهون .. بالهون .. حرام هالطول ينهز .. لو مستعيلات أوصلكن .. يعلنيه فدا هالعرضات ..
      نورة بقهر و هي تغالب غصة في صدرها ..
      - الحيوان .. و الله لو ما صخ لفره بحصى .. ملعون الصير ..
      كانت عفرا هي الأخرى تكتم تلك الحرقة التي تلهب صدرها .. ها هو البيت يلوح أمامهن .. سيبتعد الحثالة فورا ..
      و كأنما أمره تفكيرها بذلك .. صاح بحماس و سيارته تبتعد ببطء ..
      - الوعد باكر ..
      لحظات و تزفردانة بيأس ..
      - ذلف الحقير .. مادري الين متى بنتم ع هالحال ..!!
      ردت نورة بحقد ..
      - الين ما نلقى حد يوقفه عند حده الكلب ..
      أحنت عفرا رأسها و هي تدلف من الباب الحديدي القصير ..
      - ما بتلقن حد يوقفه عند حده غير أبويه .. تعرفن انه يخاف منه و الا ليش ما يقرب من البيت .. االحيوان ما يدري انه ما يي الا الساعة 3 الظهر .. بس بعد منوه منكن تروم تسير لبويه و تقوله .. - و راحت تخفض صوتها مع اقترابها من مدخل الصالة - أبويه .. تراه سالم ولد ييرانا كل يوم يرقبنا عند راس الفريق و ييلس يغزلنا ..
      شخرت دانة بسخريه ..
      - كان ما بيطير راس ثنتين منا قبل لا يفهم السالفة ..!! هذا أبوية تعرفينه ما عنده ون توو .. سيده يندفع ..
      بمجرد وصولهن .. استقبلتهن صيحة نايف كالعادة ..
      - حوووووور .. شرفن الشيخاااات حطي الغدااااااا ..
      نظرت دانة لهند و مزنة اللواتي استلقين تحت التلفاز القديم ينظر لمسلسل ما يعرض عليه ..
      - حشى هب صبي درام .. انته الصرط كله هذا وين يروح ..؟؟ ما يبين عليك ..
      أجاب نايف ببرود ..
      - ما يخصج ..
      ظربتها عفرا على ظهرها ..
      - اهب عليج .. ردي الشهادة لا تصكينه بعين ..
      قال نايف بلا مبالاة ..
      - خلن الهذرة و سيرن بدلن .. مساعة يالسين نرقبكن ..
      ثم هب من مكانه متوجها للمطبخ ..
      نظرت له دانة شزرا ..
      - لا خلينيه أصكه عسب يخف ع العيشه شوي .. فقّرنا ما لقينا اللقمة لي تسد اليوع ..
      ضحكت نورة و هي ترمي حقيبتها ..
      - صادقة دندن - تجاهلت نظرة الضيق على وجه دانة و هي تأمر مزنة - مزنوووه هاتي لي ماي ..
      عقدت مزنة حاجبيها و مطت شفتيها بضيق ..
      - ما يخصنيه .. هاذوه المطبخ قدامج .. سيري اشربي ..
      اتسعت عينا نورة بدهشة مصطنعة ..
      - أوووفف .. شوووه ..؟؟ ما سمعت و الله ..؟؟ دندن .. سمعتي شوه قالت الفص ..؟؟
      قالت دانة بخبث متجاهله اسم التدليل الكريهة ...
      - دندن فعينج .. هيه سمعت .. شكلها بشكارتنا تبطّرت و مستقوية ..
      اقتربت دانة و نورة و هن يلقين عباءاتهن أرضا من مزنة .. حين اختفت عفرا في غرفتهن .. ترفع نورة كم عبائتها بتخويف ..
      - شوه يسوون العرب بالبشاكير لي ما يسمعن الرمسة ..؟؟
      دانة بمكر و هي ترى عينا مزنة تتسع خوفا فيما تلقي هند نظرة باردة عليهن و تتابع النظر للتلفاز ..
      - يشلونهن و يودونهن الستور القديم و يبندون عليهن هناك عند العقارب ..
      ارتجفت شفتي مزنة بخوف و هي تتظاهر بالشجاعة ..
      - ما ترومن تسون شي ..
      رفعت هند صوتها منادية ..
      - حووووووور ..
      نظرت لها دانة بعينها محذرة ..
      - أخيرلج هندوووه لا تدخلين ..
      أجابتها هند ببرود و عيناها لا تفارقان التلفاز ..
      - و أخيرلكن تودرن مزنوووه بتيي حور الحين ..
      رفعت نورة حاجبها ..
      - صخي .. شوه قلتي أخت بزيّة ..؟؟
      أجابتها دانة بمكر ..
      - قالت ماترومن ..
      ضحكت نورة بخفوت ..
      - ما نروم أونه .. وينها حور عنج الحين .. هااا .. آآآآآآآه ..
      أجفلت بسرعة لترى من خلف هذه اللسعة التي أصابت جنبها ..
      رأت حور تلوح بعصا طويلة تضرب دانة هي الأخرى و هي توبخهن ..
      - أنا كم مرة قايلتلكن ما يخصكن فمزنوووه ..؟؟
      فركت نورة مكان الضربة بألم ..
      - حور عورتينيه .. هاي دانة قالت تعالي بنطفر بمزنووه ..
      اتسعت عينا دانة على الفور بإنكار ،،
      - كذاااااااااابة ..
      رفعت نورة حاجبا بخبث ..
      - حلفي انج ما حرضتينيه أتحرش بمزنه ..
      - يا اللئيمــ ......
      سدت حور أذنيها بضيق شديد و هي تصيح ..
      - اففففففف .. بااااااس انتي وياااهاا .. خلاااااااص .. طفرتنبيييه.. عنبوووه انتن متى بتكبرن .. هب حاله هاي كل يوم و انتن كذيه .. شوه هالعيشة ..
      .
      .
      للحظة عم الهدوء المكان .. نايف تجمد على باب المطبخ يراقب اتساع أعين أخواته و هن ينظر لحور بدهشة .. عفرا تطل برأسها من الباب بعجب و هي تتساءل ..
      - حور ..؟؟
      عضت شفتيها و هي تكتم صرخة أخرى كادت أن تنفلت بتمرد .. و كأنا أُعجبت روحها بفرجة التنفيس هذه ..
      شعرت بغرابة .. و هي تفقد الإحساس .. برود يضطرم صدرها و هي تقف في منتصف إخوتها المتوجسين .. ممسكة بالعصا و أعينهم تطلب تفسيرا لما حدث ..
      صوت صرير الباب لفت انتباههم جميعا .. نظروا لباب غرفة أمهم و المها تخرج منه ..
      وقفت هي عند الباب لبرهة .. و أمامها المنظر الغير مفهوم .. وجوه إخوتها التي تنظر إليها و كأنما وجدت مهربا من شيء لم يفهموه ..
      عقدت جبينها و هي تنظر لحور الممسكة بالعصا .. و لمحة من الذنب أو الإحراج أو شيء آخر بدت على وجهها ..
      الأعين تستدير لحور مجددا و هي تتمتم بخفوت ..
      - أنا بحط الغدا .. سيرن بدلن ..
      و سارت للاختفاء في المطبخ .. لم يتحرك أحدهم من مكانه .. تقدم نايف للصالة و هو يقول بحماس ..
      - أوووف .. أول مرة في التاريخ تهزبكن حور .. بس أحسن تستحقن يا مسودات الويه .. تطلعن الواحد من طوره ..
      زفرت نورة يحقد ..
      - انطب يا بو لسانين .. هب وقتك .. - ثم سألت باهتمام - بلاها حور .. شي مضيّقها ..؟!
      لم تنتظر الإجابة .. التقطت حقيبتها من الأرض و هي تتنهد .. فجأة تشعر بالحزن يعتمر صدرها ،، لا تدري لما شعرت برغبة في البكاء و ملامح الصدمة لا تزال تلوح على أوجه من حولها ..!
      تمنت لو أنها لم تضايق مزنة أو تطلب كوب الماء .. تمنت لو أنها لم تفعل شيئا يدفع حور للانفجار ..
      لم يحدث قبلا أن وبختهن بهذه الطريقة ..!!
      بدت على وشك الانفجار .. دلفت الغرفة تحت ناظري عفرا المتسائلة ..
      - بلاها حور ..؟؟
      - هزبتنيه أنا و دانه .. لنا نلعوز مزّوون ..
      رفعت عفرا حاجبا بتشكيك ..
      - هب أول مرة تلعوزن مزنووه .. متأكدات ما سويتن شي ..؟؟
      هزت نورة رأسها و هي ترمي حقيبتها جانبا ..
      - و الله ما سوينا شي .. بس شكلها حور متضايقة .. ما قد صارخت علينا كذيه ..!
      تنهدت ببؤس قبل أن تدخل دانة بهدوء .. لم تنبس ببنت شفة و هي تستقر على فراشها بهدوء .. لحظات من الهدوء و هن ينشغلن بتبدل الملابس ..
      التقطت دانة الثوب لتختفي خلف الستار البالي .. قبل أن تقول بصوت مرتجف ..
      - بنات ..؟؟
      التفتن لمصدر الصوت بهدوء .. قبل أن يأتيهن صوت دانة بذعر من خلف الستار ..
      - ليش حور متضايقة ..؟؟ أمايا فيها شي ..؟؟ تراها سارت الدختر ويا خالوه اليوم ..؟
      كانت وقع الكلمات كالصفعة التي هوت على وجوههن .. وضعت نورة أنامل مرتجفة على شفتيها .. و عفرا تبلع غصة من تخيل الأمر فقط .. أمهن ..!! نعم لا تفسير غير ذلك .. لا بد أن بها خطبا أحزن حور ..!!
      .
      .
      .
      كانت تقطع الخيار دون أن تراه .. أفكارها مشوشة .. لا تستطيع تبين حقيقة ما تشعر به ..
      ضياع غلف إحساسها .. و هي تقف في المطبخ بلا حيله على هذه الفوضى التي تسكنها ..!!
      امتدت يد تسحب السكين من بين يدها بلطف .. التفتت بسرعة لتصطدم عيناها بعيني المها .. تلك الابتسامة المريحة ترتسم على وجهها الجميل و هي تشير بأنها ستكمل التقطيع عنها .. سلمتها حور السكين بخضوع .. فإن استمرت على هذا النحو ستجرح نفسها ،، الآن ما الذي أتى بالمها هنا ..
      تعرفها جيدا حين يكون مرادها قريبا .. ألم تعاشرها أكثر من بقية إخوتها في السنين الأربع الماضية حين لم تجد بدا من الجلوس في البيت ..
      علمتها القراءة .. و الكتابة .. زرعت في داخلها حب المعرفة و تحديا كسر حواجز إعاقتها تلك ..
      نظرت لها حور بطرف عينها و هي تسند ظهرها على الطاولة .. قبل أن يأتيها صوتها الناعم متسائلا ..
      - بااج حووور ..
      هزت حور رأسها فورا بالنفي .. نظرت لها المها لبرهة قبل أن تلكزها بكوعها ..
      - هممم ..؟؟
      عادت حور تهز رأسها و تلوح بيدها بأن لا شيء هناك .. لحظة صمت قبل أن تقول المها بلكنتها المكسرة و هي تنظر لحور بثقة ..
      - انتي زعاانه أمااه حاامل ..؟
      إهتزت أنفاسها و خفق قلبها بذعر .. كانت المها دقيقة للغاية .. رغم أنه لم يبدُ عليها أنها بانتظار إجابة ما .. فقد انهمكت في متابعة تقطيع السلطة .. عادت حور تنظر للأرض .. و شيء من الخجل يتسلل داخلها .. شعرت بوجهها يحمر بشدّة ..
      أنامل المها تلامس ذراعها بخفة .. و هي تنظر لها بهدوء ..
      .
      .
      أم أن شيئا من الخيبة سكن تلك العينين ..!
      - هاا من الله ..
      ثم هزت رأسها رفضا و حاجبيها يتعقدان .. و رفعت يدها للسماء ..
      - همد الله .. نعمة .. همد الله ..
      ثم اشتدت الخيبة في عينها و هي تهز رأسها ..
      - لييش .. زعاانه .. امااه .. خير .. - و مسحت على صدرها - لا خاافين ..
      الآن تنكمش روحها ..
      حقاً كم هي صغيرة ،،
      ضئيلة .. بذاك التفكير القبيح ..
      مسحت على وجهها ببؤس .. قبل أن تشير بيدها حولها .. بأن الناس سيتكلمون عن الموضوع ..
      سرعان ما تمنت لو أنها لم تفعل ذلك .. فنظرة الصدمة على وجه المها أخجلتها كثيرا .. شدت المها شفتيها بامتعاض و تلوح بيدها معترضة .. و الضيق يعلو وجهها النقي ..
      - ماااا خص حد .. أمااه خيير .. و بسس .. مااا خص حد .. - ثم هزت رأسها و أشارت لصدر حور - انتيي كلّمين ..؟؟
      ماذا حور ..؟؟
      ألن تجيبيها .. بماذا ..؟؟ بأنكِ تفكرين مثل الناس ..؟؟
      عجبــــاً ..!
      لماذا جعلتك المها تشعرين بتضاؤل .. في حجم تفكيرك .. لماذا دفعتكِ لشعور بخجل يأكلكِ ذنبا ...؟؟
      كانت المها تنظر لها تنتظر الإجابة ..
      فهزت حور رأسها بضعف ..
      - لاااا .. - و رفعت صوتها المهتز و هي تشير للمها شارحة - أمايا بخير و الحمدالله ..
      و قبل أن تضيف شيئا آخر .. اقتحمت عفرا المطبخ بقوة تتبعها نورة و دانه ،، تجاوزن الأخيرتين عفرا .. لتتقدم دانة بخجل ..
      - حور ..
      نظرت لهن حور بدهشة ..
      - هاا ..؟؟
      تقدمت نورة لتقول بقوة ..
      - زعلانه علينا ..؟؟
      عقدت حور جبينها بعدم فهم ..
      - لا .. ليش أزعل ..؟؟
      نظرن لبعضهن بعجب .. لتقول دانة بشك .. و الفكرة تلك تتعاظم في داخلها ..
      - لنا نلعوز مزنه ..
      بدا الإدراك على وجه حور قبل أن تبتسم بهدوء ..
      - لا هب زعلانه .. بس يا ويلكن ان عدتنها .. مع انيه أدري انكن بتسوزن حركة بايخة عقب شوي ..
      ابتسمت نورة .. و لكن لم يبدُ الارتياح على وجه الأخريات ..
      اقتربت عفرا مباشرة من حور .. الخوف بادٍ بوضوح على وجهها في حين تتظاهر هي بالقوة ..
      - حور بلاها أمايا ..؟؟
      عقدت حور جبينها و اكتفت المها بالمراقبة ..
      - بلاها أمايا ..؟؟
      قالت دانة و صوتها يتهدج ..
      - أكيد اميه فيها شي و الا ليش انتي مضايقة و معصبة .. يوم سارت الدختر شوه قالو لها ..
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    9. #24
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      أرخت حور أهدابها ببطء .. هذا الذعر .. هذا القلق .. هذا التوجس ..
      الخوف ،،
      كل هذا يغشاهن كي لا تصاب تلك الغالية بمكروه ..!
      لما تجاوزت هي فرحتها بكل ذاك من أجل معتقدات أخافتها .. و اعتراض على حكمة الله ..!
      فتحت عينيها .. و شيء بثِقل الذنب يجثم على أنفاسها .. صوتها بدا يأتي من البعيد ..
      - أمايا ما بها الا العافية .. بس .. آآآ .. أمايا حامل ..
      شهقة دانة المصدومة و صرخة نورة الفرحة و ابتسامة عفرا الكبيرة كانت أوجز تعبير عن فرحتهن و عفرا تصيح ..
      - اماااااياااا حااااااامل .. هههههههههههههههههههه ..
      صاحت دانة بحماس هي الأخرى ..
      - بنااات تخيلن ياهل صغيروني عدناا في البيت ..
      ضحكت نورة بقوة ..
      - وناااااااسة .. بسير أباركلها ..
      و ركضت بسرعة . تتبعها دانة و عفرا .. تاركة خلفها ..
      المها تواصل تقطيع السلطة ..
      و حور يتآكلها النفور من إحساس احتل روحها للحظات كريهة ..
      .
      .
      و صمتٌ له ضجيج كالصراخ ..
      يصمُّ الروح ..!

