• دخول الاعضاء

    صفحة 2 من 24 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة
    النتائج 16 إلى 30 من 356

    الموضوع: نــــظرة حـــــب (روايـــــــــــــــــــــــــــة فاتـــــــن)

    1. #16
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      فاتن تعدل من القصيده بالقائها الغاوي .. الذي قيل بدخول مساعد للمنزل

      أسأل القلب وأسـأل كل شيٍ عليك
      كلّما اخفيت شوقي عن سما البـوح بان
      لو تولَهت مرّه.. صرت منْك وإليك
      وأنت يا روح روحي عطني كل الـحنان
      صادقة كلي عندك من يديك الــْ يديك
      لـك حيــــــاتي هــديّة يا حنـين الـمكان
      صار وقتي بدونك شاردٍ يرتجيك
      والليالي اسْرقتني.. خوفي من شي كان
      يا وله عمري يشْره كل سكوتي عليك
      صار ودّي.. وودّي .. بس وين الأمان؟!
      وسلامتكن..
      نورة ومريم صفقن لفاتن التي انهمرت دموعها وسط ابتسامتها .. هاجت الذكريات عليها من كل طرف.. ومن كل زاويه بحناياها .. ولم تستطع ان تكتم الحزن اكثر وغابت بموجه من البكاء تواسيها فيها مريم ونورة اللتين شاركنها بالبكاء.. مساعد ايضا جاشت بصدره الدموع والاحزان المتفرقة على ممات حبيبته .. ولكنه كان من الفرح والسعادة ما جعله يعيش بوهم عالية الحاليه
      ( الا وهي فاتن) لذا صعد الى غرفته ليغير ملابسه ويخرج قليلا لكي يطلق شيئا من فرحه ..
      وهو في الدرب اتصل فيه صديقه الاخر .. نايف..
      مساعد بابتسامه: حي الله النايف.. لاخلت هالديرة من صوتك
      نايف باستغراب: ممكن اكلم مساعد
      مساعد: انا مساعد ..
      نايف: لا مااصدق.. انا بحلم ولا بعلم .. انت مساعد.. اللي يحي فيني مساعد.
      مساعد: هههههههههههه ايه مساعد .. علامك مو مصدق
      نايف وهو غارق بالحيرة:بعد تضحك.. لا لا مااصدق.. اخوي السموحه عبالي رقم ارفيجي ..
      مساعد: وخر زين ويا غشمرتك .. يعني حرام اضحك ولا يكون مزاجي فايج .. ؟
      نايف: لا مو حرام حشى علي.. بس مو من عوايدك
      مساعد: ليش انت خابرني متى اخر مرة ضحكت فيها ..
      نايف بتفكير: اممممممممم قبل خمس سنوات بحفل تخرجنا في جامعه اوكسفورد.. ومن رديت الكويت ما قمنا نشوف هالابتسامه ولا نسمع الضحكه..
      مساعد: أيـــــــه.. الله كريم يا نايف.. وبين لي كرمه يوم رد لي حياتي مرة ثانيه .
      نايف: ما فهمت عليك
      مساعد: خلنا نتقابل في النادي.. وبعلمك كل شي
      نايف: لا لا .. بنروح الاسطبلات .. والله زمن من اخر مرة رحناها ..
      مساعد: أليوم بنروح.. ها شرايك ..
      نايف: احلى راي.. انتظرك..
      مساعد: يالله مع السلامة
      نايف: الله يسلمك

      نايف وهو يكلم صديقهم الاماراتي الذس يعيش بالكويت عبدالله..: الحمد لله رب العالمين
      عبدالله: شو مستوي؟
      نايف وهو يبتسم: ابشر يا بو حميد .. مساعد رد للدنيا..
      عبدالله وهو مستغرب: رد لشوو؟
      نايف: رد للدنيا... مساعد رد للحياة من بعد ما فكرنا اننا افتقدناه نهائيا.. كاهو رد لنا اقوى عن قبل واحسن بعد ..
      عبدالله بابتسامه: والله هب فهمان شي عليك .. بس وين نحن سايرين اللحينه؟
      نايف: بنسير الاسطبلات.. شو بتتحوط ويانا ..؟
      عبدالله: يالله شو ورانا ..
      نايف: عيل سرينا..

      مع السوالف والقصص والاخبار المختلفة وصل الوقت الى رمحه وهاهي الساعه الخامسه وخمس واربعون دقيقه..
      فاتن: وينه ابوي ؟؟
      مريم: ليش؟
      فاتن: برد البيت خلاص..
      نورة: لا والله ما تروحين ..توه الناس للحين ما شبعنا منج.
      مريم: لاول مرة اتفق ويا ام العبل..
      فاتن: حشى عليج انتي كل يوم وياج .. لو نورة جان معليه لكن انتي مالج حق
      مريم وهي تتوسل عند فاتن: تكفين فتوون ليش تبين تروحين بيتكم.. حق هذرة مناير وارفيجتها ولا دلع عزوز ولا غشمرة خالد الثقيله ..؟؟
      فاتن: لا هذا ولا هذاك .. بس ابي ارد البيت .. مو حلوة اظل لهذا الوقت في بيتكم..
      مريم: ان كان علينا .. لو تظلين في البيت طووووووووول اليوم ما نمل منج يا بعد عمري..
      فاتن بابتسامه: حبيبتي انتي والله مريوم بس يبيلي اتصل على الاقل بالبيت..
      مريم : روحي اتصلي من تلفون الصالة..
      فاتن: اوكيه ..
      بعد مغادرة فاتن قليلا يسمع صوت ابو جراح وهو يتحنحن ..: يالله ..
      تتلبس مريم ونورة حجابيهما .. ومريم تدخل العم: هلا عمي حياك ..
      يدخل الاب الخجول الى المطبخ وهو موقي عينيه بالارض: مساكم الله بالخير
      مريم: مساك الله بالنور عمي
      الاب: يوبا ناديلي على فاتن شوي
      مريم: عمي راحت تتصل في البيت عشان تخبرهم انها راح تتعشى عندنا ..
      الاب: لا يوبا كثرنا عليكم اليوم ..
      مريم: افا عمييييييييي.. .علي انا هالحجي .. لو تظلون ويانا طول العمر هم تظلون حبايب واغلى من الحبايب..
      الاب بابتسامه: الله يخليج يا بنتي لاهلج.. دومج راعيه حجي يا الريم
      نورة: هههههههههههههههههههههههههه والله محد يعرفلج مثل عمي بو جراح ههههههههه
      مريم: وانتي متونسه ويا ويهج ..
      الاب: يالله يا بنيات.. لا تتزاعلن وانا ابوكن ..
      نورة: ان شــــــــــــــــاء الله عمي..
      فاتن وهي عائدة وترى والدها : هلا والله يوبا... يوبا انا اتصلت في امي وقلت لها اني بتاخر عند مريم.. شرايك انت؟
      الاب: والله ماادري اللي يريحج سويه
      فاتن:بقعد شوي وبرد من وقت .. معليه؟
      الاب: الا معليه .. انتي ويا خواتج .. صح ولا لاء يا مريم؟
      مريم : اكيد صج فديت شواربك عمي..
      الاب: حتى شواربي تتفدينها .. مشكله بنات هالايام
      نورة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
      الاب: يالله يا بنيات.. قومن صلن ..
      الفتيات: ان شالله ..
      الاب: عفيه على البنات..
      غادر ابو جراح من المطبخ وغادرن من بعده الفتيات الى دار مريم لاداء الصلاه .. بعد ما فرغن من الصلاة جلسن على الارض وكل واحدة ناشرة شعرها .. طبعا اطول شعر كان شعر مريم لانها تعتني فيه كثيرا.. وفاتن تحب تسريحه لها دائما ..
      مريم: ااااااااااه .. مليت من العزوبيه .. متى بعرس؟
      نورة : ههههههههههههههههه اسمعن جليله الحيا.. اللي يحاتي العرس ما يعرس!!!
      مريم بدهشه: قولي والله؟
      نورة: والله .. امي مرة قالت لي.. شوفيني ... ما كنت احاتيه وياني
      مريم: انتي حلوة يا نورو يعني جذي جذاك كنتي بتعرسين .. لكن انا قبسه من يبيني ..
      فاتن: حبيبتي انتي والله الكل يبيج .. ومو صاحي اللي يعافيج يا بعد عمري
      مريم فهمت ماذا تقصد فاتن واخفضت راسها حزنا وعادت الى حيث كانت مستلقية ونورة كالغبية بينهما ..
      نورة: والله انا اقول لكن.. لا تحبن اللحين . . حبن بعد العرس.. لانه احلى حب .. احلى شي..
      مريم: شلون ؟؟
      فاتن هي من تحدثت بدلا عن نورة: لانج كل يوم تكتشفين شي يديد فيه .. شي عن خلفيته .. شي من شخصيته.. من اللي يحبه .. واللي يكرهه ..واللي يفضله واللي يبعده عن نفسه .. مشاعره تجاهج .. تجاه اللي تبينه واللي ما تبينه .. اللي يجرحج واللي يسرج .. واللي يخليج تبتسمين .. واللي يخليج تبجين .. كل شي..
      كان صوت فاتن وكأنها تروي حكاية .. نورة ومريم كانتا تنظران اليها بعمق وباستغراب.. كيف لفتاة عزباء كفاتن .. ان تعرف كل هذا بالعلاقات الزوجية..
      نورة باندهاش: بالضبط ..
      مريم بصوت ناعم لتبعد الغصه التي انتابتها: فتون شلون تعرفين كل هذا .. انا مااعرف
      فاتن كانت تبتسم وتهل دمعاتها البريئه : لاني اعيش هالحلم يا مريم .. انتي صج ارفيجتي وكل شي تدرينه عني.. لكن بسالفه القلب والاحلام اللي امر فيها .. انتي ما تعرفين شي عني
      مريم تقوم وتحظن صديقتها العزيزة: فديتج فتون .. لا تبجين .. والله دموع نورو ولا دموعج ..
      نورة وهي تداري دموعها المتصاعدة: وحشني ريلي بروح اتصل فيه ..
      قامت نورة لتتصل في زوجها .. اما فاتن ومريم فبقين بين احضان البعض.. يواسين قلبيهما الحزينيين .. لا تعرفان ماالذي اصابهن ليبكين بهذه الحرارة .. هل هو حب الزواج .. ام هو الرغبة في الحب ..
      مريم وهي تمسك يد فاتن: فتون... انتي تحبين مشعل؟
      فاتن تنظر لصديقتها بكل عجز: ......................... وايد مريم .. وايد ..
      مريم : قوليله انج تحبينه .. ولا تحرقين قلبج جذي..
      فاتن: انتي ينيتي .. انا اقوله اني احبه .. انا من متى احبه .. اهو حتى شكلي ما شافه زين
      تذكرت اللقاءات الظرفية التي تشاركت فيها مع مشعل.. كانت قصيرة .. ولكنها ذات اثر عميق..
      فاتن تمسح دموعها: وانتي قوليلي .. تحبين جراح
      مريم تبعد يدها عن فاتن: وخري زين .. انا مااحب المغرورين المعقدين امثال اخوج..
      فاتن: هااه . حطي عينج بعيني وقولي انج ما تحبينه مثل ما تقولين
      مريم وهي تضع عيناها بعيني رفيقتها: احبه زين .. ( تبتعد عنها وهي مغضنة الوجه ) لكن اهو ما يستاهل حبي..
      فاتن: يا بعد قلبي والله اللي يتغلوون ..
      مريم: ايه بعد .. انا ما عندي الا كرامتي.. واخوج هذا يوم اللي بيخسرني فيه بيحس لجيمتي..
      فاتن: انزين بس عاد لا نورة تدخل علينا اللحين ..
      وتدخل نورة: يالله بنات.. انا بمشي بعد نص ساعه .. اللي عندكن لي قولوه اللحين ولا ما راحتشوفوني لمده سبوع
      مريم: ينيتي نورة .. نسيتي ملجه سناء بنت خالتي بعد يومين ..
      نورة بصدمه: ويه نسيت .. فيصل توه قايل لي عن سفرة ..
      مريم: علىو ين؟
      نورة بغرور: دبي... شرايج؟
      مريم: ياه هنود انتو تروحون دبي..؟
      فاتن: هههههههههههههههههههههه
      نورة بانحراج: جبي انتي شدراج.. دبي دار الحي اللي ترد الشايب..
      فاتن تكمل: صبي..
      نورة: عفيه عليج ... (تصد لاختها) لكن انتي... الغباء بعينه..
      مريم: يالله ذلفي ..
      فاتن: ههههههههههه بدينا ...

      خالد في طرف اخر من المدينة.. جالس مع احد اصدقائه المفضلين .. فاضل الذي لم يكن يقل عنه بالجنون والغباء.. الا ان قلبه الطيب صافي النية كان ما يحبب خالد فيه .. كان خالد قد انتهى من مشاهدة احد الافلام الهندية التي يهواها بجنون .. (مثلي) .. كان يفكر في تصرفات البطل التي اغوى بها البطله وجعلها مغرمة به .. لابد وان الامر سهل والا فكيف لهندي على حد تعبيره ان يغري فتاة بمثل هذا الجمال ..
      خالد لفاضل الذي كان يتحدث لنفسه طوال الوقت: فضلي.. جم عمرنا اللحين؟
      فاضل: احنا برابعه ثانوي يعني .. (يفكر فاضل بالعمر) امممم يعني 19 سنه ..
      خالد بتفكير: يعني عادي نتزوج بهالسن
      فاضل: لا يا معود .. شنو نتزوج .. للحين ما استانسنا بشبابنا تبينا ننحبس..
      خالد بنظرة مشمئزة لصديقه: انا ابي اعرف.. تستانس بشنو.. يعني علاقات وعوار راس وبنات وطلعات.. والله انك فاضي.. الزواج شي ثاني تماما .. البنت راح تكون وياك على طول.. ماكو شي حرام .. كل شي حلال.. محد يقدر ياخذها منك .. ولا احد ياخذك منها .. تكون لك على طول .. فاهم يعني شنو على طول .. for ever man
      فاضل: بعد.. ما ابي اعرس.. انا خلني قبل اشتري لي سيارة ملكي يديده من المعرض.. بعدين يصير خير.. خبرك احنا هالايام مفقورين ..
      خالد: ماكو فقير بالدنيا الا فقير الحياة والدين .. احنا ان كنا بضائقه يا ارفيجي العزيز .. فلأن تكاليف الحياة زادت.. والا بالفقر.. احنا اغنى الناس..
      فاضل: كلام واحد يوعان .. انت قانع انا لا.. انا ابي وابي وابي.. ولاني ملاقي..
      خالد: شنو مو ملاقيه؟؟
      فاضل: خلنا اللحين من اللي انا ابيه .. قول لي انت بتعرس على منو؟
      خالد بنظرة ساحرية .. : فاتنتي ..
      فاضل بغباء: منو؟؟؟
      خالد وهو يجلس ويكلم رفيقه والاف النجوم تلمع بعينه: فاتنتي .. اللي مخبلتني .. اللي مالكه روحي وعقلي وكياني وكل ما فيني من يوم وانا بالمهاد للحين .. حتى قبل لا نتولد .. كنت احبها .. فاتنتي اللي ليما تمشي انا احس ان الارض وكل الدنيا تتحسب خطواتها الناعمة.. هادية وحلوة ورقيقة وايه بالجمال .. هذي يا فاضل ليما تبتسم لك .. ااااا خ.. جرحك يطيب.. وليما تتنهد على حالك .. تحس نفسك ملك الدنيا.. وليما تسوي لك ذاك الفتوش.. تخليك مختبل على عمرك
      فاضل: طباخه اهي .
      خالد باشمئزاز: لا.. طبالة
      فاضل بحماس: والله .. احلف؟
      خالد بعصبية: اللحين انت من صجك يعني .. اقول لك حلوة تقول لي طباخة
      فاضل: انت تقول فتوش وماادري شنو..حسبتها طباخه ..
      خالد: اللحين انت والله.. بتخليني .... خلني ساكت احسن لك ..
      فاضل: انزين خلنا نقوم نروح عند جراح ولد عمك
      خالد: ليش بالله.. مو مالي عينك انا ..
      فاضل: لا بس اليوم عندهم تفحيط على الشارع .. خلنا نروح..
      خالد ينظر لخالد بكل تعجب واستخفاف: تفحيط .. ويا هالسيارة ..يعني اذا انت ما تحترمها انا احترمها .. خلنا نروح بيوتنا احسن لنا..
      فاضل بحزن: نروح البيت لمنو.. لامي اللي تبجي ابوي صبح وليل.. ولا اخواني اللي من اشوفهم ماادري شراح يصير فيهم .. خلني قاعد هني احسن لي
      خالد حن لصديقه اليتيم الذي فقد اباه في غزو الكويت .. وحمد الله ان اباه قد عاد سالما من هناك ..
      خالد بكل حنان: خلنا نروح يالفضلي.. ما نبي نيلس هني ..
      فاضل: انت روح انا بظل هني ..
      خالد: انزين تعال وياي بيت عمي بو جراح .. بتسوي لك خالتي ام جراح احلى فتوش ظقته بعمرك.
      فاضل بابتسامه: عادي يعني؟
      خالد: الا عادي وونص. هذول ناس صج بيتهم صغير.. بس قلبهم كبير.. يالله الفضلي..
      فاضل: يالله ..

      وركبا الصديقين بالسيارة الخربة نحو بيت الخير.. بيت بو جراح الذي لا يعلم الا الله ان كان سيظل كما هو الآن .. ام ان الامور قد تتغير..

      عادت فاتن على الساعة الثامنه والنصف.. ووصل معها خالد ورفيقه في نفس الوقت.. فاضل كان منحرجا قليلا للموضوع ولكن فاتن برقتها وطيبتها شجعته وابعدت الخجل والاحراج عنه.. وهكذا دخلوا الشباب كلهم ولكن فاتن عاودت الخروج من اجل اغلاق البوابه ورأته.. كان وكانه واقف ينتظرها وينتظر منها ان تظهر له .. لم تستطع ان تحرك نفسها وتغلق البوابة .. لانها كانت منومة مغناطيسيا بمشعل.. كانت نظراته غريبة .. حانية .. معاتبة .. شقية.. بريئة.. كل هذا فيها .. خليط عجيب..
      لم تعي فاتن الا ومشعل قد اقترب منها ..
      مشعل: مساء الخير..
      فاتن بصدمه: مساء النور .. يا هلا..
      مشعل: ...... شلونج فاتن..
      فاتن وقلبها يدق : .... ابخير.. وانت؟
      مشعل: زعلان..
      فاتن استغربت.. مم قد يزعل: .. عسى ما شر..
      مشعل وهو يقترب اكثر: الكل تحمد لي على سلامه ردتي من اميركا.... الا اللي كان قلبي وده اهم يسلمون علي بعد..
      تزلزت الارض من تحتها: ..... من؟؟
      مشعل وقد اصبح واقفا امامها: ................انتي...
      استدارت فاتن لتغادر ولكن : تكفين فاتن خلج...
      وقفت فاتن مكانها عند سماعها لرجائه والتفتت بكل بطء: ... خير..
      مشعل: انا لا ياي اتحرش.. ولا العب.. واصلا انا ما عندي وقت اني العب... بس يا فاتن حبيت اخبرج.. انج في بالي... من ذاك اليوم قبل سبع سنين وانتي في بالي.. وما راح اهدى.. الا لما تصيرين لي ...
      تجمدت فاتن مكانها... لم تعرف ماالذي تقوله .. هل هذا حلم؟ ام حقيقة..؟ الغني يحب الفقيرة .. الوسيم يحب العادية .. لايمكن .. كيف يمكن ان يحصل هذا.. ان يحس هو لاحاسيسها .. ان يفهم ما يتزلزل بجوفها مذ ذاك اليوم .. حتى الان ... يعاني بمعاناتي..
      مشعل: اللحين ابيج تدخلين البيت... لان الوقت متاخر .. ومو حلو ان حبيبتي توقف بالشارع جذي.. حتى لو كانت وياي..
      لم تتكلم فاتن بل اطاعته بكل هدوء.. وعندما التفت عنها مشعل ليعود على اعقابه: مشعل..
      مشعل يلتفت بكل شوق : .. عيون مشعل.
      فاتن والحيا قد صبغها.. : حم ... حمد لله على السلامه.. نورت الفريج ...
      لم تنتظر ان يجيبها و .. ركضت .. نعم ركضت كالطفلة إلى داخل المنزل .. لم تقدر ان تتماسك ولا ان تخفي خجلها وابتسامتها ولا فرحتها العامرة من ما جرى للتو.. هل هو حقيقة .. ام حلم جميل قد انصب في حياتها العادية البسيطة.. مشعل الاخر لم يصدق ماذا حدث.. كيف اظهر كل هذه الشجاعه واخبرها بما هو يمر فيه منذ 7 اعوام.. كل اللذي فعله هو قفزة عاليه بالهواء وهو يحس بالطرب في انحاء جسده وكل عرق من عروقه ينادي باسم فاتن ..
      لم تتعشى فاتن وصعدت مباشرة لغرفتها واغلقت الباب.. انها محتاجه لان تكون لوحدها .. ان تكون لوحدها مع افكارها واحلامها وكلام مشعل... مشعل.. واخيرا... واخيرا تحقق حلمي .. فهو يحبني كما احبه .. ويرغبني كما ارغببه .. يا ربي.. الحمد والشكر لك .. الحمد والشكر لك ..
      وقفت عند نافذتها تنظر للسماء.. لاختها الغاليه عاليه .. دموعها تحادرت على خدودها الناعمه من فرط السعادة .. لكنها لم تنسى ابدا ان لو عاليه كانت هنا .. لكان الوضع قد اختلف.. تماما ..
      فاتن للسماء: ايه علووي .. يا ريتج وياي.. ياريتج وياي وتعرفين انا شنو امر فيه .. احلى شي يمكن يصير في حياتي من بعد روحتج يالغاليه .. حلمي الازلي راح يتحقق.. او انه قاعد يتحقق.. بس انا خايفه .. وكل اللي ابيه منج انج ترعيني .. وتراقبيني .. لانج اكثر انسانه انا احبها يا عاليه ..
      مسحت دموعها والتفتت لتدخل إلى دارها ولكن لفت انتباهها النور الذي شع من احد غرف قصر بيت النهيدي .. انها الغرفه المقابله لغرفتها .. وهاهو مشعل يطل منها علي.. كم هو مجنون.. فاتن سرعان ما دخلت غرفتها واغلقت النافذه وسدلت الستارة الحريريه لتسد نظر مشعل عن ما يجري بالغرفه .. ولكنها رفعت الستارة قليلا لترى ان كان ما زال هناك او لا.. لم يكن هناك .. لكنه قد وضع ملصق على رسم قلب مشع.. لم تستطع فاتن الا ان تضحك وترمي بنفسها على فراشها .. استعدادا إلى حلم جديد .. وخيال اجدد..

