العواقب المرضية لمقاومة الإنسولين





قد يظن الكثيرون منكم أن فعالية الإنسولين أو عدمها ترتبط بالسكري فحسب و حتى في الممارسة السريرية التقليدية غالبا ً لا يلتفت الأطباء إلى فحص الإنسولين و مقاومته إلا عند تحري مرض السكري أو حالة ما قبل السكري , بينما تسبب مقاومة الإنسولين حالات مرضية خطيرة متعددة سوى مرض السكري
تختلف حالة مقاومة الإنسولين بين شخص و آخر , إلا أن عواقبها النهائية غالبا ً متشابهة بين المصابين بها و هي قد تأخذ سنوات حتى تصل إلى الحالة المرضية السريرية الوصفية , و تساهم في تسريع تلك العواقب و في اختلافها و درجة خطورتها أيضا ً عوامل أخرى , فأولى تلك العواقب احتمالا ً هي الإصابة بالسكري من النوع الثاني , و من أكثرها احتمالا ً أيضا ً #الأمراضالقلبيةالوعائية #Cardiovascular_Diseases أو #السكتة_الدماغية #Stroke , و منها أيضا ً مرض #ألزهايمر #Alzheimer’s_Disease أو #الخرف #Dementia و كثيراً ما يشار إلى مرض ألزهايمر بحد ذاته على أنه السكري من النوع الثالث إذ يتمثل بفشل استعمال الإنسولين و السكر من قبل الدماغ .. علما ً أن هذه الحالات المرضية ( ما عدا السكري ) قد تشترك في حصولها أسباب و عوامل خطر أخرى عديدة سوى مقاومة الإنسولين


و الحالات المتقدمة و المزمنة من ارتفاع الإنسولين تسبب حالة خطيرة جدا ً يتم تصنيفها كمتلازمة Syndrome لوجود أعراض غير مترابطة فيها و
هي متلازمة الأيض أو متلازمة التمثيل الغذائي
#Metabolic_Syndrome و التي تتمثل باجتماع عدة أعراض ناجمة في الواقع عن ارتفاع الإنسولين و عدم فعاليته : #البدانةالوسطى #Central_Obesity الواضحة و انخفاض الكولسترول الجيد #HDL أو ارتفاع الكولسترول الكلي و ارتفاع الشحوم الثلاثية #Triglycerides و ارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى ارتفاع الإنسولين و السكر معا ً أو أحدهما .. بالإضافة إلى ذلك كثيراً ما يرتفع حمض البول Uric Acid في مراحل متقدمة و الذي تعتبر الأبحاث الحديثة نسبته مؤشراً مرضياً على درجة خطورة الأمراض القلبية الوعائية


و تتمثل خطورة متلازمة الأيض في إمكانية تعرض المريض بشكل مفاجئ للجلطة القلبية أو السكتة الدماغية .. فكل من الأعراض المذكورة لمتلازمة الأيض يشكل بحد ذاته عامل خطر مستقل للأمراض القلبية الوعائية , و يضاف إليها فوق ذلك ما تسببه مقاومة الإنسولين من #التهابات_الشرايين
و هناك خطورة إضافية لالتهابات الشرايين فيما سوى أمراض القلب و الأوعية الدموية , فهي تعني تضيق الشرايين الدقيقة في كثير من الأعضاء في الجسم كشرايين العين مما يسبب ضعف البصر و شرايين الأذن مما يسبب تراجع السمع و كذلك شرايين الدماغ فتتراجع القدرات الإدراكية , فضلا ً عن تراجع حرق الطاقة في خلايا الدماغ بسبب مقاومة الإنسولين و تراجع قدرة خلايا الدماغ على التخلص من الفضلات و تنظيف نفسها .. و كل هذا يفتح الباب مشرعا ً تركيب مضخات أمام #الأمراضالعصبيةالتنكسية #Neurodegenerative_Diseases .. و كذلك شرايين الكلية و شرايين الرئتين .. و هلم جرا ً