(نظرية العقل Theory of Mind) وفهم تطبيقاتها المسلكية والاجتماعية.
إن الملكة الربانية السليمة هي التي مكنتنا من أن نبصر الألوان ونميز بينها ونراها تتمايز في أعيننا، فإن من حرم من نعمة البصر يفشل في قراءة هذه الألوان حتى وإن أدرك وصفها بما توصف به من الفاظ بواسطة من حوله. لا يستطيع من فقد البصر من ولادته أن يميز الموجود والمدرك من الألوان الطبيعية كما تحمله المعطيات البديهية الأولية لمن يبصرها بعينيه.
في المقابل وفيما يخص ذوي اضطراب التوحد، فإن إدراك ذلك التنوع من العلاقات الانفعالية "العاطفية" والاجتماعية العريضة والمتناهية التفرع والتنوع في تفاعلاتنا الحياتية اليومية تشكل تحديا بارز، فهي تخضع لمنظومة من القدرات المعرفية الدقيقة التي تجعل إدراكها وفهم تنوع ألوانها وأشكالها وتعدد تفسيراتها خاضعة لبصيرة فطرية تميزها وتبصرها بالعقل وليس بالعين فقط.
هذه الألوان من التنوع" الانفعالي "العاطفي" والاجتماعي قد تصاب بالعمي لدى ذوي طيف التوحد! فيبصر ولكن لا يدرك ولا يفسر ولا يترابط المعنى لديهم وفق المنظومة المعرفية السليمة. هذا قد يكون هو حال ذوي طيف التوحد ممن يتسمون بعوز أساسي في مسار المهارات المعرفية للعواطف والإنفعالات
القسم العملي :
يمكن تعليم الاطفال واليافعين والكبار من ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD)، وذوي اضطراب التواصل الاجتماعي (ASC)، والاضطرابات الأخرى التي يستهدفها الدليل الحالي من مهارات التفكير في الحالات العقلية لذلك قاما المؤلفان بتصميم وبناء الجزء الثاني من الدليل العملي التنفيذي والذي يتضمن أمثلة على فهم الانفعالات (المشاعر/ العواطف) والذي يشكل أساساً للتدريب على مفاهيم نظريه العقل (T.o.M.) وذلك بناءاً على نموذج بارون - كوهينBaron-Cohen لقراءة العقل، مع تغيير ما يلزم ليتوافق مع البيئة السعودية والمجتمع الخليجي بشكل عام والظروف الواقعية والاجتماعية المحيطة بخصائص هذه المجتمعات.
حيث هدف المؤلفان إلى توفير دليل عملي تنفيذي يعتبر مصدر سهل الاستخدام ويمكن تطبيقه من قبل العاملين في مجال التوحد من اخصائيين ومعلمين في (البيئة المدرسية)، ومن قبل أولياء الأمور ومقدمي الرعاية في (البيئة المنزلية) ممن يحرصون على تقديم إجراءات علمية منظمة للتدريب على مهارات نظريه العقل (T.o.M.).
وحيث انه في السنوات الأخيرة اعتمد الباحثون نهجاً تنموياً عند محاولة فهم اكتساب مهارات نظرية العقل (T.o.M.). فانه من المسلم به الآن أن نظرية العقل (T.o.M.) تتضمن العديد من المهارات التي تظهر عبر التنمية والتدريب ولا يتم فهرستها فقط من خلال تمرير مهارة الاعتقاد الخاطئ. فقد وظفت الدراسات السابقة في هذا المجال مجموعة واسعة من المهارات التي تعتمد على قدرات الأطفال على التفكير في الحالات العقلية في مختلف الاعمار وتم التوصية بتفعيلها وتنفيذها ضمن برامج التنمية من التدريب والتأهيل.
المفضلات