في نهاية اليوم سجل هتان رسالة حزينة. في حساباته على السوشال ميديا، تنهد وقال: انتهى اليوم الأول!
رأيت فيه الكثير من التعاون من أهل مدينتك، أتى الكثير منهم إلى الساحة ليملؤو على المكان. فأنعشوا الساحة ونشروا فيها الحب والمودة. ونظراتهم ودعائهم لي بأن ألتقي بك. لا أعلم هل تتابعيني أو أنها مجرد كلمات ستجف وستتطاير قبل أن تصل إليك. لا أعلم كيف سنلتقي. لكن عندي شعور بأننا سنلتقي في نهاية الأمر.


في تلك الليلة حصل هتان على المئات من الرسائل الخاصة لفتيات كتبن مواصفاتهن وأرسلن صورهم طلبا للزواج منه. ابتسم هتان وشكر كل من أرسل له واعتذر منهم قائلا إن قلبي أصبح ملك فتاة النافذة. ثم نام هتان تلك الليلة بعدما تحدث لعائلته. أخبروه أنهم مستمتعين بأخباره، وكأنهم يشاهدون أحد الأفلام الرومنسية التي يتمنى كل واحد أن تنتهي بنهاية سعيدة. أدخل اتصال عائلته القليل من الفرح على قلب هتان. ثم ذهب إلى النوم.


في صباح اليوم التالي استيقظ ونظر من نافذة الكارافان ليجد العديد من الصحفيين والمذيعين التلفزيونين، يتمنى كل واحد منهم أن يحصل على لقاء معه. قرر عدم الخروج من الكارافان وفتح التلفزيون ليجد بعض القنوات خصصت زاوية في قناتهم ليعرضوا هذا الحدث الذي بدأ يهتم به الكثير من المتابعين. بقي بعض الوقت يقلب في القنوات يسمع المذيعين يتحدثون ويتناقشون على الهواء. على هذا الحدث ثم لقاءات مع بعض الحاضرين ليسألوهم عن وجهات نظرهم تجاهه وهل ممكن يجد فتاة النافذة.


كانت الأجواء في ذلك المكان رائعة. فالشمس تختفي خلف السُحب. ودرجات الحرارة في تنازل مستمر. يوجد القليل من الناس في تلك الساحة يزداد العدد بعد منتصف النهار. فتنتعش الحياة مرة أخرى. يستغل هتان ساعات الصباح الأولى في التواصل مع عائلته. ثم يدير اعماله في المركز التجاري ثم يقرأ ما يكتبه المتابعين. ثم يلتقي مع أمجد يتحدثان. وقبل أن يخرج أمجد اعطى ذاكرة صغيرة لهتان، سأله ماذا بها. قال انها هدية من مالكة المركز التجاري.