      * * * * *


      * * * * *

      ابتسامته الملتوية كانت تسخر مما قال بوضوح .. لا زال مسترخيا في مكانه و هو ينظر لجده بهدوء .. منتظرا أن يغير الرجل العجوز فحوى الحديث .. في حين التزم الأخير الصمت منتظرا إشارة واحدة ردا على ما قال للتو ..
      كان الأمر أشبه بالتحدي .. كل يريد أن يخضع الآخر لرغبته ..
      و لكن يبدو أن عناد الجد الذي زرعه في قلب هذا الرجل كان الأقوى .. إذا سرعان ما هب غيث واقفا في مكانه .. اتجه نحو النافذة .. يستند على حافتها العريضة .. و يسرح بصره في الأفق الممتد أمامه ..
      محاط بأسوار لا تخترق ..
      كما هو حال ما يخالجه و ما يفكر به ..!
      دوما يجد في هذه الفرجة في المكتب المغلق مساحة للحرية .. يمكنه النظر عبر هذه النافذة بأي إحساس يشاء ..
      لن يرى أحد نظرته المهزوزة .. أو المتوجسة ,, أو القاسية ..
      أيا كان إحساسه ،، لن يعلم أحد ما يخالجه .. هذه النافذة هي مهرب له ..
      يطلق عبرها من الشعور ما يشاء ..!
      .
      .
      لكن عينيه لم تكن تنظر الآن للأفق الممتد ،، الشرود المرتسم على وجهه القوي و هو يقف بعرض منكبيه يمنع ضوء شمس العصر من الدخول ..
      ذهنه يستعيد ملامح وجهها الصافي .. دموعها المرتعشة على شفير مقلتها ..
      و ذاك الذعر الذي ارتسم على وجهها الصغير ..
      نظر إلى الأسفل بقسوة ،، و هو يخنق شعورا شفقة راوده عليها ..
      هل تعلم حقا ما أقبلت عليه حين وافقت على الزواج به ..! تلك الخرقاء ليس لديها أدنى فكرة بما ستخوضه حقا ..
      نفض إحساسا سخيفا تملكه .. و فكه يشتد بصرامة .. قبل أن يقول بصوت جاف ..
      - ليش تبانيه آخذها ..؟
      صوت جده ينهره كعادته بحدة ..
      - ما نشدتنيه يوم قلتلك تخطبها .. لا تنشدنيه الحين .. بنت حمد بتاخذها ..
      التفت لجده و هو يبتسم بسخرية ،،
      - و إذا ما خذتها ،، ما بتحول الملكية لي ..؟؟ - ثم هز رأسه بخبث - أهاا ..
      نظر لجده بحزم .. و صوته لا يهتز و هو يقول ..
      - أناا البنيه ما تهمنيه .. لي يهمنيه الشركة لي تعبت عليها .. و عرس الحين ما بعرس .. تبانيه آخذ - و شدد على الأحرف - بنت حمد ،، إرقبنيه الين ما ترسي مناقصة البيوت السكنية لي بتطرحها البلدية شهر ستة .. خلاف يصير خير ..
      شد الجد قبضته .. لا أحد أبدا من أبناءه يعارضه بهذا الشكل .. و لكن يبدو أنه علّم هذا الرجل اللامبالاة أيضا ..!
      قال بهدوء ..
      - ما عليه .. عقب المناقصة أباك تحدد موعد العرس .. و إلا الاتفاق لولي ماله قيمة .. الشركة بسحبها ..
      نظر له غيث بصمت .. العجيب أنه رغم قسوة هذا الرجل العجوز و جفاف معاملته أحيانا .. إلا أنه يحبه ،،
      يحبه كثيرا . و يحب نظرة الفخر التي تسكن عينيه أحيانا حين يتحدث عنه هو .. يحب .. قسوته ..
      و يعشق تلك التحديات الصامتة و الصراعات المستمرة بين إراداتهم ..
      يعلم أنه قد اقترب من قلب هذا المسن أكثر من أي أحد آخر ..
      تعلم .. حنكته .. مكره .. و خبثه ..
      و تشرب من بين راحتيه القسوة التي تسري بمجرى الدم فيه ..
      .
      .
      لذلك هو واثق بأنه لن يتوانى عن تنفيذ تهديده ..
      و لذلك أيضا لا يشعر هو بالخطر بتاتا .. لا يجد إزعاجا قط في استخدام تلك الفتاة للحصول على مآربه ..
      فما كان لها أن توافق إن لم تكن لها مآرب هي الأخرى ..!

      * * * * *

      بدا أن مفعول حبوب الغثيان قد أدى دوره جيدا .. ها هي أمها تجلس معهم على سفرة العشاء .. تتناول بضع لقيمات تقيم طولها ..
      مد أباه يده الكبيرة ليأخذ خبزه من الصحن و يقربها من أمها .. و راح يدني صحن السلطة منها و هو يشير بيده لفمه ..
      شعرت بصعوبة بالغة في بلع لقمتها ،، و غصة كبيرة تسد حلقها .. لقد اعتادوا مراعاة أبيهم لأمهم .. لكن لا تدري لما شعرت بالشفقة على حال أمها ..
      نظرت لها أمها بابتسامة و كأنما شعرت بأنها تراقبها .. ارتجفت البسمة على شفتيها و هي تهز رأسها ..
      تحثها على الأكل .. أشارت بيدها لبطنها تعني أن عليها أن تغذي الطفل أيضا ..
      شعور خفيف بالراحة يسري داخلها و هي تتعامل بطبيعية .. متجاهلة كل شيء ..
      أمها حامل ..؟ نعم .. و هذه نعمة من الله كما أشارت المها ،،
      الناس ستتكلم ؟؟ لا يهم .. و لا عليها أن تكترث .. لا شيء قد يعلو على أهمية صحة أمهم ..
      غريب ..! لماذا تدفعنا أنفسنا أحيانا لإزهاق الفرحة بين أضلع الخوف ..
      صوت مزنة الخافت يأتيها متساءلا ..
      - حور .. الحين الياهل اليديد هو أصغرنا بشكارنا ..؟؟
      كتمت حور ضحكة في غير محلها .. و همست ..
      - لا محد بشكارنا .. كل واحد ينفع عمره ،،
      سرعان ما لاح الغيظ في وجهها و صوت نورة الخافت يص لها و هي اهمس لمزنة ،،
      - لا لا .. انتي أصغرنا بشكارتنا .. و الياهل بيكون آخر العنقود دلوعنا ..
      نظرت لنورة تحذرها بعينيها و هي ترى مزنة قد وضعت لقمتها جانبا .. و تهمس مجددا ..
      - أنا بشكارتكم و بشكارة آخر العنقود ..
      قالت حور تقنعها و هي تتوعد نورة ..
      - لا نورة و دانة بشاكيرنا و بشاكير آخر العنقود و هن بيغسلن مواعين العشا ..
      و نظرت لنورة المحبطة بتحدي ..
      .
      .
      .
      جميل أن نلتهي بصغائر الأمور..
      عمّا يؤرّق إحساسنا بحقْ ،،


      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    10. #25
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      الخطـــــــــــــــوة الخامســــــــــــــــــــة ◄


