ويوم بعد يوم يقل عدد الرسائل وعدد المتابعين لهتَان. لكنه ما يزال متمسك بمكانه رغم درجات الحرارة المتجمدة في الشتاء.


بعد ثلاثة شهور لم يعد في الساحة سوى تلك القناة الإخبارية التي لم تفقد الأمل. كان هنالك شيء من التودد بين هتان وأصحاب القناة. حتى يوم من الأيام. سمح لهم هتان بدخول الحاجز، وكانا عبارة عن شابين في العشرينات يتناوبون مع آخرين ليل ونهار. لم يزال هتان يخفي هويته خلف الكمامات. تقدم أحدهما بالمايك والآخر ممسك بالكاميرا. تلمع عيونهما فرحا بهذا التقدم لقناتهما. سأل أحدهما هل يعني أننا نستطيع أن نقوم بمقابلة شخصية معك. قال هتان خمسة أسئلة فقط لا تتضمن السؤال عن هويتي. فاختاراها بعناية.


بدأ الشابان يتهامسان وبعد قليل. سأل الشاب الذي يحمل المايك: ألم تمل؟ قال هتان يمل الذي ليس له هدف. بيننا صفات مشتركة أنتم أيضا لم تملّوا لأن لكم هدف وتريدون ربما تثبتون للناس أنكم قناة لا تفقد الأمل. قال المذيع: انت شاب شاهدت الكثير من الفتيات سواء على الطبيعة أو في التلفاز لماذا هذه الفتاة؟ قال هتان بالفعل شاهدت الكثير خلال دراستي والأكثر حينما بدأت أبحث عن هذه الفتاة. وما زلتُ أتلقى عشرات البروفايل بالصور وأخرى بالفيديو من الكثير من الفتيات داخل وخارج السعودية.
ورأيت فتيات فاتنات ورائعات. غنيات وفقيرات. من أبرزهن فتاة ارسلت لي لوحدها. أكثر من مئة رسالة. كانت تتوسل أحيانا وتبكي أحيانا أخرى. ولا اعرف ماذا أرد عليها. لكن قلبي اختار فتاة النافذة
هل تتوقع أنك ستنجح وتتصل بك تلك الفتاة؟ قال هتان. في بداية الأمر ومع كل الحشود والإعلام فقدت كل الآمال. لكن الآن يوم بعد يوم يزداد الأمل عندي.
لماذا تخفي هويتك؟ لأني في حال لم نتوفق لا أريد ان أسبب المشاكل لنفسي ولعائلتي. أردتها ان تختارني لأني أريدها ان تكون واثقة ان مالك الكارافان الذي انتظرها طول تلك الفترة. يريد لها السعادة.


كلام جميل اخ هتان. اتمنى انها تتحرك وتتحدث مع والدتها وتقرر قبل فوات الأوان. تشرفنا بالتحدث اليك ونتمنى أن نشاهد نهاية جميله وسعيدة لأنه قصة مثل هذه سيكتبها التاريخ.
شكر هتان المذيع وزميله على مشاعرهما الطيبة. وشكر أهل المدينة ومالكة المركز التجاري على جود كرمهم وضيافتهم.


استمر هتان لشهرين آخرين. بدأ يشعر بأن الآمال ضعيفة جدا وأن تلك الفتاة إما أنها لم تعلم بالأمر وإما أنها رافضة فكرة الزواج أو أنها لم تعد موجودة. في تلك الليلة شعر هتان بالتعب فدخل الكارافان باكرا ليأخذ قسطا كافيا من الراحة.