      هل ابتدى الحب..

      هل استيقظت كل المشاعر

      هل هذا هو بداية عاصفه شديدة من المشاعر والعواطف والغرام ..

      ولكن

      ما الذي سيحصل..

      بين فاتن ومشعل

      او فاتن وخالد

      او ..
      فاتن ومساعد .. (مساعد) (فاتن )


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    2. #17
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      الجزء الرابع

      هاقد مر شهر على عودة مشعل من السفر.. وبدت الامتحانات النهائية .. لتنهي فاتن اخر سنه دراسيه لها بالثانوية .. ما الذي تعتقدونه قد حصل؟؟ هل اكتفى عصفوري الحب من تلك الليلة ؟ ام انهما قد عاودا التفكير فيما جرى و تراجعا..؟؟
      ابدا..
      بالعكس..
      زادت علاقة فاتن مع مشعل قوة وصلابه مع الاسابيع الماضية .. لم يوجها لنفسيهما أي حوارات كما تلك الليلة .. بل اكتفيا بالرسائل التي يتركونها لبعضهم البعض.. وانتظار مشعل لفاتن في الصباح وفي وقت عودتها .. فاتن كانت تحس بان ما يجري خاطئ.. ولكنها لا تقدر ان تمسك قلبها اكثر.. ومشعل ايضا..احس بان ما يقوم به طفولي.. ولا يناسب شاب في مثل عمره تجاه فتاه كفاتن .. لانها اغلى من هذه الامور.. وارقى ايضا.. ولكنه ما زال صغيرا ليتقدم لها .. ان كان عليه .. لتقدم .. ولكنه يخاف من ردة فعل اهلها.. قد لا يوافقون .. لانها ما زالت صغيرة .. ولانه ما زال بالجامعة.. ولكنه لن يجلس مكتوف اليدين اكثر عن الموضوع.. يجب ان يكلم احد .. لكي يساعده في جعل الامر رسميا..

      من ناحيه اخرى.. مساعد قد بدأ يعيش حياة اخرى تماما .. اختلف مساعد عن مساعد السابق.. بدأ يضحك اكثر .. ويمرح اكثر.. ويتكلم اكثر.. اهله واصدقائه انصعقوا من هذا التبدل الغريب من نوعه.. ولكنهم حمدوا الرب لانه قد عاد للحياة من بعد هذا الموت البطئ والحرب الداخلية التي كان يعيش فيها .. ولكن عند مساعد لم يكن هناك أي شخص مسؤول عن هذا التحول الا هي .. فاتن .. او عاليه .. ولكن فاتن يناسبها اكثر.. لانها فتنته حقا.. واستطاعت ان تحتل قلبه وروحه وتعيد له الفرح والحبور ..
      لم يكف يوما عن حب عاليه .. بل زاد حبها في قلبه .. وزادت فرحته بالحياة لان عاليه ستعود له من جديد ومرة اخرى..

      في الصباح الباكر .. فاتن تخرج مسرعه وهي مرتبكه وخايفه .. اليوم امتحان مادة اللغه الانجليزية.. ولانها تخاف قليلا من المادة كانت متوترة بعض الشيء.. ولكن سرعان ما تلاشى التوتر والخوف عندما رات مشعل واقف عند سيارته ينتظرها لينطلق معها إلى الجامعه.. ابتسمت فاتن وانزلت بصرها للارض وهي تسير إلى المحطه .. ومشعل يرتقي سيارته ويسير بعيدا عنها.. احست فاتن بالحزن عندما غادر.. ولكنها عاودت الابتسامه وتكلمت مع نفسها: في حفظ الله يا حبيبي..
      مشت بضع خطوات الا و بوق سيارة يطلق من خلفها .. لم تلتفت لانها اعتقدت انه احد الشباب الطائش .. السيارة واصلت المسير إلى ان وصلت لعندها وفتحت احد النوافذ
      مريم: فتون وويع انطق عليج الهرن ليش ما تطالعينه..
      فاتن: خبصتي قلبي يالشاذيه .. وليش التفت لو ما كان انتوا جان اللحين بيظلون يلاحقوني لطول درب المحطه..
      مريم: انزين يالله ركبي بنوصلج احنا اليوم
      فاتن تطيل النظر لترى من السائق: لا ما يحتاج بروح بالباص
      مريم نزلت : يالله فتون اليوم مساعد متطوع انه يوصلنا لا تخلينا نفشله
      فاتن بصوت خافت: فشيله والله مريوم ..
      مريم: لا والله عادي صدقيني ..
      فاتن : اممممم.. اوكيه
      مريم: عفية عليج ..
      فاتن ابتسمت لرفيقتها وسارت معها للسيارة
      فاتن وهي تدخل: السلام عليكم
      مساعد بصوته الاسر: وعليكم السلام والرحمه ..
      مريم : يالله مساعد الامتحان بعد ربع ساعه وللحين ما عدلت البراشيم
      مساعد : شبراشيمه.. ريم خلي عنج هالحركات
      مريم : انزين انزين ( تغمز لصديقتها من المراة الجانبيه) مو حقي حق فتون
      فاتن انحرجت من ما قالته رفيقتها وامام اخيها ولكن مساعد : مااظن ..
      اقشعر بدن فاتن من صوت مساعد ... كم هو مخيف.. لم تره منذ ذلك اليوم عندما بحلق فيها وكانه يراها لاول مرة ..
      تذكرت مريم سمية التي تنتظرهن بالمحطه: ويييه سعود فديتك خلنا نمر المحطة ناخذ سموي لا تاكلنا بالمدرسة لاننا ما وصلناها ويانه..
      مساعد : انزين دامها بالمحطه خليها هناك ..
      مريم: لا لا مافيني عليها تكفى.. نجرتها وحنتها تخلي الشيب يطلع من الراس.. مر عليها تكفى..
      مساعد: انزين ..
      وهكذا مر مساعد على سمية التي وقفت مدهوشه من فخامة سيارة اخ مريم ومن وسامته ايضا.. وعندما دخلت لمعت عيناها برؤية فاتن .. مريم قد طلبت من فاتن ان لا تذكر شيئا عن زيارتها لمنزلها كي لا تشعلها سمية حربا ..
      فاتن قد شرد فكرها عن احاديث مريم وسمية .. تنظر للمارة والقارعة والسيارات التي تسير معهم في نفس الطريق.. والتفتت لسيارة تعرفها .. انها سيارة مشعل.. نعم كان هو .. يا اللهي ما هذه المصيبة .. قد تلتفت مريم او سمية .. يبدو عليه الغضب.. او العصبية .. لا بد وانه لم يتوقع ان اغادر مع اخ مريم .. نظرت اليه فاتن بنظرة رجاء ان يغادر ولكنه عاند وبقى معهم بالطريق.. فاتن ابعدت بصرها عنه كي لا ينتبه لها مساعد .. وظلت تراقب الاثنين .. مساعد ومشعل.. واثناء مراقبتها لمساعد لاحظت عينيه اللتان تظهران في المراه الاماميه .. وغابت عن الوعي.. كم هما ساحرتين وفاتنتين .. عميقتين كبركتين من .. من المياه .. المظلمة.. واثناء مراقبتها للعينين انتبه لها مساعد ورمقها بنظرة سريعة احرقت كل دمائها وافحلت لونها إلى اللون القرمزي .. واحست فاتن ان ما يجري معها اليوم مع مشعل وما يحدث مع مساعد .. هما اكثر ما قد تتحمل باليوم .. الذي لم يبدأ بعد ..

      خرجن الفتيات من السيارة ودخلن المدرسة .. اما فاتن فقد ابطأت مسيرها وهي تراقب سيارة مشعل التي تقترب. وحالما اقتربت قفزت سميه امامها
      سميه: الله على الزقرتيه .. فتون شكلج طيحتيه .ههههههههههههههههه
      مريم: منو منو؟؟
      فاتن وهي تحس بالانحراج: ولا احد يالله ندخل
      سميه تكلم مريم: شوفيه مريوم اللي في البي ام 745
      مريم تطيل النظر: لحظه..... اعرفه انا .. وكاني شفته من قبل.. فتون تعرفينه؟؟
      فاتن : هاا... انا؟؟ من وين اعرفه ...؟؟ مااعرفه ....
      سميه: اكيد يعرفج فتون لانه كان يلاحقنا طول الدرب .. من يوم خذيتوني من المحطه..
      فااتن بقله صبر وهي تدخل المدرسه: اوهووو ماادري ماادري..
      مريم: هي فتون نطري ..
      سميه تستوقف مريم : مريم كاهو كاهو ..
      وقفت مريم وهي تنظر للشاب الذي يسوق السيارة .. وتوضحت ملامحه لها ولكنها ظلت متشككه .. ولكن مزاج فاتن العكر والخائف المتوتر هو من اكد لها شكها ..
      بدت مريم وكانها عرفت الحبكه ولهذا سالتها سميه : تعرفينه مريوم..
      مريم: هاا.... لا مااعرفه .. من وين اعرف هالمزايين .. انا من يوم عرفتج انتي وفتون مااعرف الا الجياكر ..
      سميه: مصكه عليج اللحين من زينج انتي
      مريم: احلى عنج ..يالله ندخل ..
      فاتن التي احست بالارهاق الشديد من ما جرى هذا الصباح قد زاد توترها وخوفها من الامتحان لدرجه انها بدأت بالبكاء الشديد من دون ان يعرف احد السبب.. مريم التي وقفت عاجزة امام صديقتها لم تقدر الا ان تحاول في تهديئها .. ولكنها لم تقدر .. لذا نادت على خالتها ممرضة المدرسه عزيزة ..
      اتتها الخاله وهي تسير مسرعة مستعجبة ان فاتن قد يصيبها أي شي.. وعندما رأت فاتن خالتها زادت نوبة بكائها المرير وحضنت خالتها بقوة وكأنها خائفة من شي كبير..

      وحدهما في غرفة التمريض بعد مدة..

      عزيزة: ها فتون ... هدأتي شوي؟؟
      فاتن بتعب: شوي..
      عزيزة: اسم الله عليج.. عين وما صلت على النبي.. شحاشج يا فتون وارتبكتي جذي.. ما خبرت الامتحانات تخرعج جذي..
      فاتن : ماادري خاله.. مرة وحده حسيت نفسي ضعيفة ومااقدر امسك نفسي اكثر وبجيت.. حسيت بالخوف.. والتوتر.. والتعب..
      اغمضت فاتن عينيها .. لم تمر قط بمثل هذه التجربة العصبيه المرهقه .. شدة الخوف من ان يلاحظ احد مشعل وانعجاب صديقيتها فيه زادت من عصبيتها وانشداد اعصابها الفتيه التي لم تعرف هذه المشاعر مسبقا.. مسكينه فاتن.. يبدو ان الحب وحده يرهقها ..
      عزيزة: استريحي حياتي .. وانا بتصل في امج اتيي تاخذج ..
      فاتن: لا خاله .. من وين امي اتيي تاخذني.. ابوي هالايام وايد مشغول وخبرج السيارة الثانيه عندجراح الي في الكلية .. يعني ما في فايدة..
      عزيزة: انزين انا بردج البيت..
      فاتن: ماله داعي.. اللحين بطيب.. وماابي افوت الامتحان على نفسي..
      عزيزة: عادي يا حبيبتي .. ياكل تبن الامتحان اللي يسوي فيج جذي.
      فاتن تبتسم ابتسامه صفراء: الله يخليج خالتي.. اللحين بصير احسن .. لا تحاتين..
      عزيزة تنظر لفاتن ابتسامه حنونه وهي تنظر اليها :.. وزنج بعد ناقص شوي هالايام .. تاكلين زين؟
      فاتن ببراءة: أي... مثل قبل..
      عزيزة: مااظن .. شكلج تاكلين نص الاكل .. لانج قبل كنتي رشيقة .. اللحين استويتي عصى..
      تقترب الخاله من ابنه اختها: فتون... انتي تحبين ؟؟
      فاتن انصدمت: هاا.. لالالالالا.. مااحب .. شنو احب .. ماكو شغل احب .. لا مااحب .. مااحب انا .. مااحب..
      عزيزة: انزين ازين لا تاكليني .. ما تحبين .. بس حاسبي فتون .. لزم تاكلين زين لفترة الامتحانات.. عشان يتركز انتباهج.. وتصيرين بنت حلوة رشيقه.. مو جذي ويهج خاك لونه ..
      فاتن: انا بخير .. بس الامتحانات شكلها بتاخذ عمري قبل لا تخلص.. خبرج اخر سنه هذي..
      عزيزة: من جذي انا اقول اللي اقوله .. لانها اخر سنه .. حاولي انج ما تشدين على عمرج وايد وترهقين نفسج .. ناس تروح فيها لا سمح الله بسبب هالنوع من التوتر.
      فاتن لم تكن تحس بالتوتر من الامتحانات المدرسيه ابدا .. ولكن كان عليها ان تقول ما تقوله كي لا تعود خالتها لتكهنها المسبق من كونها واقعة في الحب .. لانها تفضل الموت على ان يظن بها انها مغرمه باحد الشبان.. حتى ولو كان مشعل.. فالامر اقوى منها .. وكونها فتاة عازبه لا تعرف بامر العلاقات العاطفية .. ارحم لها من أي شي اخر ..

      انتهى وقت الامتحان واتصلت مريم باخيها مساعد لكي يحضرها الذي هب كالاعصار من اجل احضار اخته .. الجميع بمكتب المحاماه الذي هو يملكه ويديره تعجب من خروجه المفاجئ هكذل وبكنه علل الخروج بظرف عائلي.. المعروف عن مساعد انه شديد الحرص على ان يكون اول من يحضر واخر من يغادر.. لكن من اخرجه اليوم لم يكن أي شخص.. وانما قلبه الذي عاد عاشقا لكل الحب والغرام والهيام ...
      مريم استبقت صديقتها فاتن التي حتى الان لم تغادر ملامحها اعراض الاعياء المفاجئ هذا الصباح.. لم تسمح لها ان تستقل الباص المخصص بايام الامتحانات وابقتها كي تغادر معها .. عندما وصل مساعد لاخته التفتت فاتن لا اراديا بوجه مساعد .. الذي لاول مرة تسمح لها الفرصه ان تراه واضحا امامه.. على الرغم من ضخامه مساعد الا انه كان نحيلا بعض الشي.. ولربما لو ارتدى ملابسا اكثر عمليه .. كالبنطلون والقميص لبدى انحل بكثير عن الزي التقليدي .. ولكنه بنفس الوقت يزدان بهذا الزي لدرجه ان جميع الفتيات التفتن لصاحب السيارة الفخمة وتعجبن عندما عرفن انه اخ مريم ..
      فاتن: تكفين مريوم.. والله فشيله انتي روحي وابوي اللحين بيي لي ..
      مريم: لو تموتين مااخليج واقفه هني وانا اروح .. يالله فتون لاتكسرين بخاطري..
      فاتن باعياء واضح: مريم تكفين ... لا تعلين قلبي بالحنه
      مريم: اللحين بوريج..
      تركت مريم صديقتها وسارت ناحيه اخاها الذي كان يراقب الوضع اسفل نظارته العسليه العاكسة .. ما بها فاتن .. لم تبدو هكذا..
      مريم: مساعد شوف فاتن مو راضيه اتيي ويانه
      مساعد تعلل قلبه من رفض فاتن ولكن: خليهه ما تبي .. ليش تغصبينهه
      مريم بعجب: مساعد.. الحين بغيتك عون صرت لي فرعون.. قوم كلمهه حجها .. اهي لايوم اصلا وايد تعبانه ..
      امسك مساعد قلبه .. مابها .. بالصباح كانت مزدانه بجمال الكون كله .. ما بالها لتمرض هكذا فجأة .. خاف عليها وخرج من السيارة لاين تقف فاتن ..
      فاتن لم تفارق عينيها الرجل الذي خرج من السيارة متجها ناحيتها .. كم هو وسيم.. وضخم.. و.. يشابه احدا ما.. كانت فاتن تنظر للرجل الذي يسير بطريقة مرنة جدا وكتفيه يعاقبان السما من عرضها و طوله الفارع..
      انها اول مرة يكلم فيها مساعد فاتن.. وبرغم هدوء المصطنع الا انه يحس بالارتعاب والارتباك من التكلم معها .. فهي تبدو سهلة التهشم والكسر..
      مساعد بنعومه غريبه : صباح الخير.. فاتن ليش مو راضيه اتيين ويانه..؟
      فاتن حست بانها ستختفي عن الدنيا من ضخامه الرجل : .. مافيني شي.. بس .. ماابي اظيق عليكم
      مساعد بابتسامه اذابت قلب الفتاة: لا ما عليج .. يوم اللي بنتظيق منج بنقول لج.. مو متعودين الناس يفكرون عنه ..
      فاتن: ولكن..
      مساعد: ولا لكن .. يالله .. نوصلج .. لان ابوج بيستهم عليج جذي..
      فاتن استسلمت: انشالله..
      وصعدت فاتن مع مساعد واخته
      مساعد ظل يسير بقوة وبكل عنفوان .. الا ان قلبه كان يرتجف من شده الارتباك والتوتر.. كل شي مشابه لعالية .. الا صوتها الناعم .. عالية كانت تمتلك ذو بحة رائعه.. حتى فاتن .. صوتها جميل..
      طول الدرب وفاتن شاردة .. لا تسمع شي ولا تحس بشي.. فقط تفكر باللذي حصل معها في الصباح.. كيف انهارت هكذا.. الخوف من ان يرى احد مشعل .. وهذا الشخص الذي تحس بقدم الصلة بينها وبينه .. كيف حدث ما حدث.. بدوت كالمجنونة ..ربي ارحمني.. هل من يغرم يحدث هذا معه.. الرحمه يا رب


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    3. #18
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      وصلوا إلى منزل فاتن وهي إلى الان تائهة في أفكارها ..
      مريم: فتوون.. فتون.. فاتن
      فاتن وهي تنتبه: هااا... شنو .. هلا
      مريم تبتسم بعذوبه: حياتي وصلنا بيتكم..
      فاتن تلتفت من النافذة وهي مستغربه .. ومنحرجه: اوه... مسامحه ما انتبهت
      مريم بصوت خافت: يتهنى به
      فاتن لم تجب بل اصطبغت علائمها بالدم من ما نطقت به رفيقتها .. كم هي غبية.. لا اراديا نظرت إلى مراة السائق لترى مساعد ان كان قد سمع ما قالته اخته ام لا.. ولكنها تعلقت بعيون كلها اسرار وكلها احاديث غريبة لالف ليلة توالت خلف بعضها البعض ولكن حبستها مجاري الدموع.. لم تستحمل فاتن وخرجت مسرعة إلى داخل المنزل ناسية مشعل الذي كعادته ينتظرها ككل يوم عند رجوعها من المدرسة..
      مريم تنظر إلى مساعد بكل غرابة: اشفيها فاتن؟
      مساعد بعصبية: ماتسألين روحج يالملقوفه .. لزم تتكلمين وتعصبين الناس
      مريم بعجب: انا.. وانت اللحين شكارك
      مساعد: وخري زين لا اذبحج .. ملقوفة وحدة
      مريم لم تتكلم بل اكتفت بفغر فاهها من الصدمة.. ماباله مساعد وقد امتلئت قواسمة بالغضب العارم من لا شي .. ان كانت فاتن هي الحزينة.. لم هو منزعج ايضا؟؟ ما به مساعد؟



      مشعل الذي كان واقفا عند مرآب منزلهم حزين ومتوتر من تجاهل فاتن له .. ما بالها .. تبدو مريضه.. او حزينه.. ماذا حدث.؟ كانت مرتاحة بالصباح .. مالذي قد حصل؟؟




      ويتبع ؟؟؟؟


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    4. #19
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      دخلت فاتن مسرعة داخل المنزل واهي تنتفض من شدة الارتباااك... صعدت السلالم بسرعة وامها التي خرجت من المطبخ ترى من حضر المنزل.. نادتها ولكن فاتن لم تكن تسمع.. كان قلبها يدق لدرجه انه أصمها عن السمع..



      دخلت غرفتها وهي تسد الباب بقوة تصفق الريااح بعارض الحائط المجاور له..
      وقفت عنده وهي تحتضن كتاب مادة الامتحان...

      استرخت يداها قليلا فانسابت أوراق المراجعة من بين يديها كالماء.. وهي مغمضة عينيها كي لا تفتحها وترى عيني مساعد مرة أخرى
      يا إلهي.. يا الهي ما بالي.. ما باله قلبي لا يهدى.. وما بالها عيني تابى ان تفتح نفسها.. من هذا المساعد ولم يمتلك هذا التاثير الساحق علي؟ لم احس اني اعرفه واني رايته مسبقا..

      كانت تمشي ناحية سريرها وتجلس بتعب ووهن.. اين رايته.. في احلامي؟ لا اظن.. ولكن في مكان.. مكان حميم ويبعث في قلبي الحنان.. ااااااه لم تطرا عالية على بالي كلما رايته.. لم احس اني ارى في عينيه صورتها تموج في بحر من الاسى والحزن.. ااااه يا قلبي... ما الذي يجري معك... ما الذي يحصل معك.. لم هذا الخوف.. لم هذا التوتر...
      بسم الله الرحمن الرحيم... بسم الله الرحمن الرحيم.. اعوذ بالله منك يا ابليس يا من يبغض راحة المؤمنين.. مرافقا لهم كالظل في كل خطوة وكل مجرى...

      ااه يا قلبي

      هدأت فاتن نسبيا ولكن شيء ماا ارجفها مرة اخرى.. انتبهت فاذا بها دقات امها الخفيفة ولكن بدت في نفسها كالحجارة التي تسقط على سقف المنزل.. وتمالكت نفسها وفتحت الباب

      فاتن وهي تمسح جبينها من قطرات العرق التي تجمعت في خط واحد. لترى امها المبهتة تناظرها
      فاتن: هلااا يمه....
      ام جراح: يمه فاتن علامج.. دخلتي البيت ولا سلمتي ولا شي... فزعتي قلبي عليج
      فاتن وهي تذكر دخولها المنزل وتعقد حاجبيها وتضحك بتوتر لامها: لا يمه بس انا كنت شوي مستعجلة وو.....وو ( لا تعرف ماذا تقول لتبرر موقفها لذا ابتسمت) لا تحاتين يمه مافيني شي... مافيني الا العافية
      ام جراح والخوف مازال بعينها: متاكده يمه
      فاتن وهي تسكن توترها والارتعاش اللي تخللها: أي متاكدة يمه.. واقوللج.. (تبتعد عن والدتها وهي تحادثها) بغير هدومي وبنزل لج.. اليوم في خاطري اسوي لكم طبخة من يدي..
      ام جراح بابتسااامة عذبة: لا تعبلين على عمرج يا بنتي.. انا من زمان طبخت..
      فاتن وهي تسحب شالها معها وهي تخرج من الغرفة: لا والله يا سلااام.. يعني عبالج انا اختصاصي بس في الاكلات الرئيسية انا الشيف فاتن ام الحلويات..
      تحتضن امها وتسير معها .. وهي تهدئ شيئا فشئيا..
      ام جراح: هههههههههههه اقول عيل الله يعين ريلج
      فاتن انتفض قلبها من ذكر الزوج: أي الله يعينه لأنه بيكون راعي كرش ولحوووم وشحووم من حلاوتي
      ام جراح وهي تمسك ذقن ابنتها: اهي من حلاتج ولا حلاوتج..
      فاتن وهي تمثل الاحراج: ويييي يممممممممه احرجتيني .. ويو مطاااااااافي ويهي.. ههههههه
      ام جراح: ويعلج العافية ههههههههههههه

      اثنااء نزولهما يرين جسد فتى واقف وكانه ينتظر.. الا وهو خالد..

      خالد وهو يكور يده عند فمه وكأن قبضته ميكروفون وشرع بالغناء..

      حد منكم شاف في الدنيا بدر.. مقبلن يمشي ومن حوله بشر..

      فاتن تستغرب من ابن خالتها هذا الغنااء الصاد؟؟


      هذا ماهو بدر ليل يختفي .. مع طلوع الصبح وبزوغ الفجر.. او بدر يصبح
      بعد مده هلال.. هذا بدر مكتمل طول الشهر..

      فاتن تنظر إليه بغرور وهوو يكمل متجها ناحية خالته .. وكم كانت رغبته عارمة لو كان توجه الى فاتن .. ويعلي من صوته الرائع بالغناء

      ولا اله الا الله
      ولا اله الا الله.. عالنبي محمد.. يالله صلووووو عليه..
      ولا اله الا الله.. عالنبي محمد.. يالله صلووووو عليه..

      الف الصلاه والسلام عليك يا حبيب الله محمد..

      فاتن وهي تصم اذنيها من صوت بن خالتها وهي تتظاهر بالانزعااج: بس عاد يا راشد الماجد

      خالد بنظرة غرور وهو لا يزال يغني عند اذنها هذه المرة: ولا اله الا اللله..

      تبعده فاتن من يده عنها وهو يضحك: حسوووووودة ميته من القهر ليش اني اغني لخالتي .. ان ما غنيت لها اغني لمنوو
      فاتن: ويي ارجوك لاتذبحني عن لي عاااد عاااد خالد الماجد عن لي ( وهي ترجع ملامحها للغرور) ويا هالويه
      خالد: احلى من ويهج.. يالعصااا
      فاتن بحبور وهي تدخل المطبخ: رشاقه
      خالد: رشاقه.. امحق رشاقه يوم ان الرشاقة جذي.. عاافها الخااااطر..
      ام جراح: عاد انت اللي تيي وتقول لها جذي.. طالع روحك قبل.؟.
      خالد يلتف على نفسة وهو يلاحظ مدى نحله ولكنه: متيين شحليلي جني نبيل شعيل
      ام جراح: هههههههههههههههه الله يغربل بليسك..

      يضحك خالد لخالته وهو يسند جسده عند الثلاجه ويلاحظ نظرات فاتن له.. شفيها هذي تبي تذبحني ويا هالعيون... يعلج يا فتوووووون.. ناويه علي اتصرقع..
      يكلمها: شتطالعين انتي ويا هالعيوون؟
      فاتن تبع دعينيها عنه: ولا شي
      خالد وهو يرفع حاجب: شكله مو عاجبج وجودي؟
      فاتن وهي تجلس على المائدة الصغيرة امام قطع الخضروات المختلفة: لا لا ابد بالعكس.. عزيز وغالي ( وهي تلوح بالسكين)
      خالد ينبه خالته: جوفي التهديد كاهي بنتج تهددني بالسجين.. هي فتووون ترى تدخلين سجن فيني؟
      فاتن بنظرة ماكرة: مو حرام.. اهم شي افك العالم منك
      ام جراح: يمه فاتن بس خلاص
      انصاعت الفتاة المطيعة لامها ولكنها اشارت الى نحرها بالسكين امام خالد الذي اخرج لسانه لها بعدما احولت عيناه سخريا


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    5. #20
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      وظلو الثلاثة في المطبخ يعبث خالد عند كل واحدة وهو لا يكل ولا يمل..
      إلى ان وصلت مناير وهي محبطة وتكاد ملامحها تتعجن مع بعضها: الســـــــلام
      الكل: وعليكم السلام
      ام جراح تلتفت لابنتها: علامج منووور؟؟
      مناير وهي تجلس عند اختها: يمه ساقطة انا؟
      ام جراح: في شنو؟
      مناير: في الامتحان اليوم.. متاكدة.. 100 %
      فاتن وهي تقشر الجزرة: كل مرة تقولين جذي وتنجحين
      مناير: هالمرة متاكدة متاكدة .. ساقطة ساقطة.. ياويلي من ابوي بيذبحني
      ام جراح: كله منج.. امس ماقلت لج.. والله طاح حنجي وانا اقوللج روحي ذاكري احسن لج من التلفزيون لكن انتي حمارة ( ازدادت وتيرة غضب ام جراح) لكن انتي حمارة دومج على كيفج ويايه الحين تبطين جبدي وانتي تقولين انج بتسقطين يعني شنو تبيني اقوللج.. تبيني استانس ولا اخفف عليج ..
      خالد يمسك خالته مهدئا: خالتي شوي شوي
      ام جراح يزداد علااء صوتها: والله هالبنية بتينني.. حرام عليج تسقطين.. لو احنا مقصرين عليج جان زين.. والله فتوون تخلي امتحاناتها وتذاكر لج لكن انتي حمارة.. مدمغة شكلي بطلعج من المدرسة وتمي هني في البيت..
      مناير وهي تلوح بيديها: يكون احسن بعد.. احس ان مخي مو راضي يفتهم ... حيييل
      تصرخ ام جراح: تطلعين من المدرسة تقعدين لي هني.. والله عشان اجابلج واذبحج من رقبتج هذي.. انتي شبتسوين فينني تبين تجلطيني يالحمارة؟
      يمسك خالد خالته هذه المرة بشكل اقوى: خالتي شوي شوي على روحج ما يسوي عليج
      ام جراح: كلهم والله مطيبين خاطري الا هالسبالة.. مادري على شنو..
      مناير وهي خائفة وتختبئ عند ذراع فاتن التي امسكت اختها لانها خافت من صراخ امها
      ام جراح: اكثر وحده تصرف واكثر وحده معورة راسي.. فاتن الشيخة ما تلاقي اللي انتي ملاقيته من دلع وتلبية ولكن شوفيها شلون رافعه راسنا..
      خالد: خالتي بس بعد كل انسان ومستواه
      مناير بصوت خافت: قالها خالد
      خالد بنظرة مخيفة: انجبي انتي.. مالج ويه تتكلمين.. منوووور انا اللي اتحلف لج الحين.. ان سقطتي في هالمادة لا اطقج طق اليهد ليمن تقولين بس..
      مناير بعجرفة وقلة ادب: نعم نعم.. بصفتك شنوو ان شاء الله.. انا اخواني ما يطقوني اتيي انت تطقني.. تهبى وتخسى..

      بعد هذا الكلام الجارح الذي القته مناير على خالد ظهر صوت اخر: صفعه من يد فاتن على وجه مناير .. لم تكن قوية بل مهينة
      فاتن وهي تكشر باسنانها في وجه اختها حنق وغضبا: قليــــــــلة ادب .. ذلفي دارج لا بارك الله بعدوينج.. ذلفي
      مناير وهي تمسك خدها الما وحرجا من اختها.. ولكنها لم تنبس ببنت شفة وغادرت مسرعة الى غرفتها..
      اما فاتن فكانت تنفذ النار من انفها من الغضب العارم الذي اجتاحها.. ام جراح وخالد بقيااا مندهشين من ردة فعل فاتن الغير متوقعة.. صحيح ان ما قالته مناير كان حقيرا وكريها.. لكن ردة فعل فاتن تجاهه كانت مخيفة.. مابالها كي تمد يدها وهي المعروفة بدلالها لمناير.. حتى فاتن نفسها لم تعرف ما جرى بها كيف تصفع اختها بهذه الطريقة.. التفت ناحية امها وهي تستنجدها بنظراتها.. لكنها وجدت امها مندهشة لا بل مصعوقة وهي لا تعرف ما تقول

      فاتن: يمـــه
      ام جراح لم ترد عليها بكل مالت نظراتها للأسف.. كيف بدر منك يا بنيتي هذا التصرف؟

      خرجت فاتن مسرعة من المنزل وهي غير مصدقة ما جرى لها في لحظه.. لم صفعت مناير لا تدري؟ لكن نظرات امها لها هي ما جلبت العبرة الى عينها .. ياالهي .. ما أقساني.. لكن.. مناير لم يكن من حقها ان تقول ما قالته لخالد وهو الوحيد من ياتي لنا.. اردت ان ارد اعتباره امام امي وامامي.. لكن.. لا حق لي بصفعها هكذا.. لقد اهنتها.. يا الهي . سامحني..
      جلست فاتن عند حافة الحوض الزراعي الصغير وهي تبكي بهدوء.. لم تستطع أن تتوقع أن يبدر منها مثل هذا الموقف الكريه.. سامحيني يا أختي.. سامحيني

      مشعل الذي ظل واقفا في الشارع ينتظر خروج فاتن له.. فبعد دخولها العاصف لمنزلها من غير أن تلتفت له كان من اشد الأمور ألما على قلبه أن لا تلتفت له حبيبة قلبه.. وتتجاهله هكذا.. لماذا يا فاتن.. لما؟

      ابتعد عن منزلهم وهو يقترب لمنزل حبيبته واللهفة سارية في حناياه متمنيا رؤيتها.. يا ليت لو أراها الآن لأكحل عيناي بها.. وقف عند السور الحديدي الصدئ وهو ينظر لمن جالس على الحوض.. كانت هي .. ويا قلبه.. كانت تبكي..
      فر عقل مشعل عن رأسه عندما تاكد ان الجالس هي فاتن.. فما كان له الا ان يتجاسر ويناديها
      مشعل بصوت حنون شاجب: فاتن؟؟
      التفتت لفاتن للصوت الذي ينادي اسمها بهذه العذوبة.. توجهت نظراتها مباشرة للمخلوق الواقف خلف سور منزلهم .. كان هو.. العزاء لعيونها الحزينة..
      فاتن والدمعة الناعمة تسير على خدها المشمشي: ... مشعل؟
      مشعل وهو يمسك أعمدة السور: علامج؟ ليش تبجين؟ منو بجاج؟
      تغضنت ملامح فاتن: انت ليش واقف هني؟
      مشعل: ماقدر ماشوفج.. وانتي من دخلتي البيت حتى ما التفتي لي وانا اللي واقف انتظرج.. علامج فاتن.. ليش تبجين يا بعد هالناس..
      فاتن وهي تحترق عيناها بدموع الاسى: انا قاسية.. صفعت اختي ... ظالمة ظالمة..
      مشعل يبتسم لها مخفف عن وطأة الغم الذي يعتريها: لااا ماعاش اللي يقول عنج ظالمة.. انتي لو ظالمة جان الدنيا ما اصبحت ولا اشرقت الشمس بنور.. لا تقولين عن نفسج جذي.. ما ارضى عليج تراني..
      فاتن: لكني ظالمة.. صفعتها واهنتها جدام الكل
      مشعل: انتي لا اول وحدة ولا اخر وحده تفقد اعصابها ليمن تشوف الغلط.. واختج اكيد سوت الجايد عشان تنمد يدج عليها..
      فاتن: ما كان لي حق
      مشعل: صح.. لكن بعد.. الله عالم بظروفج.. وسبب صفعج لها..

      لم تعي فاتن ما كانت تفعله انذاك.. لقد كانت واقفة .. ولكنها تطير.. يالله.. تمنيت من ياتيني ويخفف كربي.. ولكن ان ترسل لي مشعل.. فهي دلالة على وسع رحمتك يا ربي..
      مشعل: طلبتج
      فاتن: فداك
      يشير مشعل الى خده: امسحي هالدمعة اللي بمرورها عليج تذبحني ذبح الشياة..
      لا اراديا مدت فاتن يدها الى خدها وهي تسمح الدمعه التي سرعان ما غادرت حتى اتت اخرى خلفها..
      مشعل: لا تبجين.. لا تبجين يافرحة هالوجود.. دموعج غالية.. اغلى من الماس كله..
      ابتسمت فاتن لاطرائه الجميل.. كم هو لجميل؟؟ كم هو رائع ومهدئ للاعصاب.. احبه يا ربي ولا اجد في حياتي سبيلا كي لا احبه
      مشعل الذي ابتسم لابتسامتها العذبة بحبور: يالله الحين دخلي البيت.. الناس ظهر .. حرام توقفين في الشمس.. أخاف يصيبج شي ..
      فاتن أومات برأسها كالطفلة المطيعة.. وغادرت عن عيون مشعل الذي كانت ترقباان خطواتها الأثيرية بكل شغف.. ولكنها عاودت الالتفاف له
      فاتن: ربي لا يحرمني منك..
      مشعل لم يستطع ان يجيب.. لكن شل تمام من هذا الدعاء البسيط الذي قالته ولكن ما اشد أثره على قلبه.. ربي لا يحرمني منك.. ربي لا يحرمني منك... ربي لا يحرمني منك.. تردد صوتها كالرنات في اذنه.. لا يحرمها مني.. لا يحرمها مني.. لم لكن متأكدا من حبها لي.. ولكن.. ما قصدها بهذه الكلمات..
      فاتن التي كانت تسترق النظر إليه بخطواتها لداخل المنزل له.. لتراه قد بدء يهم بالمغادرة ولكن بالتفافها ناحيته توقف وعاد للوقوف.. ابتسمت بخجل وقد تلاشى الكرب من قلبها تماما.. وعادت لداخل المنزل..
      اما مشعل فقد استدار لمنزله وهو لا يعرف هل ان كان يمشي ام انه يطير؟ النشوة عارمة.. والفرح كبير لدرجة انه يكاد يختنق به.. دخل منزلهم وهو يمشي ولا ينظر الى أمامه.. وكأن فاتن لا تزال امام عينيه .. ظهرت سماء اخته امامه وهي تنظر اليه ..

      سماء: مشعل؟؟ مشعل؟؟؟ اخووووووي مشعل؟
      مشعل التفت لها: هااااااا
      سماء وهي تضحك: ههههههه شفييييك مبهت جذي و جنك ما تشوف.. حاسب لا تدعم في الطاولة..
      مشعل يبتسم لاخته وهو يعقد ذراعيه خلف ظهره بمنظر اضحك اخته الصغيرة:ههههههههههههههه علامك.. صج مينون
      مشعل يمسك اخته من كتفيها: وشنو فايدة العقل.. والفتنة في كل صوب وكل طرف..
      سماء وهي تفتح عينيها الخضراوان الواسعتان: بييييييييي مشعل.. لا يكون ينيت من صج؟
      مشعل يهز راسه بعنف وهو يبتسم ابتسامة مضحكة
      سماء: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههه

      دخلت فاتن الى المطبخ مرة اخرى.. وهي طارحة بصرها بالارض.. كم هي لخجلى من امها ومن تصرفها الذي بدى امامها..
      كانت امها تواجه الفرن وهي تحرك شيئا ما في القدر..
      ذهبت فاتن ناحيتها ووضعت مقدمة راسها عند ظهر امها .. انتبهت ام جراح لابنتها.. لقد غضبت منها ازاء تصرفها المستهجن.. ولكنها تعرف طبيعة فاتن الحساسة.. تعرف ان خالد لا احد له في هذه الدنيا سوانا .. ولهذ فهي لا تحب ان يجرحه احد.. وان كانت اختها العزيزة مناير.. فكظمت غيضها و امسكت بيد ابنتها بحنان التي امتدت الى كتفها.. وكانت هذه نهاية الخصام..

      خالد الذي كان اكثرهم فرحا.. جالسا في الصالة الصغيرة وهو يفكر بردة فعل فاتن.. وما قالته.. ماذا يعني تصرفها هذا.. والا فاتن تضرب مناير؟؟؟؟؟؟ لم اصدق عيناني عندما امتدت يدها الى خد مناير المشاكسة.. مناير قد احرقت قلب خالتي ولكن فاتن كانت تمسك بمناير لتخفف فزعها من صراخ خالتي.. لكن عندما وجه كلام مناير الجارح لي اسكتتها فاتن بصفعة تصم اذنيها اسبوع كامل.. ههههههههههه يا الهي لااريد ان اجن ولكن.. ايقن هذا التصرف في قلبي؟؟ هل تحبني فاتن كما احبها؟؟ وانت يا خالد.. كيف لك ان تعرف هذا الشي وانت على مضاربة دائمة معها.. لابد لك وان تلين معها قليلا.. لكي تتغلغل في قلبها شيئا فشيئا يا ربي .. مااشد فرحتي.. كيف لي ان اقابلها مرة اخرى من غير ان اكلها بعيني وبحبي الذي يعمر خافقي وقلبي.. يا الهي الهمني الصبر..

      خرجت فاتن من المطبخ الى الصالة بعد ان سالت عن خالد.. بحياااء كبير واجهته .. وكان هو مبيض الوجه ولكنه بدى مرتاحا كثيرا..
      فاتن بعلثمة: لاتصدق روحك.. بس انا ماحب احد يجرح احد.. ومناير غلطت..
      خالد كان ينظر اليها والابتسامة تكاد تنفجر بوجهها
      فاتن بحنق: لا تضحك لا الكف الثاني على ويهك..
      خالد انفجر ضاحكا في وجهها المستغرب .. لا بل المندهش.. وقف خالد وهو يضحك وتقدم لفاتن وهو محنيا راسه
      خالد بهمس: اقول فتووون؟
      فاتن وهي تعقد ذراعيها ومن طرف انفها تكلمه: شتبي؟
      خالد: شوي شوي.. خفي الله يهديج.. ترى الناس ضعيفة ما اتحمل هالعصبية كلها
      فاتن وهي تلوووح مستسلمة في وجهه: اوووووووووه انت مو ويه احد يدافع عنك.. تحرج الواحد يعللكككك..
      خالد لم يتمالك نفسه وهو يضحك ورمى بنفسه الخفيفة على الكرسي وهو لا يزال يضحك..



      يتبع


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    6. #21
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      ها قد اتى الصيف



      وازدانت شوارع المنطقة بأطفالها وأصحابها.. كل العائلات تتجمع أحيانا في رصيف واحد.. أو في الباحة الخلفية لاحد المنازل.. كانت مستويات العائلات متفاوت في تلك المنطقة فبعضها كان غنيا والاخر معدما والاخر يحمد ربه على نعمه البسيطة.. كبيت ابو جراح.. كان ابو جراح يمتلك حوض سباحه بسيط جدا هو من اوجده في تلك الباحة الصغيرة.. كان يملؤه مائا كل صيف في احد الايام كي ينعشو انفسهم عن حرارة الشمس القاتلة.. وكان قبل ايام قد غطاها بعوامد من صفائح الالومنيوم وبدت باردة.. حتى ان الماء الذي جاب بطنها كان باردا ويجلب الراحة في النفس..
      طبعا النسوة لم يسبحن بذاك اليوم.. ولن يسبحن فيها ابدا.. لانها مكشوفه تقريبا ولكنهن كانن يستمتعن بخارجها بسباحة الرجال بها...
      خالد الذي كان أكثرهم فرحا بهذه البركة لم يهنأ بها إلى تلك الدرجة..فبهذه الخفقات التي تكسر صمت جسده عندما تترائى له فاتن وتظهر كل لحظه امامه.. كان يتضايق اذ ان معاملته لها بدت حميمة اكثر عن السابق.. وبدى حنونا اكثر .. والكل فسر هذا الشي على موقفها الذي اتخذته مع اختها بذاك اليوم.. لكن احد لم يكن يعرف ان خالد كان يظن ان فاتن قامت بما قامت به حبا له.. كم هو لجميل ان يحس الإنسان انه يحب.. ومحبوب..

      في يوم اخر قررت العائلة الصغيرة ان تخرج الى البركة.. والكل طبعا كان فرحا بهذا الشي.. وفاتن دعت رفيقتها مريم واختها نورة التي اعتذرت عن المجيء لكن مريم وافقت فقط بعد الحاحا وحلفا من فاتن عليها
      كانت تتجنب اللقاء بجراح الذي اصبح قاسيا ولا يعيرها أدنى اهتمام.. كم هو لحقير.. معتوه.. سأريه من هي مريم ..
      وبالفعل حضرت ومعها سلة مليئة بمختلف الوجبات الخفيفة.. وفاتن هي من فتحت لها الباب.. وكانت فرحة جدا برؤية مريم فهي كانت تكتفي بسماع صوتها في الهاتف وهذه أول مرة تراها من بعد يوم الامتحان
      فاتن وهي تفتح ذراعيها لرفيقتها: مريوووووووووم حمارة وحده وحشتييييني
      مريم: حمارة؟؟ معليه ,, ( ترد على عقبها مغادرة)
      تسحبها فاتن: ههههههههههههههههههه تعالي صج انج حمارة
      مريم: لا حمارة انا خليني بروح بيتنا..
      فاتن التي كانت ترتدي قميصا ملابسا مريحة وتبدو كالاجنبية بهذا المظهر..: لا فديتج محشووومة نا الحمارة اللي ماعرف استقبلج
      مريم بغرور وهي ترجع: أي خلج مؤدبة لا ارد بيتنا تراا السيارة للحين بره..
      فاتن: هههههههههههههههه شلونج حبيبتي شخبارج؟
      مريم واهي تقبل رفيقتها: ابخير حبيبتي انتي شخبارج؟
      فاتن وهي تشير بيدها يمينا وشمالا: شوي جذي وشوي جذاك
      مريم: لا زين عيل احسن منا.. انا على طوللل هنااااك.. ( تشير الى اليسار أي انه جهة الحزن)
      فاتن وهي تضمها: ماعليج عمري انا حاسة ان اليوم بتروح يدج لليمين اكثر..
      مريم: تهبين والله تخسين.. مابي اشوفه
      فاتن: وانتي ماتستحين شعبالج انا شنو باخذج لاخوي يعني.. يهبى والله جراحوو ما يلقى خيرج يام الخير..
      مريم: ياويلي من هالتقردن كله..
      فاتن وهي تضحك بقوة: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يعلللج والله وحشتني..
      بخطوات من دخولها للمنزل نادى بوق السيارة التي كانت واقفة مريم.. التفتت مريم لها وهي تمد يدها بالسلة لفاتن: خذي هالسلة بشوف شيبي مساعد..
      ازدادت دقات قلب فاتن عندما سمعت بالاسم.. مساعد.. هو من اوصلها.. يا الهي من هذا الانسان الذي يبعثر مشاعري يمنة ويسرة بمجرد سماع اسمه.. لم اذكره ابدا من بعد يوم الامتحان الا عندما ذهبت لاتصل في مريم.. وها هو واقف امام منزلنا..
      أخذت فاتن السلة من مريم التي هرعت لترى اخيها.. كان مساعد قد خرج من السيارة كي يحصل على فرصة ليرى فاتن فيها.. لم يستطع ذلك وهو في السيارة لذا خرج منها..
      كان يرتدي قميصا بلون البحر و بنطلون بلون الحليب كان مظهره يوحي بالصيف وشعره الخفيف لا تهبه النسمة بل لا تحركه.. والنظارات هي نفسها التي تغطي عينااه.. لم ترى عينيه الا مرة واحده.. ولا تتمنى ان تراها مرة اخرى..
      قبل ان ينظر الى اخته رفع نظره الى مسارها الذي اتت منه ليرى فاتن واقفة وسرعان ما اختبأت عندما رأته خلف الباب .. ما باله هذا ينظر الي هكذا
      ]مريم: خير مساعد شفيك؟
      مساعد وهو يتلفت يمنه ويسرة وكانه يبوح بسر خطير: اذا خلصتي دقي علي انا باخذج
      مريم: لا ماله داعي لؤي متخمر هني اربع وعشرين ساعة بخليه اهو اللي يوصلني
      يوجه نظراته النقمة لها: قلت لج دقي علي انا باخذج علامج ما تفهمين
      مريم: زين زين عاد.. كلتني بقشوري.. (بخفة ظل) قشرني عاد
      يضرب على كتفها بخفه لكن كان من إثرها ان أزاحتها عن مكانها: عن الخفة الزايدة لا تطيرين
      تضمد على كتفها الذي المها وبصوت خافت: يالدب..
      لم يسمعها مساعد ولكن ركب سيارته .. نظر الى الباب مرة اخرة ورأى فاتن تطل عليه وعندما لاحظت عيناه دخلت مرة اخرى.. ابتسم مساعد وتحرك في سيارته الفارهة مبتعدا عن تلك البقعة وهو مجبووووور

      فاتن وهي ترى رفيقتها تعود ادراجها وهي تمسك كتفها.. انتظرتها حتى تصل.. الا بوجه رفيقتها يتجمد وتقف خطواتها..
      استغربت فاتن والتفتت الى ما تنظر اليه رفيقتها.. ورات اخيها جراح واقف هو الاخر..
      فاتن: هلا جراح..
      جراح وهو يجاهد بابعاد عينيه عن مريم: فاتن امي تسالج وين فتاحة المعلبات؟
      فاتن: في الدرج اللي يم الفرن..
      جراح يشيح بعينيه عن اخته ليلاقي مريم: شلونج مريم شخبارج
      مريم بنظرة معتمة: ابخير...
      جراح وهو يحك راسه ورجله تتحرك بعصبيه: عاش من شافج
      مريم: عاشت ايامك..
      جملها كانت مقتضبة وتدل على الظيق.. اما جراح فكان لون وجهه يتغير بتغير الجو.. كان مبهتا وعندما تحدث كان محمرا.. والااان.. مصفرا.. العجب.. اهذا تاثير مريم على اخي جراح..
      جراح بتهكم: على الاقل يبتي ماجلتج وياج.. يالله فتون دخلي عن الحر.. واللي يبون ينقعون بكيفهم

      قالها ودخل من بعدها وهو معصووووف الوجه.. لابد وانه غاضب من طريقة مريم في الكلام معه.. لكنها غريبان.. لم كل هذا النفور
      مريم وهي ممتعظه وتمد بشفتيها يمنه ويسرة: خلينا ندخل... ( وهي تسحب السله) لا ذوب الحين..

      دخلت مريم ووجهها مكفهر .. لم تكن مستعدة لتلك المنازلة البسيطة بينها وبين جراح.. هي تحبه حقيقة ولكن.. تكره معاملته لها.. وتسمع من اخيها ما لا يسرها ابدا.. فجراح.. معشوق الفتيات.. ولا يتوانى عن محادثتهن

      فاتن في غرفتها مع صديقتها بعد ان سلمت على اهلها..
      فاتن وهي تتربع على سريرها: مريوووووووووم حياتي خلج منه هذا حمار لا يكون اول مرة
      مريم وهي تقضم ضفرها: لا فتون مو اول مرة.. بس تدرين... وحشـــــــــني الحمار.. من زمان ما شفته.. ويوم شفته... انقــــــــــهرت.. خصوصا وانا اسمع سوالفه عن لؤيووووو
      فاتن : ما عليج منه .. تجاهليه انتي
      مريم وهي تعقد حاجبيها: شكلي انا غلطت يوم ييت بيتكم.. والا انا ناقصة يعني ناقصة عوار قلب..
      فاتن: لا والله.. ( وهي تضع يديها عند خصرها) سكتي سكتي بسرعة لا ما تشوفين خير .. حمارة وحده ما تحترمين احد.. ما تفكرين في غيرج.. ما تفكرين في فاتن اللي اشتاقت لج يام حمار من اخر يوم امتحانات وما شافتج بس تسمع صوتج اللي جنه نهيق؟..
      مريم: هااااااااااااااااا.. نهيق.. تعالي يالقردة خليني اوريج النهييييق على اصوله
      وجلستا تتضاربان وتمزحان مع بعضيهما.. الى ان انفرج خاطر مريم وابتعدت غيوم الحزن عنها.. وظلت مرتقبة لقائها الثاني مع جراح..

      بشاير ابنه الجيران تدق الباب عليهما
      بشاير: فتوووووون.. فتوووون خالتي تبيج تحت
      فاتن: هههههههههههههه ها بشاير شفيج
      تفتح بشاير الباب ونظراتها السميكة تتدلى على خشمها: فتوون خالتي تبيج تحت.. اتقول لج بسج انتي ومريم وتعالو اشتغلو وياها..
      مريم: وييييييييييييي طالع هذي..
      بشاير: هذي انتي.. انا اسمي بشاير..
      مريم: هههههههههههه والنعم.. ياحيييييي شوفيها تشابه اختها موووووووووول ههههههههههههههههههههه
      بشاير بنققمة: بياخه بنااات.. يالله فتون لا تتاخرين
      فاتن: ان شالله حياتي الحين نازلة..
      تضرب رفيقتها على الكتف الذي ضربها مساعد منذ قليل : يالله ننزل
      مريم وهي تمسده: يعللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللني.. انتو شفيكم على هالجتف.. لا يكون ناوين عليه بالحطام.. يعلكم والله
      فاتن: ههههههههههههههههههه شفيج انتي الحين
      مريم : انتي الحين طقيتيني ومارد المصباح طقني مساعة بعد.. منو بعد باجي..
      فاتن: زين انا ما هوست عليج بس طقيتج عادي خفيفه. وبعدين منو المارد هذا؟
      مريم وهي تنهض: مساعد في غيره مارد بعد..

      صمتت فاتن عندما جاء ذكر مساعد على اذنها.. مساعد مساعد.. ما هذا الحضور الغريب له.. ما اغربه هذا الرجل..
      مريم وهي تخرج.. وتعيد الدخول إلى غرفة فاتن: يعني انزل بروحي؟
      فاتن وهي تلتفت لها: همممممم
      مريم: شفيييييييج.. يالله ننزل خالتي تناديج..
      فاتن: اوكيه بغير ملابسي وبنزل..
      مريم بنظرة غبية: وانا انزل يعني بروحي؟
      فاتن: زين مريم انتي مو غريبة
      مريم: وان شفت اخوج.. لا اوكلج هالجوتي..
      فاتن وهي تغلق الباب في وجه رفيقتها: جبيييييييييييييييييي

      وتقفل الباب وهي تغير ملابسها ومريم التي لم تكن تضمر في قلبها أي لقاء مع جراح بقيت عند الباب تنتظر ان تخرج فاتن.. وعندما خرجت فاتن نقمت عليها والاخرى ضحكت عليها...


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    7. #22
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      كان المطبخ يمووووج بالناس.. كلهم كانو هناك.. جراح, خالد, ابو جراح, عبد العزيز, مناير, بشاير, وحتى خالتها عزيزة.. التي عندما رأت فاتن تهلل وجهها
      عزيزة: هلااا فتوووووونة شلونج حبيبتي
      فاتن تقبل خالتها: ابخير خالتي انتي شخبارج؟؟
      عزيزة: الحمد لله اوكية.. ها شلون صحتج الحين ان شاء الله احسن
      فاتن تورطت.. ماذا ترد على خالتها.. لم تخبرهم عن ذاك اليوم بالمدرسة ولا تريدهم ان يعرفوا لانها لا تريد الكذب عليهم: احسن الحين الحمد لله الا اقوللج خالتي تعالي وياي شوي

      الكل كان منشغلا فلم يعبئ بحوار عزيزة وفاتن لكن خالد لم يكن مثلهم.. فهو بحضور فاتن ترتبك حواسه كلها.. و " راداراته" تتصدر كل تحركاتها وكل كلمة تنبس بها شفتاها.. يا ترى لم سالتها الخالة عزيزة عن حالتها الصحية؟؟ اكانت معتلة؟؟؟

      في الصالة
      فاتن: خالتي مابيج تقولين لامي شي عن هذاك اليوم انا ماقلت لها مابيها اتخرع
      عزيزة بنظرة قلق: ليش انتي فيج شي فاتن؟؟؟ ليش تبين تغبين عليها؟
      فاتن: لا مافيني شي سلامتج مابيها تخاف بس.. كفاية منوور وعمايلها السودة ما يحتاااج انا بعد ايي واضيق على امي
      عزيزة تبتسم: فديتج والله يا فتون.. عمرج مافكرتي بحالج هلج دومهم يسبقونج..
      فاتن تبتسم لخالتها: يالله الحين خلينا نرد
      مريم: لا تمي تمي اكثر.. موقفتني جني صمنديقه هني.. انا ارد بيتنا احسن
      فاتن بحنق: يالله عااااااااااااااااااااااد بس وايد دلعتج انا اليوم.. شكلج ما بترتاحين الا لما اصطرج
      مريم التي عرفت بأمر فاتن مع مناير بذاك اليوم: لا يبا شكلج تعودتي.. عيب ترى الكف اهانة..
      مناير التي خرجت هي تحمل صحنا مشكلا بالخضراوات: قوليلها... علميها يا مريم.. خليها تفهم..

      فاتن التي مازالت تلوم نفسها على موقفها من اختها التي لم تسامحها.. تكلمها ولكن.. بغرور ورفعة نفس..

      تتمختر مناير امام الكل وهي تخرج الى الباحة لتضع الاكل بجنب بركة السباحة..
      مريم: ههههههههههههههههه مسكينة فاتن ما اتحمل هالمواقف
      فاتن وهي تمتعض: سكتي عني والله جايسني هممممممممم؟؟.. عوذ بالله منه.. واهي راسها يابس ماتسامح بسهولة ياربي شلون اراضيها؟
      مريم: وانتي من صجج اهي الغلطانة يبا خليها اهي اللي تييج وتستسمح منج..
      فاتن: يعني حتى خالد اللي هي غالطة عليه تكلمه عادي الا انا يعني .. اقول مقرووودة من الولادة.. حق شرعي في القرودة..
      مريم: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه حسبي الله على بليسج
      فاتن التي بدت حزينة بضحكة رفيقتها الرنانة ضحكت معها وتحول عبوسها الى اشراقة جميلة
      جراح الذي كان واقفا عند باب المخرج الخلفي للمنزل ظل واقفا ينظر الى مريم التي كانت تضحك باشراق ووجهها يوحي بكل معاني الطفولة والبراءة.. احس بالغيرة عليها.. لان خالد كان معه ايضا وعندما ضحكت فاتن معها كانت اشارة من الله
      جراح بعصبيه: بسككككم من الضحك فضحتونا.. بس شاقين الحلووووج ومستانسااات.. عنبو هالويووه
      فاتن: والله نضحك ونوسع سدرنا ليش الهم والكدر بعدنا شباب.
      جراح وهو يشيح بصره عن عيني مريم اللتان قاربتا على اختراق روحه كالرصاص من حدتهما: بنات اخر زمن..
      قالها وهو يخرج... ومريم التي بدت على اشد الانزعاج.. لكنها لم تنبس ببنت شفة.. معتوه.. لابد وانه قد مات من الغيرة
      فاتن: ما عليج منه الغيرة وما تسوي..
      مريم: مالت عليه..
      فاتن تنظر في وجه رفيقتها.. وتبتسم بدهاء: شرايج؟
      مريم: بشنو؟
      فاتن تسحب رفيقتها...
      مريم: فتوووون وين رايحة الله يهداااج..
      فاتن واهي تسحبها وتارة تلتفت لها وتارة اخرى توجه بصرها لامامها: خلينا نلعب بالماي قبل لا يحجزون التسلية عنا...
      مريم: مينووووووووووووووووونة فتون شصار فييييييج
      فاتن: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الدنيا يومين يا مريم

      في الحديقة الخلفةي كان معظم الاولاد هناك.. ابني عزيزة مع عبد العزيز يلعبون بالكرة.. وخالد جالس وهو يعد معدات الشواء.. وهو يزيت اللحم.. ومن كثرة الارهاق احس بالاختناق فاخرج انبووب الهواء الذي يضخه في فمه حتى تتسع مسالك التنفس لديه.. واذا بالكرة قد طارت من على رأسه فاخفضه تحت..
      وبنظرة حانقة الى عبد العزيز: يالتيييييييييييييييييييلة يالهييييلق انت.. شوي واتكسر راسي؟؟
      عبد العزيز: مو انا هذا ايمن غبي ما يعرف اشوووووت الكورة
      ايمن: انا ولا انت؟؟ مسوي روحك علاء حبيل
      عبد العزيز الذي سرعان ما ينحرج: انا اسوي روحي.. يالخايس لحظه لك..
      وبدء الولدااان بالمعركة رقم 1000 من حربهما الضارية.. لا يجتمع عبد العزيز وايمن الا وقد تقاتلا حتى يسيل الدم منهما.. ذهب خالد لهما واهووو النحيل يحاول ان يبعد بين هاذين السمينين..
      خالد: بس عاااااااااااااااااد.. بس .. لوعتوو جبدنا...عزوز روح شوف الكورة وين راحت
      عبدالعزيز: اهووو راح اهو اييبها
      ايمن: روح انت يا علاء حبيل
      عبد العزيز بين يدي خالد: يالحيوااااااااان..
      خالد وهو يمسكه ويجاهد في امساكه: بسسسسسسس يا عززووووز يعلك الحوومة في بطنك.. تم هني وان تطاققتوا لا شققكم بالنص... سامعين... يعلكم رجيم صارم
      وذهب خالد عنهما وما ان غاب حتى عادت الايدي في التشابك والضرب..

      خرج خالد بحثا عن الكرة .. ولم يجدها.. تلفت يمنه ويسرة.. ولم تكن موجودة.. جلس كالقرفصاء على الارض ينظر من تحت السيارات علها اختبأت هناك لكن لا اثر لها.. اين ذهبت يا ترى..
      فقد الامل في العثور عليها.. وعاود ادراجه نحو المنزل.. الا وصوت ناعم انثوي او طفولي بالاحرى يكلمه
      سماء: تدور على هالتمبة؟
      التفت لها خالد وكانت عينيه تضيقان بالنظر ناحية هذه الفتاة؟ وما ان رأها جيدها حتى رأى ماكانت مرتدية.. يا للهوووول
      خالد بكل عفوية: من انتي؟؟؟؟
      سماء بدهشه: انا.. سماء... هذا بيتنا.. انت من؟؟
      خالد: انتي اخت مشعل؟؟ ووهو ياشر ناحية القصر..
      سماء تهز راسها: أي... تعرف اخوي؟؟..
      خالد وبدى بعصبية عفوية جدا: انتي شلابسه؟
      دارت عيني سماء حول نفسها.. ما باله هذا.. ما شأنه: شلابسه؟
      خالد: عيب يبا عيب.. روحي لبسي لج شي يستر
      سماء بدت بالحنق والاحراج البالغ منه.. و ما كان منها الا ان ترمي الكرة له وتعاود الدخول للمنزل...

      خالد: هي احاجيج....
      سماء وهي تلتفت ويلتف معها شعرها الذي كان على تسريحة ذنب الخيل: مالك شغل..
      واسرعت في خطاها الى ان دخلت المنزل.. اما خالد فبقي مكانه مندهشا.. ما كانت ترتديه تلك الفتاة؟ يا للهووول.. اين اهلها عنها...
      سماء كانت مرتديه قميصا رياضيا يظهر ذراعيها تماما وفتحة كبيرة يتخلل منها ظهرها وصدرها.. وجسدها الرشيق ممشوق ببنطلون جينز ضيق يصل الى اسفل ركبتها.. وكان بطنها ظاهرا قليلا وكانت لا تبدو عربية ابدا.. كانت كالاجنبيات.. اللواتي لا يعرفن الحشمه.. و ما اشد المصيبة فهي اخت مشعل.. لم يبد على مشعل كل هذه الحرية.. فما بالها اخته قد جنت... الحمد لك يارب على نعمة الستر..

      سماء التي دخلت المنزل وهي حانقة لتواجه والدها
      سماء: يبا؟؟؟؟؟
      ابو مشعل يجيبها وهو ينظر الى الجريدة التي امامة: هلا بابا؟؟
      سماء: يبا طالعني؟؟
      رفع اب مشعل عينيه الى ابنته: علامج بابا؟
      سماء باحراج وهي تذكر نظرة الفتى الذي كان بالخارج لها: فيني شي؟؟؟
      ابو مشعل: فيج كل العافية؟ ليش شفيج؟
      سماء: مو فيني انا .. ( تاشر علىملابسها) ملابسي فيها شي؟؟؟
      ابو مشعل وهو يحس بالملل من ابنته: يبا ماعندي وقت لهالسوالف
      سماء بحيرة: يبااااااااا.. جاوبني فيها شي ملابسي
      ابو مشعل بقله صبر: بابا انتي كل يوم هذي هي ملابسج نفس الاسلوب شفيج اليوم امشككة.. شصاير؟
      لم تستطع سماء ان تقول لوالدها ان الفتى قد احرجها بسؤاله.. ولكنها... احست بالحنق.. لم يعلق احدا يوما على لبسها.. حتى اخيها مشعل الذي عرف بالتزاماته التقليدية.. فمن يكون هذا المعتوه لكي يوقفني بالشارع ويسألني عن ما البسه.. معتوووه سخيف..

      دخل خالد المنزل وهو يحك رأسه هولا مما رآه.. لقد جنت الناس.. يلبسون بناتهن ما يخل بالشرف.. وتلك الغبية.. سعيدة بما ترتديه.. وكم كانتفرحة (هل هذه كرتكم) غبية.. ولكن مشعل؟؟ لم هو صامت عن هذه الاخت.. وما ترتديه؟؟؟
      انتبه خالد لنفسه؟؟ هي ما بالك يا رجل.. ما عليك ما ترتديه تلك الفتاة او لا ترتديه.. لا شان لك بالناس.. ابق ضمن حدود ولا لو كنت مكانه لما سمحت لاحد بالتكلم عن اخواتك بهذه الطريقة
      يرد على نفسه: ولكني لم اكن اولا لاسمح لاخواتي بان يرتدين مثل هذه الملابس كي لا اجلب الكلام لنفسي.. يااااااااااااااه يا لحشريتي.. دائما اضع الامور نصب انفي تخصني او لا تخصني
      وعلى هذا الحال دخل خالد المنزل وهو لا يزال يفكر.. الا بوجه فاتن يستقبله بمرح
      فاتن: وينك انت؟
      خالد وهو يطرد السرحان عن نفسه: هاااا
      فاتن باستغراب وهي تعقد ذراعيها: خالد.. شفيك؟
      خالد انتبه لها اخيرا: هلا .. ( انها فاتن) هلا والللللللله هلا وغلااااا شلونج بنت خالتي. عساج ابخير
      فاتن بغرور: ابوي يبييك في الحوش روح له..
      خالد برومانسية: بس.. كل هذا؟؟ ما تامريني على شي ثاني
      فاتن: يوز لا اكسر لك هالبوووز
      خالد: فدااااج كسريييه
      فاتن بقلة صبر: اوووووه مينون واحد..
      يضحك خالد على فاتن ويغني لها.. بالهندي: اري اووو ميري جانيمان.. ههههههههههههههههه

      حملت مريم طبق الحلوى الخفيفة التي اعدتها ام ايمن خالة فاتن وهي تمشي ببطئ كي لا تسقط من يدها.. تعرف نفسها.. لا توازن لها ودائما ما تسكب ما بيدها .. فتوانت بالمشي وهي تتخطى كل عقبة امامها.. وعندما وصلت للباحة الخلفية ابتسمت لانها وصلت سالمه.. الحمد لله.. للتو كانت ستضع الصحن الا الكرة تقفز لوجهها وهي بصدمة تجمدت مكانها لتطأ على وجهها وترجعها للخلف والطبق طار من يدها اما هي فطارت ايضا الى الخلف لتسقط على الارض بقووو ويرتطم رأسها باحدى العتبات..

