دق الـهـريـس .. من ماضي الكويت




الهريس أكلة شعبية تجمع بين المالح والحلو، وهي حبوب من القمح تطبخ مع اللحم وتهرس جيدا بالمضرب اليدوي، لذلك سميت بالهريسة.
ان تحضير وطبخ الهريس في الماضي كان يحتاج الى مجهود خاص وصبر شديدين، ففي شهر شعبان يتم الاستعداد لشهر رمضان، ومن هذه الاستعدادات دق الهريس، حيث تأتي النسوة بحبوب القمح صحيحة كاملة ثم تضعها في المنحاز، وهو وعاء خشبي مجوف، طوله متر مصنوع من جذع الشجرة، محفور من الداخل وله يد خشبية يصل طولها الى مترين أو متر ونصف المتر.
ودق الهريس تصاحبه بعض الترديدات الشعبية بشرط ان يتوافق لحنها مع حركة الضرب وذلك طردا للملل، ولإضفاء جو من المتعة، خاصة ان دق الهريس يحتاج الى طاقة بدنية عالية وصبر كبيرين.
وغالبا ما يتعاون الجيران فيما بينهم، فقد تستعير الجارة من جارتها المنحاز. اما في البيوت الكبيرة التي يصل عدد أفرادها الى خمسين شخصا فالأمر مختلف، حيث يستأجر اصحابها عددا من الفتيات لدق الهريس وتعطى لهن اكرامية عند الانتهاء من عملهن، وقد يستمر الدق طوال شهر شعبان أو لمدة اسبوعين أو أكثر قليلا حسب الهمة والنشاط. ويزداد عدد المناحيز في البيوت الكبيرة ليصل الى أربعة أو أكثر لإنجاز العمل بشكل أسرع.
والهريس لا يطبخ في الحلة (الجدر)، بل يطبخ في الصفرية وسميت بذلك نسبة الى الصفر وهو النحاس، ثم تطلى بمادة فضية.
طريقة طهيه
يوضع اللحم والهريس معا في الصفرية ويضاف الملح ويصب فوقهما الماء، وتترك الصفرية على النار حتى يغلي الماء ثم تخفف النار لمدة ساعتين، على ان يحرك من حين الى آخر، ثم يوضع على الصفيحة لساعتين على نار هادئة جدا.
وعند النضج يهرس الهريس بالمضرابة الخشبية ويصب في الصحون ويزين بالسكر والدارسين والدهن العداني.