كيف نحصل على فوائد الثوم بشكل أمثل .. و كيف نميز الأنواع الضارة منه !




أصبحت فوائد الثوم العديدة معروفة لدى الجميع و هي غنية عن الشرح و التفصيل .. إنما العبرة في الحصول عليها تكمن في طريقة تناول الثوم و استعماله , و لكن للأسف , الكثيرون يطبقون طرقاً خاطئة بهذا الخصوص قد يتعلمونها من الاعلام الالكتروني .. فهناك بدعة جديدة منتشرة عبر مئات المواقع حول فوائد ابتلاع سن ثوم على الريق !! .. و كأنها " كبسولة " دوائية يتحلل غلافها في المعدة أو الأمعاء ليخرج محتواها المكنوز بالفوائد !!
هنا تفتقت عبقرية البعض فانبروا إلى تصحيح هذا الخطأ قائلين : عليك أن تثقب فص الثوم بإبرة دقيقة كي يخرج محتواه في معدتك و تحقق الفائدة منه , و بذلك أيضاً تتجنب رائحة الثوم الكريهة في فمك !!
عندما تبتلع أفعى فأراً كما هو دون مضغ , و يصل إلى معدتها , تلاقيه أنزيمات هاضمة قوية قادرة على سحق جسم الفأر و حتى عظامه , و جهازها الهضمي مصمم لهذه الطريقة ..
بينما الإنسان لا يمتلك الأنزيمات الهاضمة اللازمة لتفكيك الطعام غير الخاضع للمضغ .. فلا يمكنه مثلاً تكسير الألياف غير الذائبة المتمثلة بجدران الخلايا النباتية الحصول على ما تحتجزه تلك الخلايا داخلها من مغذيات
كذلك قبل طهي الثوم يجب أن يتم هرسه و تركه عشر دقائق , لكن تعريضه للحرارة يسبب تراجع تراكيز معظم هذه المكونات الفعالة
و قد أظهرت دراسات على الفئران أن إعطاءها مادة ن - أسيتيل - سيستيين NAC (N-Acetylcysteine) الموجودة في الثوم أدى إلى وقايتها من بدء سرطان الدم leukemia لديها بعد حقنها بخلايا سرطان الدم النخاعي الحاد acute myelocytic leukemia الآتية من فئران أخرى مصابة
كما أظهرت دراسات حديثة أن المركبات الكبريتية في الثوم لها تأثيرات مفيدة في تخفيف النتائج المرتبطة بأمراض القلب و الأوعية الدموية cardiovascular disease و الالتهابات inflammation من خلال آلية قد تكون مرتبطة بمسار إشارات كبريتيد الهيدروجين Hydrogen sulfide signaling pathway
و هناك مئات الدراسات حول فوائد أخرى كثيرة للثوم ...
في الشق الثاني من المقالة .. لا بد من التنبيه إلى اختيار الأنواع الصحيحة من الثوم .. و تجنب الأنواع الضارة .. المغشوشة !!
قياساً لدورة حياته كنبات , من الطبيعي أن يكون الثوم في الربيع مبرعماً أي له برعم قد بدأ بالتنبيت , أو قد تكون له ساق و أوراق خضراء .. فإذا لم يكن مبرعماً على الأقل , لا تشتروه

أيضاً من معايير تمييز الثوم الطبيعي خارج فترة الشتاء و الربيع أن تكون له بقايا جذور و لو دقيقة , و كذلك الثوم الطبيعي يتميز عن المعالج بالكيماويات بأن الأول أقوى نكهة و أثقل وزناً فني صحي كما نلاحظ أن الثوم المعالج بأنواع معينة من المبيدات , يصبح لونه بعد هرسه و إضافة عصير الليمون إليه ضارباً إلى الأزرق
و بكل تأكيد عندما يبدأ الثوم بالتبرعم تتضاعف تراكيز المواد المذكورة الفعالة طبياً فيه مثل الأليسين Allicin و الأليين Alliin و ن - أسيتيل - سيستيين NAC (N-Acetylcysteine