      جراح يصرخ على عزيز وهو يهرع ناحية مريم: يالحيوووووووااااااان
      عبد العزيز الذي كان خائفا: مو انا ايمنووووووو
      جلس جراح بالقرب من مريم التي كانت تان بخفة من ضدة الضربة التي اصابتها.. : مريم .. تكلمي.. فيج شي؟؟؟ شي يعورج..

      انت مريم بانت ووضحت وهي تنادي فاتن.. والخبر الذي سرى بالمنزل اوصل فاتن لعندها هي تمسك على قلبها.. صديقتي المسكينة ماذا جرى لها

      فاتن تجلس بجنب مريم واهي تعاين وجهها بخوف: ريموووووووووووو حبيبتي شفيج؟.. علامج؟؟

      مريم وهي تحاول ان ترفع نفسها وجراح الجالس البعيد عنهم قليللا يوضح الموقف

      جراح: هالحيوانين رمو الكرة عليها اوهي ما انتبهت.. (تتغير نبرته الى التانيب والعصبيه) يعني انتي ليش ما تالطعين جدامج قبل لا تمشين
      مريم التي استوت بجلستها وهي لا تستطيع ان ترى جيدا لاثر الضربه القوية

      اتت ام جراح مع ام ايمن وهن يجلسن عند مريم.. فور حضورهن قام جراح من مكانه وهو يتحرك بعصبية في مكانه.. يا الهي ارجو ان مكروها لم يصبها.. مع اني اشك.. الضربة قوية جدا.. كان خائفا وخوفه يظهر بالتوتر والعصبية, والاشمئزاز

      ام جراح تناولها الماء لتشربه: شربي يمه مريم اسم الله عليج..

      مريم كانت جالسة عند فاتن وهي تشرب الماء لكن قلبها كان مرتعدا.. لا ترى جراح ولكنها تحس بشراراته تتطاير بالجو.. ما باله عصبيا هكذا وكانني انا من ضربته وليس اخوته.. تركت الكاس ولكن فاتن ارغمتها على شرب المزيد

      مريم : مابي فتونة.. بس خلاص..
      فاتن: لا شربي عن الروعة.. شربيه...
      رشفت مريم قطرة اخرة وابعدت الكاس عن نظرها.. وفور وقوفها داهمتها دورة خفيفة هزت جسدها وارعدته..
      فاتن تمسك يد مريم: بسم الله عليج مريم ..(بخوف) انروح المستشفى؟
      مريم وهي تبتسم باحراج: لا ما يحتاج شكووو انا طايحة على تيزاب. لا بس.. ابيج اتدقين علىمساعد قوليله اييني..
      فاتن: زين ارتاحي في غرفتي لا تروحين
      مريم وهي تترجا فاتن بصوت خافت عن الامهات: فاتن تكفين.. ما استحمل نظراته.. رحميني عاد
      فاتن التفت لاخيها الواقف ووجهه مكفهر .. وكانه سمع كلام مريم.. ولاول مرة ترى فاتن العذاب على وجه اخيها .. يا الهي.. انه بالفعل مغرم بها..
      فاتن تهز راسها موافقة: ان شالله انتي بس تعالي وياي داخل وكل شي بيصير اوكي..

      مريم امسكت يد فاتن وعبرت الباب الخلفي وهي تمر بجانب جراح الذي لم يستحمل قربها له فيقوم بشي مجنون ابتعد عنها وخرج من المنزل..
      اجلست فاتن مريم على الكرسي وسحبت الهاتف لتضرب رقما مريم كانت تلقيه عليها..

      مريم التعبة ارخت راسها على الكرسي وهي مغمضة عينيها.. وفاتن التي تنتظر ردا تنظر اليها بشفقه

      الا ان اتى ذلك الصوت الرعد ليضرب كل شي ببعضه بداخل فاتن
      مساعد: الووو
      فاتن: ال.. السلام عليكم..
      مساعد باستغراب ولكن بحرارة غريبة تسري في حلقه: وعليكم السلام.. يا هلا
      فاتن: اخوي.. انا فاتن بنت سعود الياسي
      مساعد لم يصدق اذنه وربما لم يسمعها جيدا: نعم؟؟؟
      فاتن باحراج تكلم مريم: مريوووم مريموووو..
      مريم: فتوون سكتي عاد خليه اييني بسرعة تعبانه
      فاتن بحيرة: اخوي. انا فاتن الياسي.. ارفيجه مريم
      مساعد وهو يكاد يطير فرحا: يا هلا والله.. امري
      فاتن: ما يامر عليك عدو بس.. مريم قالت لي اتصل فيك وعطتني رقمك عشااان هالسالفة لانها شوي تعبانة

      يا لغبائي.. ما شأنه هو بكل هذه التفاصيل..

      مساعد الذي كان يبتسم من سذاجه فاتن: تعبانه؟؟ من شنو؟
      فاتن: طاحت .. (وهي تنظر لرفيقتها) طاحت مساع عندنا وراسها عورها شوي وتبي ترد البيت.. بس انا اتمنى لو انك تاخذها المستوصف قبل.. يمكن حاشها شي واهي ما تبي اتكلم
      مساعد: مسافة الدرب وانا عندكم... لا تحاتين فاتن

      فاتن انقبض قلبها.. كيف يلفظ سمي هكذا بكل تملك.. فاتن.. لا اختي ولا شي من هذا الاسلوب.. فاتن وفقط؟؟

      فاتن وهي تسرع باقفال الخط: مشكور اخوي.. (تصر على كلمة اخي) مع السلامة
      مساعد بصوت آسر: الله يسلمج..

      اقفل الخط عنها قبلها.. وبهذه الطريقة سلبها حتى حقها في ان تكون اول من تغلقه كي لا تبين له أي شي خاطئ.. ما باله هذا الانسان؟؟ لم يتصرف بهذا التملك... غريب فعلا..

      مريم: ها شقال؟
      فاتن وهي تلتفت لرفيقتها وهي تقضم ضفرها(حركتها المعتادة عند توترها): الحين بييج.. مو متاخر وايد.. (تمسك يد رفيقتها) شخبارج انتي؟
      مريم: سكتي والله رااااسي بينفجر علي.. عنبووو لاب الفشلة ولا العوار.. صج يعني لو فيني حيل جان وريتج في هالتمبة واخوانج..
      فاتن تضحك براحة لان رفيقتها كما يبدوو لم تتاذى كثيرا لان روحها القتالية عادت لها: ههههههههههههههه اسممممم الله عليج ربي حافظج يا عيوني يالريم عاد اخواني شكو.. اهما ايمن ولد خالتي وعزوز يعني اللي سووو فيج العملة
      مريم وهي تضع يديها على خصرها: لا والله.. واخوووج الثاني البايخ.. ما احرجني جدامج وجدام الكل.. الا انتي عميه ما تشوفين..
      فاتن: ههههههههههه ما قال جذي لا تفترين على اخوي.. بالعكس.. انا حسيت ان جراااح وايد تاذى من طيحتج.. اكثر منج ..
      مريم: تكفين انطمي.. اخوج هذا لووووح ما يحس..
      فاتن: لا انتي بخير بتصل في اخوج يخليج هني اكثر
      مريم بصدمة: لااا انا تعبانة شفيج خليني ارد البيت
      فاتن: لسانج مو تعبان اشوفه؟
      مريم تتظاهر بالتعب وتضع راسها على حافة الكرسي: لا والله تعبانة فتووون.. شوفيني.. جني من المعذبوون.. راسي ايعورني.. لحظه.. من انتي.. فقدت الذاكرة.. يا ربي
      فاتن: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه خايسة وحده


      لم تصر فاتن على مريم بالبقاء لانها تعرف ان سببها قوي وحجتها اقوى.. هي لو كانت بهذا الموقف لما كانت قادرة على الاستحمال.. مسكينة مريم.. تحب جراح ولكها تكابر هذا الشعور .. حتى جراح.. كم هما مغرورين.. لا يعرفان ان بالحب لا مكان للتكبر والغرور...



      مرت دقائق الا ووصل مساعد.. لم يكن بداخل السيارة بل وقف مع جراح يسلم عليه.. وينتظر مريم لكي تخرج له.. الا وقد ظهرت المسكينة والضربة اعيتها كثيرا.. كانت فاتن تمشي بجنبها.. وجراح وقف بعيدا عن الاخ واخته..

      مساعد: علامج مريم؟؟
      مريم وهي تحس بدورة: يود يدي.. والله احس اني بطيح
      امسك مساعد يد اخته بقوه وسحبها من يد فاتن التي كانت تحادثها بلا هدى: مريم بس توصلين البيت اتصلي فيني؟
      مريم: ان شالله فتونه امسامحه حبيبتي خربت عليكم اليوم
      فاتن بحزن: لا تقولين هالحجي لا تزعليني منج..
      مريم تقبل رفيقتها واخيها ما يزال يمسكها: فديتج والله بتصل فيج..
      فاتن: في امان الله حبيبتي

      ابعدت فاتن عينيها عن رفيقتها لترتطم بعيني ذلك الرجل.. وبدت نظرتها له استجوابية.. لكنها لم تحصل على شي منه.. فنظاراته كانت تخفي أي شعور قد يتخلج عينيه..

      مساعد: سلمي على بو جراح... وادخلي البيت عن الشارع
      هكذا كلمها... اثلجها بهذه الكلمات الباردة المتسلطة.. كانت عادية كاي احد قد يقولها.. لكنها بدت في خاطرها كالامر..

      لم ترد عليه وغادر عنها مع اخته... ابتعد عن المنزل وفاتن مازالت واقفه عند الباب... مستغربة منه.. هزت راسها وكانها تنفض هذه الافكار عن راسها.. لا داعي لكل هذا التساؤل.. كلمها كما يكلم الاخ اخته .. وعند عودتها للمنزل رات من يسر نظرها..

      كان مشعل

      وفور رؤيتها له ابتسمت..

      لكن هو.. لم يبد على وجهه أي اشارة على الفرحة.. كان حانقا.. ولم يهديها ولا نظرة من نظراته المحببة.. يا ترى.. ما به

      اغلق سيارته ونظرة اخيرة سلم على جراح ملوحا ودخل.. تاركا فاتن بحيرة كبيرة.. ؟؟


      ياترى ماذا جرى على مشعل كي يبدي كل هذا النفور من فاتن


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    8. #23
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      مرت الايام سريعة على فاتن وهي لا ترى مشعل ولا تسمع عنه شيئا.. راته مرة واحدة فقط منذ ذلك اليوم وعندها .. اختفت كل اخباره عنها.. حتى اخيها جراح الذي لم يقر في المنزل وخروجه اصبح شيئا معتاد..



      مناير كانت جالسة في الباحة الخلفية مع امها واختها.. تلعب بتلك المسجلة الهرمة لتبحث عن اذاعة لكي تطرب نفسها بها
      ام جراح: بسج عاد من هالبربسه مانبي اغاني الناس تبي ترتاح
      مناير: اوووووووو يمه في اغنيه يديده لعاصي ابي اسمعها اكيد بحصلها هني
      ام جراح: واقردي عليج.. انتي علامج خبصة لا تشغلين اغاني منوور
      مناير تترجى امها: يمه عاد تكفين بليز يمه بلييييز لازم اسمع هالاغنية


      الا وسماهر ابنه الجيران تطلع عليهم: السلام عليكم
      الكل الا فاتن السارحة: وعليكم السلااااااااام
      مناير تهرع لرفيقتها: سهوووووور اغنيه عاصي باي محطه سمعته بشاير؟
      سماهر وهي ترص نظارتها بالقرب من عينيها: مادري..
      مناير: اووووووف.. زين تعالي قعدي يمي بسمعج اياها
      سماهر: ماقدر اقعد.. لان الحين بنسافر؟
      انصدمت مناير وام جراح وفاتن أيضا؟
      مناير: وين رايحه؟
      سماهر: ابوي بياخذنا لباجي الصيف البحرين.. فبيت اخته..
      مناير بحزن: وليش ما قلتيلي.. توج الحين متفضية تخبريني
      سماهر بحزن: انا بروحي ماكنت ادري.. قلت له مابي اروح قال ماكو احد انخليج تقعدين وياه
      مناير: لا ابووووووووووي بتقعدين وياي.. وينه عمي.. شلون يفصل روحي عني شلووون
      ام جراح: منوووووور عقلي
      مناير: يمه عاد تكفين الا سماهر ماقدر اكمل الصيف بلياها..
      ام جراح: اصلا في شي انتي تقدرين تكملينه بلياهاا...
      سماهر: خالتي تكفين خالتي كلمي امي تخليني عندكم
      ام جراح باحراج: يمه سماهر بيتكم ما بيرضون ودام ابوج قاللج شي مشي عليه .. ما يصير تقعدين عندنا
      سماهر ومناير يجلسن عند ام جراح: تكفيييييييييييييييييييييين يمه / خالتي
      ام جراح: والله بتفشلوني انتووو
      فاتن: يمه كلميه ما بتخسرين شي
      ام جراح بدهشه: انتي بعد يا فاتن.. يا بنتي مادري .. اخاف ابوج ما يرضى بلعد
      سماهر: لا عمي ايحبني خالتي رحي كلمي اميييييي
      ام جراح تنصاع لهن: اروح وامري لله..


      بذهاب ام جراح لبيت ام بدر كانت فرصة لفاتن ان تخرج من دائرة الهم التي اجتاحتها منذ ذلك اليوم.. لكن.. انا لن اذعن ولن ارخي راسي.. كما عاملني سأعاملة.. وهذا الشي ساثبته مع الايااام..


      دخلت المنزل وهي تتمطط مللا.. للتو ستدخل المطبخ الا خالد يناديها من الباب الرئيسي: فتوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووون
      التفتت فاتن وهي جزعة.. ما باله خالد يناديها هكذا..

      ذهبت عند الباب لتراه لكن لم يكن هناك.. فتحتحه لترى والدها محمووولا بين ايدي جراح ومشعل وخالد النحيل الذي لم يكن يشترك بشي..
      وقفت وهي متجمدة مكانها لهول الموقف.. كان والدها غائبا عن الوعي ولكن شيء ماا يقطر من راسه.. انها الدمااء.. يا ويلي.. يا حسرتي عليك يا ابتي..

      يفتح خالد الباب وهو يبعد فاتن المنصدمة عن دربه.. يدخل جراح ومشعل الوالد الى الصالة


      فاتن وهي ترتعد: ليش يايبينه هني..
      جراح بعدما القى والده على الكرسي: اتصلي في الاسعاف اغير هدومي وراد.. بسرعة فاتن
      يخرج مشعل وهو يمر عندها وهي لا تراه.. لا ترى شيئا غير والدها الملقى.. وخالد اسرع ناحيته... يمسك بيده ويضغط على الجرح...
      خالد: فتون اتصلي بالاسعاف اشفيج. وينها خالتي
      فاتن لا تعرف ماذا تفعل تاشر على يمين المنزل.. أي بيت الجيران..
      خالد: اتصلي فاتن علامج؟؟؟

      اسرعت ناحيه الهاتف لتتصل.. وعندما وصلها الخط انربط لسانها لا تعرف بما ترد.. امسك خالد الهاتف عنها وتكلم ليطلب الاسعاف...


      بعد دقائق


      نزل جراح من الاعلى وهو ينتفض مكانه.: فاتن وين امي؟
      فاتن: في بيت ام بدر( صوتها كانت هادئا جدا لهذا الموقف)
      جراح يمسك اخته من يديها: فاتن علامج؟؟
      لم تتكلم فاتن وكل الذي جرى انها هوت بين يدي اخييييها.. مع دخول مشعل للمنزل من غير استذان ليعلهم بقدوم الاسعاف..
      جراح: فاااااااتن
      خالد هرع ناحيه جراح: وين انلاقيها احنا اليوم
      مسك جراح اخته بقوة وادخلها المطبخ.. لم تكن فاقدة الوعي ولكنها كانت تترنح.. فهي لم تاكل جيدا باخر الايام وكان الهزال ظاهرا عليها.. اجلسها على الكرسي وهو يثبتها: فتووون ابيج قويه علامج شربي ماي شربي

      شربت فاتن من الماء الذي احضره خالد لها .. ومشعل واقف عند الباب وهو خائف.. وبنفس الوقت.. غيور من جراح وخالد لانهما يهتمان بها وهو لا يستطيع ان يفعل شيئاً


      ولكي يبعد هذا الموقف الذي ازعجه: الاسعاف وصل..
      جراح: خالد حط بالك عليها انا بروح ويا ابوي.. وان يات امي انت ييبها
      خالد: ماعندي سيارة
      مشعل: انا اوديهم لاتحاتي


      خرج جراح من عندهم في الصالة ليرى المسعفين قد دخلو ورتبو امور والدهم على السرير المتحرك وحملووه معهم لداخل السيارة وجراح يتبعهم..


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    9. #24
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      اهل المنطقة تجمهرو لصوت الاسعاف ومعهم ام جراح .. وارتعدت فرائصها عندم راته بالقرب من منزلها.. اسرع بالمشي مع مناير وسماهر وهما فرحتان لان ام بدر وافقت على بقاء سماهر بمنزلهم..
      خطاها كانت خفيفة ووصلت للمنزل لترى اب اولادها يدخل في السيارة.. ما ان رآها جراح حتى ابعدها عن الجمهور ولكن عينيها بقت مرتبطة بعيني اب جراح المغمضتان..


      ام جراح بذعر: ابووووووووووك؟
      جراح وهو يحتضر خوفا على امه: يمه تعالي...
      ام جراح وارتفع صوتها: عبداللــــــــــــــــه

      جراح يضم امه لصدره .. لا يدري.. ليهدا قلبه ام يهدء امه.. ادخلها المنزل وهي تصرخ وتضرب على وجهها

      ام جراح: يا حسرة عمري عليك يا بوجراح.. ياحسرة عمري
      جراح يمسك بيدي امه: يمه اوقفي الله يخليج ماصار شي
      ام جراح: شنو ماصار شي.. ابوووك مبيض ويهه.. شصار فيه قووولووولي
      خالد يمسك خالته فهو يعرف لها اكثر منهم كلهم.: خالتي هدي اعصابج انتي.. سمي بارحمن مو زين عليج شوفي منور وفاتن شصار فيهم من صراخج

      تنظر الام بهلج لمناير التي كانت بحضن فاتن المتصنمة وهدت وتيرتها..
      تمسك بيدي خالد وتكلم فاتن: يمه.. روحي هاتي عباتي.. بروح ويا ابوج
      فاتن: ان شالله

      ذهبت وذهبت معها مناير.. كظلها لا تفارقها .. وسماهر واقفة عند خالتها تصب دمعها ساخنا على وجتيها..

      جراح الذي اختفى مع سيارة الاسعاف ومشعل واقف مع جمهور الناس.. ولكنه كان قريب

      خالد: هدي روحج خالتي

      تبتعد عنه ام جراح وهي تمسك راسها.. يا للمصيبة العظمى.. ان يسقط ابو جراح فهو من الامور الصعبة التي لا اا تقدر ام جراح ان تتحملها ابدا... ما اصعبها عليها وما اقساها.. يا ويل حظي لو جرى بك شي يا ابا جراح.. ساموت لا محالة.. ساموووووت..

      نزلت فاتن وهي ترتدي عبائتها وتحمل عباءة امها بيدها.. اعطتها اياها كي ترتديها

      ام جراح: يالله يمه خالد لا نتاخر..
      خالد: خالتي ماعندي سيارة وجراج ما عطاني مفاتيحه
      مشعل: خالتي تعالي وياي
      ام جراح: لا نكلف عليج
      مشعل: افا عليج خالتي احنا اهل.. يالله حياج خالتي..
      انطلقت ام جراح مع خالد وفاتن التي بقت مكانها ولم تتحرك.. لا تريد ان تذهب مع مشعل.. عاد لها خالد بعد ان استوقفتهم خالته لياتو بابنتها
      خالد: فتون علامج يالله
      فاتن وهي تمسك مناير بقوة: لا انتو روحوو انا بتم ويا مناير وعزوز الحين ايي..
      خالد: خالتي ما تبي تتروح بلياج؟
      فاتن: لا انت اقنعها.. انا بتم في البيت..
      تحرك خالد بسرعة وعدم عودته بين ان امه اذعنت لقرار ابنتها .. ولكن مشعل... ماكان تصوره عن هذا الشي..


      بقت الفتيات بالمنزل.. وهن يرتقبن الجديد من أي احد.. وعرفوا القصة لاحقاا من خالد الذي عاد لهن بالليل وهو متعب جدا..
      خالد: كان عمي يركب المظلة اليديدة في بيت النهيدي والدري تحرك وما قدر انه يسيطر على نفسه.. وطااااح على الارض
      ا
      خبرهم الارض لان ماوقع عليه ابو جراح كان اصلب من الارض .. وقع ابو جراح على معداته الثقيله وهذا ما سبب الفلق الكبير في راسه
      فاتن التي لم تذرف دمعة واحدة ولكن عينيها كانت تحرقها كثيرا ومناير لم تهدا عن البكاء

      خالد وهو حزين.. وهذا وجه كريه لخالد: .. الله يستر..
      فاتن تكلم مناير: حبيبتي روحي غسلي ويهج.. وروحي دارج ارتاحي.. امي ما بترد الليلة اكيد
      مناير وهي تحضن اختها: فتون انا خايفة
      وسماهر الاخرى: خايفة على عمي فتون
      مناير تحتضن الاثنتان بكل قوة: لا تخافون ابوي قوي واقوى منا كلنا.. ومثل ما قال خالد الله يستر.. ويالله انتوو الحين روحو نامو وباجر تصبحون على خير وابوي انشالله يكون بالف صحة وعافية
      مناير: تعالي رقدي ويانا
      فاتن تبتسم بكل حنان: ان شالله حبيبتي انتي بس روحي الحين..
      مناير: ان شاء الله..

      غادرت سماهر ومناير وبقت فاتن جالسة تنظر للامام بعينين داكنتين..

      خالد احس بمدى عمق نظرتها ولكن سالها عن شي مختلف تماما: وينه عزيز؟
      فاتن: في بيت خالتي عزيزة... بيقعد هناك.. انا قلت لها تخليه يباات عندهم وباجر بتييبه.. لان ان يا بياذينا الا يبي يروح المستشفى لامي..
      خالد: لا زين زين.. خله ويا ايمنو لكن الله يعين خالتي عليهم..
      ف
      اتن تبتسم كالثلج وهي ترجع بصرها للفراغ..

      قلب خالد كان يرتعد من هذه الفتاة التي لا تشكي همها لاحد.. وهو يعرف مدى حنقها عندما يسالها احدهم عن ما بالها فهي لا تحب ان تفصح بمشاعرها لاحد.. لذا ابعد عينيه عنها وبدء ينظر للمتفرقات المصفوفة على الطاولة .. واخذ يعبث بها ويرى ماهي.. التفتت لظرف.. موجه لفاتن سعود خلف الياسي .. من يا ترى..

      خالد: فاتن.. هذا لج؟؟؟
      فاتن : شنو هذا.. وهي تعقد حاجبيها باستغراب..
      اخذته من خالد وفتحته... بدت تقرا فيه وهي تتمعن بكل كلمة بهذه الاوراق.. هي نجحت بالمدرسة ومعدلها كان كبيرا .. وما فتحته بتلك الاوراق كان اوراق بعثه مرسلة من قبل احدى الشركات.. للدراسة في احدى جامعات الولايات المتحدة الراقية
      لم تصدق عيناها.. فهي لا تذكر ان تقدمت بطلب للبعثات في جامعات بالخارج..

      خالد بعد ان مل من الصمت: علامها الورقة.. شفيها؟
      فاتن وهي مستغربة ومصدومة: هاذي متى وصلت؟
      خالد: تساليني الحين هذا بيتكم انتووو؟
      فاتن: هذي بعثه من شركه الوفا للمحامااه.. ماعطيني بعثه تقدر ب . 20 الف دينار لاربع سنوات في جامعة ييل الاميركية.. باي تخصص انا ابيه؟
      خالد لم يصدق عيناه : شنوووووووو؟؟؟ أي شركة هذي
      فاتن: يقولون انهم في برنامج مستقل عن الوزارات الحكومية ويعطون هالبعثات للطلاب المتفوقين.. ( كانت لا تفكر بطريقة صحيحة ونفضت الورقة عند يدها) خالد ارجوك مافيني اتكلم...(تنظر الى الساعة التي بمعصمها) وينه جراااح للحين ما رد؟؟
      خالد: اكيد الحين بيرد..
      فاتن وهي تنظر الى اتجاه الباب وكانها سمعت صوتا: يمكن وصلووو؟
      ونهضت مسرعة وهي تحس ان دقات قلبها تمطر جسدها بانواااع عنيفة من الذبذبات .. يا الهي.. عونك يا رحمن صبرك يا رب السماوات...


      فتحت فاتن الباب من غير ان يدق احدا الجرس.. والا بمشعل يمد يده ناحية الجرس وانصدم عندما رآها تفتح الباب والعينان الزجاجيتان استفحلتنا للدكنة...


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    10. #25
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      فاتن: مشعل....
      مشعل وكانه عاد للواقع بصوتها الدافيئ.. وتقرب خطوة وما به الا ان تراجع اثنتين.. عندما رأى خالد يتقدم خلف فاتن ..
      تعيد فاتن السؤال المجهول الذي لم تساله لمشعل: مشعل؟؟ وينها امي؟؟
      مشعل ارتبك.. : يبونج في لمستشفى.. الحين
      فاتن امسكت على قلبها
      خالد: وينها خالتي.. ووينه جراح
      مشعل: اهناك.. بس يبونها ( ويشير الى فاتن وكانها غير حية)
      خالد: بس ما عندنا سيارة؟
      مشعل: انا اوصلكم..
      فاتن: ماكو احد في البيت غيري وخالد...
      مشعل: بس يبونج هناك..
      بدأ مزاج خالد ينقلب الى العصبية: شنو يعني تاخذها لحالك؟؟؟؟
      مشعل فتح عينيه بوسعهن.. لم تطرأ هذه الفكرة في باله ابدا.. ولكن.. مجرد ذكر تواجد فاتن معه ولوحده.. استغفرك يا رب.. استغفرك...
      مشعل: محد قال جذي... انا بوعي اختي اخليها اتيي وياي؟
      خالد: لا انا بيي وياكم...
      فاتن تلتفت لخالد وتمسك يده بخفه: بس ماكو احد بالبيت.. اذا انا رحت عزاي انك انت موجود فيه.. لكن اذا احنا الاثننين رحنا...
      خالد: شنوو يعني اخليج تروحين معاه لحالج؟؟؟؟
      بدت عصبيه خالد حارقة واخرست فاتن تماما..
      مشعل يبدي رأيا: انا قلت لك اخلي اختي اتييي معاي الحين..
      خالد بكل نفي: لااا
      فاتن: خالد ارجوك يالله مو وقته هذا اكاه يقول لك اخته بتيي معانا يعني اكوووو حد ثالث..
      خالد بصوت منخفض: ماقدر اخليج تروحين
      فاتن: انا اطلب منك هالشي..خالد يبوني هناك..( تمسك بيده مرة اخرة ومشعل يرى امساكتها هذه المرة) خلني اروح يالله عاد لا تطولها


      خالد احس بالحنق.. لم لا يستطيع ان يذهب معها.. انه يغار من تواجدها مع مشعل.. لا يريدها ان تكون لوحدها معه.. امممممم ياويلي انا بحيرة في امري.. يا ربي.. هل اتركها تذهب

      خالد: بشرط واحد؟
      فاتن: شنو؟
      يخرج هاتفا جوالا من جيب بنطلونه ويضعه بين يديه: تدقين علي اول ما توصلين.. وتخبريني بحالة خالتي وعمي .. لا تتاخرين ترى ان تاخرتي ايييج هناك

      فاتن تهز راسها موافقة ومشعل من وقف محتارا من امره.. يتسائل في قلبه.. لا بل يحترق من كثر الاسألة.. ما طبيعة علاقة جراح بفاتن؟؟ ولم هي منصاعة لاوامره هكذا؟؟ هل لانه ابن خالتها فقط؟؟؟

      فاتن تكلم مشعل الذي كان سرحا: مشعل؟
      مشعل: هلااااا
      فاتن انتفض قلبها من رؤية وجهه وكانها للتو استطاعت ان تراااه: عطني خمس دقايق ازهب ونازلة..
      مشعل: اوكيه انا رايح اشوف اختي اكيد صاحية الحين.. باخذها معاي.. وبنرد لج..
      خالد كان واقفا وهو ضام ذ راعيه الى صدره النحيل... يستمع بكل نفوور..
      فاتن: ان شالله ...
      وغادرت عنهما وتركتهما لوحدهما..

      هم مشعل بالخروج من باحة المنزل الا بصوت خالد يستوقفه
      مشعل: نعم؟
      خالد: ان صار شي في فاتن.. ما بتلوم الا نفسك..

      مشعل لم يرد عليه.. ولكن لكي يرضيه هز رأسه منصاعا لاوامره.. ولكن بذرة الشك بالعلاقة التي تدور بين خالد وفاتن بدأت تدور في مخيلة مشعل.. هل هو يحبها؟؟؟

      فاتن التي ارتدت ملابسها مسرعة... لم تعرف ان قطعها غير متناسقة.. لم تبدي أي اهتماما خاصا في لبسها لان بالها لم يكن معها... كان مع ابيها.. يا الهي.. هل هو بخير؟؟؟ لم استدعوني.؟؟ لابد وانه قد تحسن وقد طلبني.. لابد وانه... ولابد ولابد ولابد.. الى مالا نهاية..
      حتى خرجت من غرفتها وهي تقفل الباب لتجد اختها مناير ( البالغة من العمر الخامسة عشر)

      مناير بصوت خائف: فتوون.. وين رايحة الحين؟
      التفتت لها فاتن وهي تمسك على قلبها.. لقد فزعت بالصوت الذي كلمها بهذا الهدوء المخيف: بسم الله.. شفيج منور؟؟ علامج صحيتي من الرقاد؟
      مناير وهي تمسح دمعه سرت على وجنتها الناصعة: ماياني رقاد.. افكر في ابوي...
      ذهبت اليها فاتن وهي تبتسم بكل الحنان الذي اجتذبته من نواحيها لاختها: فديتج حبيبتي.. ابوي مافيه شي... وانا الحين رايحة اشوفه لج.. واطمنج عليه..
      مناير وهي تموج بالأنات وتمسك يد اختها: خذيني وياج.. تكفين فتون (تهدج صوت الفتاة) ابي اشوف ابوي... فتون انا قلبي ما يطمني ..
      فاتن تضم اختها كي لاااا تخيفها اكثر مما هي عليه: لااا تقولين جذي.. ابوي مافيه شي .. ابوي مافيها الا العااافيه اللي تسري حوالينا.. بظله ووافر فضل الله.. انتي بس هدي قلبج( تنظر الى وجهها) وفتحي لج قرااان وقري لج جم اييه تهدي قلبج.. ترى ماكو على القران في الهدوء.. اوكيه؟

      هزت مناير راسها موافقة على طلب اختها .. وهي مازالت خائفه ولا تريد ان تذهب اختها من دونها.. لكن ماذا تفعل.. لا حكم لها على أي شي... ودخلت غرفتها بعد ان ودعتها اختها ورمت بنفسها على
      سريرها تحتظن الوسادة وهي تغمرها بدمعها الساخن.. الا بصحوة رفيقتها سماهر..

      سماهر: منوور؟؟ علامج؟؟
      مناير تتكلم وهي مخبئة وجهها بالوسادة: مافييني شي
      تمسكها سماهر وتقلبها بحنان: علامج تبجين؟؟
      مناير تحظن رفيقتها: خايفة سموووور.. خايفة!!
      سماهر الاخرى كانت خائفة.. ولم تعرف بدا الا من ابداء خوفها لرفيقتها: حتى انا.. خايفة... ومعدتي تعورني من زود الخوف..
      مناير تعتصر في حظن رفيقتها وهي تبكي.. اذن.. هما تتشاركان بالخوف والفزع.. يااا ربي.. لا فزع كفزع يوم القيامة.. ولكن.. ابانا.. لا نريده ان يغيب.. ارجوك يا ربي..

      *******************


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    11. #26
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      خرجت فاتن وهي ترى سيارة مشعل الفارهة تقف عند منزلهم.. وبالكرسي الامامي فتاه الشبه الكبير بينها وبين مشعل كان ملحوظا.. الا ان مظهرها كاان انثويا اكثر.. والجمال بادي في كل ناحية من وجهها.. فتحت فاتن الباب الا بصوت اختها مناير خلفها

      التفتت فاتن بشوق ناحية اختها المسكينة التي لم تستطع ان تظل بدارها.. اما الاخرى فقد ركضت ناحية اختها جزعة وتلحقها رفيقتها سماهر.. وفاتن سارت ناحيتهن..
      ورمت مناير بنفسها في حظن اختها الدافيء بكل بساطة وفاتن التي لم تبكي طول المصيبة بكت هذه المرة من اختها.. ويا ويلها من الدموووع التي سالت على خدها.. احرقت فوائدها لا بل احرقت حشاها بطلوعها..

      فاتن: منوووووور ليش طالعة.. ما قلت لج تمي
      مناير: فاتن ماقدر.. خذيني معاج.. ابي اشوف ابوي
      فاتن تمسك بوجه اختها: ماقدر اخذج وياي.. خلج بالبيت ويا خالد.. وسماهر تخليني لحالها؟؟؟
      مناير تجهد من البكاء: فتووون
      فاتن تضمها لصدرها: فتووون تكفين والله مافيني اشوفج تبجين. يعز علييي.. والله تعز علي دمعاتج..
      مناير هدات وهي في حظن اختها .. ورفعت راسها

      مناير برجاء: اتصلي فيني اول ما تشوفين ابوي
      فاتن تبتسم وهي تمسح دمعها: ان شاء الله.. وشوفي كاهو خالد عطاني جواله.. ما بضيع..

      خالد الواقف بعيدا ذاب قلبه من دمع فاتن.. ومشعل الجالس في السيارة يسمع ما تقوله فاتن لأختها من غير ان يلتفت لها.. وسماء الرقيقة تجذب نظرها إلى مناير وأختها... والفتى الواقف أمام المنزل.. يا لهم من عائلة مسكينة.. هذا ما تبادر في خلد الفتاه البالغة من العمر السابعة عشر..

      تركت فاتن اختها بعد ان قبلتها قبلة الوداع.. والوعد باللقاء القريب.. وكانها ستسافر.. ما اقسى هذه اللحظات على قلب فاتن.. واختها المدللة.. اما خالد فتقدم واعطى دورها بانه سحب اخته الصغيرة الى داخل المنزل.. وفاتن تقدمت ناحية السيارة وفتحت الباب الخلفي خلف سماء.. جلست وهي ترتعد واغلقت الباب من خلفها.. لم ترفع عينها للاعين التي كانت تراقبها.. بل اكتفت بالنظر الى راحتي يديها الممدودتان بحظنها.. وتحركت السيارة.. نحو مصير والدها..

      خالد الذي بقي في الخارج منتظرا فاتن.. لم يستطع ان يهنأ له بال.. و كان كل حين يدخل داخل المنزل ليستمع للهاتف.. لكنه لم يرن.. ما بالها فاتن.. لابد وانها وصلت.. لكن.. فاتن لم تصل.. تعطل بهم المسير بالشارع.. والزحمة كانت خانقة.. احدا ما اصطدمت سيارته بشاحنة نقل.. وكما يبدو من الجمع الغفير.. ان الحادث ليس بسيطا البتة.. كان الله في عون من انحشر بذلك الحادث..

      مشعل كل حين يرفع عينه الى فاتن الهادئة.. او الذابلة.. لم تكن تلك النظرة التي رآها لاول مرة ولم تكن تلك الناصعة البياض بتلك الليلة.. حتى انه خيل له ان وهجا من النور يحوم حولها.. ما اكبر حلمه وما اوسع خياله.. هذا المشعل..

      اما سماء تنظر اليه تارة وتنظر الى الفتاة الجالسة خلفها.. لم ينظر اخي الى هذه الفتاة بهذه النظرت.. وكانه يطالبها بشي.. وكانه يسالها بعينيه وهي مشيحة عنه.. وما اللذي يدور في خلد هذه الفتاه.. تبدو وكانها تتمتم شيئا بشفاهها.. لربما تدعي لوالدها.. المسكينة.. يا الهي ارجع والدهم لهن.. انهن مازلن بحاجته.. هذا ما يبدو عليهن.. المسكينات.. لقد الم قلبي مظهرهن وهن متماسكات.. وجعلني اتمنى لو كان لي اخت مثل هذه الفتاة..

      اخفضت سماء راسها ووضعت يديها في حجرها وتتابعت مسيرة الصمت الخانقة.. الى ان اخلي الطريق قليللا بعد مضي 30 دقيقة في هذا الزحام الخانق.. خرج مشعل بكل مهارة من بين السيارات مع كبر حجم سيارته.. واثناء خروجه استوقف السيارة بعنف حرك فاتن من مكانها.. ونطقت شي باسم الله


      مشعل الذي واجه الموقف بصعووبة امسك بالمقود بكلتا يديه وهو يصر على اسنانه.. وسناء التي كانت ترتدي حزام الامان امسك بنفسها وهي تصرخ باسم اخيها: مشعللللل..


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    12. #27
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      بعد لحظات

      سكن الجووو

      و بدى كل شي عاديا..

      سيطر مشعل على السيارة.. واخرجها من المسار الذي كان به.. وغادر بها على جناح السرعة.. مكملا الطريق ناحية المستشفى...

      اما فاتن التي كانت تشد على قبضة يدها الناعمة.. احست بالخوف والرغبة لامساك مشعل من كتفيه عندما راته يتحرك بقوة من على الكرسي.. يا الهي.. كنا على وشك ان ... اعوذ بالله.. الحمد لله على نجاتنا وخروجنا سالمين..
      سماء تكلم مشعل: علامك مشعل شوي وتذبحنا
      مشعل بصوت مرتبك: مادري مرة وحده فقدت السيطرة.. و...

      صمت مشعل عن اخته لنظرة قد التهمت ملامح وجهه.. كانت فاتن تنظر اليه بكل خوف.. وبعينيها اسألة متعددة.. ماذا جرى له؟؟ هل هو بخير؟؟ هل تأذى؟ او اصيب بشيء.؟ وكنداء او تلبية لكل هذه الاساله ...

      مشعل: ما صار فيني شي.. بس ارتبكت شوي.. الحين اوكية..
      سماء: الحمد لله.. يالله نروح..

      ونظر مشعل بعينيه الى فاتن التي لم تفارق عيناها المرآة الامامية.. وتعانقت نظراتهما.. لتقشع كل غيمات الشك التي تبادرت في ذهن مشعل عن فاتن وخالد.. لكن.. موقف ما عاد الى ذاكرته.. جعله يبعد عينيه عن تلك العينين.. ولو ان حياته كانت منوطة بهما..

      وعادت السيارة بالتحرك.. تاركة العاشقين في دوامة لا تنتهي من الشك والاسالة .. والحيرة..

      عندما وصلت السيارة الى مواقف المستشفى.. لم تستطع فاتن ان تخرج.. كان قلبها يرغمها على البقاء في السيارة.. لكن سماء الطفلة الصغيرة امسكت بيدها لتخرجها من السيارة.. ويا ليتها لم تمسكها.. فبرود يد فاتن كان صاعقا.. ومخيفا.. وقطرات العرق مندية وجهها الجميل الحزين..

      ابدت سماء دورا في تلك اللحظات لم يستطع احد ان يشكرها عليه.. لم تتكلم ولم تقل أي من تلك العبارات المواسية.. بل امساكها لفاتن كان اكبر مواساه.. ومشت الفتاتين خلف الرجل الى داخل المستشفى..

      مشعل الذي كان يعرف الطريق قادهن.. وعندما دخلو الى المصعد.. تقدم مشعل وبقيت الاثنتان خلفه.. فاتن لم تكن ترى شيئا.. فالخوف والذعر دب في مفاصلها كلها.. والجزع قد اخذ مأخذه منها.. وسماء التي لم تفك يدها.. قوت قبضتها عليها لتسندها.. ففاتن في تلك اللحظه بدت واهنة.. وتعبة... وقد تذرها نسمة الهوا لو لم تجد من يمسكها..

      وتوقف المصعد عند المحطه المنشودة... وخرج مشعل ولحقنه سماء وفاتن.. في كل خطوة مشتها فاتن كان قلبها يقدم مليون تضحية من الدقات.. القلب يدق ستين دقة في الدقيقة.. اما في توقيت فاتن فكانت كل خطوة بمليون دقة قلب.. وكم كانت هذه الضربات المتسارعة مؤثرة عليها.. يا رب ارحمني.. يا رب ابلغني الصبر والهدوء.. لا استطيع ان اتحمل اكثر... سانهار.. لا اريد ان انهار..
      وعندما وصل مشعل الى الممر الذي كانت به ام جراح مع جراح.. سمع صرخة داوية رنت بالمكان...

      ارتعد مشعل.. بحثت عيناه عن مصدر الصوت.. فلم يكن احدا بالممر.. وفاتن بعدها لم تصل.. التفت ورائه ليجدها قد وصلت اليه.. ومن ملامحها.. يبدو انها قد سمعت الصرخة المدوية.. واسرعت بخاطاها وتجاوزته لكن مشعل امسكها من يدها غير عابئا بشي..

      مشعل: فاتن لا تروحين.. ظلي هني
      فاتن وملامحها تتاكل وجهها بشكل فضيع: ليش؟
      مشعل يبعدها من يدها.. الى بعد هذا الممر: ظلي هني ويا سماء.. انا بروح اشوف وراجع لكم..
      فاتن تحاول ان تفلت يدها من يد مشعل: بروح انا.. الصوت مو غريب علي..
      وتلت كلمتها هذه صرخة اخرى .. لم تكن متوحدة.. بل اشتبكت بعدد من الصرخات المتتالية.. يا الهي.. من هذا الذي يصرخ.. مشعل الذي انتفض من الصراخ المتوالي ارخى يده عن يد فاتن وافلتت الاخرى ناحية الصوت وهي تجري .. الى ان وقفت الى مصدر الصراخ....

      وقفت عند الباب والدمعات مغرقة عينيها.. اغمضتهن لكي تسيل المياة التي تجمعت.. لتوضح لها الرؤية.. ورأت ما كان بالغرفة..

      كانت امها بين يدي اخيها المتلوع.. وهي تتحرك بقوة.. وكانها تحاول الخلاص من يده.. يبدو وكانه يمنعها من شي.. اضطربت ملامح فاتن وهي ترى اخيها يبكي بلوعة وامه تتحرك كالمجنونة بين يديه.. و... ستار ابيض خلفهما مغلق.. يا الهي.. ماذا جرى..

      نطقت بهذا السؤال : شصاير؟

      التفت جراح لاخته الخائفة وامه التي استكانت عندما سمعت صوت ابنتها.. وما ان عرفوها.. حتى زادت وتيرة البكاء عند ام جراح وهي تصرخ لابنتها

      ام جراح: يما فاتن انتخيتج.. روحي لابوج.. كلميييه.. عزيييزته انتي.. شوفيه حاجيه خليه يقووووم.. فاتن يمه طلبتج لا ترديني.. طلبتج بحليب صدري.. روحي شوفي ابووووووج.. ما يرد علي.. ما يرد علينا.. روحي له ..

      انتفضت فاتن من صراخ امها وجراح الذي يهدئها فاقد للسيطرة تماما.. وتارة يوجه بصره الى امه وتارة اخرى الى اخته الذي تنظر اليه بتسائل محزن

      جراح: فاتن خذي امي بره... هديها
      فاتن: شصاير جراح.. ما تقول لي شصاير..
      ام جراح وهي تصرخ: ردت هالدنيا ويااااااااك ما طلبتها بدوونك يا عبدالله... اويلي .. اويليييييييي اويلي...

