في لحظة تضارب مشاعر وأختلاط أحاسيس شعرت بأنني بحاجه إلى فضفضه ذات طابع مختلف لايتقن البوح بها سوى قلمي.
أستجمعت قواي الحسيه والبدنيه والفكريه وأمسكت بقلمي لعلي أنثر بعضاً ممابداخلي على ورقتي البيضاء التي مكثت طويلاً بدون أي خربشه تلونها فمنذ فتره وانا اتجاهل وجودها فارغه على سطح مكتبي.
وضعت قلمي بين أناملي الثلاث وكلي ثقه بأنني قادر على تطويع حرفي كيفما أريد فلدي براعه في ذلك يحسدني عليها الكثير.
وبدآت بوضع أول نقطه على السطر...ولكن كانت المفآجأه أن مداد قلمي رفض التحرك للأمام وأكتفي بأنحناءه إلى الأسفل ووضع رأسه على بداية السطر.
تملكتني الدهشه فأنا لم أتعود من قلمي العصيان...ولم يخذلني يوما عندما يكون فكري حاضراًومشاعري هي الدافع لرسم لوحه رائعه من خربشات ذلك القلم.
بعدان هدآت أعراض صدمتي وذهبت الرجفه من يدي ..نظرت لقلمي بأستغراب وسألته سؤال المحب والصديق :
ماذا دهاك إيها الرفيق لدربي؟
ماذا أصابك يامؤنس وحدتي؟
مالذي حدث لأجد منك كل هذا الجفا؟
هل لك أن تفسر لي سبب تمردك وعصيانك؟
هل لي أن أجد جواباً لكل تساؤلآتي؟
رفع رأسه ونظر لي نظره لم اعهدها منه من قبل..نظره عجزت أن اجد لها تآويلاً.
ونطق رغم أنني اعرفه لا يجيد النطق الا بلساني..تكلم اخيراً وانا غارق في صمتي قائلاً:
كل هذا الهجر..كل هذا الجفا..كل هذا البعد..كل هذا الجحود
وتسآلني لماذا ...ولماذا..ولماذا؟
بأسالك ياصاحبي متى اخر مره اخذتني بحضن اناملك لتشعرني بدفئ مشاعرك وصدق احاسيسك.
متى اخر مره جعلتني أعبر عما بداخلك؟
لماذ جعلت كل مايروق لك من نثر أبداع الأخرين هو من يعبر عن مايختلجك من مشاعر؟
صحيح أنك تستخدمني عندما تراودك فكره فيها رقي فوضى ولكن أين انا من أحاسيسك ؟
فقاطعته بكبرياء:ولكن ياقلمي أن وضعت لك مكانه سابقه يعرفها الجميع ويحترم كل أبداعاتك الماضيه.
فقال: هل تعلم بأن الوصول للقمه صعب ولكن الأصعب أن تبقى دائماً بالقمه وكل من يحترمني ينتظر جديدي بلهفه .
فقلت له:دع عنك غرورك فأنا استطيع الأستغناء عنك فنحن في زمن التكنلوجيا وهناك بدائل كثيره لك ياحبر قلمي.
وهنا وضعت قلمي جانباً..وذهبت مكابراً الى لوحة الكيبورد وخاطبتها : هل لك أن تكوني خير بديل لقلمي المتعالي.
فقالت :للأسف أنت لم تتعلم من تجاربك..فكم مره خذلتك ياسمو وانت في عز فرحتك بطرح موضوع منقول او رد او خاطره بمدونتك وبعد أن تضغط ((الأنتر)) تتفأجا بعبارة ((عفواً لا يوجد أتصال بالشبكه))
ويذهب كل مجهودك ادراج الرياح ؟
فعذراً ياسيد الحرف فانا اعرف حدود امكانياتي وليس هناك افضل من ورقةٍ وقلم يحفظان كل ماتكتبه اناملك.
لحظة ذهول عشتها..سرعان ماتلاشت عندما وقعت عيناي على قلم الرصاص معشوقي بالصغر..فقلت له: مرحباً ياصديق الطفوله كم أنا محتاج لوقفتك معي.
فأجابني:لقد تخليت عني من زمن بعيد وذلك عندما وجدت نفسك متمكناً من صياغة الحرف بسلاسه ولم تعود بحاجه لأن تمسح ماتخطئ به يدك من كلمات ونسيت مايسمى بالمسودات.
فأعذرني فانا لا استطيع أن أجاملك واعطيك وعداً وردياً واكون سندك القادم فانت تعرف بأن أي تغير طفيف او تعرض لعوامل الطقس قد يغير ملامحي ويخفي جميع معالمي.
هنا تأكدت بانه لا غنى لي عن مداد قلمي وأنني كنت قاسياً معه .
وفي عز ندمي على سوء تعاملي معه...سمعت صوتاً خافتاً يناديني:
هل استوعبت الدرس جيداً؟
التفت إليه فوجدته قلمي فاخذته بحضني وضممته ضمة عاشق محروم وقلت له:تعال ففي خاطر شئ أريد التعبير عنه.
فقال :لا ياصديقي اعرفك جيداص فانت عندما تكون غاضباً لا تجيد البوح بكل شئ وقد يفهمك الأخرون خطاءاً.
فاهدئ قليلاً..وسأكون معك للأبد ولكن اوعدني بان تمارس معي ذلك العشق القديم.
فوعدته بذلك ووضعته باعلى مكان على مكتبي ليكون مفتخراً بوجوده امام كل من يزورني.
فهذا قلمي الذي لا يعرف سوى الأبداع قد عاد من جديد يرسم لكم لوحه اتمنى ان تنال رضاكم.
المفضلات