أصبح المرئيين يفعلون ما يؤمر منهم. فكانوا يظهرون جمالهم ويستدرجون السياح عند مدخل القرية. ليدخلوا ثم يقتلونهم تخويفا. لكيلا يفكرون بالدخول مرة أخرى. بقيت الفتاة لأيام سرقت ما استطاعت حمله من الذهب الموجود في المناجم ثم اختفت مرة أخرى ولم يعرف أحد إلى أين اختفت.

قال أليكس سنجد طريقة لنعيدها إلى القرية. قالت: انتبه هي الوحيدة التي تجاري قوتك في رؤية الطرفين. استمرت الأمطار إلى منتصف اليوم. ولما توقفت عاد أهل القرية إلى أماكنهم شعر أليكس بحالهم بعد تلك الأمطار. سأل أليكس ماريا (سيدة القصر) هل لديكم المزيد من الخشب غير المبلل. انتظروا حتى نام الناس وقاموا بإخراج الخشب ثم أشعلوا النار فيه. اقترب الجميع من النار ليدفأوا حولها، ومنهم من أخذ جزئاً من الحطب وأشعلوا فيه النار وجلسوا حوله.

في اليوم الثالث لأليكس في القرية. وبعد أن أشرقت الشمس وبدأ الجميع صباح يوم جديد. خرج لهم أليكس من البرج ووقف في مكان مرتفع وقال: أعلم أن وجودي غير مرغوب به. لكن في الحقيقة وجودي سيغير الكثير من مستقبل القرية. أصبحتم تستطيعون اشعال النار والآن بإمكانكم تبنون بيوتكم وتحتمون فيها من البرد ومن الشمس والأمطار. وبإمكانكم أن تطبخوا وتحتطبوا وتعودوا بشر طبيعيين لكن الشيء الوحيد الممنوع هو أنكم لن تستطيعوا الخروج من القرية.

فرح أهل القرية بهذه الأخبار وبدأ الرجال يتفننون في بناء المنازل، واحد بعد الآخر وبدأت النساء بالطبخ لهم وتحضير أشهى المأكولات. أخرج أليكس الهاتف المحمول واتصل بالفتاة السياحية ساشا. فرحت ساشا باتصال أليكس. وقالت له فقدت الأمل في اتصالك. سألها هل تستطيعين القدوم إلى القرية في الصباح الباكر. وطلب منها أن تحضر له بعض الوجبات. وشاحن على الطاقة الشمسية لأن القرية ما تزال بدائية لا يوجد فيها إضاءة أو كهرباء.

استمر أليكس يتحدث إلى ساشا وطلب منها أن تأتي لوحدها لتشاهد القرية. استغربت وسألته مرة أخرى له هل أنت متأكد أني أستطيع الدخول ولن يحصل لي شيء. قال لها يجب أن تثقي بي. وأنهى الاتصال. فرحت ساشا فرحا شديدا باتصال أليكس. ذهبت لتشتري بعض المأكولات التي أحبها أليكس، ولما عادت في المساء طرق أحدهم الباب عليها في منزلها. فتحت الباب قالوا نحن من الاستخبارات كنا نتابع موضوع ذلك الشاب الذي دخل القرية. وكنا متوقعين أن يتصل بك وعلمنا أنك ستذهبين إليه غدا صباحا. قالت نعم. قالوا نريد أن نعرف تفاصيل ما يحدث في تلك القرية.

على ممر السنين لم نستطيع التقرب من القرية ولم نريد أن نستخدم طائراتنا أو مدفعياتنا للحصول عليها قمنا بعمل الطرق حتى وصلت إلى القرية وأوصلنا الكهرباء إلى مدخل القرية. هنالك شيء غير مفهوم حول هذه القرية لم يستطع الجيش التقرب منها. بالإضافة إلى جرائم القتل التي تحصل عند مدخل القرية. وما يهمنا! أن هنالك ثروة تحت هذه القرية. لا تقدر بثمن ممكن تنقل دولتنا نقلة نوعية لتصبح من أغنى دول العالم. سألتهم ما المطلوب مني؟ قالوا نريدك أن تقنعين أليكس بأن يعمل لصالحنا.