مقال عن احصائيات موقع مكاني المضروبة

[زمن النسيان]

للأمانة كل شيء في الجوهرة يفوق الوصف فدخولك للملعب ومشاهدتك للمنظر العام ينقلك لأجواء مباريات الدوري الأوربي , دورات المياه متوفرة ونظيفة , وشاشات عرض المباراة متوفرة فوق كل متجر داخل الملعب , كل شيء يسير وفق نظام دقيق وتصور رائع لإحتياجات المشاهد , بإستثناء مقاعد المدرجات الموقع الوحيد الذي يختفي به النظام , وربما كان العيب الوحيد , لذلك يجب أن تتوخى الحذر عند حضورك للجوهرة , فالأرقام المعلنة عن عدد الحضور – ومن مشاهدة حقيقية – ليست الواقع , فهناك أعداد لا تحسب , تدخل للملعب بعيدا عن حجوزات ” مكاني ” الدقيقة , وهي بإعتقادي من تصنع المشكلة داخل المدرج وطرقاته .
داخل المدرج تأكد أنك معرض للخطر من مشجع متهور أو بلطجي لا يؤمن بالنظام , يقوم بحجز مقاعد متعددة إما بواسطة وضع شال فريقه المفضل أو ترك أحد مقتنياته الشخصية كدليل على أن المقعد محجوز لصديق قادم أو ليمد بها رجليه في منظر غير حضاري.
ومن خلال تجربة شخصية : من قام بحجز المقاعد مستعد للتعارك معك لو فكرت في الحصول على المقعد الذي منحه لك موقع ” مكاني ” حسب ما كتب في التذكرة التي تحملها , واستحصل النظام الإلكتروني قيمتها المالية من جيبك , دون أن يضع نظاما يحمي حقوقك داخل المدرج فالمنظمون منشغلون بمتابعة المباراة , ومشاهدة ” تسخين ” الفرق قبل انطلاقة الديربي , ونسوا مهامهم وتحولوا لمشجعين مثلك , دون أن يدفعوا قيمة التذكرة لمكاني وليس لديهم مقدرة على السيطرة على الوضع فزملاؤهم بالبوابات ادخلوا أعدادا إضافية من باب المجاملة ومن باب التعاطف والشفقة دون أن يشفقوا عليك وعلى الأطفال الذين تصطحبهم لينفث المدخنون سجائرهم بوجوههم دون شفقة.
في الجوهرة التنظيم داخل المدرج يقع على كاهل المشجعين أنفسهم , فإن حدثت مشادة , يحلها العقلاء من الجمهور , ولا يمكن أن يحل المنظمون أو رجال الأمن أي إشكالية داخل المدرج فالأعداد كبيرة مقابل أعدادهم , فما عليك إلا غض الطرف عندما تشاهد ضرب مشجع منافس , إضافة لمحاولة إشغال أطفالك عن المنظر الذي ينتهي في دقائق بالنسبة لك , بينما تمر دقائقه ساعات طوال على المشجع المضروب .
لا أدري ما الفائدة من فتح الملعب مبكرا وتحريض الجماهير على الحضور قبل انطلاقة المباراة بساعات طوال ومدة تصل مع مشاهدة المباراة لنصف يوم تقريبا , ولا أعلم حقيقية ما الذي يجبر معلق المباراة التي سبقت الديربي , بأن يعلن للمستمعين بأن الملعب إمتلأ , ليبدأ الجميع في التوجه للجوهرة خوفا على مقاعدهم المحجوزة مسبقا , ومن حضر ليلتها كان سيشاهد ان المقاعد شبه ممتلئة من الرابعة عصرا .
بإعتقادي هذا الأمر يعود لكسل إدارة الملعب وخوفها من التدافع أو أنها تعلم أن المسؤولين عن بوابة الدخول كرماء وسيقومون بإدخال من لم يحجز من باب التعاطف دون النظر لمن تكبد عناء السفر أو ترك منزله لمشاهدة المباراة بعد أن اتبع النظام وصدق حكاية “مكاني” , فلم العجلة ؟ ولماذا نتوقع التدافع طالما كانت المقاعد محجوزة سلفا ؟ .
أعتقد أن الرقم الرسمي المعلن لمشاهدي مباراة الأهلي والاتحاد غير دقيق , فالإحصائيات الرسمية تشير بأن عدد الحضور الجماهيري للمباراة التي أقيمت في الجولة 13 لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين السعودي بلغ 59026 مشجعا، والممرات تؤكد عكس ذلك فهي ممتلئة والمقاعد ممتلئة إلا قليل من المقاعد أخذت بوضع اليد وبالقوة من عدد من الجماهير وخلف المقاعد هناك من يقف ليشاهد المباراة , والحجوزات الرسمية بموقع مكاني تؤكد أن جميع المقاعد حجزت أي أن 60 الف مقعد حجزت وهناك من لم تمكنه ظروفه من الحضور وهو أمر وارد , والمفترض أن مقعد من لم يتمكن من الحضور يظل شاغرا , والسؤال هنا من أين جاءت تلك الأعداد الرهيبة التي ملأت كل الأماكن وليس موقع مكاني ؟ وكم عدد الحضور الحقيقي ؟

[ريهام المرواني]

الله يعطيك العافية