الفصل (23)
انتهت 2003 م وبعدها 2004 م على الشباب بهدوء وبدون منغصات وهم يثابرون على العمل بعد ان اتقنوه وثبتوا اقدامهم في ايطاليا واستطاعوا جمع بعض المال كان حافزاً لحسام ان يقرر السفر ,وفي اواخر عام2005 م سافر الى مصر لكن هذه المرة معزز مكرم وعن طريق الطائره ..وترك مروان ونجيب ..وبعد شهرين اتصل بهم على هاتف نجيب الخلوى يعلمهم بقدومه وفي شقتهم كان نجيب يحاول ايقاظ مروان ..
- هيا ..طائرة حسام على وصول ..
- بتثاقل قال : اليس الوقت مبكراً ..
- لا ..هيا اسرع نريد ان نكون هناك ..قبل ان تصل الطائرة ...
نهض اخير مروان واغتسل وارتدى ملابسه وخرجوا ..ولحظات وهم في صالة الوصول يرتقبون رؤية وجه حسام ..ولم يدم انتظارهم كثيراً فسرعان ما شاهدوه يتقدم ..انطلق نجيب اليه واحتضنه ..وكأنه غاب سنين ..سلم مروان ..وقال :
- كل هذا يارجل ..الم تشتاق لطبيخي ؟
- لا ..امى انستنى ما كنت تطبخ يارجل ..
وضحك الثلاثه ..واتجهوا الى خارج المطار ..لم ينتظر نجيب سئل حسام ..
- اخبار مصر ؟؟
- بتسلم عليك ..ولو ان احوال الناس صعبة ..
- كيف ؟؟
- الغلاء .والبطالة ..
- ماذا فعلت اريد الحكايه منذ وصولك الى اليوم ..
- على هونك يا نجيب فانا اتضور جوع ..انتظرت في مطار القاهرة كثيرا ..ولم اتذوق شي ..في الطائرة ..
- اذن الى الشقة ..وسأطبخ لك احلى اكله ..قالها مروان ..فرد حسام
- حرام عليك ..اهكذا تستقبلنى ...
ضحك نجيب وقال ..لا سأذهب بك الى عم حسنين ...
- لا انا مشتاق للبيتزا الايطاليه ..
- وهو كذلك نذهب للشقة وتضع امتعتك ..ونخرج بعدها ..وسنشبعك ..لا تقلق
وهذا ما حصل اتجهت السيارة الى شقتهم التى لم يلبثوا فيها كثيرا ..ومنها الى احد مطاعم البيتزا ..وبعد ان اخذ حسام كفايته من الاكل ..مع الضحك المتواصل من نجيب ومروان اتجهوا الى احد المقاهى وهناك بدا نجيب الكلام
- ماذا فعلت في مصر ..
- كل خير ..زرت الاقارب والاحباب ..واشتريت قطعة ارض زراعيه ..وايضاً 170 متر ارض سأقيم عليها منزل ..
- اخبار سارة جدا ..وماذا بعد
- لا شي ..تركت اخوتى يزرعون وعدت لأجمع المال ..من جديد لكن انصحك بالشراء العقار نائم ..والاسعار مناسبة ..
- الم تقل ان الدنيا غلاء ..
- نعم اقصد الاكل والاشياء الاستهلاكيه ..الناس تفتقر للمال .لذا حركة العقار نائمة ..
- من الممكن في الارياف ..لكن عندنا في القاهرة لا اعتقد ...
- لا حتى القاهرة ..احد الاصدقاء ونحن نبحث نصحنى بشراء شقة في القاهرة ولكنى رفضت لأنى اريد "طين "
- طين ؟؟ !! قالها مروان مستغرباً ...فرد حسام
- نعم طين ؟؟ ارض زراعيه ..لنا وللزمن نأكل منها ونعتاش ....انفع لنا من شقة في القاهرة ..
- ونعم الراى ..قالها نجيب ..
- ولماذا لا تشترى لك شقة انت ...سأل حسام
- سأتركها لحين سفري ..
- صدقنى سترتفع الاسعار ..اليس لك احد هناك يشترى لك ..
- هناك احد اصدقائي ..سرور سبق ان كلمتكم عنه ..
- الست تكلمه ..
- بلى ..ولكنه مدرس بعيد عن العقار ..
- هناك اختراع اسمه "السماسرة " وهل عرفت انا العقار من قبل ..او افهم به ؟!
- اتقصد ان اجعله يشترى لي ؟!
- نعم اعمل له وكالة وارسلها له ليشترى لك ويوقع عنك ..الست تثق فيه ؟
- بعمري ..
- وتعرفه جيداً ..
- بالتأكيد
- وقال مروان ضاحكاً : واسمه كاملاً
- ها ها ها ..واسم امه ايضاً قالها نجيب ..وهو يعلم ان مروان يقصد "نكسة محمد"
- اذن على بركة الله ..قالها حسام فقال نجيب ..
- سأدرس الفكرة ..
