يجزاك الله الجنه عرضها السموات والارض
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا أراد الله أن يرتقى بعبد إلى المقامات العلية وفقه لجهاد نفسه لأنها أشد أعدائه وجهادها هو الجهاد الأكبر، ولما كان أعظم شهوة تتسلط بها النفس على المرء هي شهوة البطن وشهوة الفرج، وشهوة البطن هي أعظم هذه الشهوات جميعا لأن امتلاء المعدة بالطعام هو الذي يؤدى إلى فضول النظر والكلام والمشي والجماع وغير ذلك من أنواع الحركات المؤذية
كانت عناية الشريعة بتجنّب الحرام المحقّق أولا، ثم بالورع في الشبهات المظنونة ثانيا، ثم بعدم ملء البطن بالطعام والشراب ثالثا، ثم بمراعاة النوايا الصالحة قبل كل عمل رابعا، حتى يترقى العبد في المقامات السامية والمنازل العالية والأحوال الراقية عند الله
ومن هنا نجد عناية الصالحين بهذا الأصل الأعظم من الجهاد يحدوهم إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم {مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ. حَسْبُ الآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ}[1]
أي يتناول من الطعام ما به تنشط الجوارح إلى الطاعات، ويتفرغ القلب إلى المناجاة، ويتهيئ اللسان للتلاوة والذكر، والعين للسهر، ولذلك قال إبراهيم بن آدهم رضي الله عنه : "للقمة تتركها من عشائك مجاهدة لنفسك خير لك من قيام ليلة"، وقال أيضا : "أطب مطعمك ولا تبال ما فاتك من قيام الليل وصيام النهار"
فإذا أحكم العبد هذا الأساس وتحرّى الورع التام في مطعمه ومشربه وملبسه أراه الله تعالى من الآيات والبشريات ما به تقر ّ عينه، ويطمئن قلبه
وذلك مثل الحارس المحاسبي رضي الله عنه الذي مات أبوه وترك ثلاثمائة ألف درهم فما أخذ منها شيئا تورّعا وقال : إن أبى كان يقول بالقدر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ}[2]
فأكرمه الله ببركة هذا الورع فكان لا يمد يده إلى طعام فيه شبهة إلا وضرب عرق على إصبعه، فيعلم أن هذا الطعام به شبهة فلا يأكله ولذا لما اختبر رجل أحد العارفين فدعاه إلى طعام، وقدّم له دجاجة مخنوقة، نظر إليه ثم انتفض وقام وهو يقول : إذا كان الحارس المحاسبي كان له عرق ينفض، فأنا كلى عروق تنفض .
وهذا ابن القاسم تلميذ الإمام مالك رضي الله عنه ترك له أبوه مالا كثيرا فأبى أن يأخذه وقال : إن أبى كان تاجرا، وكان لا يحسن العلم فربما دخل عليه ربا وهو لا يشعر، أكرمه الله بسبب ذلك، بأن جعل على يديه حفظ مذهب الإمام مالك ونشره، حتى أنه لا ينسب إلا غيره من المسائل في المذهب إلا أقل القليل
وبالجملة فإن من يتمسك بهذا الأصل يفيض الله عليه من عنده كرامات كثيرة منها: أن يحفظ عليه طعامه وشرابه ولباسه بعلامات يلقيها الله تعالى له إما في نفس الشيء: كأبي يزيد البسطامى مادامت أمه حاملة به لا تمتد يدها إلى طعام حرام
ومنهم من ينادى ويقال له : تورّع ، ومنهم من يأخذه الغثيان ، ومنهم من يصير الطعام أمامه رصاصاً ، ومنهم من يرى عليه سوادا ، ومنهم من يراه خنزيرا ، ومنهم من يشم منه رائحة كريهة ، إلى غيرها من العلامات التي خص الله بها أولياءه وأصفياءه
أن يكرمه الله بالميراث النبوي في تكثير الطعام فيشبع من الطعام القليل الرهط الكثير: كما حكي عن بعضهم أنه جاءه إخوان وكان عنده ما يقوم برجل واحد خاصة فكسر الخبز وغطّاه بالمنديل وجعل الإخوان يأكلون من تحت المنديل حتى أكلوا عن آخرهم وبقى الخبز كما كان والأخبار في هذا الباب كثيرة
ومن كرامات هذا المقام أيضا أن ينقلب اللون الواحد الذي في الإناء ألوانا من الطعام في حاسة الآكل إن اشتهاه بعض الحاضرين.
ومن كرامات هذا المقام أيضا يأتي لصاحب هذا المقام الجن أو الملك بغذائه من طعامه وشرابه ولباسه
ومن مواهب هذا المقام أيضا أن يتحول له الماء الزعاف والأجاج عذبا فراتا
ومن منن هذا المقام أيضا أن يأكل صاحبه طعاما وله أخ في الله غائبا، فيشبع الأخ الغائب في موضعه، ويجد ذلك الطعام بعينه وكأنه أكله
وأعظم منازل هذا المقام أن يرتقى إلى الغذاء الرُوحَاني الذي به بقاء النفس، ويغنى عن هذا الغذاء الجسماني، فلا يزال من العالم الأدنى يرتقى في أطوار العالم أغذية وحياة حتى ينتهي إلى الغذاء الأول الذي هو غذاء الأغذية وهى الذات المطلقة فيتحقق بالإرث المحمدي {إنِّي أَبِيت عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي}[3]
ووراء ما ذكرناه أمورا غريبة، وأحوالا عجيبة تحدث من الله لأهل الورع، أو على أيدي أهل الورع أضربنا عدم ذكرها لعلو شأنها، وسمّو إدراكها لغير أهلها، وفيما ذكرناه كفاية للمستبصر، وزادا للمقصّر، وقد اقتصدنا في ذكر الأمثلة من حكايات الصالحين حتى لا يطول البحث فيفضى إلى الملالة، وحسبنا في ذلك قول الله {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} البقرة105
[1] سنن النسائي الكبرى وابن ماجة عن المقدام بن معد يكرب
[2] رواه الإمام احمد والترمذي عن جابر
[3] مصنف ابن أبي شيبة عن أبي قلابة
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...2&id=128&cat=2
منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
يجزاك الله الجنه عرضها السموات والارض
لا تجعل يومك يمضي دون ذكر اللهسبحان الله وبحمده | سبحان الله العظيم :rose:
#
جزاكك الله كل خير
جعلها في ميزان حسناتكك
ل روحك السعادهه
أَحُتآجْ .. "
إلُى بُعضْ عبٌوآت مْن [ أنٌفآسْكَ ] .. !!
لأمٌلئ بٌهْا رئْتٌايْ عنٌدمْا :
[ يٌخنْقنٌيْ "شْوقٌيْ" إْليٌكَ ] .. ! "
جزآك ربي خير
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنور الايمان
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنور الايمان
يجزيك ربي خير على الطرح
جزاك الله خيرا
في ميزان حسناتك
{أحببتك} كثيرا بالامس و{احببتكك}اليوم اكثروغدا لا اعلم اي قدر سيبلغه {حبكك}
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ويجزآك ربي آلجنه يآآرب
.
يا رب: علمني التواضع حتى لا تغرني قدراتي،:82:
وعلمني العفو حتى يخلو قلبي من الحقد والحسد،004
وعلمني الخير، لأنه هو الذي يبقى بعد مماتي. علي ..:82:
باااااااارك الله فيييييييييييييكم
بآرَكـَ الله فيكـِ عَ آلمَوضوعْ
آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـِ بآلريآحينْ
دمْت بـِ طآعَة الله
[glint]جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنور الايمان [/glint]
(( اللهُمَ إنِيْ لِيْ حَاجَةً فِيْ نَفْسِيْ لاْ يَعْلَمُهَا إِلا أَنْتْ فَسْأَلُكَ يَاْ الله قُرًبَ إِجَاْبَتِهَاْ ))
يجزيك ربي خير
طرح رائع بروعه تواجدك جزاك ربي الجنه
ابدعت في اختيارك
كل الود
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات