تلقت نجران الآن بياناً من الشيخ سلطان بن سالم بن سلطان بن منيف شيخ شمل قبائل جشم يام, يشيد فيه بأبناء المنطقة وتلاحمهم مع الأجهزة الأمنية ووقفتهم ليلة التفجير الآثم ويشكر كل من ساهم وشارك وعلى رأسهم سمو أمير منطقة نجران, ويناشد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهم الله سن قانون يجرّم العنصرية والتطرف, كما وجه نداءً لأبناء نجران يحثهم فيه على الصبر والجد وعدم التشنج والحذر من ردود الأفعال والتماسك والتكاتف مع الدولة ورجال الأمن, إضافةً إلى رسالة وجهها لقبيلة الإرهابي الحقير الذي نفذ تفجير مسجد المشهد.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جنّبنا الله وإياكم من الشبهة, وعصمنا وإياكم من الحيرة, وجعل بيننا وبين المعرفة نسباً, وبين الصدق سبباً, وحبب إلينا التثبت, وزين في أعيننا الإنصاف, وأذاقنا وإياكم حلاوة التقوى, وأشعر قلوبنا عز الحق.

أما بعد..

فإن ما حدث في جامع المشهد بحي دحضه بنجران أثناء أداء المصلين لفريضة صلاة المغرب ليلة 1437/1/12هـ لأمر جلل وحادث أليم يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الفئة الضالة التكفيرية الخارجة عن كل مبادئ الدين والقيم ماضية في غيها مستمرة في جرائمها متمسكة بمشروعها التكفيري الهدام إعتقاداً منها النيل من وحدة الوطن والتفافنا حول قيادتنا الرشيدة منطلقة من مشروع تكفيري دموي خبيث ظاهره الإسلام وباطنه القتل والتدمير والتفجير وإراقة الدماء بقلوب سوداء وأيدٍ آثمة ونفوسٌ حاقدة معادية للإسلام والمسلمين.

وإن ما لمسته في ليلة التفجير الإرهابي من تلاحم وتكاتف بين أبناء هذه المنطقة والجهات الرسمية والأمنية تجلى بضبط الأمن والتقاطر بالتبرع بالدم وإسعاف المصابين وضبط النفس أمرٌ يبعث على الراحة والإطمئنان, فلكل من ساهم وشارك عظيم الشكر وخالص الإمتنان وفي مقدمتهم صاحب السمو أمير منطقة نجران الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد.

ونظراً لما يشكله ذلك التنظيم التكفيري من مخاطر وجب علينا جميعاً مقاومتها والتصدي لها, فإنني أتوجه لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين بطلب سن قوانين صارمة قوية تجرّم كل مغرد ومحرض وداعية يفرّق ولا يجمّع, يهدم ولا يبني, سواءً عبر مواقع التواصل الإجتماعي أو منابر المساجد أو قنوات فضائية معروفة, فينال بذلك جزائه ويتوقف عن تحريضه ونفث سمومه وأفكاره.

إننا بحاجة إلى عاصفة حزم أخرى في الداخل تقتلع التشدد من جذوره وتجفف منابعه وأفكاره.

أما ما يتعلق بالمجرم سعد سعيد سعد الحارثي الملقب (أبو إسحاق الحجازي) فالمذكور ينتمي لقبيلة كبيرة معروفة نكن لها الود والإحترام ونعلم جميعاً ومن منطلق الشريعة الإسلامية والأعراف القبلية أن السائبة من البهائم تُحمِّل مالكها ما تسببه من إتلاف, والعاقلة أو العشيرة من أي قبيلة تتحمل كافة ما يسببه أي فرد منها كثرت التكلفة أو قلت.

وهذا لا يعني إتهامنا لقبيلة بالحارث أنها راضية بما أقدم عليه هذا المارق الحقير لكننا نتعشم منهم ممثلين بمشائخ شملهم وأعيانهم القيام بما تمليه عليهم موجبات الأعراف والأسلاف القبلية تجاه قبائل يام والمكارمه وولد عبدالله وهذا شأنهم.

أما ندائي لأبناء منطقة نجران وبالأخص قبائل يام وولد عبدالله والمكارمه فهو الصبر والجد عند نزول النوازل والصمود عند حلول المحن وعند ضائقة الضوائق ووضع أيدينا بيد دولتنا ورجال أمننا بعيداً عن التشنج وردود الأفعال. كما أهيب بالكُتّاب والمغردين الكف عن الكتابة فيما هو مسيئ لدولتنا وحكامنا أو مسيئ للغير ويعبر عن طابع تحريضي أو مذهبي أو عنصري, فنحن جميعاً أبناء ملةً واحدة ومصير واحد ووطن وواحد وجب علينا الذود عنه وحماية مكتسباته تحت قيادة راشدة عادلة ننشد لها العزة والرفعة ونيل المجد.

والسلام عليكم ,,

شيخ شمل قبائل جشم يام / سلطان بن سالم بن سلطان بن منيف