هلالَ بنَ هَمّامٍ فَخَلّوا سَبِيلَهُ،هلالَ بنَ هَمّامٍ فَخَلّوا سَبِيلَهُ، فَتىً لمْ يَزلْ يَبْني العُلى مُذْ تَيَفّعا
فَتىً مِحْرَبِيّاً مَا تَزَالُ يَمِينُهُ تُدافَعُ ضَيْماً، أوْ تَجودُ فتَنْفَعا
إذا باهِليٌّ تَحْتهُ حَنْظَلِيّةٌ لَهُ وَلَدٌ مِنْها فذاكَ المُذَرَّعُ
ذِرَاعٌ بها لئمٌ وَأُخْرَى كرِيمَةٌ، وَما يَصْنَعُ الأقْوَامُ فالله أصْنَعُ
غُلامٌ أتاهُ اللّؤمُ من شَطرِ عَمّهِ، لَهُ مِسْمَعٌ وَافٍ، وَآخَرُ أجدعُ
مَنْ يأتِ عَوّاماً وَيَشْرَبْ عِنْدَهُ يَدَعِ الصّيامَ وَلا تُصَلّى الأرْبَعُ
وَيَبِيتُ في حَرَجٍ، وَيُصْبِحُ هَمُّهُ بَرْدَ الشّرَابِ، وَتَارَةً يَتَهَوّعُ
وَلَقَدْ مَررْتُ بِبابِهِمْ، فَرَأيْتُهُمْ صَرْعَى... قَائِماً يَتَتَعْتَعُ
فَذَكَرْتُ أهْلَ النّارِ حينَ رَأيْتُهُمْ، وَحَمِدْتُ خائِفَنا عَلى ما يَصْنعُ
وَلائمَتي يَوْماً عَلى ما أتَتْ بِهِ صُرُوفُ اللّيالي وَالخُطوبُ القَوَارِعُ
فَقُلتُ لهَا: فِيئي إلَيْكِ، وَأقصِري، فأوْمُ الفَتى سَيْفٌ بوَصْلَيْهِ قاطِعُ
تَلُومُ عَلى أنْ صَبّحَ الذّئْبُ ضَأنَها فألْوَى بِحْبْشٍ وَهْوَ في الرّعي رَاتعُ
وَقَدْ مرّ حَوْلٌ بَعْدَ حَوْلٍ وَأشهُرٌ عَلَيْهِ بِبُؤسٍ وَهوَ ظمآنُ جَائِعُ
فَلَمّا رَأى الإقْدامَ حَزْماً، وَأنّهُ أخُو المَوْتِ مَن سُدّتْ عليه المَطالعُ
أغَارَ عَلى خَوْفٍ وَصَادَفَ غِرّةً، فَلاقَى التي كانَتْ عَليها المطامِعُ
وَما كُنتُ مِضْياعاً وَلَكِنّ هِمّتي سِوى الرَّعْيِ مَفطوماً وَإذْ أنا يافِعُ
أبِيتُ أسُومُ النّفْسَ كُلَّ عَظِيمَةٍ إذا وَطُؤتْ بالمُكْثِرِينَ المَضَاجِعُ
إلَيكَ ابنَ سَيّارٍ فتى الجُودِ وَاعَسَتْ بنا البيدَ أعضَادُ المَهارِي الشّعاشعِ
كَمِ اجتَبْنَ من لَيلٍ يطأنَ خدودَه إلَيكَ، وَنَشْرٍ بالضّحَى مُتَخاشعِ
إذا انْقادَ بالمَوْماةِ سامَينَ خَطْمَهُ بِمَائِرَةِ الآباطِ خُوصِ المَدامِعِ
فَلَمّا شكَتْ عضّ الرِّحالِ ظهورُها إلى خِنْدِفيّ الجُودِ، للضّيمِ دافِعِ
أنَخْنا بها صُهْبَ المَهاري، فجُرّدتْ من المَيسِ تجرِيدَ السّيوفِ القَوَاطعِ
وَأنْتَ امْرُؤٌ تَحمي ذِمارَ عَشِيرةٍ كِرَامٍ بجَزْلٍ مِنْ عَطائِكَ نافِعِ
