بوالعلاء المعري

[محمودى]

::: ما مُقامي إلاّ إقَامةُ عانٍ :::


كيفَ أسري، وفي يد الدّهر أسري؟ ما مُقامي إلاّ إقَامةُ عانٍ؛


نَ أشلاًّ، سامَ الأمورَ بِيُسر ويَسارُ الفتى يَمينٌ، وإن كا

قيْصراً، وانتَحتْ لكِسرَى بكَسرِ تَبِعَتْ تُبّعاً، وفي القصر غالتْ

وأصابتْ ملوكَ قَسرٍ بقَسر وطَوَتْ طَيّئاً، وآدَتْ إياداً،

والبَرايا، من عُبشةٍ، فوقَ جِسر إنّ جَسراً على المنيّةِ حَزْمٌ،

خَسْرُ أروَتْهُ من فَناءٍ وخُسر ولقابوسَ كانَ قَبسٌ، وفنّا

عن ذَراهُ، والعَوْدُ رَهنٌ بحَسر وكذاكَ النّعمانُ زالَ نعيمٌ

قَوْا بعُنْفٍ، لا يُستقالُ، ودَسر سوفَ ألقَى من الزّمانِ، كما لا

هدْتُ عصرَينِ من يغوثَ ونَسر
ولوَ اني السُّهَى، أو النّسرُ قد شا

[محمودى]

::: صَلَّ القَبائلُ بالفخارِ، وإنّما :::


خُلِقوا من الصّلصالِ كالفَخّارِ صَلَّ القَبائلُ بالفخارِ، وإنّما


فتَقِلُّ رَغبَتُهُ إلى النَّخّارِ وسيوجَدُ الغُدْريُّ عَظماً ناخراً،

إنّ التّقيّةَ أفضَلُ الأذخارِ فعَلَيكَ بالتّقوى، ذخيرَةَ ظاعنٍ؛

وشَرابُهُ كَسَرابِهِ السّخّار آلُ الفتى، كالآل، فوقَ تُرابِهِ،

[محمودى]

::: أنَوارُ تُحسَبُ من سَنا الأنوارِ؟ :::


ومِن البَوارِ مَهاً عرَضْنَ بواري أنَوارُ تُحسَبُ من سَنا الأنوارِ؟


عِينٌ بدَوّارٍ وعِينُ دَوارِ بِيضٌ دَوارٍ للقُلوبِ، كأنّها

أنّى أُواري، في حشايَ، أُواري هذي أَواريُّ المَنازِلِ ما دَرتْ

سَمعاً، وأمّا الوَجدُ منكَ فواري أمّا فَواري المَينِ عنكَ، فصادَفَتْ

مثلَ الحواريّاتِ، إثرَ حُوار وإذا الحَواريّاتُ صِدْنَكَ، فابتكِر،

تَبني على حَوَرٍ وحُسن حِوار يَرْأمْنَ سَقباً في الرّواحِ، وإنّما

وإذا بلَغْنَ رِضاً، فهنّ ذواري يَلعَبنَ بالزّوّارِ لِعْبَ قَوامِرٍ،

فشجونُ قلبِكَ، للهمومِ، صَواري مثلُ الصُّوارِ، إذا شَمَمتَ صُوارَها،

لبُرى غوادٍ، في الرّكابِ، سَواري فاجعَلْ سِوارَيْ غادَةٍ وبُراهُما،

أخلاقُ إنسٍ، للقبيح، شَواري يُرْقِلْنَ في خَلَقِ الشِّوارِ، وفوقَها

ولتُعْرَضنّ الخَيلُ بالمِشوار لا تَشكُونّ، فَفي الشّكايَةِ ذِلّةٌ،

في هَضبِ شابَةَ، والنّقا الخَوّار آلَيتُ ما مَنَعَ الخُوارُ أوابِداً

رِيعَ اللّبيبُ من المَشيبِ، لأنّهُ

[محمودى]

::: أوى ربّي إليّ، فما وُقوفي :::


على تلكَ المَنازِلِ والأواري؟ أوى ربّي إليّ، فما وُقوفي


برَبْرَبِ أهلهِ، نُوبٌ طَواري وإنّ طَوارَ ذاكَ الرّبعِ أودى،

بُطونُ بَناتِهِ منها عَواري عَواريُّ الفتى متعقَّباتٌ،

وأكرِمْ جارتَيكَ عن الحِوار فنزّه ناظرَيكَ عن الغَواني،

لتنظر ما تستّر في الجِوار إذا قَصُرَ الجِدارُ، فلا تَشرَّفْ

بلَبّاتِ المثَلَّب، والحُوار وَجَدتُ مُدى الحوادثِ واقعاتٍ

ولا نَورٌ تَبيّنَ من نَوار


ولا تُعجبْكَ ريّا عند ريّا،

[محمودى]

::: غدا رَمضاني ليسَ عنّي بمُنقَضٍ :::


وكلُّ زماني لَيلَتيْ آخِرِ الشّهْرِ غدا رَمضاني ليسَ عنّي بمُنقَضٍ،


عليّ، توخّى قاهرَ النّاسِ بالقَهْرِ أرُومُ خلاصاً من قَضاءٍ مُسَلَّطٍ

بهَضبٍ، وألقى الرّاسياتِ على فِهر رَمى آلَ صخرٍ بالصّخورِ، وجَرولاً

عن الدّهر، ما اسطاعَ الخروجَ من الدّهر ولوْ طارَ جبريلٌ، بقيّةَ عُمرِهِ،

فإنْ كانَ حقّاً، فالنَجاسةُ كالطّهر وقد زعَموا الأفلاكَ يُدركها البِلى،

فغَدْرُ اللّيالي بالظَّلاميّةِ الزُّهر وأمّا الذي لا ريْبَ فيهِ لعاقلٍ،

فماذا نكِرْتُمْ من ودادٍ ومن صِهر؟ وإنْ صَحّ أنّ النّيّراتِ مُحِسّةٌ،

تزوّجَ بنتاً للسّماكِ على مَهرِ لعلّ سُهَيْلاً، وهو فحلُ كواكبٍ،

بنو الأرض في حالِ السّرارِ، أو الجهر يقولونَ تأتي فوقَنا، مثلَ ما أتَى

وتركعُ نُسكاً بالعِشاءِ وبالظّهرِ فيا لَيتَ شعري هل تُراعُ من الرّدى

غرائزُ جاءَتْ بالنّفاقِ وبالعَهر
وتَكذِبُ، أنّ المَينَ في آلِ آدَمٍ

[محمودى]

::: اعمل لأخراكَ شروى مَن يموتُ غداً :::


وادأبْ لدنياكَ، فِعلَ الغابرِ الباقي اعمل لأخراكَ شروى مَن يموتُ غداً،


وإنّما نَحنُ بُهْمٌ ذاتُ أرباقِ إنّ البَهائمَ، مثلَ الإنسِ، غافلَةٌ؛

كأمّ خِشفَيْنِ في شَتٍّ وطُبّاق وأُمُّ شِبْليْنِ في غِيلٍ ومأسدَةٍ،

نَفعاً، ولَيسَ إلى خَيرٍ بسبّاق والمَرءُ يسبُقُ، فيما لَيسَ يُكسِبُهُ

[محمودى]

::: قطار :::



غرفةٌ من ورقْ
أو صريرُ سريرٍ على سطحِ ليلِ الفنادقْ
رغبةٌ في قطارٍ طويل
جمرةٌ…
عبثٌ…
أو قلقْ
في مساءِ الشظايا الأخيرِ,…
سأجمعُ - مثلَ القصائدِ – عمري
أبوّبُهُ…
ربما سوفَ أشطبُ - في لحظةٍ - نصفَهُ
ربما سوفَ تشطبهُ طلقةٌ عابرةْ
اتصلتُ بكَ اليومَ في......
في الجريدةِ..؟
لا
منتدى الأدباء....؟
لا…
في الجنون…!؟
…
موضعٌ ثقّبتهُ الشظايا..
وفأرانِ يختصمان على لحمِ يومي الطريِّ..
وقطُّ أرقْ
يتلمظُ منشغلاً بمراقبتي
أتشاغلُ والصحبَ (كلُّ الأحاديثِ مكرورةٌ)
بالقصائدِ (... مكرورةً)
بالنساءِ.... [أجرّدُهنَّ..
قطعةً قطعةً،
وأجفُّ
- ككلِّ مساءٍ –
على بركةٍ من لهاثْ]
……
……
مرتْ ثلاثُ قذائف…
عشرون…
هل سوف تحصي - كما اعتدتَ - موتَكَ…
أم ستنامُ على حجرٍ
ربَّما في الثلاثين…
أو…
فالمدافعُ لا تحسنُ العدَّ…
……
هل تحسنُ الحبَّ…؟
وأنتِ…؟
سأنتظرُ الباصَ…
لا شيء في أفقكَ - الآنَ -
غير المطرْ……
……
الشظايا موزّعةٌ في دمي كالرغيفْ
وعطركِ… يمضي بدون اتجاهٍ… كقلبي
(كلما عدتُ من سفرٍ أو رصيفْ
رأيتُ المسافاتِ تنأى
(كلما عدتُ من امرأةْ
رأيتُ النساءَ فماً واحداً…
وخريفْ)
…..
سأجلسُ عند المحطةِ، منتظراً
طلقةً
عسساً
أو نساءْ
قطارُ التوهجِ يرحلُ في الأربعينْ
نظرتُ إلى ساعةٍ في الجدارْ
ما الذي ظلَّ لي…
غير عشرِ دقائق…
أو سنواتْ…
الثالثة بعد منتصف الليل 29/6/1986 بغداد

[محمودى]

::: الحفلة :::



لم يكن احد غائبا .
قابيل يسن سكينه في المطبخ
ونوح يتابع في الصالة
نشرة الطقس في التلفزيون.
كلهم وصلوا بسياراتهم
ثم اختفو في الزقاق الطويل
ذاهبين الى الحفلة .
هناك رأينا السيدة الحسناء ترقص في الحلبة
عارضة مفاتنها علينا
من وراء فستانها الشفاف.
جلسنا مع الضيوف
جرعنا كؤوسنا حتى الثمالة.
في الليل
عائدين الى بيوتنا
اعدنا الى الاعمى عكازته الضائعة
والى القاتل بلطته الدموية.
لقد كانت حفلة
مثل اية حفلة اخرى .

[محمودى]

::: ذممتُكِ، أُمَّ دفرٍ، فاسمَعيني :::


وجازيني بذلكَ، أو دَعيني ذممتُكِ، أُمَّ دفرٍ، فاسمَعيني،


فأقرُب في الثّويّ لتَخدعِيني فما كنتُ الحَبيبَ إليكِ يوماً،

كِلانا راحَ في بُرْدَيْ لَعِين لعنتُك، جاهداً، وقد اشتَبَهنا،

لهمْ وِرْدٌ من الغَدْرِ المَعين على خُلقِ العَجوزِ غَدا بَنُوها،

فَما للمَرءِ منْ أرَبٍ لِعِين إذا ما الأربَعونَ مَضَتْ كمالاً،

لسُلطانِ المَنيّةِ كالمُعين وغِشيانُ النّساءِ، إذا تَقَضّتْ،

[محمودى]

::: طالَ الزّمانُ عليّ، وهوَ معَلِّلي :::


بمَثالثٍ، من زُورِهِ، ومثاني طالَ الزّمانُ عليّ، وهوَ معَلِّلي


ورَعَتْ لها نَبتاً لعامٍ ثان كم حَلّتِ الأحياءُ جِدّةَ روضَةٍ،

[محمودى]

::: شكلان من راح وروضة نرجس :::


يتنازعان الشبه وسط المجلس شكلان من راح وروضة نرجس


متباريين تنفسا بتنفس متباهيين تلونا بتلون

نار وهذا جنة للأنفس لكن هذي بين أحشاء الفتى

وكأنه من طيب خلقك يكتسي فكأنها من حد سيفك تلتظي

حتى غدا وسط النجوم الخنس يا من علا من رتبة في رتبة

أدب الملوك وأسوة للمؤتسي وابن الذين هداهم ونهاهم

[محمودى]

::: إذا وقتُ السّعادَةِ زالَ عَنّي :::


