قرر الطفل «د.س» ألا يحلم أن يكون طبيباً أو مهندساً، كما قرر ألا يشارك أقرانه، لعبهم ولهوهم، مكتفياً بالنظر إليهم من على بُعد، ليس لسبب، سوى أنهم أطفال أصحاء، بينما هو أشبه بجثة هامدة، بعد أن تمكن مرض السرطان من دمه.
صور ضوئية تشير الى الحالة الصحية الحالية للطفل (اليوم)
ويقول الطفل مخاطباً كل من في قلبه ذرة من خير: «بكل طفولتي أخاطبكم، وبكل براءتي التي لا تزال تحبو، تحلم بأن أكون عندما أكبر، مواطناً صالحاً أخدم وطني وبلدي، أناشدكم إنقاذي مما أنا فيه، فلم أعد قادراً على تحمل المزيد من المعاناة والألم»، مضيفاً :»أحاول أن أحقق حلم أبي وأمي في أن أكون عضواً نافعاً في المجتمع، عندما أكبر، ولكن يبدو أن هذا المرض لن يمهلني لتحقيق الأحلام والآمال».وأوضح الطفل، «لم يتجاوز عمري خمسة أعوام، ويفترض أن أشارك أقراني اللعب والمرح، وابتسامات الطفولة وصراخها، بيد أنني محروم من كل ما يتمتع به الصغار، بعدما أنهك المرض اللعين صحتي، إذا لم أسارع في بدء برنامج العلاج اللازم»، موضحاً، أن «هذا البرنامج مكلف جداً، وليس باستطاعة أسرتي توفيره لي».ويتابع الطفل «لا أريد سوى أن يمُنّ الله عليّ بالشفاء من ذاك المرض الذي هاجم دمي، فحوّل طفولتي إلى عذاب دائم، يزداد حدة، مع نظرات الشفقة التي ألاقيها من أبي صباح مساء، ولمسات أمي الحنون»، وفي كلمات إخوتي، الذين يحاولون التخفيف عني، بضحكاتهم، تفشل في إخفاء الحزن بداخلها»، مستدركاً «لكنني تعلمت أن أصبر، وتعلمت أن أتمسك بالأمل، وآمنت أن الله دائماً ما يكون في عون الجميع، وأن رحمته تشمل جميع مخلوقاته»، متمنياً أن «تمتد لي يد الخير، لتنقذني من عذاب التنقل لمسافات بعيدة، ولأكثر من 350 كيلو مترا يوميا، في رحلة العلاج والأمل الى المستشفى، وأصارحكم، لا أريد شيئا من هذه الدنيا..فقط أريد من يخفف عن أبي وأمي وإخوتي ما يشعرون به بسببي»، موضحاً ،»أبي حفظه الله، يعاني من ضيق ذات اليد، ولا يستطيع مواصلة رحلة العلاج المكلفة، وأمي، لا تملك غير الدعاء، وإخوتي لا يملكون إلا الأمل، وأملي في الله- أولا ثم في كل الخيرين على أرض الخير- كبير ولا حدود له».