حتى اللحظة التي ترك فيها المدينة سافر وأخذ قلبي معه. وأقولها له لأني أتوقع أنه يوم من الأيام سيشاهد ما عملته من أجله. وأني لم أكن أتجاهله، ولم أكن لأتأخر عنه لولا ظروفي. قال لها هتان: تأكدي أن مالك الكارافان يستمع إليك ويقدر ظروفك ويشعر بكلامك. لكن أتوقع أنه الآن بين نارين سمع كلام والدك الذي لا يريد أن تتفرق العائلة وألا ينقطع الرحم. وبين كلامك الذي وقع على قلوبنا كالرصاص.


سألها: ماذا لو طلب منك مالك الكارافان أن تسمعي كلام والديك وتنزلي معهما. لأنه كما تشاهدين أتى أليك من أجل رابط صلة وقرابة. وأي واحد مكانه لا يريد ان يكون سبب في تفريق العائلة وقطع صلة الرحم.


قالت لو اتى إلي وأخبرني من هو؟ ثم طلب مني أن أعود إلى عائلتي. لن أتردد في أن أقول له سمعا وطاعة. إنّ ما يهمني هو أن يعلم أنني لم أكن لأتركه يتعذب. كما قالت: أخته. أشكركم على هذا اللقاء فقد كنتم مستمعين جيدين استطعتم أن تخففوا عني نصف الألم وأنتظر من مالك الكارافان أن يخفف النصف الآخر باتصاله. وأتمنى من له القدرة على حماية حقوقنا من الظلم وهذه القوانين التي ما أنزل الله بها من سلطان. أن يقول كلمة الحق قبل فوات الأوان.
قال لها: يا لهُ من كلام كبير ما قلتيه أسأل الله أن يعطيك ما تتمنين.


خرج الإعلاميين من السطح، وقبل أن ينزلوا طلب منهم هتان لحظات "تحت الهواء" معها. دخل هتان السطح وأقفل الباب خلفه. وقام بخلع الكمامات والنظارة التي يلبسها. توقفت فتون مكانها وقالت: ماذا تريد؟ قال لها خمسة شهور وسبعة أيام وأربع ساعات. وأنا انتظر هذه اللحظة لألتقي بك. اتسعت عينا فتون وقالت: من أنت. قال أنا هتان مالك الكارافان. وضعت المسدس على رأسها وقالت إذا لم تثبت ذلك الآن سأقتل نفسي.
فتح حساباته ورد على رسائلها قائلا عودي إلى والديك. فلا اريد ان أكون السبب في قطع الصلة بينكم. ثم أرسل الرسالة. وما هي إلى ثواني حتى وصلتها رنة بتلقي رسالة من حساب مالك الكارافان.


اقتربت منه وقالت: كان عندي القليل من الشك، والآن تأكدت أنك هو. قال لها الصوت خلال التلفون مختلف قليلا. قالت بصوت حزين: أنا آسفة. قال وأنا أيضا آسف، لأني ظننت أنكِ بلا قلب، لكن الآن ليس معنا الوقت الطويل. يجب أن تعودي إلى والديك. أنا أشعر بك وأريدك ولن أسمح لأي شخص بأن يأخذك مني. قالت لا تسلمني لهم. خذني معاك أرجوك. أمسك بيديها وقال: كل ما أريده منك الآن هو أن تقولي بأني اتصلت بك وأنك عدتي إلى رشدك وستعودين معهم الى المنزل. وأنك ستعملين كل ما يريدونه منك. واتركي الباقي لي.