لم يحرك هتّان السيارة من مكانها. فبقي بداخلها ينتظر لعله يرى الفتاة تعود مرة أخرى من نفس الطريق. بقي ينظر يتابع من يذهبون ويعودون من المركز التجاري حتى أقفل المركز التجاري أنواره في المساء. ولكنه لم ير الفتاة مرة أخرى. قضى هتّان اليوم كامل بلا طعام ولا شراب. بدى يائسا لا يعلم ماذا يفعل وما هي الخطوات التي يجب أن يفعلها ليجد تلك الفتاة. بدأ يحدث نفسه ويقول ان الفتاة لم تراني ولم تعرف شكلي. وأنا أيضا لم أر إلا وجها ولا أعلم كيف يبدوا جسمها. لكن المشترك بيننا بأنها "فتاة النافذة" لماذا لا أستعين بجمهوري ليساعدوني كيف أجد هذه الفتاة.


فتح الكاميرا وتحدث إلى متابعيه قائلا: جمهوري العزيز تعودت في كل مرة أنقل لكم مشهد من المشاهد التي أمرُّ بها وأشارككم رأيي ومشاعري. لكن المشهد الذي سأحدثكم عنه اليوم، فاق كل المشاهد التي مررت بها، هنالك لحظات ترى جمالا يعجز القلب تحمله ولا اللسان وصفه. ولا حتى الكاميرا تستطيع أن تريكم مدى روعته. فرؤية المنظر في الطبيعة يختلف عن رؤيته من خلف الكاميرا. هنالك تفاصيل تعجز الكاميرا إظهارها. قد يكون البعض فهم ما أعني، ولكن لمن لم يفهموا! سأذكر لكم بكل صراحة التجربة التي مررت بها في هذا اليوم.


حورية من الجنة محجبة حجاب كامل، لا تكاد أن ترى منها إلا نور حجابها. اقتربت من الكارافان ولم تعلم أنني كنت بداخلة. التفتت يمينا وشمالا ولما اطمأنت أنه لا أحد يراها. بدأت تعيد إصلاح حجابها الذي لعبت فيه الرياح. لمحتها لثواني وتذكرت أنها لما فعلت ذلك لم تريد أن يراها أحد. فغضضت الطرف عنها ثم اختفت. لكن تلك الثواني التي رأيتها فيها. أطارت النوم من عيني. فلم آكل ولم تغفوا لي عيناً منذ الصباح. فأنا هنا أقف في نفس المكان الذي رأيتها فيه ولن أتحرك أبدا حتى أرى ما يكتبه الله لنا.


اشتعلت السوشال ميديا في تلك الليلة. وانتشرت قصته في السوشال ميديا، بشكل كبير فتضاعف أعداد المتابعين. وتفاعل الكثير مع القصة. وتحمس الآخرون ليشاهدوا ماذا سيفعل هذا الشاب العاشق. وكيف سيجد فتاة النافذة.