فكِلني، إن أردتَ، ولا تُكَنّي إذا وقتُ السّعادَةِ زالَ عَنّي،


وكَمْ نَقَعَ الغَليلَ خبيءُ شَنّ نَبذتُ نَصيحتي أنْ رثّ جِسمي،

حَصَلنا من حِجاهُ على التّظَنّي وقد عَدِمَ التّيَقّنُ في زَمانٍ،

فشكّ وقالَ: عَلّي، أو كأنّي فقلنا للهِزَبْرِ: أأنْتَ لَيثٌ؟

فَما أنا للمُقامِ بمُطْمَئِنّ وضعتُ على قَرى الأيّامِ رَحْلي؛

ولا سَرْجي على الفَرَسِ الأدَنّ ولا قتَبي على العَوْدِ المُزجّى؛

بَرِئنَ من التّمكّثِ والتّأنّي ولكنْ تَرْقُلُ السّاعاتُ تَحتي،

بغَيرِ الحقّ من حِنٍّ وجِنّ أحِنُّ وما أجُنُّ سوى غَرامٍ،

ونحرُكِ في الحَنينِ، فلا تَحِنّي نصَحتُكِ، ناقتي، سَلَبي ونفسي،

فهل لكَ، من ذؤالةَ، في ضِفَنّ؟ أضيفَ الفَقرِ! ضيفَنُكَ ادّلاجٌ؛

فقَضّينا الحَياةَ بكلّ فَنّ عِنًى وتصعلُكٌ، وكَرًى وسُهدٌ،

إذا لم يَلحَظوهُ مِنَ التّمَنّي زَمانٌ لا يَنالُ بَنوهُ خَيراً،

على سنّ ابنِ تجرِبَةٍ، مُسنّ عَرَفتُ صُرُوفَهُ، فأزَمتُ منها

كما افتَقَرَ السّنانُ إلى المِسَنّ وأفقَرَني إلى مَنْ لَيسَ مثلي،

قلَلتُ عن التّسَمّي والتّكَنّي أنا ابنُ التُّرْبِ، ما نَسبي سِواهُ،

فقَدْ أُمِنَ التّجَنَبُ والتَجَنّي إذا ألهمَتني الغَبراءُ، يوماً،

إلى أهلِ التّحَلّؤِ والتّحَنّي وما أهلُ التّحَنّؤِ والتّحَلّي،

عَظائمَ ليسَ تُبْلَغُ بالتّوَنّي: ويكفيكَ التّقنّعُ، من قريبٍ،

وَوَقْعَ المَشْرَفيّ على المِجَنّ صريرَ الرّمحِ في زَدَدٍ منيعٍ،

وفُورٍ، ليسَ بالأشِرِ المُرِنّ وحَمْلَ مُهَنّدٍ يَسطو بعَيرٍ

ولكنْ خيلِ جيشٍ مُرْجَحَنّ ولا شلاّلِ عاناتٍ خِماصٍ،

ويَعذِمُ هامةَ البَطلِ الرِّفَنّ يَرى عَذْمَ الأوابدِ غَيرَ حِلٍّ؛

أبَى التّغريدَ في الخَصِرِ المُغِنّ وما يَنفَكُّ مُحتَمِلاً ذُباباً،

ويَسخَى، بالحياةِ، حليفُ ضَنّ تَذوبُ، حِذارَهُ، زُرْقُ الأعادي،

ويَملأُ ذِلّةً أنفَ المُصِنّ ويَنفُثُ في فَمِ الحَيّاتِ سُمّاً،

يُعَرّي الذئبَ من وَبرٍ مُكِنّ وخرقُ مفازَةٍ كُسِيَتْ سَراباً،

فأوسَعَها الهَجيرُ من القُطُنّ شكَتْ سَحَراً من السَّبراتِ قُرّاً،

إذا خَلَتِ الجنادِبُ من تَغَنّي وتَعزِفُ جِنُّها، والليلُ داجٍ،

يؤنَّقُ، في مراتِعها، بسَنّ يَخالُ الغِرُّ سَرْحَ بني أُقَيْشٍ،

من الخِلِّ المُعاشِرِ والمِعَنّ أراكَ إذا انفَرَدتَ كُفيتَ شَرّاً،

لدى الأغراضِ، كالفرَسِ المُعَنّ ومن يحمِلْ حقوقَ النّاسِ يوجَدْ،

للذّاتِ النّفوسِ، عبيدَ قِنّ؟ أتَعجَبُ من ملوكِ الأرضِ أمسَوا،

ومَنّاً في الأمورِ بغَيرِ مَنّ فإنْ دانَيتَهُمْ لم تَعدُ ظُلماً،

أقارِبَكَ الأداني، واحذَرَنّي نهَيتُكَ عن خِلاطِ النّاسِ، فاحذرْ

فهُزّ أخا السّفاسقِ واضرِبَنّي وإنْ أنا قُلتُ لا تَحمِلْ جُرازاً،

غَريقاً، فوقَ سِيفٍ مُرْفَئِنّ فنَصلُ السّيفِ، وهو اللُّجُّ يَرْمي

ويبسطُ من وِدادِ المكْبئِنّ وضاحيهِ يُزيلُ غُضُونَ وجهٍ،

ولا نَبَراتُهُ نَبَراتُ وَنّ فَما حَمَلتْ يداهُ بهِ خَؤوناً،

دَفينُ الصّيتِ كالمَيتِ المُجَنّ سَنا العيشِ الخمولُ، فلا تقولوا:

وأكرَهُ شيمةَ الرّجلِ المِفنّ وتؤثرُ حالةَ الزِّميتِ نَفسي،

وليسَ تَخَيّري وطنَ المُبِنّ كفَى حُزناً رحيلُ القومِ عنّي،

وأعْوَزَني مَكانٌ للتّبَنّي تَبَنَّوا خَيمَهُمْ، فوُقُوا هَجيراً

ولَدْنُ الشَّرخِ حُوّلَ من لدُنّي يُصافحُ راحَةً باليأسِ قلبي،

أُعينُ بذاكَ من لم يَستَعِنيّ وما أنا والبكاءَ لغَيرِ خَطبٍ،

ورَضوى في المكارِمِ، لم تَزِنّي حسِبتُك لو توازنُ بي ثبِيراً،

وأمّا بالقَبيحِ فلا تَدِنّي وما أبغي كِفاءكَ عن جَميلٍ،

وإن أنا خُنتُ في سَبَبٍ، فخُنّي ولا تَكُ جازِياً بالخَيرِ شَرّاً،

وصُنتُكَ عن مُعاشرَتي، فصنّي جليسي ما هَوِيتُ لكَ اقتراباً،

وإن أُهنِ ابنَ حادِثَةٍ يُهِنّي أرى الأقوامَ خَيرُهمُ سَوامٌ،

فلا يَهجِ الغرامَ كَسيرُ دَنّ إذا قُتِلَ الفتى الشِّرّيبُ منهمْ،

أعارَهمُ الشّقاءُ حطيمَ ثِنّ رأيتُ بني النَّضيرِ، من آل موسى،

فَما رَبحوا سوى دأبٍ مُعَنّي سَعَوْا، وسَعَتْ أوائلُهم لأمرٍ،

[محمودى]

::: أُنافِقُ الناسَ، إنّي قد بُليتُ بهمْ :::


وكيفَ لي بخَلاصٍ منهُمُ داني؟ أُنافِقُ الناسَ، إنّي قد بُليتُ بهمْ،


أسَاءَ عِشرَةَ أصحابٍ وأخدان مَن عاشَ غَيرَ مُداجٍ مَن يعاشرُهُ،

وإن تَشَكّيتُ راعاني وفدّاني كم صاحبٍ يتَمَنّى لو نُعيتُ لهُ،

فإنْ غَدَرْتُ فإنّ الدّهرَ أعداني صَحِبتُ دَهري وسوءُ الغدرِ شيمَتُه،

من العيوبِ، إذا ما الحَتفُ أرداني وما أُبالي وأرْداني مُبَرّأةٌ

مَدْحي وذَمّي من مثنى ووحُدان متى لحِقتُ بتُربي زلّ عن جَدَثي،

حِسّاً، بكَثرَةِ زُوّارٍ وسُدّان هل تَزْدهي كعبةُ الحُجّاجِ، إذ فقَدتْ

فيُظْهِرَا البِشرَ، لمّا قيلَ عيدان في الحولِ عيدانِ ما فازا بما رُزِقا،

بذِلّةٍ، وهُما لِلَّهِ عَبدان كم عبّدَ الفتَيانِ الخلَقَ عن عُرُضٍ،

فيَبلَيانِ، ولا يَبلى الجديدان أمّا الجديدانِ من ثوبي ومن جَسدي،

وهَل يَدومُ على البَرْدَينِ بُرْدان
بُرْدُ الشّبابِ وبُرْدُ الناسجِ ابتُذِلا،

[محمودى]

::: رأيتُ المَرءَ يهوي في هُبوطٍ :::


إذا هوَ فَوْقَ أيدي القَومِ عُولي رأيتُ المَرءَ يهوي في هُبوطٍ،


ولكنْ في البَسيطةِ أوْسِعوا لي
وما أدري بما سيكونُ منّي،

[محمودى]

::: تحمّلْ ثِقْلَ نَفسِكَ، واحفظنْها :::


فقَدْ حطّ المُهَيمِنُ عَنكَ ثِقلي تحمّلْ ثِقْلَ نَفسِكَ، واحفظنْها،


سِواهُ، كأنّهُ مَرْعيُّ بَقل؟ ألم تَرَ عالَماً يَمضي، ويأتي

ولم يَظفَرْ لها أحَدٌ بصَقل هيَ الأفهامُ، قد صَدئِتْ وكَلّتْ،

لعَنسِكَ، أم خُلِقتَ بغيرِ عَقل؟ أتَعقُلُ ساعَةً، فترُومَ عَقلاً

ورَبُّ الدّارِ يُؤذنني بنَقل؟ وكيفَ أُجيدُ، في دارٍ، بناءً