      ║خطوات تغفو ،،║


      صوت محرك السيارة المزوّد كان يعلو على ضحكته المجنونة و يصيح بابن عمه الواقف بعيدا عن الباحة الخلفية الخالية ،، التي يفترض بأنها خاصة بالإسطبلات القديمة ،،
      - هاااا بو سلطااااان ..
      أشار هزاع بيده في حركة دائرية للأعلى متحمسا ..
      - عيدهاااا .. عيدهاااا ...........
      مرة الأخرى ينطلق صوت المحرك المزعج مختلطا بصرير الإطارات الفظ ،، و أحمد يدير السيارة في حركات استعراضية مجنونة ..
      يضحك هزاع بنشوة و هو يصفق تارة و يطلق الصفير تارة أخرى ،، أطلقت الإطارات صريرا عاليا كالصراخ بعد توقفها أخيرا ،، ليركنها أحمد في الموقف البعيد قبل أن يترجل صافقا بابها و هو يحث الخطى نحو هزاع بحماس .. عاد هزاع يصفق له بحرارة و هو يراه مقبلا نحوه ..
      - وووووووووووووووووو .. عاااااش بو شهاب .. يا ريال لو تدخل الموتر هذا السباق و الله ليحطمهم ..
      وصل إليه أحمد بخطوات سريعة ليضع هزاع ذراعه على كتقه و هما يتوجهان للجانب الآخر من المزرعة الضخمة .. كان أحمد يلهث من الحماس ..
      - أخخخ يا بو شهاب لو طايح عليه قبل الريس لي طاف كانيه لول الحين و كاتبين عنيه بدالك ..
      قهقه هزاع بقوة و هو يشد على كتفه متبجحا ..
      - أونه بدالك .. أقول ابويه خلهم يدخلونك السباق أول .. ناسي إنك احتياطي ..
      لكزه أحمد بضيق في خاصرته ..
      - و انا هب قاهرنيه غير الاحتياطي .. لو يخلونيه أسابق مرة بس .. بيحلفون عليّه ان محد يسابق عنهم غيري ..
      - هههههههه انزين يوم بيخلونك تسابق .. يصير خير .. عاد هذاك اليوم أنا بنسحب و بعتزل .. ما روم لك ،،
      رفع أحمد حاجبا و هو ينظر له شزرا ..
      - تطنز هاا ..
      ضحك هزاع بقوة ..
      - شرايك بعد .. أكيد أطنز .. ياخي خلاص .. انته ما يأست .. انته ما عندك أي فرصة دامنيه موجود ع الساحة ..
      دفعه أحمد و هو يخفي ابتسامة و ينظر لهزاع الذي نفخ صدره متظاهرا بالفخر ...
      - خقيت أشوف يا هزاع .. ناسي ان أول من علمك التقحيص عمك أحمد ..
      أشار لصدره بقوة .. ابتسم هزاع ..
      - حشى ما نسيت انيه التلميذ لي غلب معلمه ..
      هز أحمد كتفيه بخفة ..
      - أقول يا خي غير اسالفة .. أشوفك تسدح الاهانات واحدة ورا الثانية ..
      الابتسامة لا تفارق شفتي هزاع ..
      - نغيرها .. ما خبرتك .. مصبح اتصلبيه ..
      - شوماخر ..؟؟
      - هيه ..
      - قاص على عمره ..
      - أدري .. ما نشدتنيه شوه يبابي ..
      نظر له أحمد بفضول
      - شوه يبا بك ..
      رفع هزاع بصره لأعلى ..
      - اممم .. يبانيه أودر كنجز و أحول لا تهاب و ياهم يا ريال ..
      لمعت عينا أحمد ..
      - في ذمتك ؟؟؟
      هز رأسه بثقة ..
      - هيه .. شرايك ..؟؟
      نظر له أحمد بشك ..
      - بتخلي كنجز ؟؟
      هز هزاع كتفيه ..
      - ليش لا ..؟؟
      اتسعت عينا أحمد ..
      - هــزاع ..!!
      ابتسم هزاع مطمئنا ..
      - لا تخاف .. ذليته شوي .. خلاف كنسلت السالفة ..
      لكمه أحمد في كتفه و سيارة هزاع تلوح أمامهما بجانب البوابة الحديدية العملاقة ..
      - و ليش ما قلت لا من البداية ..؟؟
      ضحك هزاع ..
      - لقيتاا فرصة ألعب بأعصابه شوي .. تعرفينيه ما أدانيه هالريال .. و تعرف إنهم بعد ما يحبونيه .. بس هالحركة منهم وراها شي ..!
      فتح باب السائق ليستقل السيارة الفاخرة و يجلس أحمد بجانبه ..
      - حد يدري اننا يايين هنيه ..؟؟
      هز هزاع رأسه نفيا ..
      - قلت لسيف إننا مواعدين شباب .. ليكون حامد يدري .. عادي يخبر غيث خوك ..!
      - لا لا .. مايدري ... الحين خلنا نسير البيت العود سيده .. أبوية قال بيتعشون هناك الليلة ..
      أدار هزاع المحرك و انطلق بسرعة جنونية مخلفا وراءه سحابة ضخمة من الغبار ..
      .
      .
      و سرا .. لا يعلمان متى قد يُكشف النقاب عنه ..!!

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    11. #26
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      كانت الشمس تميل للرقاد على حدود السماء الغربية ..
      أشعتها الواهية تتسلل باستماتة لتصل إلى تلك الصالة الصغيرة ،،
      يضحكن بصوتٍ عالٍ و الأولى تصفق يد الثانية بمرح .. فيما تنظر الاثنتين إليهن بحقد .. زفرت هي بضيق ..
      - مالت عاليكن .. ما شي يضحك ..
      و لكنهن استمررن بالضحك دون مبالاة .. عقدت الأخرى جبينها ..
      - يا الله عااد .. عيدن التوزيع .. دورج فطوم ..
      توقفت فاطمة عن الضحك .. و هي تنظر لنورة التي لا زالت تضحك ..
      - لا هب دوري ..!! دور حور ..
      لا زالت حور تنظر لهن بغيظ ..
      - عفاري منوه وزع قبلج ..؟؟
      أجابت عفرا بسرعة ..
      - انتي ..
      رفعت حور حاجبها ..
      - يا الله فاطمة خانوو .. وزعي حبيبتي ..
      أمسكت فاطمة بالأوراق ترتبها بسرعة و هي تبتسم لسخرية نورة ..
      - متأكدات ما بتنسحبن .. عنبووووه .. غسلناكن غسال ههههه ,, طالعي ويه حور كيف غادي من القهر ..
      نفخت حور مجددا ..
      - جب ..
      نظرت لها فاطمة بضحكة مكتومة ..
      - تيكت ايزي حواري .. ليش زعلانه .. هاي هند .. ربح و خسارة ..
      عقدت عفرا جبينها و هي تنظر لهن بتشكيك ..
      - و الله انكن تغشن أنا متأكدة .. و الا من يلسنا و انتن تربحن ..
      فاطمة توزع الأوراق بسرعة ..
      - مس ناقة .. ان بعض الظن اثم .. عيب هالرمسة .. نحن لعبنا لعب شريف .. صح نوري..؟؟
      لا زال الضيق من الخسارة ينفث من حور ..
      - وزعي و انتي ساكته ..
      ضحكت فاطمة بأريحية ..
      - ههههه .. حور بلاج محترقة ..
      لوحت بيدها بانزعاج ،،
      - ما يخصج .. افففف .. وينها هاي دانوووه .. حشى هب نسكافيه .. ذبيحه .. - رفعت صوتها ليصل للمطبخ القريب - دااندااااان ..
      أتاها الرد الفوري من المطبخ و صوت دانة يصيح بعصبية ..
      - دندن فعينج .. و الله ما ييب النسكافيه ..
      اتسعت عينا عفرا بارتياع ..
      - حوووه حور .. شوه دندن انتي بعد .. آخر هالمذلة ما بتييب شي ..
      عقدت جبينها و هي تجيب ،،
      - هب ع كيفها بتييب .. - صاحت بقوة في وجه فاطمة - ايييييه انتي وياها .. شفتكن ..شفتكن .. رديها .. ردي الورقة ..
      رمت نورة أوراقها مع رؤيتها لدانة تحمل صحنا صفت عليه أكواب القهوة و صحن بسكويت .. و هبت واقفة لتجلس بجانب المها التي كانت تجلس بهدوء لا تنصت لضجيجهن .. و كتاب ضخم استقر بين يديها ..
      صاحت فاطمة بها ..
      - بلاج شردتي .. دانة ما تبى تلعب ..!
      لوحت بيدها و هي تلتقط كوبا من الصحن الذي وضع أمامها ..
      - يختي ملينا .. خلاص بنات يسدنا لعب خلنا نسولف ..
      رحن يلتقطن أكواب القهوة على التوالي .. و سألت فاطمة بفضول ..
      - وين نايف و مزوون و هندووه .. مالهم شوف اليوم ..
      أجابتها عفرا و هي تقضم قطعة بسكويت ..
      - ساروا ويا أمايا أبويه موديهم قدا خالوووه ..
      ضحكت فاطمة و هي تقول بمكر ..
      - و أنا أقول لعب ورقة في الصالة و أصواتكن شاله البقعة ..
      سألتها دانة و هي تضيّق عينيها على عنوان الكتاب الذي بين يدي أختها ..
      - أقول فطوم .. من وين تييبين هالكتب ..
      - من عند عمتيه .. هي مديرة مدرسة و وايد تحب تقرا .. و الكتب لي ما تباها أنا يبتها للمها عسب تقرا فيها و تتثقف اروحها ..
      رفعت حور حاجبا و هي تقول بتشكيك ..
      - الصراحة أنا أخاف على ختيه .. تخيلي تكون لعمتج هاي معتقدات غريبة و تقرأ فيها و انتي تفرين كتبها ع المها و تلوثين تفكيرها ..
      - ههههههه .. جب زين .. معتقدات أونه .. عفاري متى حفلة التخرج ..؟؟؟
      نظرت عفرا للأعلى مفكرة ..
      - آمممم .. ثلاث أسابيع تقريبا ..
      قالت حور بحماس ..
      - يبالنا نسوي بروفا للميك أب قبل الحفلة ..
      سألت فاطمة ..
      - منوه لي بيعدلها ..
      أجابت دانة بسرعة ..
      - حور ..
      نظرت لها نورة باستفسار ..
      - فطوم متى بتداومين في التوطين ؟؟
      - شهر 9 ان شا الله .. أنا و حور لو غيرت رايها ..
      و نظرت لها بأمل .. لكن حور هزت رأسها رفضا ..
      - انتي ما تيأسين ..
      .
      .
      تجاذبهن لأطراف توافه الأمور في الحديث ..
      و تلك المزاحات الخفيفة ..
      و هدوء تلك الجلسة الخالية من التعقيد ..
      .
      .
      بساطة في الذاكرة لن تزول ..!

      * * * * *

      يشعر بالتوتر الشديد و ذاك يسلط نظرته المتمعنة عليه .. كانا قد اتخذا زاوية في المكان يجلسان فيها .. فيما انخرط الجميع في الأحاديث متفرقين في وسع مجلس بيت الجد الكبير ،، قال بصوت هادئ يخالف ما يعتمر داخله ..
      - و الله يا غيث .. أنا قلت أرمسك أول تشاورها .. قبل لا أخبر أبويه .. و يخبر أبوك ،، لو هي ما تبانيه نبند الموضوع بهدوء .. و لا تستوي امبينا حساسيات .. تعرف انه لو ابويه و عمي اتفقوا ما بيردون الشور لنا ..
      توقف عن الحديث بعد أن شعر بانه أطال التبرير .. لا يزال غيث ينظر له بتلك النظرة الثاقبة .. شيء يزعزع هدوء النفس حين تكون في حضرة شخصية بقوة شخصيته ..و حدتها .. لن يعلم قط ما الذي يدور في ذهنه .. سرعان ما انفرجت عن شفتيه ابتسامة هادئة و هو يربت على كتفه بهدوء ،،
      - خلاص يا سيف .. فالك طيب .. ازهل السالفة .. أنا بشاورها و برد عليك ،، روضة ما بتلقى أحسن عنك ..
      كاد يتهاوى تحت تلك الراحة التي سرت في عروقه و هو يرى الرضا يشع في عينيه .. كان يجد الأمر صعبا عليه حقيقةً ،، فهو رغم ثقته الكبيرة بنفسه .. و طبعه الهادئ الذي يجعله دائما مسيطرا على نفسه .. إلا أن التوتر يتملكه كلما فكّر بهذا الموضوع الذي أخذ يؤرقه ..
      ماذا لو أنها أجابت بالرفض ..؟؟ تنهد بقوة نافثا تلك الأفكار مع أنفاسه .. ليس له سوى الصبر ،،
      سيأتي أخاها قريبا باليقين ..
      .
      .
      بدا الشرود على وجهه ..و هو يتخلخل لحيته الوقور بأصابعه .. ابتسم هو في نفسه.. مر وقت طويل لم يرى سيف بهذا التوتر .. رغم أنه يصغره بستة سنوات .. إلا أنه كان الأقرب لغيث من أبناء عمّه .. دفء غريب يشع في عروقه كلما وجد نفسه جالسا معه .. شيء من السكينة يغرق روحه و هو يستمع لصوته الهادئ الرتيب الذي لا يحمل إلا الصدق ،، كان سعيدا باختياره لروضه .. لن تجد روضة أفضل منه ..
      تمنى بصدق و هو يرى جبين سيف ينعقد بتفكير .. أن توافق روضة بهدوء ..
      .
      .
      لأنها إن لم تفعل سيجبرها على ذلك ..!

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    12. #27
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      حين انبلج ضوء ذاك الفجر الجديد ..
      بدا كعادته .. مشعا .. مفعما بالأمل ..
      و لكنه كان يحمل في طياته شيئا مختلفا أيضا ..!
      .
      .
      .
      .
      .
      صفقت باب السيارة بمجرد أن استقلتها .. لتلتفت إلى جوارها و هي تقول بكسل ..
      - هاي ..
      لم ترفع روضة رأسها عن الأوراق التي بيدها ..
      - أهلين ..
      انطلق السائق فورا نحو الجامعة و روضة تأمره بصوتها الناعم ..
      - حطونيه في الجامعة أول ..
      سألتها أختها بصوتها الخشن ..
      - ع شوه مستعيلة ..
      تقلب روضة الأوراق ..
      - عنديه امتحان .. أبا أوصل بدري ..
      لكزت شيخة الخادمة التي استقرت في المقعد الأول بيدها ..
      - صحيبه .. هاتي كلينكس ..
      تناولها الخادمة علبة المحارم .. و هي تسأل بسخرية ..
      - وينها بنت عمج مالها شوف هالايام .. أحيدها ما تفارق بيتنا وبيت يدي ..
      رفعت روضة بصرها بعتب ..
      - وداها عمي عند خالتااا ..
      - أحسن ..
      هزت روضة رأسها بعدم رضا ..
      - مادري بلاج عليها .. و هب حلوة حركاتج يوم تيلسين تتحرشين ابها ..هاي أكبر عنا ..
      شخرت شيخة باستهزاء ..
      - هيه بس عقل ما شي ..و الا عايبتنج حركاتاا يوم تلاحق غيث ..
      رفعت حور حور حاجبها ..
      - شوه بتحامين عن غيث ..؟؟
      لوحت أختها بيدها و هي تلوي فمها ..
      - هه .. ما يحتاي .. يعرف كيف يتصرف ويا هالأشكال ..
      نظرت لها روضة بحزم ..
      - خلاص عيل لا تدخلين ..
      نفخت شيخة بقهر .. لا تريد أن تتشاجر مع روضة في بداية هذا اليوم .. لذلك قالت بضيق ..
      - الحق ما تبين تسمعينه ..! عوشوه ما قامت تحشم حد .. عنبوه تتلصق في الريال عيني عينك ..
      صفقت روضة بيدها على الأوراق ..
      - شيخاني .. سدي السالفة بليز .. هب فاضية عسب أناقشج .. هي حرة تسوي لي تباه أبوها و موجود .. شوه تبين تربينها انتي ..؟؟ طبيها .. تأكليناا لحمها ع الصبح ..
      لوحت شيخة بيدها بحركة لا مبالاة عصبية .. و هي تنظر عبر النافذة للخارج ..
      الحقيقة أنها لا تدرك سبب مقتها الشديد لقريبتها هذه ..! أ لأنها دوما تسخر منها ..؟
      من لباسها و طريقة حديثها .. و تصرفاتها .. لا تحب أن تسخر منها رغم أنها لا تبالي بها ..
      ففراغ رأس تلك الدمية الملونة .. لن ينم عنه سوى تفاهات تُعرف بها ..
      .
      .
      ارتفع صوت هاتف روضة المتحرك يشق سكون السيارة .. التفتت لها بتلقائية لتراها تنظر لشاشته بجبين معقود .. رفعت عينها لشيخة و هي تهمس ..
      - غيث .....!!

      * * * * *

      لم يكن يفصل بينهن و بين فرصة الغداء إلا بضع دقائق .. شعرت بها تلكزها في خاصرتها بالقلم .. فهمست بجبين معقود ..
      - آآآآي .. عورتينيه يا الدفشة ..!!
      أشارت صديقتها للأمام .. لتنظر هي أيضا فتقع عينها بعين المعلمة التي نظرت لها بعتب .. و هي ترفع صوتها ..
      - نورة .. انتبهي ويانا ..
      شعرت بوجهها يحمر .. هذه هي المرة الرابعة تقريبا التي تجدها المعلمة شاردة الذهن في هذه الحصة ،، المشكلة أنها تجد هذه المادة مملة جدا .. التقطت قلما تتظاهر بتتبع الدرس معهم على الكتاب .. رفعت عينها لتجد منى تكتم ضحكتها و هي تهمس ..
      - هاا .. ارتفعت و الا نزلت ؟؟
      عقدت جبينها بعدم فهم ..
      - شوه هي ..؟؟
      انفرجت شفتيها عن ابتسامة و هي تخفض رأسها كي لا تراها المعلمة و هي تتحدث ..
      - أسهم شركاتج لي تفكرين بها ..
      ابتسمت نورة بهدوء ما عندج سالفة .. انتـ ...
      بترت عبارتها مع وقوع ورقة صفراء صغيرة على طاولتها .. التقطتها بسرعة و هي ترى أحد صديقاتها في الطرف الأقصى تشير بيدها ..
      فتحتها لتلتهم الكلمات بسرعة قبل أن تهمس ..
      - شما تقول تسأل لو بنحضر التخرج .. عسب تييب لنا بطايق الدخول ..
      نظرت منى للأعلى مفكرة و هي تسأل بخفوت ..
      - انتي بتحضرين ..؟؟
      صمتت نورة لبرهة و هي تفكر ساخرة بأنها لن تجد شيئا لائقا لترتديه رغم أنه حفل تخرج شقيقتها أيضا .. لكنها فضلت قضاء ذاك اليوم في النوم .. قالت بحزم ..
      - لا ما بحضر ..
      بدا الإحباط فورا على وجه صديقتها و هي تقول ..
      - مالت عليج عيل أنا بعد ما بحضر ..
      ابتسمت نورة و عينها لا تفارق خطوات المعلمة تخشى أن تراها و هي تتحدث .. راحت تخط الرد بالنفي في نفس الورقة الصفراء لتعطيها الفتاة التي أمامها .. ليتناقلن الورقة .. ألقت نظرة على ساعة الحائط .. لازالت تفصلهم دقائق عن انتهاء الحصة ،، تنهدت و هي تسند فكّها بضجر .. تدريجيا بدأت تغرق مجددا في التفكير ،، ابتعدت كثيرا عن هذه البقعة من الأرض قبل أن تشعر بمنى تلكزها مجددا .. انتفضت و نظرت بارتياع للمعلمة .. هل انتبهت لشرودها مجددا .. و لكنها كانت تدير لها ظهرها و هي تكتب على السبورة .. نظرت لمنى بغيظ ..
      - هاااا ..؟؟؟؟!
      كانت منى تكتم ضحكة و هي تهمش مشيرة للباب ..
      - شوفي الاستهبال بس ..
      نظرت للباب .. لترى عبر نافذته فتاة قامت بوضع قناع مطاطي لوجه بشع .. بدا شكلها مضحكا و هي تلصق وجهها بزجاج نافذة الباب ..و تبعده مرة أخرى .. لحظات و نورة مبتسمة لهذا المنظر و الفتاة مستمرة في حركاتها ثم فجأة اصطدم وجهها بالزجاج .. إذ يبدو أن أحدا ما قام بدفعه إلى الأمام على غفلة .. انفجرت نورة و منى و بضع فتيات أخريات كن يراقبن الأمر بابتسامة .. لتلتفت المعلمة مع هروب فتاة القناع .. و هي تقول بضيق ..
      - خير .. يالسة أنكت أنا ..؟؟
      التزمن الفتيات الصمت باستثناء نورة التي لم تستوعب سوى منظر الفتاة و رأسها يدفع ليلتصق بالنافذة .. كانت تضحك بأريحية غير منتبه لوجود المدرسة التي ركزت الملعمة نظرها عليها ..
      - هههههههههههههههههههههههههههههههه ..
      قرصتها منى بخوف ..
      - نورووه .. بس المعلمة تطالعج ..
      رفعت نورة عينها بسرعة و هي تخنق الضحكة باستماتة .. كانت المعلمة تقترب من مقعدها و هي تعقد ذراعيها و نظرة صارمة تعلو وجهها الحاد ..
      - هاا نورة .. ضحكينا وياج ..؟؟؟
      التفتن الطالبات إلى نورة التي وقفت في مكانها ينتظرن الإجابة .. شعرت نورة بإحراج شديد و هي تكذب قائلة ..
      - ما شي معلمة .. بس تذكرت سالفة و ضحكتنيه ..
      كان صوت المعلمة قاسيا ..
      - لا و الله .. و هالسالفة ما تذكرتيها الا فحصتيه ..؟؟ ما تعرفين ان الضحك من دون سبب .. قلة أدب ..
      قالت نورة بلهجة مرتدة قوية ..
      - أنا هب قليلة أدب ..
      وضعت المعلمة يدها على الطاولة و هي تقرب وجهها من نورة بلهجة قاسية ..
      - عيل لا تضحكين من دون سبب .. و انتبهي .. الغدا لاحقة عليه و ع التفكير فيه ..
      وجدت نورة تعليقها سخيفا مع بضع ضحكات انطلقت في أرجاء الفصل .. أشاحت بوجهها و هي ترفع أنفها بشموخ .. عادت المعلمة لمكانها و نورة تجلس مجددا .. لم تكد المعلمة تبدأ بمواصلة درسها الممل حتى ارتفع الجرس خارج الممر معلنا انتهاء الحصة .. ابتسمت نورة ابتسامة كبيرة و كأنما أفرج عنها .. راحت المعلمة تجمع أغراضها و هي تنظر لارتياح نورة شزرا ..
      - الشيخة نورة المرة الياية لو بتسترجعين ذكرياتج استرجعيها برا .. ما فيه داعي تضيعين على غيرج الحصة ..
      التزمت نورة الصمت و هي تنظر لها بغل ،، قالت بحقد لمنى و هي تراقب المعلمة تخرج من الصف ..
      - عنبوه ما ترزا هالضحكة ..
      ضحكت منى و هي تدس كتبها في درج الطاولة ..
      - لا انتي ما تسمعين ضحكتج كيف لنج متعودة .. ضحكتج بروحها نكته .. ما تشوفين البنات يضحكن كل ما ضحكتي حتى لو ما يعرفن السالفة ...
      هبت نورة واقفة و خرجت من الفصل ترافقها منى .. ما أن وصلت عند الحمامات الواقعة في أقصى الممر .. و دخلتها حتى ظهر فجأة ذاك الوجه المريع .. لتجفل خائفة .. رأته منذ لحظات و لكنه بدا مروعا عن قرب .. ضحكت منى على منظرها و هي مذعورة .. و أزالت الفتاة القناع ليطالعها ذاك الوجه من خلف فتشهق بغيظ و هي تضربها على كتفها ..
      - داااااااااااانوه يا السبالة روعتينيه ..
      فركت دانة كتفها ..
      - آآه .. يا الدفشة .. مايكل تايسون هب نورة .. ايدج ثقيلة ..
      سألتها منى بلهفة ..
      - انتي لي كنتي توايقين من دريشة الباب ؟؟
      ضحكت دانة بقوة و شاركنها صديقاتها اللواتي كان يمتلئ بهن المكان .. و انشغلن في الإصلاح من هندامهن ..
      - هههههههههههههههههه .. عيبتكن الحركة .. ما دريت وين نورة يالسة عقب ما غيرت مكانها بس شفتج ..
      - ههههههههههه منوه لي ظرب راسج فالدريشة ..
      نظرت لإحدى صديقاتها بحقد ..
      - هاي شمشون ..
      قالت نورة بضيق ..
      - انتي كيف ظهرتي و الحصة الرابعة ؟؟
      هزت دانة كتفيها و هي تنظر لنوف التي انشغلت بتمشيط غرتها بتركيز ..
      - عدناا فراغ .. صع نوف ..؟؟
      قدمت نوف وجهها حتى كاد يصطدم بالمرآة و هي تهز رأسها موافقة .. تابعت منى استفسارها ..
      - و من وين يبتن القناع ..
      وضعت دان قطعة لبان في فمها و هي تمد قطع أخرى لأختها و صديقتها ..
      - هاي سارونة صارقتنه من النادي الترفيهي ..
      اتسعت عينا نورة و هي تشهق ..
      - يا قواة عينها ..!!!!
      قالت احدى صديقات دانة التي لا تعرف نورة لها اسما ..
      - عادي أصلا محد يشرف عليه هالنادي ..
      لوحت دانة بيدها و هي تلقي نظرة على المرآة تعدل فيها من وضع ..
      - صدق .. عادي .. بس تدرن انتن أحسن عن عفاري سيده انتبهتن .. عفرا تميت ساعة عند الباب و الصق ويهي كل بنات الصف و المعلمة و الصف لي عدالهم انتبه و هاييك مبهتة في الصبورة و تنسخ .. !!

      * * * * *

      الشمس تتصدر قلب السماء .. تنفث أشعتها لهبا .. حارقة ..
      تتوقف سيارته العتيقة بأنين معذَّب أمام باب البيت الصغير .. يفتح سيارته ببطء شديد ..
      يتساند بيده و هو يضع مفتاحها في جيبه مصدرا عند حركته المرهقة صوت اصطدامه بهاتفه القديم ..
      بدأ يدفع خطاه نحو الباب .. حرارة كتلة النار التي أبدع الخالق بها نورا .. تكوي مؤخرة عنقه الأسمر ..
      يقطع المسافة القصيرة بين الرصيف و باب بيته القريب بجهد بالغ .. و هو يحرك - غترته - إلى الخلف قليلا ..
      يشعر بثيابه .. بأنفاسه .. بخطاه .. ثقيله ،،
      ثقيله للغاية .. قطرة من العرق تسيل على جبينه لتستقر بجرأة على جفنه المجعد .. ليمسحها بتعب ..
      .
      .
      ما بالها هذه المسافة لا تتقلص ..
      شعر بأنه متعب ..
      متعب جدا ،، أحنى رأسه ليعبر الباب القصير .. مدخل المجلس الصغيرة أمامه ..جلس على درجتيه الصغيرتين يسند ظهره للجدار المجاور ..
      شعر بجسده ضعيفا للغاية .. لا يملك القوة ليواصل طريقه للداخل ..
      سيرتاح لثوانٍ هنا ،، ثم سيتابع طريقه ..
      أسند جسده للأرضية الإسمنتية الساخنة .. تلذعه حرارتها ..
      لكنه لم يبالي .. فها هي الشمس أكثر قسوة .. تلسع وجهه و جسده بحرارة أشعتها التي تسلطها عليه ..
      فيما يجلس هنا مستسلما ..
      الحرارة تخنقه .. و جسده المضني لم يعد فيه من القوة ما يملك ليتزعزع من مكانه ..
      تتسرب الأنفاس منه الآن .. و هو يسدل جفنيه بتعب ..
      لم يعد يقوى الاستمرار تحت لهيب هذه الأرض .. أَ يمكنه أن يغفو للحظات عند هذه العتبة ..؟!
      سينشد الراحة للحظات قليلة فقط ..
      يريد السلام الذي يسكن خلف تلك الظلمات .. سيصلها بهذه الغفوة ..
      الشمس لا زالت تطلق سهامها نارا عليه .. و جفاف في حلقه يؤرقه ..
      هو ظامئ ،، جسدا .. و روحا ..
      قواه تخور ببطء .. و عمامته أصبحت تنزلق ..
      تنزلق ..!
      و وجه قديم ينبثق من العدم في هذا السواد ..
      هذه التجاعيد .. و هذه العينين .. و هذا الحنان البعيد .. هذا العبق الذي ملأ الجو الساخن ..
      راحتيها يريد أن ينحني ليقبلها .. يريد أن يمسك بها .. يستنشقها .. و يتنفس رائحتها مجددا للحظة أبدية ..
      و لكن الصورة كانت تختفي .. تتبدد في تلك الظلمة المريحة ..
      .
      .
      أنفاس ..
      و لم تعد شمس الصيف الحارقة تؤذيه الآن ..!

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    13. #28
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      وضع في فمه لقمة ضخمة و هو يشير بيده المتسخة إلى زجاجة الماء .. ابتسم هو بهدوء و هو يفتحها له و يدنيها منه .. ابتلع اللقمة ليعقبها بجرعة مياه كبيرة و يتنهد بشبع ..
      - الحمدالله ..
      لا زال هو يبتسم بهدوء ..
      - يعل فوقه العافية ..
      ربت الأول برضا على بطنه و هو يقول ..
      - يا خي ما شا الله على أمك طبخاا فنان .. بو هناد يوزنيه وحدة من خواتك أبا أناسبكم ..
      ضحك سيف من قلبه ..
      - هههههههههه أفاا يا عبدالعزيز .. تناسبنيه عسب طباخ أميه .. الحمد الله ان ما عنديه خوات ..
      ارتسمت على وجه عبدالعزيز ابتسامة طفوليه ..
      - و الله يا سيف ان قربكم ينشرى بفلوس .. بس طباخ أمك بعد ما فيه حيله .. بس تدري شوه ..؟؟
      بدا الإحباط عليه و هو يهوي براحة يده على بطنه الكبير الذي شد بفعل حزام لباسه الرسمي للشرطة ..
      - دوم تخرب عليه الريجيم بهالعزايم ..
      ضحك سيف هو الآخر و هو ينهض من مكانه ..
      - أي ريجيم يا خي .. انتي تمشي عليه خمس دقايق و باقي الوقت ع كيفك ..
      عقد عبدالعزيز جبينه ..
      - ياخي لا تحبطنيه أول شي يخرب وصفات الريجيم هي الرمسة المثبطة للعزيمة .. و رمستك مع احترامي الشديد تبط أبوو العزيمة ..
      - خلها تثبط العزيمة عسب لا تاكل شي فيها ..
      - هه بايخة .. أنا بسير أغسل ايديه عسب نكمل الدورية ..
      هز سيف رأسه و هو يخرج هاتفه و يتصل بأمه ليبلغها بان ترسل أحدا لأخذ الطعام ..
      و جلس عن المدخل يرتدي حذائه .. استرعى انتباهه دخول أخوه الأصغر حاملا كتبه بيده .. سلم بإرهاق حال دخوله ..
      - السلام عليكم و رحمة الله ..
      عقد سيف جبينه ..
      - و عليكم السلام و رحمة الله .. مرحبا حارب .. عنبوه الساعة ثلاث و نص ..
      سلّم حارب باحترام و هو يتنهد ..
      - شوه بتقول يا سيف .. الحين يدبلونهن الساعات علينا دراسة و امتحانات .. المدارس الخاصة تبا ترفع مستواها عسب تصديق الوزارة ..
      ابتسم له سيف مشجعا و هو يشد على كتفه ..
      - ما عليه شد حيلك .. هاي ثنوية عامة .. انته قدها ..
      تأمل حارب لباسه الرسمي الخاص بالشرطة و بادله الابتسامة ..
      - ادعليه بس .. شوه عندك دورية ..
      قبل أن يرد سيف أقبل عبدالعزيز من خلفه ..
      - السلام عليكم و رحمة الله ..
      ابتسم حارب باحترام و هو يسلم ..
      - و عليكم السلام و رحمة الله .. يا الله حييه بو سعود ..
      - يحييك .. شحالك يا حارب ..
      - بخير و سهالة .. شحالك انته .. ربك بخير ..
      - يسرك الحال .. الحمد الله .. علوم دراستك ..
      - طيبة .. هاا ظاهرين ..؟؟
      نظر عبدالعزيز لسيف الذي هز رأسه موافقا ..
      - هيه باقي لنا 3 ساعات ع الدورية .. يا الله حدر انته .. نحن سايرين .. و لا ترقد ما بقى شي ع صلاة العصر ..
      قال حارب بإحباط ..
      - الحين صيف يا سيف ..
      ضحك عبد العزيز ..
      - حلو السجع.. صيف و سيف ..
      قال سيف بحزم رقيق ..
      - ماشي باقي ع الصلاة غير نص ساعة .. تغدى و افتح لك كتاب .. لو رقدت بتطوفك صلاة العصر ..
      بدا الخنوع المحبط على وجه حارب و ابتسم عبدالعزيز ابتسامة كبيرة و هو يتوجه خارجا حيث أوقفا سيارة الدورية ،،

      * * * * *

      - ما كأنه ابويه تأخر ..؟!
      قالتها مزنة و هي تنتزع قطعة المصاص الملوِّنة من فمها الأزرق بفعلها .. انكمش أنف هند باشمئزاز .. و بدا على وجه حور تعبير مشابه ..
      - عادي هب أول مرة يتأخر .. و بعدين سيري فري هالخياس لي يالسة تاكلينه و اغسلي ثمج قبل لا يي و يشوفج و يغسل شراعج ..
      هزت مزنة رأسهة رفضا و راحت تقضم الحلوى كي لا ترميها .. اتسعت عينا المها و هي تراها تخرجها من فمها و قد التهمت أجزاءٍ منها .. فيما قالت هند و هي ترفع حاجبها..
      - خيبة .. هب ظروس عليها .. هاون .. طالعي كيف كلت الحلاوة ..
      تجاهلتهن حور حين ارتفع صوت الأذان مناديا لصلاة العصر لتنظر لنايف الذي جلس في زاوية الصالة يستذكر دروسه قبل أن يأتي أباه ..
      - نايف حبيبي .. صلاة ..
      هز رأسه بطاعة و عيناه لا تفارقان الكتاب الذي يخط بقلمه فيه ..
      - ان شا الله ..
      أشارت للمها ترفع يدها بقرب أذنها في حركة تكبير .. لتهب المها من مكانها لتصلي .. توجهت لغرفتهن .. لتفتح الباب فيقع ناظرها على عفرا التي توسطت ضيق الحجرة بين كتبها و نورة التي كانت تنبش شيئا في خزانة ملابسها .. فيما استلقت دانة على فراشها و هي تضحك حين قالت عفرا بحيرة ..
      - غريبة ..! ما شفتكن ..
      دانة تقهقه بقوة ..
      - انتي لو شفتي ويهج بس بتموتين من الضحك .. عيونج بتاكل الصبورة ما تقولين غير الكلمات لي عليها بتشرد .. هههههههه .. صدق ويه علمي ..
      قاطعتها حور بهدوء ..
      - صلاة ما سمتعن أذان العصر ..؟؟
      تقلبت دانة على الفراش و عفرا تضع كتبها جانبا ..
      - ان شا الله ..
      أغلقت حور الباب متوجهه نحو غرفة أمها حين استوقفها صراخ نايف و هو يركض داخلا للصالة ..
      - حوووووووور ..
      اجفلت بقوة و هي تلتفت إليه فزعة ..
      - بسم الله .. شفيك ..؟؟
      كان يلهث بقوة عند الباب حين ظهرت عفرا من باب الغرفة المجاورة تطالع أمر الصراخ .. بدا الكرب على وجه نايف و هو يقول بخوف ..
      - أبويه راقد عند باب الميلس .. و أوعيه للصلاة ما طاع ينش ..!!!
      اتعست عينا حور بصدمة ..
      - عند باب الميلس ..؟؟!
      هز نايف رأسه حين ركضت حور و راح يركض ورائها نحو المجلس .. عفرا تتبعها بسرعة .. و صياح دانة المتسائل يتردد في الجو بلا مجيب ..
      - بلااااااااااكم ..؟؟
      وصلت حور بسرعة و شهقت فور رؤيتها جسد أبيها الراقد على الأرض بحركة غير مريحة و قد ألقى رأسه على إحدى عتبات مد خل المجلس .. هرع له بسرعة و ركعت بجانب رأسه .. جسده الطويل كان مائلا بطريقة أثارت ذعرها .. أطلقت عفرا صيحة فور رؤيتها له و اقتربت هي الأخرى لتجلس بجانب حور .. نايف كان يقف بعيدا عنهن و الخوف يلجمه.. ابتلعت حور ريقها بتوتر .. و هي تهز كتفه تنبهه بهدوء ..
      - أبويه .. أبويه .. أبويه أذن العصر .. أبويه ..؟؟!!
      كانت الكلمات ترتد عن هدوء صلب يغشى ملامح والدها .. تشد على كتفه بقوة أكبر ..
      - أبويه ... أبويه ..!!
      و تواصل النداء بلا كلل .. و لكن أباها لا يجيب .. لحظات و الرعب يضطرم في صدرها .. عفرا بدأت تبكي بصوت منخفض .. و نايف يترجم مخاوفهن بصوت مذعور ..
      - عور شفيه أبويه ما يتحرك ..
      التفتت له حور بخوف عصيب ..
      - مادري .. انته حصلته كذيه .؟..!!
      هز رأسه دون أن يتكلم .. و عيناه ابتدأتا بذرف الدموع .. هزت حور رأسها و صوتها يرتجف ..
      - لازم نوديه المستشفى ..
      صوت عفرا البايك يوتر احساسها ..
      - منوه بيوديه ..؟؟
      دست يدها في جيب أبيها تخرج هاتفه القديم .. راحت تضرب الرقم الذي تحفظه عن ظهر قلب .. لحظات فقط و يتدفق صوته الرجولي عبر خطوط الاتصال ..
      - ألوووو .. مرحباا ..
      كان صوتها غير ثابت و هي تهتف بذعر .. شعرت بأن دموعها تهدد بالهطول ..
      - مااااااايد .. أنا حووور ..
      - بلاج حووور ..؟؟؟ رب ما شر ..؟؟
      بكت الآن و هي تقول ..
      - مايد تعال البيت بنودي أبويه المستشفى .. ابويه ما يتحرك ما طاع ينش ..
      لحظات صمت قبل أن يقول بصوتٍ هادئ ..
      - لا تروعين .. الحين ياي أنا و عبيد ..
      و أنهى المكالمة بسرعة .. لم تفارق عينها وجه أبيها .. و هي تعيد الهاتف لجيبه بهدوء .. ابتلعت ريقها و هي تكافح لمنع نفسها من التداعي الآن .. نظرت لعفرا و هي تأمرها ..
      - سيري هاتي عباتيه و غشوتيه بسرعاااه ..
      قفزت عفرا من مكانها و ركضت مجددا للداخل ..
      تنظر هي لوجه أبيها المغضن .. و الأخاديد التي خطت على وجهه الكالح .. سحنته الحبيبة و هو يعقد جبينه و كأنما تضايق من رقاده بهذا الشكل ..
      التقتت لنايف الذي التصق بالجدار و عيناه المرعوبتين لا تفارق وجه أبيهم .. لحظات و اندفعت عفرا تتبعها دانة و نورة و المها .. ناولت عفرا حور العباءة و ما تحمل .. وضعت نورة يدها على فمها ..
      - بلاه أبويه ..؟؟
      راحت حور ترتدي عباءتها بسرعة ..
      - لقيناه طايح .. بنوديه المستشفى ..
      عادت المها أدراجها راكضة .. لتظهر بعد دقيقة و وهي تمسك بعباءتها الأخرى .. عيناها الحازمتين أنبأت حور بأنه لا داعٍ لمنعها .. تنهدت حور و هي تعيد النظر لوجه أبيها .. دانة و عفرا يبكين بصوت مسموع خوفا مما قد يحدث لأبيهن .. المها تامع مخاوفها في أفق عينيها الواسعتين و هي تعض شفتها السفلى بقلق شديد .. نورة تجلس بجانب حور و عيناها تمتلآن بالدموع .. و هي تهمس ..
      - حور هو يتنفس ..؟؟؟
      همست حور و هي تشيح بوجهها .. لا تريد أن تبكي .. خائفة .. خائفة ..
      - ما أدري ..!
      سمعوا صوت بوق سيارة عند الباب و ركضت عفرا التي كانت بلا غطاء للداخل .. فيما غطت المها باشارة من أخواتها و و دانة و نورة وجوههن ..
      خرج نايف لاستقبالهم .. و في ثوانٍ فقط كان عبيد و مايد .. قد دخلا .. لم يلتفتا لأي أحد منهم حتى حور التي كانت قد قضت ما يقارب الشهر دون أن ترا عبيد .. بسرعة إقترب مايد منه و حور تهتف بذعر ..
      - ما يتحرك .. و ما يرد علينا .. بسرعة يا مايد .. خلنا نلحق عليه ..
      راحت ترتدي عباءتها في حين قام مايد يساعده عبيد في نقل بو نايف للمقعد الخلفي لسيارتهم .. لحقت بهم حور و المها .. و تقدم نايف أيضا .. و لكن حور أمسكته من كتفه و هي تقول بصوت مرتجف ..
      - خلك في البيت محد بيتم هنيه .. نحن بنرد بسرعة لا تخاف ..
      لم يرد نايف فقط هز رأسه بطاعة و هو يكبح لمعة الدموع في عينيه .. نظرت حور لدانة و نورة و هي تقول آمرة ..
      - لا تقولن لأمايا أي شي و لا تروعنها .. خلونا نتصل لابكن كان بيرخصونه و الا شوه السالفة ..
      و ركبت السيارة في المكان الصيق الذي حشر فيه جسد والدها مغلقة الباب خلفها لينطلق مايد بسرعة نحو المستشفى .. وضعت قدمي أبيها في حجرها .. فيما كان رأسه يغفو على صدر المها التي كانت تتشبث به بقوة .. لم تعرف ما الذي كان يخالجها في تلك اللحظات .. خوف .. قلق .. و شيء من عدم التصديق .. تشعر بان كل ما يحدث غير حقيقي ..! لا تدري سببا لهذا الشعور ..!
      دموعٌ حمقاء تدفقت فجأة من عينيها و هي تناظر وجه أبيها الراقد بلا حراك .. إلهي .. إلهي ..!
      ما خطبه ..!
      لما هو مسجى هكذا بلا حراك ..؟؟
      كان صوت عبيد و هو يتصل بالطوارئ ليستعدوا لإستقبالهم .. ينتشلها مما هي تغرق فيه .. من مشاعر متخبطة .. قلبها يخفق بجنون و هي تنظر للمها التي أخفت وجهها خلف الغطاء ..
      ما الذي يخالجها يا ترى ..؟؟!
      - اتصلت بابويه ؟؟
      رد عبيد و هو يلتفت إلى الوراء نحوهن ..
      - يقول بيلاقينا في الطواري .. حور ؟؟
      رفعت حور وجهها نحوه و هي تحاول ابتلاع دموعها .. لم تشا أن تكون بهذا الضعف .. و لكن ،،
      قال بحنان كبير و يمد يده الطويلة و يقرص خدها ..
      - لا تخافين .. ان شا الله ما فيه إلا العافية ..
      ارتجفت دمعة أخرى تتبع الشابقات و هي تهز رأسها غير واثقة ،،
      لا تعلم لما تشعر بهذا الخوف الشديد .. شعور بدنو نهاية ما يرعبها ..!
      .
      .
      .
      كانوا ثكلة من الممرضين و الأطباء عند باب الطوارئ في انتظارهم اضافة لأبو مايد الذي بدا أنه سبقهم إلى هنا ..في الحال وضع بو نايف على سرير نقال ليختفى به في إحدى غرف الفحص .. مرت ما يقارب الربع ساعة و هم يجلسون هناك بتوتر .. بو مايد يقف قرب باب مدخل قسم غرف الفحص الخاصة بالاسعاف المستعجل .. و عبيد يقطع الممر على قدميه ذهابا و إيابا .. مايد جلس مسترخيا بجاور حور التي كانت تعتصر قبضتيها بخوف .. تسمع المها تتمتم بشيء ما خمنت أنها أدعية .. كان الجو ثقيلا على النفس .. لا تريد أن تجلس هنا في انتظار ان يخرج أحدهم ليخبرهم ما يحدث خلف هذه الأبواب المغلقة .. يفترض بهم أن يكونوا في الداخل .. بجوار ابيها ..
      راحت تناجي ربها في صمت أن يكون الأمر غير ذي بال .. و أن يكون والدها بخير .. في غمرة ازدحام حواسها و أفكارها طرأ على بالها أمرٌ ما .. همست لمايد بصوت مرتجف ..
      - مااايد ..
      التفت لها بسرعة ..
      - لبيه ..
      ابتلعت ريقها ..
      - لبيت في منى .. أبا أصلي العصر ..
      هز رأسه موافقا ..
      - ان شا الله .. شوفي المها بتسير وياج ..؟؟
      رفضت المها التحرك بعد أن قضت صلاتها في البيت قبل الجميع .. و فضلت الجلوس هنا في انتظار خبر عن أبيها ..اختفت حور و مايد الذي راح يدلها على مكان مصلى النساء .. و ثوانٍ قبل أن يظهر مجددا ليجلس بعيدا عنها بخطوات ..
      .
      .
      أفكار مجنونة كانت تقلبها في ذهنها و هي تجلس في مكانها بهدوء .. تدعوا ربها بقوة ..
      خيالات فظيعة راودتها و هي تستعيد صورة أبيها و هو مسجى على الأرض بلا حراك ..
      وجهه المتعب الذي أشقته أيام العمر المضنية و هي تحتضنه باستمامته .. أرادت أن تبث وجهه الجامد شيئا من الحياة ،، رمق من أدنى أثر لشعوره بمن حوله ..
      كان الرعب القاتل يسري في عروقها مع طول انتظارهم .. و تأخر أحدٍ ما في المجيء ..
      أغمضت عينيها للحظات تنفي كل فكرة سوداء قد تغرقها .. و تسحبها بيأس إلى الأسفل ..
      فتحت عينيها و أدارت وجهها نحو الباب .. خفق قلبها بقوة حين رأت رجلا يرتدي معطفه الطبي كان يقف مع عمها بو مايد يبتعد عنهم نحو ذاك الباب مجددا .. و أبو مايد يضم طرف - غترته - لعينيه ..
      كان على ما يبدو أنه يكلم ابنه الأكبر الذي كان يهز رأسه المنخفض بطاعة .. و عبيد يجلس على كرسي قرب الباب و قد أراح رأسه بين كفيه ..
      كان المشهد بليغا للغاية .. هناك سوء ما قد أصاب والدها .. متأكدة من ذلك .. هبت على قدميها المرتعشتين .. و عبرة خائفة تقف على أعتاب مقلتها .. تأبى النزول من عليائها .. و كأنما يعني سقوطها .. أوان النهاية ..
      تقترب من عبيد الذي بدا أقربهم في تلك اللحظات .. تجر قدميها جرا نحوه ..
      لما بدت لها خطواتها تقودها نحو الحتف القريب ..؟!
      لماذا راودتها رغبة مخيفة في العودة لمكانها .. و التشبث بذلك المقعد ..
      هل عليها أن تهرع لما تحمله تلك الوجوه من وجع منتظر ..؟؟!!
      شعر عبيد بوقوفها عند رأسه .. رفع وجهه المحمر نحوها .. عينيه المغرقتان بالدموع .. وجه المبتل ..
      .
      .
      رباه .. هذه العبرات ..!
      أيقنت بأن الأمر تجاوز حدود هذا الرجل بالمكابرة .. تجاوز حدود الهدوء ..
      حدود التحمل ..
      حدود الحياة نفسها ..!
      هــل ..؟؟
      رفعت يدها لحنجرتها تتحسسها .. تريد التأكد من أن صوتها الذي لا تسمعه ستخطى شفاهها .. و هي تقول له بنبرة غريبة ..
      - أباااه مااات ..؟؟
      بدت الصدمة جلية على وجهه .. و لم يجبها .. فعادت تسأله بإصرار ..
      - أباااه مااات ..؟؟
      ازدادت عبراته في التتابع .. و هو يومئ برأسها بايجاب ..
      فجأة وصلتها الإجابة ..لقد فارق والدها الحياة .. رفعت عينها بذهول .. كان وقع الخبر أكبر من إدراكها ..
      أدارت بصرها في وجوه من حولها .. مايد الذي كان ممسكا بالهاتف يتحدث فيه و هو يبكي .. بو مايد يقف مستندا على الجدار و جسده المسن يهتز بأسى ..
      إنهم يبكونه ..!
      يبكون فقيدهم .. أباها ..
      أباها .. لقد رحل .. تركهم .. لقد أخذوه الأطباء إلى الداخل .. و لن يستطيعوا الآن استرجاعه ..
      راحت تنظر للباب البعيد الذي أدخلوه عبره .. و خرج الطبيب منه حاملا خبر رحيله ..
      تري ان تصله .. تقتحمه .. تعيد أباها مجددا .. تريد أن ....
      في غمرة تلك المشاعر التي بدأت تخنقها .. نسيت قدرتها على التنفس ..
      أصبح الهواء لا يصل رئتها حين بدأت تعجز عن الوقوف على قدميها ..!!
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      .
      يلامس جبينها الأرض بخشوع .. تمسك بأطراف الدموع بعيدا عن متناول الهطول .. ليس وقت الضعف الآن ،، حتما سيكون أباها بخير ،، و لا هذا الأمل ارتجفت شفتيها و هي ساجدة .. على وشك البكاء ..
      تتوسل الرب من قلبها أن يحفظه لهم .. رباه ليس لنا سواه ..! .. كيف سنواصل العيش إذا أصابه مكروه ما ..!!
      كيف لعائلتهن البسيطة أن تتدبر أمورها دونه ..؟! كان هو السند الوحيد لهم ..
      ترفع نفسها لتستوي جالسة قبل أن تنهي صلاتها .. توجهت نحو الحمام التابع للمصلى النسائي .. وقفت أمام المرآة العملاقة و هي تضع غطاء وجهها جانبا .. بهدوء .. تدير الصنبور لتتدفق المياه بقوة .. فتجمعها هي بهدوء بين راحتيها ثم تنثرها على وجهها ..
      تريد أن تبرد شيئا من حر فؤادها قبل وجهها الذي أحرقته الدموع ..
      لا تعرف كيف تخنق خفقان قلبها الخائف .. الأمر كان مرعبا للغاية .. لم يحدث هذا لأبيها من قبل ..!
      اتجهت نحو الردهة الواقعة قرب مدخل غرف الفحص حيث تركت البقية ،، ما إن اقتربت من مكانها حتى عقدت جبينها .. لم يكن أحدهم هناك ..!!
      مهلا .. هذا بو مايد يقف في الطرف الأقصى .. شعرت بتفاؤل غريب يجتاحها .. لا بد أن أباها استيقظ الآن و البقية يجلسون عنده .. اقتربت من بو مايد الذي كان يدير لها ظهره.. بلهفة و هي تكاد تركض نحوه .. وصلت اليه بسرعة ..
      - السلام عليكم و الرحمه ..
      رأت ظهره يتصلب وهو يرفع رأسه دون أن يلتفت إليها .. رد سلامها بصوت ضعيف .. قبل أن يلتفت إليها ..
      - و عليكم السلام و رحمة ..
      أدار وجهه بعيدا عنها و هو ينظر حيث الاستقبال .. تلك النظرة المتألمة لم تخفى عن حور التي وضعت يدها على صدرها بارتياع و كل إحساس جميل راودها للتو ذهب أدراج مخاوفها ..
      - عمي سلطان بلاك ..؟؟؟ أبويه فيه شي ..؟؟؟
      هز رأسه نفيا بسرعة .. دون أن يجيب .. تهدج صوتها و هي تشعر بأنها على شفير البكاء ..
      - دخيلك لا تكذب عليه .. ابويه شفيه ..
      .
      .
      نظر لها و هو يوأد أي إحساس قد يطفو على وجهه .. لن يستطيع تحمل ردة فعلها عند علمها بخبر أبيها .. عبيد ذهب لإعلام أمه و إصطحابها لبيت خالته .. ستقوم هي بابلاغ من في البيت .. مايد في الخارج ينتظر إخوة المرحوم الذين سيكونون على وصول بعد دقائق .. الحقيقة أنه لا زال هو نفسه مهزوزا من هذه الفاجعة التي أصابتهم في ذاك العزيز على حين غرّة .. لا يجد في نفسه القدرة أن يخبر هذه الشابة بذاك النبأ .. فضّل اللجوء للمناورة حتى يأتي مايد .. سيقوم هو بإخبارها .. و امتصاص ردة فعلها و مواساتها .. أَ وَ ليس أخوها .. و الأقرب لها ..؟!
      ابتلع كتلة شائكة سدت حلقه بمرارة و هو يتنهد قائلا بهدوء خادع أخفى وراءه صرخات مجنونة لا تسمع ..!
      - ما شي بس تروعت ع ختج .. مادري بلاها طاحت علينا مرة وحدة ..
      كانت تلك نصف الحقيقة فقط .. و لكن الفزع في صوتها أربكه ..
      - المهــــــا ..!!!! بلاها ..؟؟ شوه استوى عليها ..؟؟ وينها الحين ؟؟
      - داخت و صك راسها في القاع .. ما ياها غير الكدمة و تقول الدختورة انها بتم ساعة و إلا زود راقدة ..
      هزت رأسها بعدم فهم ..
      - مايد و عبيد وينهم ..؟؟
      تابع كذبته التي بدأت تتمادى الآن ..
      - ساروا يشوفون أبوج شوه استوى عليه .. ما تبين تسيرين تشوفين ختج ؟؟ تعالي بوديج غرفتاا ..
      تقدمها بهدوء و هي تتبعه نحو غرفة الملاحظة التي وضعت فيها المها تُمَدُّ بمغذٍ و ترتاح إثر صدمتها التي أدت لسقوطها على الأرض الصلبة .. أشار من عند الباب الذي لم يكن يبعد كثيرا عن المدخل ..
      - هاي حجرتاا ..
      .
      .
      .
      هزت حور رأسها بامتنان و أطرافها ترتجف .. ماذا الآن أباها .. و المها ..!! أخطأت حين وافقت على إحضارها لم تشكْ قط بأنها مرهفة لهذه الدرجة .. أ سيطر الخوف عليها حتى أفقدها الوعي ..؟؟!
      ارتعبت حور من الفكرة و دفعت الباب لتدلف بسرعة مغلقة إياه خلفها .. كانت المها تتمدد بهدوء على ذاك الفراش الأبيض الذي التفت حوله ستارة انزاح طرفها لتتبين من خلفها.. حجابها لا زال محكما على رأسها فيما أُلقي غطاء رأسها على الطاولة المجاورة .. و أنبوب طويل راح يمدها عبر الوريد بالسائل المغذي .. فيما هي تسكن عالما غير عالمهم هذا ..
      دنت من فراشها بسرعة .. وضعت يدها على جبين المها .. كانوا قد وضعوا شريطين لاصقين أخفا طرفها الحجاب . هناك من فك الحجاب و أعاد لفّه بطريقه محكمة .. بدا وجهها الجميل غارقا في ما تجهل هي .. سحبت كرسيا تقربه من السرير لتجلس عليه .. تمنت أن يأتي عبيد و مايد بأخبار طيبة .. و أنا تستيقظ المها بسرعة .. مضي الوقت هنا أخذ يشعرها بالتوتر .. كانت الثواني تمر ثقيلة للغاية .. مر وقتٌ طويل لم يأتها أحد بخبر .. عليها أن تخرج لترى ما خطبهم .. هل نسوا وجدهن هنا ..؟؟ أم أن ...
      تجاهلت أي أفكار سخيفة قد تراودها و هي تسحب الستارة حول سرير المها و تعيد الغطاء على وجهها .. توجهت نحو الباب لتفتحه .. ما إن خرجت من الغرفة ليقع عينها على هذا المظهر الغريب ..!! تراجعت بارتباك للخلف و لكن حركتها كانت قد استرعت انتباه الموجودين .. التفتوا أولئك الرجال الغرباء نحوها فور خروجها .. لتعود إلى الغرفة مجددا .. قلبها يخفق بعنف .. يا إلهي .. أين عمها سلطان و أبناءه ..!!
      .
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    14. #29
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      كانوا موجودين بين الرجال الذين لاحظوا وجودها في تلك البرهة القصيرة دون أن يعرفوها .. تبادل بوسلطان و ابنه مايد نظرة متفهمة .. و هو يقول له بصوت هامس حزين..
      - أنا ما خبرتاا .. سير خبرهاا الحين و شوف لو تروم تردها هي و ختها البيت قبل لا يمزرون هلهم المستشفى ..
      هز مايد رأسه بسرعة و هو يمسح وجه .. نظر للرجال الذي وقفوا حوله .. بحضورهم المهيب .. بملابسهم الفاخرة .. بالثراء الذي أخذ يلوح ببساطة على كل حركة .. حتى الحزن الذي ارتسم على ملامحهم لم يُزل كبرياء فطرية نُحتت على وجوه بدت له مألوفه ،، ألم يكن ذاك الراحل يملك هذه الملامح ..؟؟ هذا الطول .. و هذه الصلابة .. شعر بالغصة تخنقه و هو يشيح البصر عن أخوان بو نايف الأربعة و ابنهم الأكبر الذي تعرفه مايد ببساطة بما أنه مالك الشركة التي يعمل بها .. و شاب آخر لم يعرفه .. و لكنه تأكد أنه فردٌ من العائلة ..
      لم يأتي أبو حمد ..!! لم يُقدم على المجيء معهم ..
      توجه بهدوء نحو الغرفة التي رقدت فيها المها .. كيف سيعلم حور ..؟؟ كيف سيحطمها بما يحمل ..
      كانت الأنظار تتأمله و هو يقف أمام الباب بعجز .. لا يقوى الدخول .. شعر بأنه أطال الوقوف هنا رفع يده ببؤس يغالب الدمع الذي تدافع لعينيه مجددا .. عليه أن يكون قويا من أجلها ..
      دق الباب بخفة عدة مرات قبل أن يدفعه ليجدها واقفة في منتصف الغرفة و قد أسدلت الغطاء على وجهها و أغلقت الستار حول فراش المها .. ما إن تعرفته حتى أزالت غطاءها بسرعة و هي تقترب منه بلهفة ..
      - مايد وينك ..؟؟ أبطيت عليّه ؟؟ شوه قالو لكم ..؟؟؟ أبويه شفيه ؟؟
      كان مايد قد أخقض رأسه .. هذه اللهفة .. الأمل الذي مسه في كلماتها .. كيف يحرق قلبها ..؟؟ كيف ..؟؟
      أي ثقل ألقي على كاهله .. !! أي وجع يفترض به أن يصيبها به ..!!
      نظرت له بحيرة .. لماذا يبدو هذا الإنكسار عليهم .. عمها سلطان و الآن مايد ..!! همست بصوت مرتعش حين بدأ الذعر يدب في قلبها ..
      - مايد .. بلاك .. أبويه شفيه ..؟؟
      رفع رأسه المغرق بالدموع .. و صوته الرجولي بدا ضعيفا و هو يرمي تلك القنبلة مسلما الأمر ..
      - أبـــــوج عطاج عمره ..!
      لم تفهم ما قال .. تلك الكلمات أبى عقلها الخائف أن يترجمها ..
      - هاه ..؟؟ كيف يعني عطانيه عمره ..؟؟
      لم يجبها و هو يشيح بوجهه مخفيا تدفق الدموع الذي ازداد مع سؤالها .. عاد صوتها المرتعش يتوسله ..
      - مايد ارمس دخيلك .. ابويه شفيه ..؟
      التفت لها و هو يقول بألم ..
      - حور أبوج متوفي من أربع ساعات ..!!
      بدا و كأن مايد لا يتكلم العربية في تلك اللحظات و هي تعقد جبينها دون أن تستوعب ما قال ..
      - متوفــــــي ..؟؟!!!
      هز رأسه بألم و هي تتلفت حولها بحيرة .. تدور في الغرفة ..
      - منوه لي متوفي ..؟؟ أبوية ..
      توقفت في مكانها لتلتفت له بصدمة و عيناها تتسعان .. و هي تصيح فجأة بجنون خلع قلب مايد ..
      - كذااااااااااااااااااب ..

