قال لهم هتّان: هذا ليس بغريب على أهل هذه المدينة، أهل الكرم والجود. وأتمنى أن أكون ضيفا خفيفا عليكم. قال له ابنها: سيصلك عشاك الليلة إلى مكانك معزز مكرم. ثم غادر مع والدته إلى المركز التجاري.

قامة الضابط بإحاطة سيارة هتان بحواجز تبعد خمسة عشر مترا عن الكارافان من كل الجهات لتمنع الناس من الاقتراب منه.

جلس هتّان في سيارته يتأمل تلك الفتاة التي رسمت صورتها في مخيلته. ويفكر! هل أنا أقوم بالصواب ماذا لو لم تكن مثلما أريد. ماذا لو كانت حادة الطباع سيئة الأخلاق. هز رأسه وقال كيف لفتاة بتلك العيون الحزينة أن تكون سيئة الأخلاق. استمر يسرح بأفكاره حتى طرق أحدهم باب الكارافان. نظر من النافذة فرأى أن السيارات بدأت تتوافد إلى المكان. فقال: يجب عليّ أن أخفي شخصيتي. وضع الكمامات ولبس النظارة. ثم فتح الباب، وجد أن أحدهم قدم له كأسا من القهوة سريعة التحضير. وقال سيارتي لتحضير القهوة السريعة هنا قريبا منك، وهذا كرت الاتصال سنقدمها لك مجانا في أي وقت على مدار الساعة. تلا ذلك انتشار سيارات تقديم الوجبات السريعة في المواقف تعرض خدماتها على هتّان.

ولم يأتي منتصف النهار حتى زاد عدد القادمين لمشاهدة "مالك الكارافان" ومع ازديادهم زادة عدد سيارات الشرطة لتنظيم السير في المكان. ثم بدأت تنتشر عربات بيع الفواكه والمستلزمات الأخرى. ثم أتى أصحاب الألعاب المتنقلة ونصبوا ألعابهم. حتى أصبح المكا وكأنه مهرجان متنقل. بدأ ينتشر الخبر في المدينة ويتوافد الشباب والفتيات ليشاهدوا "مالك الكارافان" وأصبح الكل يتساءل كيف هو شكل هذا الشاب؟ ومن يكون؟

أصبح الجميع يفضلون الذهاب للتسوق في هذا المركز التجاري خارج المدينة لتوفر كل عوامل الترفيه داخل وخارج المركز التجاري. فازدهر المركز التجاري وبدأ يشتهر حتى لمن هم خارج المدينة.

لم يتوقع هتّان أن تتحول ساحة ومواقف المركز التجاري إلى مهرجان. عاد إليه صديقه أمجد استقبله هتّان داخل الكارافان وقال الله يسامحك. اليوم كان الوضع مختلف في المركز التجاري. وصل عدد القادمين إلى المركز التجاري إلى الضعف. وفي تزايد مستمر. وخصوصا قسم المطاعم كان شبه ممتلئ. قال هتّان آسف لقد سببت لكم الكثير من الإزعاج. قال له هتّان بل كان اليوم قصير لأن الوقت أصبح يمر بسرعة. وبينما هم كذلك أحضر لهم ابن مالكة المركز التجاري العشاء. تناول الثلاثة طعام العشاء. ثم سأله أمجد هل هنالك أي خبر من تلك الفتاة. قال هتّان قد يكون الوضع الآن مستحيل. فلا أتوقع أنها ستظهر أمام هذا الحشد وتقول أنا هي "فتاة النافذة". قال أمجد أنا أوافقك الرأي، لكن قد تستطيع ان ترسل لك رسالة، أو أحد أقاربها، أو تجد طريقة ما لتلفت انتباهك. وربما ليس لديها أي فكرة بما يجري هنا.