مـاقـبـل الــصــلآة
(( الأذآن ))
الاذان و الاقامة
الأذان شرعا
الاعلام بدخول وقت الصلاة بذكر مخصوص.
الاقامة شرعا
الاعلام بالقيام للصلاة بذكر مخصوص.
حكمها
الاذان والاقامة فرضا كفاية على جماعة الرجال
في السفر والحضر اذا لم يقم به غيرهم في موضعهم ،
وذلك للصلوات الخمس المفروضة فقط ،
ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : اذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ، وليؤمكم أكبركم .
أما في المفرد فهما سنة ،
ويدل عليه حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
{يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية الجبل ، يؤذن بالصلاة ويصلي ،فيقول الله عز وجل : انظروا الى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني ، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة }.
متى شرع الاذان وسببه
شرع الاذان في السنة الاولى من الهجرة ،
وكان سبب ذلك : أنه لما دعت الحاجة الى وضع علامة
يعرف بها الجميع دخول وقت الصلاة
تشاور المسلمون في ذلك ،
فلما كان من الليل أُري عبد الله بن يزيد رضي الله عنه
في المنام رجلا يحمل ناقوسا ،
فقال له :أتبيع هذا الناقوس ؟
فقال الرجل :ماذا تعمل به ؟
قال عبد الله : ندعوا به الى الصلاة.
فقال الرجل :ألا أدلك على ماهو خير منه ؟
قال عبدالله :بلى . فعلمه الأذان المعروف ،
ثم علمه الإقامة
قال عبدالله : فلما أصبحت أتيت
رسول الله صلى عليه وسلم
فأخبرته بما رأيت ، فقال
انها رؤيا حق ان شاء الله فقم مع بلال
فألق عليه مارأيت فليؤذن به
فإنه أندى صوتا منك }.
الحكمة من مشروعية الأذان
الاعلام بدخول أوقات الصلوات ،
لتنبيه الغافل،
وتذكير الناسي، وتعليم الجاهل .
ليكون من شعائر الإسلام الظاهرة،
يتميز البلد المسلم عن غيره فبه
فيه تذكير متكرر لجميع الناس
ألا تشغلهم الدنيا ومتاعها الفاني عن
تلبية امر الله تعالى
إن الترديد وراء المؤذن يعد من القربات والطاعات التي غفل عنها الكثير من الناس لما ورد في الحديث عن أبي سعيد الخدري رَضِي اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال : " إذا سمعتم النداء فقولوا كما يقول المؤذن" مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وبعض الذين عرفوا هذه السنة لا يعرفوا عنها الكثير من أحكامها وأريد في هذا البحث أن أبين هذه الأحكام :
أولا : الترديد وراء المؤذن في الأذان :
- حكمه : أنه سنة مستحبة .
- حالة المتابع : على أي حالة سواء كان طاهر أو محدث أو جنب أو حائض أو كبير أو صغير ويستثنى منهم المصلي ومن في الخلاء ، وإذا سمعه وهو في قراءة أو ذكر أو درس أو نحو ذلك قطعه وتابع المؤذن ثم واصل بعد ذلك .
- طريقة المتابعة : أن يردد بصوت منخفض يسمع نفسه أو من بجانبه .
- ماذا يقول المتابع : أن يقول مثل المؤذن تماما ماعدا عند حي على الصلاة وحي على الفلاح فيقول لا حول ولا قوة إلا بالله للحديث عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: \"إذَا قالَ المُؤَذّنُ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، فَقالَ أحَدُكُمْ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ ، قَالَ: أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ، قالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ؛ ثُمَّ قالَ: حَيَّ عَلى الصَّلاةِ ، قالَ: لا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللّه ؛ ثُمَّ قالَ: حَيَّ عَلى الفَلاح ، قالَ: لا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ ؛ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ ، قالَ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبرُ ؛ ثمَّ قالَ: لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ ، قالَ: لا إلهَ إِلاَّ اللّه مِنْ قَلْبه دَخَلَ الجنَّة \". رواه مسلم في صحيحه .
بالنسبة للصلاة خير من النوم في صلاة الفجر فالراجح ترديدها نفسها لأن ما ورد فيها لا أصل له ، لذا فليس فيه سنة معتمدة .
- عند دخول المسجد : إذا كان وقت الأذان يستحب له أن ينتظر حتى يفرغ المؤذن من الأذان لكي يردد معه ثم يصلي تحية المسجد للجمع بين الفضيلتين .
فضل الترديد خلف المؤذن
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( المؤذن يغفر له مدى صوته ، ويصدقه كل رطب ويابس )) .
2 - عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ان المؤذنين والملبين يخرجون من قبورهم يؤذن المؤذن ويلبي الملبي )) .
3 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر ، ولا ينالهم الحساب ، هم على كثيب من مسك حتى يفرغ من حساب الخلائق : رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله ، وأم به قوما وهم به راضون ، وداع يدعو الى الصلاة ابتغاء وجه الله ، وعبد أحسن فيما بينه وبين ربه ، وفيما بينه وبين مواليه )) .
4 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه ، يتمنى على الله مايشتهي بين الأذان والاقامة )) .
5 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه ، اذا مات لم يدود في قبره )) .
6 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من سمع المؤذن فقال مثل مايقول فله مثل أجره )) .
7 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يامعشر النساء اذا سمعتم الأذان واقامته ، فقلن كما يقول ، فان لكن بكل حرف ألف ألف درجة))
ماذا بعد الاذان ؟
1- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : للحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول\"إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول. ثم صلوا علي. فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ... \" رواه مسلم وأفضل الصيغ الصلاة الإبراهيمية وهي \"اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد\" وغيرها من الصيغ الصحيحة .
2- سؤال الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم : للحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول. ثم صلوا علي. فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. ثم سلوا الله لي الوسيلة. فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله. وأرجو أن أكون أنا هو. فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة \".رواه مسلم
وصيغة الدعاء " عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:\" من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ، حلت له شفاعتي يوم القيامة\" رَوَاهُ البُخَارِيُّ .
بين الأذان والإقامة :
يستحب الدعاء في هذا الوقت للحديث عن أنس رضي اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "لا يُرَدُّ الدُّعاءُ بَينَ الأذَانِ والإِقامَةِ\" رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن السني وغيرهم .
ملحوظة : وأرى والله أعلم أنه لا يشرع رفع اليدين في هذا الموضع وإن قال به البعض وذلك لعدم ورود ما يفيد أن الصحابة كانوا يرفعون أيديهم فيه ، مع ورود ما يفيد أنهم كانوا ينتظرون الصلاة الوقت الطويل ، والذي أراه في موضوع رفع اليدين أنه توقيفي في المواضع التي ورد فيها نص بأفضلية الدعاء .
أما الدعاء في الأوقات العامة فأرى أن رفع اليدين مستحب للحديث عن سَلْمَانَ رضي الله عنه قالَ قالَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم: \"إِنّ رَبّكُمْ حَيِيّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدّهُما صِفْراً\". وخاصة إذا كان الداعي خاليا ،وأما مسح الوجه باليدين بعد الدعاء فأرى أنه غير مشروع .
يتبع
المفضلات