      سكنت الام بشهقة.. وسكنت حركتها.. لترتخي في حظن ابنها مغشي عليها.. جراح المسكين ارتعد من هول المصائب التي حلت على رأسه تباعا: يمه.. يمه... يمه... فتون.. شفيها امي.. علامها امييي.. يمهه ( يضرب على خد امه) يمه قومي.. تكفين يمه قومي مافيني والله مافيني..(يلتفت لاخته الجالسة قربه وهو ينتفض وصوته ينتفض معه) فتوون شوفي امييييي.. فتووووووون شوفيها..
      فاتن تضرب على خد امها:.. يمه.. يمه... حبيبتي يمه.. قومي يمه.. تكفين يمه طلبتج... فجي عيونج يمه...
      تلتفت الى مشعل برجاء: تكفييييي نادو على الطبيييييييييييييييييييب...

      لم يعطل مشعل وركض ناحية أي مكتب استعلامات يراه... وسماء الخائفة واقفة والدمع يهدر من عينيها بحرارة.. ما هذا المصاب الجلل؟؟ لم هذه العائلة؟؟ لم؟.

      مشعل الاخر ينادي احدا عند مكتب الاستعلامات: لو سمحتووووو.. خالتي طايحة شوفوووها لي
      لم يكن احد يجيبه..
      مشعل: هيييييي انتووووووووو نايمين.. اقوللكم خالتييييييييييييي طايحة...
      ظهرت ممرضه من احد الممرات: علامك تصارخ؟
      مشعل يتجه ناحيتها: خالتي طايحة وو.. اغمى عليها.. و... تعالو شوفوها
      الممرضة تحركت بسرعة من مكانها واتجهت ناحية احد المكاتب.. وحملت معها صينية حديدية تحتوي على العديد من الادوية المختلفة.. ركضت مع مشعل ناحية الغرفة.. وعندما عاد لم يرى احد بالغرفة غير سماء اخته الواقفة عند الباب..

      سماء وكانها تجيب اخيها: راحوو في الغرفة اللي هناك.. (تشير الى الغرفة المجاورة)

      ذهب مشعل غير معطلا الى ناحية الغرفة.. وجد طبيبا ما مع ممرضة عند سرير ام جراح.. وجراح واقف عندهم وفاتن بجنبه.. يياااااااااااااااه كم كان يود لو يضمها الى صدره.. فجراح لم يكن مولنها أي اهتمام والاخرى تبدو كالضائعة.. والتفتت له عندما دخل الغرفة.. وكانت بعينيها نظرة.. لم يعرف ما سببها.. لم تكن نظرة عادية... بل كانت.. نظرة رجاااء.. فتقرب منهم.. او منها بالاخص.. من فاتن..

      مشعل بتخوف: من وين يا الدكتور؟
      جراح وهو يبكي ويديه عند فمه: كان في الغرفة ويا ابوي.. تحت الستار... ويوم طاحت امي طلع لنا..
      مشعل نظر الى فاتن الملتزقة باخيها.. يا رباااه.. هدئ من روعها.. انها لا تستحق ان تترك هكذا فهي ستهلك من الحزن.. لا تبكي.. لا تبكي.. ولكن الالم الذي يطوف على وجهها اشد من البكاء.. يا الهي اعن قلب محبوبتي

      الا ويد الطبيب تستقر على ذراع جراح وهو يطمأنه ويشير له بالخروج..

      الطبيب: احنا عطيناها مهدئات راح تخليها تنام لفترة.. بس لازم ما تخلونا تكون عرضة للانهيار.. تراها ضعيفة ويمكن تنهار في أي لحظه..
      جراح والدمع يسيل من عينيه المحمرتان: ان شاء الله دكتور
      الدكتور يبتسم ابتسامة مواساة على شفتيه ويمسك بجراح من كتفيه بكلتا يديه: يا ولدي الاعمار بيد الله .. والانسان لازم يسترجع ويذكر ربه.. كل الناس مصيرها الموت.. وانت لازم تكون قوي عشان اهلك وامك اللي بتحتاجك..

      هز جراح راسه بتفهم وهو يحاول ان يبلع الغصات التي تناولت حنجرته.. ويحاول ان يستمد القوة من يدي الطبيب الممسك به.. وفاتن الواقعة تغيرت نظرتها الى الاستغراب.. هل امي ستموت؟؟ هل امي على وشك ان تموت؟ وابي.. ما حاله يا ترى؟؟ لم يقل لي جراح شيئا..

      وعند مغادرة الطبيب تقدمت اليه فاتن وهي تضم يديها الى صدرها وهي خائفة: جراح... وينه ابوي؟؟
      رفع راسه جراح بكل مفاجاه؟؟؟ يا الهي.. فاتن لا تعرف..


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    13. #28
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      فاتن وهي تنشر بصرها يمنة ويسره: انا من الخوف على امي ما حصل لي اسالك عنه.. وينه ابوي جراح.. شخباره شصار عليه؟
      مسح جراح على وجهه وهو يبكي بهدوء وامتدت يديه الى فمه وهو يكممه كي لا يتكلم..
      فاتن تمسك بتلك اليدين برجاء والدمع بدا يتساقط : جراح... وينه ابوي؟؟؟

      امسك جراح بيديها: فاتن..........
      وصمت...

      يا الهي..

      يا رب السماوات...

      يا ربي...

      يا ويلتي.. ابي....

      لم تشأ فاتن ان تستمع اكثر وخرجت من الغرفة لناحية الغرفة الاخرى التي كانت امها قد سقطت فيها مذ قليل..

      ولحقها جراح وهو يمسك بيدها: فاتن وين رايحة
      فاتن تبعد يد اخيها الخفيفه بقوة: بروح لابوي...
      وعندما خرجت من الباب اسرعت لتقف متجمدة مكانها....

      كان الممرضان الاخران يجراح السرير ومن عليه لخارج الغرفة وهو مغطى الوجه... وبقع دمٍ متناثرة على ذلك الشرشف الابيض .. يعكر بياضه الصافي.. سارت القافلة امام عينيها وهي مشدوهة بهذا المظهر.. رباه... رباه من هذا؟

      التفتت الى اخيها الواقف خلفها وهو مستند على جانب الباب المقابل للغرفة التي خرجت الجثه منها وهي لا تصدق ما راته عيناها.. تبحث عن نكران.. عن من ينكر لها ما راته عيناها ويكذبها.. لكن.. لم يفدها اخاها بشي.. وتهاملت روحها من جسدها.. وتراجعت للخلف وهي ترى الايجاب بدمع اخيها وعينيه اللتان اعتصرتا من شددة الالم.. وبدى جسده متداخلا من هول المصيبة وما راته عيناهما..

      هزت راسها فاتن يمنه ويسره.. غير مصدقة.. لا ... لم يكن هو.. لم يكن والدي.. لم يكن والدي المغطى بالشراشف.. لم يكن هو... والدي.. والدي حي.. والدي .. والدي بالعمل.. انه يعمل في احدى المنازل.. يركب احد الابواب.. او .. يصلح احد الاعطال التصريفية.. انه.. نعم اعرف أين هو.. انه في منزل مريم...... يعاون أبو مساعد في التسليك .......للمصارف الجديدة في منزلهم... يا ويلي... ابي...
      توالت تلك الصرخة الداخليه صرخة اخرى... لم تكن بالعنيفة.. ولكن.. مسموعة: يبـــــــــــا

      تقدم لها جراح وهو يحتظنها عندما ترنحت امامه بخفة حظنها وهو يرفعها عن الارض والاخرى ميتة بين ذراعيه... سماء التي جن جنونها بحظن اخيها على منظر ام جراح قبلا والان فاتن ومشعل يهدئها ولكن لا مجال.. فالفتاة تبكي فقدان اب هذين الاخوين وكانه والدها.. ارحمهم يا ربي.. ارحمهم بواسع رحمتك..

      *******************************************
      مضت الايام حزينة على قلوب بيت ابو جراح.. وام جراح.. لم ترى الدنيا حتى الان.. فما ان تقوم حتى تصرخ صرخات مدوية تقلب عالي الدنيا بسافلها.. فتعطى مهدئات تسكن هذا الصراخ.. فاتن بعد بكائها في المستشفى لم تبكي.. اكراما لاختها المسكينة واخيها الصغير الذي هو الثاني لم يبكي حتى الان على ابيه.. بذل جراح الكبير في عزاء والده.. استقبل الجمع الهائل الذي اتاهم في الباحة الخلفية.. نظرا لصغر منزلهم... اعدها مع رفاقه كي تتناسب مع الحضور.. خالد تولى مهام الضيافة والمعاونة مقاسمة مع مشعل الذي بلغ دوره البلوغ في السمو.. فكان هو الذراع الايسر لجراح وخالد الايمن..

      فاتن استقبلت النسوة مع مريم واختها نورة وخالتها عزيزة .. بدت شجاعة.. لا بل بدت فولاذية لولا عينيها المحمرتين وخديها المتوهجين.. كانت الحرارة مرتفعة في تلك الايام لكن.. نسيم الهوا البارد لم يبخل عليهم بالبروودة...

      عزاء النسوة كان في بيت ابو مساعد .. والرجال في الباحة الخلفية لمنزل ابو جراح رحمة الله عليه..
      لم يصدق احد الخبر عندما انتشر كانتشار الهواء في الارجاء المعتمة.. مساعد اكثرهم.. فمذ سمع الخبر فجع بطريقة لا توصف.. واحس وكان عالية توفت مرة اخرى.. هذه المرة لم تتوفى هي.. بل توفى اخاها الطيب المحترم المتواضع .. الذي بنى لنفسه المكانة العالية بين الناس بطيبته وبفزعه لكل اهالي الحي في الحاجة..

      الكل تحسب على وفاته.. والكل شكى الحال الى الله.. وقالو.. كان يومه.. لكن كي يموت بهذه الطريقة البشعة.. لم يستطع احد ان يجيب على هذا السؤال.. الذي كان ينطرح في المرة الف مرة في بال جراح الذي كلما اغمض عينيه ترائت له صورة والده وهو ساقط والدم يسيل من راسه بحرارة..
      فيفتحهما وكانه صحى من كابوس مزعج.. ويستند لما خلفه ويريح رقبته...

      في اخر يوم للعزا... بقيت مريم مع فاتن في غرفتها.. تتجاذبان الصمت من ارجاء الغرفة.. تعبتان لا بل منهكتان.. مسكينة فاتن.. هذا ما تبادر في ذهن مريم وهي تفكر.. اكان لها ان تعاني كل هذا مع اهلها.. مسكينة حقا.. تحب والدها بعنف.. فلم هذا الفراق تحتم عليهما.. رحمك الله يا عمي.. لقد كنت رجلا عظيما..

      تنتبه فاتن الى مريم السارحة في وجهها.. وابتسمت لها بحزن عميق.. لا بل دفين.. وكانه يخرج من غياهب القلب..
      فاتن: علامج؟
      مريم تهز راسها:.. ولا شي..
      فاتن: سارحة فيني.. (تغمز لها بخفه) معجبه؟
      مريم تبتسم: هههه.. أي .. تقدرين تقولين.. (بمزاح تمد قميصها الاسود ناحيه وجه فاتن) لو سمحتي التوقيع..
      فاتن تضحك وهي تريح راسها على الوسادة: هههههههه..
      تنظر اليها مريم ولم تضحك.. بل اكتفت بالابتسام وهي تقلب ببصرها يمنة ويسرة
      فاتن: علامج مريم؟؟ شفيج؟؟
      مريم وهي تنهض من على السرير: مافيني شي..
      فاتن: ليش ويهج منعفس وكان ولا شي عاجبج..
      مريم وهي تلوح بيديها:.. برودج اهو اللي مو عاجبني..
      فاتن تعقد حاجبيها: برودي؟؟ أي برود الله يهداج
      مريم تلتفت لها: يعني انتي مستانسة على حالج؟؟؟ مستانسة كونج اقوى وحده وانج الوحيدة اللي مابجت..
      تبتسم فاتن بحزن: وليش ابجي.. انا بجاي اعظم من الدموع..
      مريم وهي تجلس بجنبها: بس بعد يا فاتن.. ترى ان حبستي الشي فيج بيرد لج اضعاف اضعاف..
      تمسك فاتن بيد صديقتها الحميمة: لا تخافين.. ما بيصير فيني شي.. انا جبل.. ما سمعتي ام بدر شقالت عني اليوم...
      اشاحت ببصرها عن رفيقتها وعادت واستلقت وهي تعبة.. وضعت ذراعها على عينيها والاخرى على بطنها.. وكانها ستناام..
      قامت مريم من على السرير.. وهي تقلب بين اغراض فاتن.. التفتت الى صورة على رف المنضدة.. وابتسمت لها.. كانت صورة قديمة لهن.. فاتن وهي وسمية.. هي وفاتن كانتا متابطين ذراع بعضيهما وسمية عاقدة ذراعيها ولا تبتسم بالصورة.. تذكرت مناسبة هذه الصورة.. كانت يوم النظافة بالمدرسة.. وصفهم فاز بتلك الجائزة.. وصورتهن خالة فاتن .. ما اسعد ذلك اليوم..وما احزن هذه الايام..

      وفتح الباب.. كانت مناير الحزينة
      مناير بصوت مغاير عن طبيعته: فتون يبيج جراح تحت!!
      لم تبطئ فاتن وارتدت حجابها تحسبن لابن خالتها.. وعندما تقدمت ناحية الباب التفتت الى مريم الواقفة عند المنضدة: تعالي؟
      مريم باستغراب: وين؟؟ لا خليني.. روحي شوفي شيبي منج وتعالي
      فاتن بتعب: مريوم والله مالي خلق تعالي معاي ..
      مريم بحياء: فتوون..
      امسكت فاتن يدها غير عابئة وسحبتها الى الخارج..

      عندما نزلت فاتن مع مريم الى الصالة كانت خالتها لا تزال موجودة بالاضافة الى اخيها جراح الذي بدى كهلا في تلك اللحظات.. ولكن.. هناك شخصا اخرا.. من هو؟؟ لم يكن خالد.. كان موليا ظهره للدرج.. ولم تستطع فاتن ان تراه... وعندما سمع صوت وصولها .. التفتت كل الاعين.. والتفت الشخص ايضا...

      في تلك اللحظة.. تجمدت قدما فاتن عن المسير... كان .. كان مساعد.. اخ مريم.. لم تعلمني مريم عن زيارة لاخيها...

      فماذا يفعل اخاها هنا..؟؟

      عينا مساعد كانتا تسبحان بوجهها النير.. ولكن الشاحب.. وعندما راى سربال الاسى على محياها.. امسك قلبه كيلا يقفز عليها مطبطبا عليها

      فاتن وهي تسلم: السلام عليكم
      الجمع يرد السلام: وعليكم السلام...
      جراح وهو يشير لاخته..: فاتن تعالي هني عندي..

      كانت حركة اخيها مشابهه لحركة ابيها عندما يريد محادثتها بموضوع هام.. يخصها..
      تقدمت لبين يدي اخيها.. وهي تجلس عنده..

      فاتن: شصاير؟
      مريم التي جلست عند عزيزة خاله مريم.. ومساعد ظل واقفا..
      جراح: ماصاير شي بس.. انتي تعرفين مساعد اخو مريم.. صح؟
      فاتن وهي تنظر بسرعة ناحية مساعد: ايه...
      الاستغراب كان هو سيد الموقف..
      جراح الذي بدا هادئا: اهو عنده شي يبي يقوله لج.. يمكن اهوو سابق عن موعده لكن.. اهو لمصلحتج..
      امسكت فاتن على قلبها.. لا تعرف لم طرأ موضوع الزواج في بالها.. لا تعرف لما احست ان مساعد لربما خطبها من اخيها.. مع ان علاقتهما بعيدة كل البعد عن تلك المخيلات.. لكن.. شيء ما نغص هدوء قلبها..
      فاتن: شالسالفة؟
      جراح يبتسم بليونة: شركة مساعد.. اسمها ..الوفا للمحاماة.. مقدمة لج منحة.. نظرا لمعدلج المرتفع بالمدرسة..
      تذكرت فاتن ذلك الظرف الذي وقع نظر خالد عليه بذلك اليوم.. وكانت به الاوراق المتعددة.. ولكن مااسرع حتى ان تغلبت الذكريات الحزينة عليها.. فذلك اليوم هو يوم وفاة والدها.
      اخفضت فاتن راسها بكل حزن الى حجرها: أي .. ادري

      جراح باستغراب: شلون؟
      تكلم هناك مساعد..: انا اقول لك شلون.. قبل جم يوم دزينا على عنوانكم اوراق و فيه جم شغلة جذي تبين لكم معلومات بسيطة عن المنحة..
      جراح: اها... (يلتفت لفاتن) متى وصل الظرف..
      هامت روح فاتن في جسدها: يوم... يوم وفاة اب... ابوي...

      عم الصمت .. بتلك اللحظات بدى ان جراح على وشك البكاء.. لم يكن يخجل من اذراف الدمع ابدا.. لكنه عندما نظر الى امامة فوجد مريم تبتسم بخفة له.. وكانها تداوي جرحه النازف.. وتطلب منه ان يكون قويا .. لاجل نفسه.. ولاجل فاتن بهذه اللحظة..

      جراح: .. شرايج انتي
      فاتن بكل حزم: البعثه ما اتعوض.. لكن انا مضطرة ارفض..
      جراح باندهاش: ليش؟؟
      مساعد امتعض.. لم ترفض بعثة كهذه

      فاتن: لان هذا مو وقته الحين.. لو كانت الظروف ثانية.. جان.. وافقت.. بس .. امي محتاجة احد يبقى معاها.. و.. و انا... ابي اكون وياها في كل شي... مابي اخليها لحالها.. وهذي البعثة دراسة خارجية.. وانا عمري مافكرت اني ادرس برة
      عزيزة: لان الفرصة ما كانت موجودة انج تدرسين في بلاد برة.. لكن الحين الفرصة جدامج.. والبعثة بتتكفل فيج طول اربع سنوات..
      فاتن بهدوء تهز راسها: ولو.. مابي اطلع.. ابي اهتم في اخواني..
      جراح: فاتن.. مو كل يوم تنفتج لج هالابواب.
      فاتن: ادري.. بس مابي... مابي..
      القت ببصرها على مساعد الذي كان كجمود الحائط الذي خلفه: انا بصراحة اتشرف بهذه البعثه بس.. لو الظروف كانت مغايرة.. كنت قبلتها...
      مساعد: وليش الحين.؟؟ علامها الظروف..
      استغربت فاتن... ما بالها الظروف: اسفه؟؟
      مساعد وهو يتحرك في مكانه: أنا أشوف إن حتى لو الوالد الله يرحمه غير موجود ما راح يعني هذا الشي نهاية العالم.. بالعكس.. أنا اللي اعرفه عن ابوج انه كان يفضلكم تدرسون على أي شي.. وكان يبذل المستحيل عشان دراستكم.. فالحين يوم انه الله توفاه برحمته أنتي ناويه توقفين مسيرة التعليم اللي اهو حاول الكثير عشانها؟.

      انربط لسان فاتن.. كيف ترد عليه؟ لقد الجم لسانها بتلك الكلمات الصارمة.. ما قاله لم يكن كذبا ولا تاليفا.. كانت الحقيقة.. لكن.. طريقة سردها.. كانت مثيرة للاعصاب.. ليس لفاتن فقط.. بل حتى لجراح.. على الرغم من احتمال جراح وفاتن لكل الاعباء بالاونه الاخيرة الا ان هذا المتعجرف الكبير اتى لهم بدقيقة واحدة ليبين لهم انهما ما زالا صغيرين.. كم هو.......

      مساعد يقطع الصمت بصوته المرعد: والله انا مكانج يا اختي ما خليت هالفرصة.. ما اتعوض.. وذهبية لو تقدرين تقولين.. جامعة ييل ما تستقبل العديد من الطلاب العرب.. وانتي راح تكونين من الفئة المميزة.. راح تقدرين تدرسين اللي تبينه..

      لم تستطع فاتن ان تجيب.. ولكنها: ... بفكر..
      مساعد احس لعنادها ولعدم ارتياحها من نبرته.. لكن.. قلما همه هذا.. فمصلحتها هي ما يتكلمون عنها.. ولا يهمه من ارائها الصبيانية حول هذه المسالة..

      مساعد: يالله عيل انا الحين بقوم..
      جراح: لا وين توك ما وصلت..
      مساعد يبتسم: الله يخليك بس باجر عندي دوام من الصبح وابي ارتاح له .. (يلتفت لاخته) ها مريم.. بتطولين؟
      مريم بانصياع تام: لا بروح وياك..
      فاتنبصوت خافت تعترض: بس مريم؟؟
      مريم تبتسم: باجر بيييج ما بشرد.. ( تلتفت الى جراح الذي بدى عليه ايضا الاعتراض على ذهابها) يالله تصبحون على خير
      فاتن وهي تقف لهما: وانتي من اهله..
      مريم بهمس: بتصل فيج.. اوكيه؟
      لم ترد فاتن بل هزت راسها موافقة..

      وعلى هكذا.. غادر العملاق مع اخته.. وقبيل مغادرته.. التفت الى جراح ولكن عينيه انصبت على البيضاء الواقفة وهي تناظرهما..
      مساعد: باجر بتصل فيك وبتفاهم معاك على السالفة.. (لفاتن) وانتي بعد.. اتمنى لو انج تفكرين اكثر.. وبطريقة اوضح..
      بانصياع: ان شاء الله..

      وبعد هذه ال"تعليمات" غادر بابا مساعد مع اخته الصغيرة ليخلف من ورائه جماعة محتارة..