      .
      .
      .
      .
      كان يقف مسندا جسده المديد على الجدار يراقب من حوله بصمت .. الألم و الحزن اللذان رآهما في عين أبوه و أعمامه الثلاثة لم يكن يضاهي الوجع الذي لاح على وجه بو مايد و لا على ابنه .. لقد كانوا هم العائلة الوحيدة لحمد منذ سنوات ..! شعر بصعوبة في التعاطف مع أبوه و أعمامه .. و ذاك الشرود الذي بدا على وجه حامد .. ما كان يسحق فؤاده حقا هو ردة فعل جدته .. كيف له أن يبلغها بخبر كهذا .. لم يخبروا أباه سيف حتى الآن .. أتوا إلى هنا على عجل .. كان والده يعيد رأسه للوراء و هو شارد .. نظرة كسيرة تسكن عينيه ..
      كبح شعورا ساخرا في غير وقته .. هل شعر والده الآن بالندم لابتعاده عن أخيه كل تلك السنوات ..؟؟ اعمامه هؤلاء .. أي إحساس يسكنهم بفقد أخٍ قد هجروه لسنوات .. و ها هي الأيام تعيدهم للقاءه بعد رحيله ..
      سخرية حقّه .. لا يمكن للأمر أن يكون أكثر تعقيدا من هذه الصورة ..
      يجلسون هنا في انتظار أن يسمح لهم الطبيب برؤيته .. تحرك من مكانه ليقترب من بو مايد الذي كان واقفا في الطرف البعيد .. و قال بهدوء حالما وصل إليه ..
      - كيف مات ..؟؟
      بدا السؤال قاسيا .. و لم تبدو المراعاة على وجه غيث الصلب .. الحقيقة أنه لم يكن يشعر بأي رثاء سوى على حال أبناءه .. شعر بالشفقة لمصيرهم بعده .. أين سيؤول بهم الحال يا ترى ؟؟
      قال بو سلطان بتعاسة ..
      - لقوه عياله راقد عند باب الميلس و ما طاع ينش لهم .. و اتصلت - تردد لبرهة و كأنما لا يريد نطق اسم الفتاة أمام هذا الغريب .. رغم علمه بأنه زوجها !!- آآ حور بمايد و شله هو و عبيد المستشفى .. و .......
      بتر كلماته و رأسه يلتفت بقوة مع استدارت الجميع نحو الصيحة التي انطلقت من الغرفة القريبة ..! كانت صرخة الفتاة واضحة ..
      - كذااااااااااااااااااااب ..
      بدأ الجميع يلتفتون لبعضهم توترا .. أما غيث فقد لمع في رأسه شيء و هو يسأل بحزم ..
      - حد من بناته هنيه ..؟؟
      هز بو سلطان رأسه و قد شحب وجهه بشدة .. و هو يهمس ..
      - هاي حور .. أكيد مايد قال لها عن أبوها ..!
      نظر له غيث و هو يعقد حاجبه لوهلة قبل أن يرفع طرفه بكبر .. مايد ؟؟! و ما شانه بها ليخبرها بذلك .. استدار متوجها للغرفة التي خرج منها الصوت .. شيء من الضيق اضطرم في صدره .. على كل حال هذه الفتاة زوجته .. و لا يحبذ وجود رجل غريب لمواساتها في لحظاتها هذه .. طرق الباب ثلاث مرات بخفة قبل أن يدفعه دون انتظار الأذن .. كان مايد يقف قربها .. عرفها .. هي نفسها حور .. عقد جبينه .. مايد الذي التفت له بنظرة أليمة بدا أنه الوحيد الذي شعر بدخوله .. فيما استمرت حور بالنظر لوجه الأخير بشيء من الذهول .. كان وجهها مكشوفا و حجابها قد تراجع للخلف قليلا كاشفا خصلاتٍ انزلقت من تحته على جانب وجهها .. التعبير على وجهها يشبه الصدمة و هي تتوسل بصوت ضعيف ..
      - مايد .. حرام عليك .. ليش تتبلى على أبويه .. نحن يبناه هنيه .. سير شوفه .. وين ودوووه .. ؟؟
      نظر مايد لغيث بحزن .. و لكن وجه غيث كان قاسيا و هو يشير بيده آمرا أن يخرج .. اتسعت عينا مايد ..
      ماذا ..؟؟ أيترك أخته مع هذا الزوج الذي لم تعترف به يوما .. أيتخلى عنها الآن تاركا مهمة تماسكها على عاتق هذا الرجل .. لم يكن لديه الخيار .. كان غيث ينظر له بصلابة منتظرا خروجه .. غيث الذي كان بودّه أن يهشم أنف هذا الشاب الذي يقف متأملا زوجته .. وجهها .. شعرها .. في حين لا تدرك هي ما يجري حقا ..!!
      و يقف مترددا في إخلاء الغرفة لهما .. قال ببرود قاتل ..
      - تفضل برا .. أنا بتصرف وياها ..
      ارتخت كتفا مايد و هو يخرج .. عينا حور تتبعه بحيرة .. مشاعرها متخبطة .. لا تفهم ما قال مايد للتو .. لماذا خرج و تركها .. ؟؟
      من هذا ..؟؟ نظرت له .. لا تزال الصدمة على وجهها مما قال أخيها للتو .. تشعر بالضياع .. الأمر ضخم للغاية .. لا تستطيع مشاعرها تفسير ما يقال ..!
      .
      .
      هذا الوجه رأته في مكان ما ،، و لكنها لا تهتم الآن .. بدأت بالتحرك في مكانها .. اقتربت من الستارة التي تقبع المها خلفها .. و لكنها توقفت لتتراجع .. ماذا تريد ..؟؟ والدها هناك في الخارج ؟؟ التفتت مجددا نحو الباب ..
      نعم هو هناك ستخرج لتراه جالسا .. لا بد أنه متعب .. متعب كثيرا .. و الا لما سقط هناك .. ستخبره بأن المها هنا مسجاة .. و أنها فقدت الوعي .. ستشكو مايد إليه .. لقد كان يمزح بثقل .. لقد قال أنه ميت .. الأبله .. لا يعلم شيئا ..
      لا يمكن لوالدها أن يموت .. تحث الخطى نحو الباب .. أبي في الخارج .. حتما سأجده ..
      سرعان ما التفت قبضة قوية على ذراعها تمنعها من الوصول للباب .. التفتت بعينين لا تريان لصاحب اليد الذي سأل بصوت قوي ..
      - وين سايرة ..؟؟
      بدت تسحب ذراعها .. عقلها المشتت لا يدرك من هذا الرجل الذي يقف هنا .. رأت وجهه في مكان ما .. لا يهم .. تريد الخروج ..
      - بسير لأبويه .. بنرد البيت .. بيعصب .. غداه برد .. محد وعاه لصلاة العصر .. ممـ ..
      بدت الكلمات تتقطع .. و هي تسحب ذراعها من تلك القبضة المحكمة .. لم تكن ترى شيئا .. ذهنها لم يعد يعي سوى أن عليها الخروج .. ستجد أباها حتما خلف هذا الباب ..
      - خوز .. أبا أظهر .. انت .. ما تعرف .. المها طاحت .. كانت خايفة .. ولـ .....
      .
      .
      كانت تهذي .. تجر ذراعها من قبضته .. غير واعية .. لا تزال مصدومة و إلا لما أرادت الخروج بلا غطاء و شعرها ينسدل .. نظرتها الضائعة .. شفقة قوية اجتاحته و هو يرى حيرتها البالغة .. لم تبكي حتى ..!
      بدت تجر يدها الآن و صوتها يرتفع ..
      - ودرنيه .. أبا أظهر .. ابويه يرقبنا .. يا ويليه لو أبطيت ..
      تحاول الإفلات فيما يحكم يده حولها و يمسك ذراعها الأخرى بيده .. و هو ينبهها بهدوء ..
      - حور .. حور ..
      شعر باسمها غريبا على لسانه ..
      لكنها لم تكن تسمع .. تشد نفسها .. تريد أن يتركها .. و صوتها يردد بجنون ..
      - بطل ايديه .. بطل ايديه .. ابا أظهر .. هناك .. هناك ..
      كان صوتها يرتفع بهستيرية .. بدت على وشك الإصابه بالجنون .. و عينيها المتسعتين تكاد تخرج من محجرها بذهول ..
      - أبااااااااااااا .. أظهاااااااااار .. ودرنيييييييييييه ..
      كان عليه أن يوقظها مما هي فيه .. أن يعيدها للواقع .. لا يجب أن تصاب بانهيار الآن .. هزها بشيء من العنف و صوته القوي يقول بصرامة ..
      - حووور .. بس .. أبوج مات .. ترحمي عليه .. و لا تسوين بعمرج كذيه ..
      ما إن ذكر الموت حتى ازداد جنونها و هي تدفعه من صدره بيديها ..
      - خوز .. يا الكذاااااااب .. منوه لي مااااااااات .. ودرنيييييييه ..
      بدت تضربه الآن بقوة .. قبضاتها تصطدم بصدره القوي .. لم تؤثر تلك الضربات فيه و لم تزعزع ثباته .. شدها فجأة بين ذراعيه متجاهلا صيحاتها الهستيرية و هو يدفن وجهها في صدره .. يخنق صيحاتها في حضنه .. و هو يقول بصوتٍ واضح .. قوي ّ..
      ذبحها ..!
      - أبوج مات ... مات .. تسمعين .. ؟؟ مات أبوج .. ترحمي عليه ..
      تهز رأسها فيما يشد زراعيه حولها ..
      - لأ .. لأ .. لااااااااااااااااااااا .. لاااااااااااااااااا ..
      بدت تصيح و هي تضربه تحاول الهروب .. لا تريد أن تسمع شيئا من هذه الكلمات و هي تصيح بصوتٍ عالٍ ..
      - لاااااااااااااااا .. أبوووووووووووويه مااااااااااااا مااااااااااات .. كذااااااااابين ..
      صوتها ينخفض الآن و أنفاسها تتقطع .. ذهنها الذاهل أخذ يرسم الصورة جاهدا .. لقد أتوا بوالدها إلى هنا .. لكنها ستعود دونه ..!
      - لااااااااا .. أبوووووووووويااااااه .. أبووووووووووياااااااااه .. لاااااااااا ..
      بدت مقاومتها تخمد و هي تتشبث بصدر ثوبه باكيا .. تنتحب بصوت عالٍ كالطفلة .. بدت ذراعيه تلين بعطف .. و هو يربت على ظهرها مواسيا ثم يمسح على شعرها بأسىً على حالها .. صوتها المبحوح إثر صياحها .. يخرج متقطعا من بين شهقاتها المتتابعة ..
      - أبووووووووووويااااااااااه ...
      غريب كيف أدناه الموت من هذه الغريبة ..!
      يشاركها أحزانها و يواسيها ،،
      بدت تنزلق جالسة على الأرض و تسقط على ركبتيها .. شعر بالرحمة تسري في عروقه .. و هو يرى وجع قلب هذه الشابة .. لم يفقد أحدا من أحبته .. و لا يتخيل هول ما تشعر به .. لقد أدركت للتو أنها أصبحت بلا أب ..
      .
      .
      يا بوي وينك ..؟؟
      صرخة ضاعت بين ونات المواجع ،،
      يا بوي وينك ..؟؟
      هذي صيحة ما سمعت لها مجيب ..
      راح صوتي ..
      وين انته يا الحبيب ..؟؟
      غاب صوتي عن شعورك ..؟ و إلا سامع ..؟؟
      شوف لي عبرة تكابر .. ما تطاوع ..
      شوف حالي يوم سمعته هالخبر .. كله كئيب ..
      شوف لي شوقٍ ذبحني ..
      يرجي حنانك .. قسوتك ..
      يرجي ملامح بسمتك ،،
      ينتظر منك وجودٍ .. يطفي وسطه هاللهيب ..
      ليه عزمت الموادع ..
      صار بَعدكْ كل هذا الكون يسعى للمغيب ..
      هذي دنيا يغشى ضيّها لون السوادي ،،
      هذا يوم أصبح لحاله رمادي ..
      وين ألوان الشوارع ..؟!
      ليه تغرق عيني عبرة .. يا تكابر ..
      أو على خدي سكيب ..؟؟
      من يكفكف هالمدامع ..؟؟
      وين راعي هالأصابع ..؟
      ليه كني بعد يومه .. منحبس و الا غريب ..!!
      .
      .