جَسِيمُ محَلِّ البَيْتِ ضَمّنَكَ القِرَى أبُوكَ وَأحداثُ الأمورِ الجَوَامِعِ
لِبَيْتِكَ، مِن أفناءِ خِندِفَ كلِّها، عَرَانِينُ لَيسَتْ بالوَشيطِ التّوَابِعِ
وَكُلُّ جَسُورٍ بالمِئينَ وَمُطْعِمٍ، إذا اغْبَرّ آفَاقُ الرّياحِ الزّعَازِعِ
فَكَمْ لكَ يا نَصرَ بنَ سَيّارَ من أبٍ أغَرَّ، إذا التَفّتْ نَوَاصي المَجامِعِ
كُهُولٌ وَشُبّانٌ مَساعِيرُ في الوَغَى، لَهُمْ بِالقَنَا أيْدٍ طِوَالُ الأشاجِعِ
إذا جَرّدُوا أسْيافَهُمْ لِكَتِيبَةٍ لمَعْنَ، وَميضَ العارِضِ المُتَدافِعِ
وَأنْتَ ابنُ أشْيَاخٍ إذا نضَبَ الثّرَى مِنَ المَحْلِ كانوا كاللّيُوثِ الروَابعِ
هُمُ الضّامِنُونَ المَالَ للجارِ وَالقِرَى من الأرْض إذ خيفتْ جدوبُ المَوَاقعِ
وَلمّا رَأيتُ الجُودَ تَجرِي جِيادُهُ إلى خَطَرٍ يُفْلى بِهِ كُلُّ مَائِعِ
مَدْحتُ جَوَاداً بَينَ سَيّارَ بَيْتُهُ، وَبَينَ حُصَينٍ بِالرّوَابي الفَوَارِعِ
أنْصْرَ بنَ سَيّارٍ بكَفّيْكَ ضُمّنَتْ معَ الجُودِ ضرْبَ الهامِ عندَ الوَقائعِ
خَطِيبُ مُلُوكِ لا تَزَالُ جِيادُهُ بِثَغْرِ بَزَانٍ في ظِلالِ اللّوَامِعِ
إذا سَدَفُ الصّبْحِ انّجَلى عن جَبينِهِ وَلَمْحُ قَطائيٍّ على السّرْجِ وَاقِعِ
غَدا فارِسَ الفُرْسانِ تَحتَ لِوَائِهِ، طِوَالَ الهوَادِي مُقْرَباتِ النّزَائِعِ
جَمَعتَ العُلى وَالجودَ وَالحلمَ تَقتدي بقَتْلِ أبِيكَ الجُوعَ عَن كُلِّ جائعِ
وَأنتَ الجَوادُ ابنُ الجَوَادِ وَسَيّدٌ لسادَةِ صِدْقٍ وَالكُهولِ الأصَالِعِ
وَأنْتَ امرُؤٌ إنْ تُسْألِ الخَيرَ تُعطِه جَزِيلاً، وَإنْ تَشفَعْ تكنْ خيرَ شافعِ
أنّي إلى خَيْرِ البَرِيّةِ كُلِّهَا رَحَلْتُ وَما ضَاقَتْ عَليَّ المَطامِعُ
إلى القائِدِ المَيْمُونِ وَالمُهْتَدَى بِهِ، إذ النّاسُ مَتْبُوعٌ وَآخَرُ تَابِعُ
طُبِعتَ على الإسْلام وَالحَزْمِ والندى، ألا إنّما تُبْدِي الأمُورَ الطّبَائِعُ
فَداكَ رِجالٌ أوْقَدُوا ثمّ أخْمَدُوا، مَنازلُهُمْ مِنْ كُلّ خَيرٍ بَلاقِعُ
أرَى الشّمس فيها الرّوحُ سيقتْ هديّةً إليّ وَقَدْ أعْيَتْ عَليّ المَضَاجِعُ
تَبَسّمُ عَنْ غُرٍّ عِذَابٍ، كأنّها أقاحٌ تُرَوّيها الذِّهابُ اللّوَامِعُ
كَأنّ مُجَاجَ النّحْل بَينَ لِثاتِها، وَمَاء سَحَابٍ أحْرَزَتْهُ الوَقَائِعُ
