كانت رحلة العودة طويلة. قرر هتان أن يخفي الكارافان بمجرد دخوله الرياض. وبالفعل أخذه إلى المنزل القديم وتركه هنالك ثم عادا إلى القصر. وقضى الأسبوع كامل في القصر مع العائلة. حرصت رنيم أن تبعد هتّان عن الإعلام والسوشيال ميديا. فكانت تأخذه أحيانا إلى مركزه التجاري الخاص وأحيان أخرى إلى المطعم.


يحاول هتان أن يضغط على نفسه لينسى الفتاة ولكن يجد صعوبة في ذلك. لكن ليس له خيار آخر. لأنه لا يعرف اسمها أو أي شيء ممكن يساعده على العثور عليها. فتمر الأيام والأسابيع. فخلال تلك الفترة أصبح يندمج مع العائلة في الرحلات السياحية، ويستمتع بوقته.

في يوم من الأيام وبينما تقضي العائلة أوقات ممتعة في دبي. شاهدت رنيم "خبر عاجل" على إحدى القنوات الإخبارية وفي المركز التجاري المرتفع الذي كان هتان يقف في ساحته فتاة محجبة تقف على حافة سقف المركز تضع مسدسا على راسها وتقول أنا "فتاة النافذة" ولن أنزل من هذا المكان حتى يأتي "مالك الكارافان" أو سألقي بنفسي من أعلى المبنى وتحذر من يقترب من السطح بأنها ستقتل نفسها بدون أي ذرة تردد.


وكما اجتمع الناس حول هتان، اجتمع الكثير حول فتاة النافذة، من جمهور الناس والإعلام ولقاءات التلفزيون. ووالديها يطلبون من أي شخص له معرفة حقيقية بمالك الكارافان، أن يخبره بحال ابنتنا.


كانت لحظات صعبة على أهل المدينة. لأنهم اكتشفوا أن فتاة النافذة هي "فتون" ذات الثالثة والعشرين من عمرها ابنة الشيخ سعد من وجهاء المدينة الذين يفعلون الخير ويساعدون المحتاجين. فلم يتمنى أي شخص في المدينة ان يرى والدها بذلك الحال.


لم تعلم رنيم ماذا ستفعل. فاتجهت مباشرةً إلى أمها وشرحت لها ما يحصل ثم تحدثتا مع الدكتور محمد الذي مباشرة ذهب إلى هتان وأخبره بما يجري وقال له يجب علينا أن نعود إلى السعودية، استغرب هتان وقال: لم ننتهي من الرحلة. قال الدكتور الموضوع بخصوص "فتاة النافذة" تهلل وجه هتان ولمعت عيناه. ثم سأل هل وجدوها. لم يرد عليه والده، فقط فتح له التلفاز وقال ستجد الخبر في القنوات الأخبار.


ثم أتت أخته رنيم وشرحت له باختصار ما يجري. وقالت يجب أن تذهب إليها الآن، انها بحاجة إليك. نظر هتان إلى الأخبار شاهدها. وكأن قلبه عادت له الحياة من جديد، فدمعت عيناه خوفا عليها. ثم فتح حساباته على السوشال ميديا. فوجد بمئات الرسائل من المتابعين ومن عائلتها. يتوسلون إليه ليأتي وينقذ هذه الفتاة المسكينة. قال في نفسه: مساكين! وكأنني بحاجة إلى توسلاتكم.