- لا تحتاج الى دراسه ..اذا كنت تريد العوده لمصر ..
- بالطبع اريد ..
- اذن ابدا بتجهيز شقة ..او حتى قطعة ارض في الاحياء الجديده ..تبنيها ..وتصممها ..
- لا تستعجل سأرى اذا كان سرور سيستطيع ان يفعل شي ..وبعدها نقرر ..
- وهو كذلك ما اخبار السمك ؟؟ قالها حسام
- كما هو ..ولو اننا بدأنا نسمع ان هناك نيه للأندماج مع شركة اخرى ..
- وهل هذا سيعود علينا بالنفع ؟؟ قالها حسام فرد نجيب ..
- هذا يرجع الى خطط الادارة ..الجديدة ..ولكن لا تقلق كلها اشاعات ..
- اتمنى ان يبقى الحال كما هو ..فانا لا اريد الا ان ابنى البيت مع مبلغ بسيط يكون في يدي لأبدا به مشروع مواشي ..وسأعود بشكل نهائي ..
- لا تقلق ..والرزق بيد الله ليس بأيديهم ..
- ونعم بالله ..قالها حسام ونهض قائلاً ..
- الان استطيع ان اقول لكم انى بحاجه الى النوم ..
اذن هيا بنا ..ونحن كذلك ..فغدا امامنا يوم عصيب ...
في اليوم التالي ورغم الجهد الذي كان في العمل الا ان نجيب فكر جيدا في مسألة شراء منزل او ارض والبدء بتأسيس حياة في مصر ..وراى ان يكلم سرور ..فبعد خروجه من المصنع بأتجاه الشقة ..اتصل بسرور والذي ما زال في نفس الشقة ..
- سرور ..
- من ؟! نجيب ..
- نعم ..كيف حالك ؟؟
- بخير يا اعز الناس ..اخبار ايطاليا وبنات ايطاليا ..
- ضحك نجيب وقال ..الن تتزوج وتترك عنك هذه الافكار الصبيانيه ..
- هل ترغب بالحقيقه ...
- ومن يكرهها ..
- بعد ذهاب عنايات مع سيدها ..الى الحي الجديد وانا اشعر بالوحده ..
- اذن توكل على الله ..
- دعك منى ..واعطنى اخبارك ..
- فكرت في شراء ارض ..او شقة ما رايك ؟؟
- ونعم الراى ..هل ستاتى لمصر ؟؟
- لا ..كنت اتأمل ان تسعى انت لي في هذا الموضوع ..
- انا في خدمتك يا اخى ..ولن اتأخر ..
- اذن ابحث الموضوع ..وفتش ..وسأتصل بك بعد يومين ..اتفقنا
- موافق ..وانا اعرف سمسار ..ابنه يدرس عندي ..سأجعله يبحث في كل العروض
- اذن الى اللقاء
- الى اللقاء
واغلق الخط واذا بحسام قادم حاملاً صحيفة معه ويبدو متضايقاً ..بادرة نجيب :
- ماذا بك ؟
- انظر ..ومد له بالصحيفة ..
- ما بها ..
- البحريه الايطاليه التقطت مهاجرين غرقى بينهم مصريين ..
- يالهى ..الى متى هذا العذاب ..
- حسام : رحمه الله عليهم ..ان لله وانا اليه راجعون ..
- وقلب نجيب الصفحات ..لم يذكروا اسماء ؟!
- الغريب ان الصحف تذكر استناداً على صحف مصريه ان هؤلاء المهاجرين دفعوا من 20 الف الى 25 الف ..!!
- ارتفعت التسعيرة اذن ...
- كم تكلفت انت يا نجيب ..
- ليس الكثير هي خدمه وتوصيه من صديق ..
- امر يرفع الظغط ..
- الم اقل لك ان القبطان خدمنا خدمة العمر ..
- كيف فعلها ..
- لا يهمنى بقدر انى نظامي على هذه البلد ..عموماً احملوا اوراقكم معكم بالتأكيد السلطات الايطاليه ستشن حملة تفتيش ..
- فعلا لا نريد بهذله ..ولو ان هذا الخبر نقص على يومي ..
- قضاء الله وقدره ..
- ماذا تفعل هنا ...
- ابدا كنت في طريقي للشقة ..اين مروان ..
- سبقنا بالتأكيد ..
- جيد ..هل تعلم ..
- ماذا ؟
- كلمت سرور ليبحث لي عن عقار او ارض ..
- رائع ..وماذا قال .؟
- رحب بالفكرة ..وسيبدا البحث ..ومن حسن الحظ انه يعرف سمسارا جيداً
- ممتاز ..خطوة للمستقبل ..
نظر نجيب الى ساعته وقال ..اسرع حتى لا نتأخر على مروان ...هل نشترى شي للأكل
- لا هو سيتدبر الامر ..
- اذن هيا بنا ...
واسرعا الخطى لشقتهما طلباً للراحة بعد عناء اليوم
المفضلات