لم يكن في المواقف سوى سيارة الشرطة تقف وتسد الطريق لكيلا يدخل إليه أحد. وسيارة مالك الكافيه المتنقل والثالثة للقناة. وبينما هم هنالك يتابعون مالك الكارافان لاحظوا سيارة تاكسي توقفت، ثم نزلت منها فتاة محجبة. حولوا الكاميرات باتجاه الفتاة وابتسم الجميع وقالوا: وأخيرا سنشهد نهاية جميلة. تقدمت الفتاة إلى سيارة الشرطة، وتحدثت إليهم، فسمحت لها بالدخول، وبعد قليل تقدمت إلى الكارافان. طرقت الباب ولكن هتان لم يفتح، فطرقت مرة أخرى، الكل ينظر إلى تلك اللحظات التي انتظروها منذ خمسة شهور وكأنهم هم الفائزين، وما هي إلا لحظات، ويفتح هتان الباب، وينظر إلى الفتاة وتنظر إليه، لحظة صمت لم يستطيع أي واحد منهما النطق بكلمة، تقدمت الفتاة وعانقته يرى الجميع دموعهما ويسمعون بكاءهما، ثم بدأ يتحدثان إلى بعضهما، وبسبب بعد الكاميرا لم يسمع أحد ما يقولان، بعدها بدأ هتان يستعد ويجمع أغراضه ليغادر المكان.


اقترب المذيع والمصور إلى الفتاة وسألاها بأدب: هل تسمحين لنا بلقاء. قالت: نعم بالتأكيد، تحدث المذيع وقال انتظر مالك الكارافان وانتظرنا وانتظر المشاهدين هذه اللحظة. قالت: أولا أشكركم وأشكر قناتكم على هذه التغطية. لو لم تكونوا هنا لم نكن لنطمئن عليه على مدار الساعة. وأعذروني إذا خيبت أملكم. أنا لست فتاة النافذة. أنا أخت هتان الصغرى. أتيت لأصحبه إلى المنزل. رحب بها الجميع وتأسفوا أنهم ظنوا أنها فتاة النافذة. قالت يجب أن لا تتأسفوا بل هي من يجب عليها أن تتأسف. لأنها لم ترحم أخي ولم تخبره باي شيء حتى وإن كانت رافضة فكرة الزواج، كان يجب على الأقل أن تراسله، وتخبره بما في نفسها.


أنا متأكدة أنها أينما تكون الآن. ستندم على هذه اللحظة. ولن تكون حياتها كما هي. ستبدأ تتعذب من اللحظة التي يغادر فيها أخي المكان. سيستمر أخي في حياته وسيجد من هي أفضل منها. سأضمن هذا بإذن الله. قال المذيع أشكرك على اللقاء ونتمنى لكم رحلة سعيدة.


غادر هتان وأخته تلك الليلة باتجاه الرياض. كان هتان حزين ولا يريد الذهاب. ولكن اخته قالت له كفاية تعذب نفسك. لو عندها ذرة إحساس كان ردت عليك. لقد اشتاقت أمي لك. وأبي منذ أن بدأت مغامرتك الرومنسية. لم يغادر من أمام التلفاز ولم يخرج من المنزل. المهم لم يتعرف أحد على شخصيتك.


التفت إليها وقال هل صحيح ما قلتي أمام الشاشة عن تلك الفتاة. قالت نحن الفتيات نفهم بعضنا. وكنت أتمنى ما تكون من تلك الفتيات اللاتي لما تشعر بأنها جميلة ومرغوبة، وهنالك من يجري ورائها، تبدأ تلعب دور صعبة المنال. فهذه الفتاة إما أنها لم تعلم عنك وهذا مستحيل. أو أنها كانت تنتظر حتى اللحظات الأخيرة وتخرج وتقول أنا فتاة النافذة. وفي جميع الأحوال يجب ان تنساها لأنها لن تكون مناسبة لك. يجب أن تبتعد عن الميديا والشاشات لفترة حتى تنساها. قال لها بحزن: سأحاول.