نبض الخواطر



[Decrease Font Size]


[Increase Font Size]


لك يا بحر الأماني فيض خاطر

إنني في موجك العالي مسافر



أسروني فيك أحلامي وقلبي

فتسامت ذدنيتي فيك تبادر



ولقد رِمتُ بنفسي في صفاءٍ

نحو أعماقك أستهوي المخاطر



وتوكلت على الله وإني

أدرك الأخطار لكني مغامر



فتهاديت بروحي في عباب

زورقي قلبي وزادي من خواطر



وأحاسيسي وأشواقي شراع

ومسيري في رذاذٍ متناثر



والرؤى حولي أطياف جمالٍ

والمنى ترقص في نفسي مشاعر



وتسامت لُجة الماء رويداً

في هدوءٍ وانبلاج الضوء باهر



داعبتها نسمة الفجر صباحاً

بغرامٍ فاتنٍ خافٍ وظاهر



فارتدت من حسنها أبهى وشاحٍ

أزرق اللون سماوي وساحر



وغدت في ثوبها تزهو بهاءً

ومن الشمس تحلت بالجواهر



ورنت تهفو إلى قلبي بحب

مستفيضٍ، صافي الوجدان طاهر



أيقظت فيه تباشير حياةٍ

وحنيناً كان في الأزمان فاتر



فاستفاق القلب واهتز غراماً

يستشف الوجد من تلك المناظر



وتعالت لوعة الحب سريعاً

وتجلت في فؤادي دون ساتر



وبها أوشكت بوحاً.. غير أني

قد تخوفت فآثرت السرائر



ونما في داخلي فحوى سؤالٍ

وتسامى وسط أفكاري مبادر



يا جمالاً كيف أصبحت جميلاً

زاهي الإشراق معشوق النظائر؟



إنني يا بحر قد جئت مليئاً

بهمومٍ، والأسى في النفس قاهر



إن ترى في هيكلي أعضاء إنسٍ

إنما في داخلي قلب لطائر



وفؤاد فاقد الحيل ضعيف

وحزين في مدى الأيام حائر



إنني يا بحر طير مستكين

في حياتي لفحة النار تهاجر



في معاناتي وفي همي غريق

وكياني في ظلام الليل ساهر



جئت أرمي فيك أكداري وهمي

وأفيض الدمع من بين المحاجر



فلتجد عطفاً على قلبٍ أسيرٍ

ولتخفف من همومي وتشاطر



فلعل النفس في مائك تصفو

ومرادي يمسي بالأفراح عامر!



ولعلي فوق شطآنك أرسو

غانماً من رحلتي أقوى الأواصر!




محمد حسن بوكر - جازان