في الفندق: بينما ليكس في صالة الاستقبال يشاهد تلك المرأة عمياء العينين. تجلس على احدى المائدات. لاحظ ليكس علامات الحزن على ملامحها. اقترب منها وقال لها مرحبا سيدتي. شعرت المرأة من صوته انه غريب عن المنطقة. قالت له مرحبا. سألها هل أستطيع الجلوس معك. قالت تفضل لا أستطيع ان امنعك.

جلس ليكس معها يحدثها بصوت خافت. سألته هي ايضا بصوت خافت. لماذا تتحدث هكذا. قال لها بصراحة لا اريد ان يشعر أحد بوجودي عندك. استغربت. كيف تقول هذا والكل حولنا يراك. ألسنا في مكان عام. طلب منها ان لا تتفاجأ مما سيقول. قال انا عكسك تماما. قالت لم افهم. قال انت مُنحتي جسماً، ولكن لا ترين. أما انا أرى بدون جسم. ضحكت السيدة بصوت مرتفع فأصبح البعض ينظر إليها. تقدمت احدى العاملات في الفندق. وسألتها سيدتي كيف نستطيع ان نخدمك. قالت لها اخرجي هذا المحتال من هنا. نظرت العاملة وقالت، ولكن لا يوجد أحد هنا بالقرب منك. همس لها ليكس وقال لقد وثقت بك. هدأت السيدة ثم قالت. هل انت متأكدة انه لا يوجد أحد بجواري. قالت: نعم سيدتي انت هنا لوحدك. قالت لها شكرا لك.

عادت العاملة الى مكانها. قال لها ليكس أنا آسف سيدتي لم أريد ازعاجك. استوقفت السيدة ليكس وقالت أنا آسفه. من الصعب على اي شخص يرى ان يصدق أنك خفي. فالأمر للعمياء يكون أصعب.

سألها ماذا تفعلين هنا. قالت تركني ابنائي هنا قالوا سيعودون بعد دقائق. والآن مرت تقريبا 4 ساعات بدون ان اسمع عن اي شخص منهم. اريد ان اذهب الى الحمام، ولكن لا اعرف كيف أصل الى هنالك.
قال لها هيا سأساعدك لتذهبي الى هنالك. امسك ليكس بيد السيدة. واخذها الى قسم النساء. قال لها ادخلي ستجدين من يساعدك على الوصول الى الحمام.

قالت ارجوك ادخل معي لا اعلم هل سيكونون طيبين مثلك. اضطر ليكس ان يدخل معها وقال لها لا تتحدثين معي. حتى نخرج من الحمام. اخذها ليكس الى قسم النساء لم يلتق الا بفتاتين كانتا امام المرآه. تتجملان. شاهدتا السيدة العمياء تسير بثبات حتى دخلت الحمام. أغلق عليها ليكس الحمام وانتظرها حتى انتهت.
خرجت وساعدها حتى تغسل يديها ثم خرجا من الحمام. شكرته السيدة. وطلبت منه ان يبقى معها حتى يعود ابناءها.

قالت خذني الى المطعم. اخذها الى هنالك. قال لها لا أستطيع ان آكل معك. سآكل عندما اعود الى غرفتي. سألته ما اسمك. قال اليكس سيدتي. قالت اسمي "زويا" قال لها تشرفت سيدتي.
تحدثا على مائدة الطعام ثم اكملا في صالة الاستقبال. حكى لها ليكس عن حياته كاملة طبعا قبل ان يذهب الى القرية. كان الوقت قد تأخر. عرفت السيدة ان اولادها لن يعودوا او هنالك ما يعيقهم. سألها هل لديك ارقامهم. قالت فقدت الهاتف المحمول. شعر ليكس وكأنهم تخلصوا من السيدة بإحضارها الى الفندق.

طلب منها ان تبقى معه حتى الصباح. أخذت زويا تفكر قليلا فلم تجد أمامها خيار إلا أن تثق بهذا الشاب. قادها إلى الغرفة التي يسكن فيها في الفندق. تساءلت كيف استطعت الحصول على هذه الغرفة. قال هذه من المميزات التي أحصل عليها عندما أكون خفي. ابتسمت زويا ثم أجلسها على الأريكة في الغرفة.