      اول من تكلم كانت عزيزة: والله انا عمري ما شفت مثل هالريال.. صج انه متسلط ويفرض ارائه على الرايح والراد..
      جراح وهو يجلس: صح.. له طبع غريب.. ويمكن غريب شوي.. لكن .. اهو اكبر منا وافهم..
      يلتفت لاخته: ها فتون.. شقولج انتي..
      فاتن: انا على قراري.. انا مستحيل طلع وادرس بره واخواني للحين صغار.. انت ما بتقدر ولا امي بتقدر.. يبيلكم ثالث..
      جراح: مثل ما قال لج اونكل مساعد ( يبتسم لها) لازم تفكرين بطريقة واعية وواضحة..
      تبتسم فاتن: ان شالله... يالله عن اذنكم.. تصبحون على خير
      الخاله عزيزة التي اتخذت من المنزل مبات لها منذ وفاة المرحوم: وانتي من اهل الخير...

      غادرت فاتن الصالة لغرفتها وهي تترنح من التعب.. انها لتعبة جدا.. اخر يوم للعزا كان متعبا.. جمع غفير من النسوة قد حضر اليوم.. وامها ما زالت في غرفتها .. عندما تذكرت امها... مال خاطرها لتذهب اليها.. وبالفعل.. ذهبت باتجاه غرفة والديها...

      عندما مسكت الباب.. تخيلت ان والدها لابد وقد امسك بذلك المقبض دائما.. وبدت تمسح عليه بيديها. وهي تجاهد الدمع بعينيها... فتحت الباب بكل هدوء.. ومسحت بعينيها المكان الذي بدى كالقبر الكبير..

      كل شي كان مرتبا.. الا ان البرود كان يلف الجسد عندما يمر به.. والدتها مضطجعة في سريرها وكانها متعبة.. مجهدة.. ولاول مرة.. الغرفة خلت من صور ابيها.. لابد وان جراح من قام بهذا.. تقربت من سرير والدتها.. ولاول مرة.. بكت فاتن بصحوة.. لقد صحت من تلك الغفوة التي رميت بها..
      لقد مات ابي... مات ابي.. مااات
      كل جزء وكل زاوية وكل قطعة من الاثاث.. تصرخ بتلك الحقيقة المرة.. غطت فمها كي لا تخرج اهاتها وتصحى امها من نومها المتعب.. اتجهت ناحية خزانة الملابس.. فتحت القسم المخصص لوالدها.. فلم تجد ولا قطعة من ملابسه.. اين هي الملابس كلها... ؟؟ أين اخذها جراح...

      خرجت من الغرفة بنفس الهدوء الذي دخلت به.. واتجهت ناحية غرفة اخيها.. عله يكون فيها..
      طرقت على الباب.. لكن.. ما من جواب..
      نزلت بسرعة ناحية الصالة لتراه ان كان مازال موجودا هناك.. لكن.. لم يكن هنااك.. اين هو؟؟؟ اين ذهب؟؟

      بحثت عنه في الباحة الخلفية فلم تجده.. اين هذب.. أين اختفى؟؟ توجهت ناحية المرأب.. لابد وانه هناك... وبالفعل كان هناك...

      كان جالسا عند احدى الزوايا .. وامامه العديد من الصناديق الكرتونية يفتح احدها ويخرج شيئا منها .. ويفتح الاخر ويخرج شيئا اخرا.. ويبدو انه يبكي...

      فاتن بنبرة مفجوعه: جراااااح؟؟

      التفت لها اخيها بنظرة متفاجاه.. وكانه لص وكشف.. لكن عندما تقدمت ناحيته وهي تبكي.. عاد لما كان يقوم به... وشاركته هي بالاسى...

      امسكت باحدى الصناديق وفتحته.. وجدت به ملابس ابيها التي كان يذهب الى العمل بها.. قربتها من فمها فشمت رائحته العطرة.. تلك الرائحة التي لم تكن لتذهب منه لو قامت امها بغسلها 1000 مرة .. وبحثت اكثر.. لتجد الغترة التي كان يلبسها على راسه بالشتاء.. دائما كان يرتديها وهو يجلس في الباحة الخلفية.. او عند ذهابهم الى الرحلات نحو المناطق الصحراوية.. اااااااااااااه يا والدي..
      انت فاتن كانت ساحقة.. سحقت كلللل هالات الصبر التي البستها نفسها.. ولم تستطع الا ان تخرج كل ما في جوفها....
      جراح لم يحاول ان يسكتها او شي.. ففاتن كانت محتاجة لتلك الصحوة..
      فاتن بين دموعها: ليش يبا ليش؟؟؟؟؟ ليش انت؟؟؟؟؟ انا ما قدر اصدق... شلوووون يا جراح.. شلون صحينا الصبح طول هالايام بلا بسمة ابوي.... بلا يده الحانيه( وتمسد بيديها) تمسح على راسي... تباركني... تطمني... تخليني بامااااااااان.. الحين... الحين انا ... انا ضايعة..ضايعه بلا ابووي... ااااه يا بوووووووي..اه عليك يابووووووووووووووووووي.. رحت عني وخليتني.. يبا انا لمن اروووووووح.. اااه يا ابوووووووووووووووووووووووي .. اااه يا ابووووووووووووي ..

      جراح بكى بكاءا مريرا من بكاء اخته ونحيبها المتاخر.. كان يخاف من انتحابه فاتن لانها قاتلة..اعانك الله يا اختي... اعانك الله....

      ويا ترى... هل ستمضي الايام ملئى بالاحزان عليهم .. ام ان ابواب السعادة قد تفتح بتلك العائلة؟؟ وفاتن.. ماذا قد يحدث معها.. هل ستبقى كما هي .. ام ان هذه الحادثة.. ستطري بعض من التغيرات عليها... طيبتها في خطر.. هل ستبقى؟؟ ام ستذهب كما ذهب والدها...
      مشعل؟؟ ما مصيره من هذه الحادثة؟؟ ومساعد.. هل له امل في الدخول في قلب فاتن... وخالد؟؟؟ ما الذي سيجري عليه؟؟؟؟
      __________________


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    14. #29
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      اشرقت شمس الصباح على الدنيا.. وتطهرت الارض باشعتها المباركة.. رحمة من الله عليهم تلك الشمس التي تقشع كل ظلمات الليل.. وتنير الدروب كلها ..


      تدخل وتطل وتزور كل البيوت من النوافذ والفتحات والزجاج.. مشرقة مبتسمة عكس ما يجيش في صدور الناس من الاحزان... كما يحدث في بيت ابو جراح


      مضى على وفاته الاسبوعين وما زالت غيوم الاسى حائمة لا تقشعها حتى اشعة الشمس الصارخة..
      كانت فاتن جالسة في المطبخ وهي عاقدة يديها امامها على طاولة الطعام والاحزان تتضارب فيها.. جلابيتها السوداء لم تكن خفيفة اطلاقا.. كانت صوفية ومتينة تجلب العرقات من اقصى المسام بجسدها.. لكن نظرة البؤس كانت تعلن احتضار تلك البسمات وتلك الافراح التي علىوشك ان تغيب عن محياها.. امها التي مرضت وهي راقدة بغرفتها.. اخذت فجر اليوم الى المستشفى مع خالد واخيها جراح..


      كانت فاتن جالسة وهي طارحة ما بفكرها بين يديها بكل هدوء.. وكانها تعد نفسها لفاجعة اخرى.. ولكن.. ما فاجعه مثل فاجعه والدها.. مازالت الاسالة تتداور في بالها.. لم والدي؟؟ ولم ذلك اليوم؟؟ ولم لم تكن هناك دلائل كثيرة..؟؟


      يقال ان المرء عندما يحس بقرب منيته.. تتغير افعاله وتصرفاته.. لكن والددها لم يتغير البتة.. كان كما هو.. الا ان بعض تصرفاته تغيرت قبيل انتهاء المدرسة.. كان حنونا عليها اكثر من اللازم.. وكان دائم التامل في وجهها.. وكان دائما.. دائما..


      جهشت فاتن بالبكاء وهي تهتز بنبراتها العميقة.. والدمعات السخية التي ابدت دورا كبيرا في الظهور بهذه الايام..


      اااااااااااااهٌ عليك يا ابتاه.. لمن تركتا في هذه الدنيا؟؟ اامٌ ثكلى ترعانا؟؟ ام اخٌ لم يبلغ المبلغ من عمره ليعتني بنفسه ام يعتني بنا؟؟ يا حسرة هذا العمر من بعد يا ابتاه..


      مسحت فاتن دمعاتها عندما انفضتها دقات خفيفة على جرس منزلهم.. كان الجرس له رنين كرنين الكناري .. ويثير الجلبة في انحاء المنزل عندما يدق بقوه.. اما رنينه الان يبين مدى حزن الكناري ايضا على رحيل والد المنزل..


      تحركت الهزيلة ناحية الباب وهي تغطي شعرها بشال ابيض حريري وفتحته... لتجد امامها صبية نضرة كالثمر فوق الشجر.. اعادت ذاكرتها للخلف وتذكرتها بعمق.. انها سماء اخت مشعل..


      ابتسمت فاتن بكل حنان: هلا والله؟؟
      سماء بخجل والدمعات تلمع بعينيها .. هي الاخرى كانت محتدة على اب جراح: ه ه هلا فيج..
      فاتن: تفضلي.. (وهي تعيد الباب للخلف كي توسع الفوهة) حياج..
      سماء تقدمت بكل خجل وهي تفرك راحتها بفخذها النحيل.. : الله يحيج...
      عندما دخلت فاتن واقفلت الباب من خلفها تكلمت الفتاة الصغيرة..
      سماء: انا ادري ان جيتي غريبة شوي.. بس.... ما حسيت انج بتزعلين ..
      فاتن وهي مازالت بابتسامتها المذوبة للقلوب: لا افا عليج حياج.. هذا بيتج..
      سماء: الله يخليج...


      وانتقل بصرها الى كل قطع الاثاث القديمة المتزاحمة في تلك الصالة المريحة.. كان جو المنزل يوحي بالدفء والحنان.. على الرغم من قدمه ومن منظره البالي قليــلا .. عكس منزلهم تماما.. الا ان منزلهم يفتقر الكثير مما يمتلكه هذا المنزل..


      بقيت سماء تتمنظر بالمنزل وفاتن واقفة خلفها تراقبها.. تبدو كالشخص الذي يدخل مكانا عجيبا لم يره مثله قبلا.. لابد وانها معتادة على الاماكن الفارهة.. لذا يبدو منزلنا باليا بعينها.. ما احلاها هذه الصغيرة..


      التفتت سماء الى فاتن وهي تجاهد دمعها الساخن وفمها مفغور.. لا تعرف ماذا تقول.. قطعت نياق قلب فاتن بمنظرها الساحق ذاك.. وما كان منها الا ان ارتمت في حظنها الساخن وهي تبكي بحرقة..


      استعجبت فاتن سبب بكاء هذه الطفلة.. ولكن.. ارتاحت وهي تحضنها.. اتصدقون ان احدا لم يحضن فاتن منذ وفاة ابيها الا اخاها جراح بالمستشفى.. وهي كانت بامس الحاجة لاحد الاحضان.. ولذا تركت العنان لنفسها.. لتجدد البكاء على ابيها الفقيد..


      تحركت سماء عنها لتواجهها: انا ماعرفج.. ولا اعرف هلج.. لكن والله... والله اني ما بجيت على احد كثر ما بجيت على فقدكم الغالي..
      مسحت فاتن على شعر تلك الصبية بحنان وهي تبتسم وسط دمعاتها الخاشعة.. : ما عليج
      سماء وهي تشيربيديها يمنه ويسرة لا تعرف كيف تصف مشاعرها المبعثرة: مادري... مادري.. (تشير الى وسط صدرها) هني الم قوي.. يعصررررني.. بطريقة ميننتني ..( تمسك راسها) راسي مصدعني وماني عارفة شلون ابعده... ساعديني فاتن... حلفتج.. قوليلي.. ليش انا جذي؟؟


      امسكتها فاتن وهدأت من روع الصبية المسكينة.. لابد وانها قد رات ما رايناه في المستشفى ولم تتحمل ذلك المنظر ولم يهدئها احد.. ولذا هي مرتبكة وخائفة هكذا
      امسكتها فاتن واجلستها بجنبها على احد الكراسي الوثيرة.. وضعت راس سماء على صدرها الحنون و اسكتتها بعبارات متفرقة: اوش... اسم الله عليج...اعوذ بالله منك يا بليس... اسم الله عليج..


      وبعد لحظات من الصمت ...


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    15. #30
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      97

      افتراضي

      مسحت فاتن على راس سماء وهي تبتسم .. هدأت انفاسها المتلاحقة.. ولابد انها قد استكانت قليلا..
      فاتن: هدأتي..
      لم تتكلم سماء بل هزت راسها مجيبة.. بنعم..
      فاتن بهمس حنون..: خليني اروح ازهب لج لقمة تاكلينها..
      سماء تبتعد قليلا: لا خلج ... مابي اكل..
      فاتن: زين انا يوعانه كلي وياي..
      سماء تبتسم: عشانج انتي بس.. ولا ان مب يوعانه
      فاتن: اوكي تعالي وياي زين....


      رفقة من الصباح... الحمد لله. هذا ما كانت تحتاجه فاتن بحق.. ان تكون برفقة احدهم .. يونسها ويبعد عنها الحزن قليلا.. وان كان شخصا متوجع اكثر منها.. مع ان الطعام كان اخر ما تريده الا انها رأته الشي الوحيد الذي سيبعد الهم والغم عن تلك الفتاة الصغيرة..


      كانت فاتن تفتح وتغلق في الثلاجة وهي تخرج الاغراض المتعددة وسماء جالسة على الطاولة تقلب الشرشف المطاطي الابيض بين يديها بسرحان..


      الى ان انتهت فاتن من اعداد ذلك الفطور الخفيف المشهي للنفس.. وقدمته لسماء التي امتعضت
      سماء: مابي اكل..
      فاتن بحنق الام: لا يبا ليش ما تاكلين.. اكلنا مو عاجبج؟
      سماء تبتسم: لا الا عاجبني .. بس .. مالي نفس
      ترفع فاتن يد سماء النحيلة لا بل الهزيلة بيدها وتعلقها في الهواء: يعني عاجبج هالجسم؟؟ جلد على عظم.. يبا الرياييل ما يبون جلد على عظم.. يبون وحدة متروسة وهاه فيها عافية.. عيل هيكل عظمي
      سماء بغرور: اصلا يحصل لهم.. هالرشاقة وهالاناقة.. (تقف لتستعرض) والا هالطول..


      عندما وقفت سماء بدت فاتن قصيرة بعض الشي امامها.. لان سماء كانت بالفعل طويلة ورشيقة.. لكنها كانت هزيلة امام فاتن.. وفاتن لا تحب الهزيلات ابدا.. بل تشمئز منهن.. وهي دارية بأنها أصبحت مثلهن ..


      فاتن: أيـــه.. قعدي قعدي بس. . ههههههههههههه
      جلست فاتن وجلست معها سماء.. وبدأت فاتن الاكل ببسم الله.. واكلت امام سماء التي سرعان ما فتحت شهيتها لرائحة البيض العطرة واللذة التي بدت بها القشدة .. وأكلن الاثنتان بهدوء.. الى ان انتهت سماء اولا..
      سماء: ااااااااااااااااااااااااااااه.. مادريت اني يوعانه جذي..
      فاتن: يقولون الحمد لله ليمن يفضون اكل
      سماء بحياء: الحمد لله..
      فاتن تبتسم: الحمد لله.. ( وقامت وهي ترفع الصحون للمغسلة)
      سماء: فاتن..
      فاتن: هلاا...
      بدت سماء محتارة قليلا: بسالج سؤال؟
      فاتن تلتفت لها وهي تغسل الصحون: سألي؟


      استندت سماء الى الكرسي واولت ظهرها لفاتن.. وصمتت.. يبدو ان السؤال لم يتكون في ذهنها بعد.. واستغربت فاتن منها ..
      فاتن: امممممممممم سؤال بليغ؟
      سماء: هههههههههههههههههههههههه ما سالت للحين


      فاتن وهي تغسل الصحون: من جذي بليغ... لانه للحين ما طلع بصورته الاخيرة في مخج عشان تسالينه.. اكييييييد فيه شي..
      سماء بتفكير: يمكن؟؟


      انتهت فاتن من الصحون ونشفت يديها في المنشفة المعلقه عند المغسلة.. وعادت للجلوس مع سماء
      فاتن: علامج سماء... حايس مخج بهالسؤال؟
      سماء: انتي وايد طيبة معاي مع ان هذا يمكن ثاني مرة اشوفج فيها
      فاتن: ايه.. ليش.. فيها شي؟
      سماء بحيرة: لا..(تلعب بالشرشف) بس.. انا مو متعودة على اني احب الناس مثل ماحبج جذي.. انا احس اني اعرفج من زمان.. زمان زمان يعني.. وان رفجتج معاي وكل اللي يصير معاج.. شي عادي ومو غريب
      فاتن بابتسامة: وليش لازم يكون غريب؟ اصلا حلاوة الصداقة او الرفجة اللي الانسان يقدر يكون على طبيعته فيها.. والا شرايج؟
      سماء: انا من رايج... بس...
      فاتن تمسك بيدها: تكلمي.. قولي اللي في قلبج.. انا بتقبله؟
      سماء احتارت.. ولكنها افرغت ما بصدرها:... فاتن.. انتي تحبين اخوي مشعل.؟


      بهت لون فاتن من سؤال سماء المباغت...
      ما الذي جلب هذا السؤال اليها في هذا الوقت؟ ولم تسألني إياه؟
      لم تجب فاتن وارتبكت.. وخافت ان يكون ارتباكها الايجاب لسؤال سماء


      سماء: اسفة فاتن مو قصدي اسالج هالسؤال..(اشاحت بوجهها حزينة) انا كنت عارفة اني راح اخلق مشاكل بهالسؤال.. ما عليج.. تصرفي جنج ما سمعتي هالسؤال..


      وهمت سماء بالخروج ولم تمنعها فاتن بذلك الا بسؤال اخر
      فاتن وهي تمسك بالكرسي: ليش سألتي هالسؤال سماء؟
      التفتت لها سماء الواقفة عند باب المطبخ.. والتفتت: مادري.. حسيت ان بينج وبين اخوي مشعل شي.. شي اكبر من الناس كلها.. واكبر من العلاقات كلها.. وماظن لو كان بينج وبين اخوي شي راح يكون غير الحب..


      صمتت فاتن حرجا من كلام اخت حبيبها.. ان يكون هذا الكلام لها فلا شي امام كونه صادرا عن اخته.. يا ويلتي.. أ لهذه الدرجة انا مفضوحة بين الناس.. أ لهذا الحد علاقتي مكشوفة امام العلن...


      سماء وهي تبتسم: بس حطي هالشي في بالج.. اني ما كنت راح ارضى في حبيبة لاخوي غيرج.. لانج غير عن كل البنات.. وهذا الشي يفرحني ما يزعلني ..


      بابتسامة الرضا التي غادرت بها سماء.. دبت الحياة من جديد في جسد فاتن.. واحمرت خدودها بعد ذلك اللون الاصفر المرعب الذي اجتاح بشرتها.. ولاول مرة... فرحت بعد وفاة والدها..


      عندما غادرت سماء كانت تسير بكل هدوء وصمت.. الا ان رات تلك السيارة القديمة الخربة تقترب من منزل فاتن.. وتوقفت ليخرج منها شابٌ هزيل حنطي.. انه.. انه ذلك المتعجرف الذي استوقفها وسالها عن ملابسها.. لا اراديا جالت انظار سماء على ملابسها ولكنها انتهبت لنفسها.. وغادرت عنه..


      انتبه خالد لها ايضا.. ولكنه لم يعرها اهتمام.. لكنها عادت من حيث ذهبت لتناديه
      سماء: هي انت
      التفت اليها خالد وهو ممتعض.. من هو الهي: من هي؟؟
      سماء وهي تقف مكانها: انت..
      خالد: انا لي اسم يا بنت الناس.. جان ما تعرفينه اقول لج اياه
      سماء بغرور: مابي اعرفه..


      والتفتت عنه وغادرت.. وظل خالد مكانه يهز راسه حسرة على تلك الفتاة
      خالد: الحمد لله والشكر.. بنت يمكن ما طافت ال16 ومينونة.. (يرفع يديه بالدعاء) يالله الدنيا مو ناقصة ميانيــــن عقلها يا رررررررررب..


      ودخل خالد الى المنزل وهو يضحك .. وفاتن تسمع ضحكته وهي تغطي شعرها..


      فاتن: محلى الضحكة
      خالد: احم احم... (بنبرة رومانسية) صباح الخير فتونتي
      فاتن وكأنها لم تسمع كلمة صباح الخير: يبت اللي طلبته منك
      خالد بصدمة: اول مرة اعرف.. ان رد صباح الخير اهو يبت اللي طلبته منك.. (تضحك فاتن) .. تضحكين أي اكيد ضحكي مو انا خالد ال.....
      صمت خالد قليلا عن الكلام.. وعاد بفكره.. فاتن تضحك؟ هل هي من ضحك امامه الان؟ هل هي سبب هذا الرجفة المعتادة عندما يسمعها تضحك؟
      خالد: فتون
      تسحب فاتن الكيس من يده وهي خجلى: جب..


      ودخلت عنه المطبخ ..


      وقف خالد مكانه وهو غير مستوعبا.. إنها تضحك؟؟ يا ويلي.. تضحك معي..
      دخل خلفها في المطبخ: فتووون
      فاتن تبتسم وهي تفرغ ما بالكيس: جب
      وقف وهو صامت: شنو؟
      فاتن وهي تلمحه بهدوء: جب..
      خالد: انا جب؟
      فاتن: أي انت جب...
      خالد يبتسم: لكن بعد.. اظل ضحكتج...
      فاتن وهي تدخل الاغراض في الثلاجة: على حسب؟
      خالد بحيرة: حسب شنو؟
      فاتن وهي تقفل الباب وتتوجه ناحية المغسل: ولا شي..


      صمت خالد لفتر ة.. ولكن.. هذه هي فاتن.. عميقة.. دفينة .. وسرية .. ولابد وانها تحمل معنى اخر في قلبها .. احبها.. احبك يا فاتن.. احبك...
      **********


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    صفحة 2 من 24 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. أجمـــــــل قصـــــــيدهـ .. حـــــب ~
      بواسطة هايمه بذكراك في المنتدى نبض القوافي
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 13-05-2011, 02:50 AM
    2. اغــــرب قــصـــة حـــــب
      بواسطة عشتها حلم في المنتدى القصة والرواية
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 08-03-2010, 08:41 AM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com