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    15. #30
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      لم يدرك غيث جزءا بسيطا مما تشعر به حور في تلك اللحظة .. تجثو على ركبتيها على الأرض .. و تستند بإحدى راحتيها .. و هي تضع يدها الأخرى على صدرها .. ترى إخماد ذاك الوجع .. ذاك الألم الرهيب الذي يمزق فؤادها الآن ..
      تنشج باكية بصوتٍ مخيف .. تناديه ..
      تردد اسمه ..
      أين هو .. ؟؟ كيف له أن يتركهم لوحدهم .. من لهم بعد الآن ؟؟
      كانت الدموع تطفح أنهارا .. مع إدراكها لحقيقة هذه الفاجعة .. لن ينتظروه بعد الآن .. لن يأتي متأخرا ليراقبوه و هو يتغدى مصدرا الأوامر ..
      لن يجمع لهم الحطب حين يقترب الشتاء ليشعل نارا تدفئهم .. لن يلقي تلك العمامة طالبا منها أن تغسلها ..
      أن تضيّع عرقه الذي تحتضنه بحب ..
      صورة وجهه الحبيب ترتسم أمام عينيها و هي تصيح بمرارة ..
      هذا الأمل رهيب .. رهيب للغاية ..
      يمزقها .. يخنقها ..
      و جزء من روحها .. لا يريد أن يصدق بعد هذه الحقيقة ..!!
      يأبى أن يدرك ..
      أنها أصبحت يتيمة ..!!
      .
      .
      راحة ايدٍ تمسح على راسي بحنان ..
      صوت حرمة تبكي على حالي الأليمة ..
      صوتها شتت كياني ..
      تقول مسكينه بنته .. منهو لها بعده .. يتيمة ..!!
      كلمة شلّت شعوري ..
      يتيمة ..!
      لا .. لا ..
      ماني يتيمة ..
      ولا غريبة و لا وحيدة ..
      ماني شريدة ..!
      لا ثيابٍ ترتديها .. لا مساكن تحتويها ؟!
      لا عيون ترتجيها .. غير قاع ما تبيها ..
      أنا بنته .. بنت أبوي ..
      بنت رجل لا انتخوا به ما يخيّب من نخاه ..
      بنت شيخ ما ملكْ من مال شي و لا له جاه ..
      بنت واحد شفته في عيني كبير ..
      واحدٍ يسوى فحياتي كل شي .. يسوى كثير ..
      ماني يتيمة ..
      صيحة تحرق فوادي .. من يبرِّد هالسعير ..؟؟!
      ليتني على جنح طير .. ليت أوجاعي بخير ..
      ليت حزنٍ يغسله بعد الفجر باقي الندى ..
      ليت به من يسمع صرختي و يرد بعدي هالصدى ،،
      ليت حلم ما يضيع .. ما يتوه .. ما يروح في بُعد ذاك المدى ..
      .
      .
      رحـــل ،،
      لم يعد لهم في هذه الدنيا سوى الأوجاع .. أخواتها .. نايف .. أمها و الطفل المنتظر ،،
      روح ستنبلج للدنيا بلا أب ..
      ماذا .. هل أضناه التعب .. هل طفح به الكيل من شقاء هذه الدنيا ..
      هل أسلم أمره .. و لم يعد في قدرته المواصلة ..؟! أ فضّل المضي إلى ربّه ..
      ستريحه أحضان الثرى .. بعيدا عن المواجع .. عن التعب .. عن الركض خلف لقمة العيش تحت قسوة ظروفهم ..!
      سيغفو أبدا ..
      تاركا خلفه أرواحا لا تزال ظمأه .. بحاجة له .. لوجوده ..
      و قوته .. بدا أن هذا الحزن أبدي .. يتملك روحها يلوّعها ..
      و هي تبحث باستماتة عن بصيص أمل .. بعودته ..
      أي وهم قد يخمد هذه النيران التي تستعر في جوفها .. محرقة كل فرحة ..
      تهدم كل ما هو باسم و سعيد ..
      لم يعد هناك مأوى إلا للوجع ..!
      .
      .
      ليت ألوان الشوارع ثاني تعود ،،
      ليت ضيّ غاب عني يرجع و مرة يسود ..
      ليت ضحكة صار مسكنها تراب ..
      تنرحم من حر نارٍ تلتهب .. تنشد ذنوب ..
      ليت فردوس ندية تحتضن وجهه سعود ..
      .
      .
      شعرت بالحزن يحطمها .. يفتتها .. و انعدام بالشعور بالمكان و الزمان .. لازالت تجثو .. و أنينها يختلط بشهقاتٍ تهز جسدها بقوة ..
      و هي تردد اسمه بلا كلل ..
      أصبحوا الآن بلا سند .. بلا أمل ..!!
      .
      .
      ابتدت لحظة شقيّة .. و أخنق الدمعة خفيّة ..
      ماني ببنته بعد هاليوم العسير ..
      أنا يتيمة ..
      و أنتفض بردٍ و جوع ..
      أغرق الأفراح فيني من بحر تلك الدموع ..
      لا لي عون و لا لي عزوة و لا كبير ..
      هذا ظهري أصبح الليلة كسير ..
      من يداوي خاطري بعده تحطم .. و لا جبير ..
      آه لو لا الخوف من ربي ..
      قلت ليت لي نفس المصير ..
      ليتني جنبه دفينه .. ما أقوى أيامي الحزينة ..
      .
      .
      يقف عند رأسها متأملا .. لم يجد في يده شيئا قد يفعله .. رغم أن منظرها هذا أثر به ..
      انحنى بهدوء يساعدها على الوقوف ..
      - حور نشي ..
      لكنها لم تجبه ..
      لم تسمعه أصلا .. لم يعد في أنيها سوى طنين ذاك الوجع ..!
      كانت هذه هي المرة الأول في حياتها التي ترى فيها الحزن و تقابله ..
      وجها لوجه ..!
      .
      .
      علميني يا سنيني ،، ذكريني يا ترى ..؟!
      هي راحت أفراحي و حنيني ..؟؟!
      هو ما بقى غير الكرى ..؟ *

      * * * * *


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    صفحة 2 من 28 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. ايهما تختار العتاب ثم الرحيل ام الرحيل بصمت دون العتاب
      بواسطة متبلدهه في المنتدى عقار ينبع شقق تمليك - شقق وغرف للايجار - اراضي للبيع
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 27-02-2014, 12:19 AM
    2. إثم الرحيل
      بواسطة سمو المشاعر في المنتدى استراحة المنتدى
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 25-03-2011, 09:59 PM
    3. تعبت ا عد خطوات الرحيل
      بواسطة مطعون بسهام الغدر في المنتدى نبض القوافي
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 29-10-2010, 07:07 PM
    4. المرأة المسلمة على عتبات الزواج
      بواسطة منارالكون في المنتدى عالم حواء
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 07-07-2010, 10:11 PM
    5. °•. مناجاة على عتبات الرحمن.•°
      بواسطة ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪ في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 680
      آخر مشاركة: 09-05-2010, 02:51 AM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com