قال جلال ولدت أنا وأخي التوأم. وكحال بعض التوائم أحدهم يأخذ قوة الآخر. فكان أخي يفوقني في الفهم، والأفكار والمعلومات والذكاء. وكأن كل شيء فيه أصبح بقوة شخصين. فكان مميز في العلم والمدرسة وكنت أنا دائما ناقص العقل. يعني أجد صعوبة في فهم الأشياء. اكتشف أخي وهو في سن العاشرة أنه يسبقنا بيوم. يعني يمر عليه اليوم كامل في أحلامه. ثم لما يستيقظ يعيد نفس اليوم لكن بطريقة أفضل. قال مثلا حلم بالليل أنه ذهب إلى المدرسة وسقط في حفرة. لما يستيقظ ويذهب إلى المدرسة فعلياً فإنه لا يقع في نفس الحفرة مرة أخرى. وهكذا تستطيعين قياس ذلك على كل شيء. فكان يساعدني في دراستي ويعلم أسئلة الاختبارات قبل الصباح. لكن أنا لم أفضل أن يساعدني بهذه الطريقة لأني أعلم أنه لن يكون معي طول عمري. فأصبحت انسان فاشل لم أعرف من الدنيا شيء سوى قيادة سيارة الأجرة.

تحاول يارا أن تسأل، ولكن تضغط على نفسها لأنها وعدته الا تقاطع كلامه. أكمل جلال قائلا. استطاع أخي، سكت قليلا ثم نظر إليها وقال إذا كنت ستسألين إن كان هو "كمال" فسأقول لك نعم "كمال" الذي كنت تتواصلين معه. دمعت عيون يارا وبدأت تبكي ولكنها لم تتكلم. قال جلال استغل كمال تلك القدرة في الحصول على كل ما يريد. حصل على الكثير من المال في الأسهم والبورصة فكان يكسب بالآلاف يوميا. ولما اكتفى من المال. أصبح يساعد الناس والفقراء والمحتاجين. وأصبح يستغل موهبته في مساعدة الناس. وإنقاذهم من الأخطار.

كانت يعيد اليوم فقط في الأحلام. لكن تحول ذلك إلى أن أصبح يشعر بالمخاطر التي لم يراها في الأحلام قبلها بلحظات أو بساعات. فأصبح قليل النوم وأحيانا لا تعرفين هل هو صاحي أو نائم. مثل الذين يتحركون في نومهم ويخرجون ويفعلون أشياء لا يشعرون بها. ولكنه كان ينقذ الناس بشكل أو بآخر من أحداث كان ممكن تدمر حياتهم، كما حدث لك حينما انقذك من السيارتين.

في اليوم الذي حطت قدميك إلى العاصمة تغيرت حيات أخي كمال. لما رآك وتحدث معك شعر بأنه من حقه ان يعيش هو الآخر حياة طبيعية. قبل أن يصبح الهاتف المحمول معك كانت تلك الفتاة التي رايتيها. يحيطها الأشرار من كل مكان. لأول مرة يشرح كمال لفتاة طبيعة ما يفعل، في الأول لم تكن الفتاة تساعده. فبطريقة ما وجد كمال طريقة ليريها لو أنها سارت من ذلك الطريق لحصل كذا، ولو أنها صعدت مع ذلك سائق الأجرة لكانت نهايتها مختلفة. بدأت الفتاة تقتنع بكلام كمال وتفعل ما يأمرها به. كانت الفتاة مرتبطة بشاب آخر وبينهما قصة عشق. وبينما كانت تتحدث إلى كمال بدأت تميل إليه أكثر من عشيقها. فبدأ كمال يسحب نفسه من حياتها حتى حصل ما شاهدتيه أمام عينك.