وَكادَتْ بَناتُ النّفسِ تَخرُجُ وَالحشا وَتَنفَضّ من وجدٍ عليها الأضَالِعُ
أرَاني، إذا دارٌ بظَمْياءَ طَوّحَتْ، أخا زَفَراتٍ تَعْتَقِبْها الفَوَاجِعُ
ولا تَحْسبَا أنّي تَضَعْضَعَ جَانِبي لفقدِ امرِىءٍ، لوْ كانَ غيرِي تضَعضَعا
بَنيَّ بِأعْلامِ الجَرِيرَةِ صُرّعُوا، وَكُلُّ امرِىءٍ يَوْماً سيأخذُ مَضْجَعا
لَعَمرِي لَقَدْ أبقى ليَ الدّهرُ صَخرَةً يُرَادَى بي الباغي وَلمْ أكُ أضْرَعَا
على ابنِ أبي سُودٍ تَفِيضُ دُمُوعي، وَمَنْ لِمِرَاسِ الحَرْبِ بَعْدَ وَكِيعِ
لَقَدْ كانَ قَوّاد الجِيادِ إلى الوَغَى، عَلَيْهِنّ غابٌ مِنْ قَناً وَدُرُوعِ
تَقُولُ تَمهيمٌ بَعْدَما فُجِعُوا بِهِ: لَقَدْ كانَ للأحْسابِ غَير مُضِيعِ
لَقدْ رُزِئت حَزْماً وَحِلماً وَنَائِلاً تَمِيمُ بنُ مُرٍّ يَوْمَ مَاتَ وَكِيعُ
وَما كانَ وَقّافاً وَكيعٌ، إذا بَدَتْ نَجَائِبُ مَوْتٍ، وَبْلُهُنّ نَجِيعُ
إذا التقَتِ الأبْطالُ أبْصَرْتَ وَجهَهُ مُضِيئاً، وَأعناقُ الكُماةِ خُضُوعُ
فَصَبْراً تَمِيمٌ، إنّما المَوْتُ مَنْهَلٌ يَصِيرُ إلَيْهِ صَابِرٌ وَجَزُوعُ
نَزَعَ ابنُ بِشْرٍ وَابنُ عَمْروٍ قَبْلَهُ وَأخُو هَرَاةَ لمِثْلِهَا يَتَوقّعُ
وَمَضَتْ لمَسْلَمَةَ الرّكابُ مُوَدَّعاً، فَارْعَيْ فَزَارَة، لا هَناكِ المَرْتَعُ
وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ فَزَارَة أُمّرَتْ أنْ سَوْفَ تَطْمَعُ في الإمارَةِ أشجَعُ
إنّ القِيامَةَ قَدْ دَنَتْ أشْرَاطُها، حَتى أُمَيّةُ عَنْ فَزَارَةَ تَنْزَعُ
بَنَيْتَ بِنَاءً يُجْرِضُ الغَيْظُ دونَهُ عَدُوَّكَ، وَالأبْصَارُ فِيهِ تَقَطَّعُ
وَإنّكَ في الأخرَى إذا الحَرْبُ شمَّرَتْ لكالسيفِ ما يُنخَى له السّيْفُ يُقطَعُ
جَدَعْتَ عَرَانِينَ المَزُونِ فَلا أرَى أذلّ وَأخْزعى مِنْهُمُ يَوْمَ جُدِّعُوا
وَحَمّلْتَ أعجازَ البِغالِ فأصْبَحَتْ مُحَذَّفَةً في كُلّ بَيْدَاءَ تَلْمَعُ
جَمَاجِمَ أشْياخٍ كَأنّ لِحاهُمُ ثَعالِبُ مَوْتَى أوْ نَعَامٌ مُنَزَّعُ
وَنَجّى أبَا المِنْهالِ ثَانٍ، كَأنّهُ يَدا سابِحٍ في غَمْرَةٍ يَتَذَرَّعُ
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات