القرب من الله هو العطاء الأكبر

بسم ا لله الرحمن الرحيم
الحمد لله فائض الأنـــوار وفاتح الأبصـــار وكاشـــف الأســرار ورافــــع

الأستــار. والصــلاة والســلام على سيــدنا محمد نــور الأنـــوار وسيـــد
الأبــرار وحبيب الجبــار وعلـى إلـه وأصـحابـه الطيبين الطاهريــن الأخيــار.
أخواني أخواتي

السـلام عليكــم ورحمــة الله وبركاتــه

الموضوع /القرب من الله هــو العطــاء الأكـــبر


الله جل جلالـــه هـــو الذات الكاملـــه صاحب الأسمــاء الحسنــى والصفات الفضلــى الخالق المربــي المسيـر هــو الحقيقــه في الكــون سبحانــه ولا
حقيقــه ســواه هو القوه المطلقــه وهو الغنــي المطلــق والرحمـه المطلقــه
كـل مـا فـي الديــن يدعــوا للتقرب منــه..وكل ما عنــد الشيطــان يدعــوا
إلــى البعــد عنــه..لذلك أكبــر عطــاء إلهـي أن يجعلــك قريبــا منـــه
وأكبــر عقاب إلهــي أن تكـــون محجــوبا عنــه..

[ كَلاَّ إِنَّهُمّ عّنْ رَّبِّهِمْ يَوْمَئذٍ لَّمَحْجُوبُون] المطففين/15

مــن هــو الله..؟


يا أخوانــي ..مَن مِنــا لا يعــرف الله.. سبحانــه هــو المعطــي وحـــده هــو المانــع هــو الرافــع هــو الخافض هــو المعــز
هــو المــذل وهــو الذي بـؤتــي الحكمــه وهــو الــذي يمــلاْ قلــب
المــؤمــن غنــى .وهــو الـذي يمــلاء قلـب المـؤمــن أمنــاً وهــو الذي
يملــلاْ قلب المــؤمــن رضــا. هـو الخالــق وهــو المحيي وهــو المميــت
سبحانــه جل ثناءه وعــلا قــدره.

[ وَإِلَيـهِ الْمَصِـيرُ] المائـده/18


ايها الأنســان..؟ أيهاالمتناســي لعقاب الله جل جلالـه أتعرف أشــياء تحجــبك عنــه وتبتعــد بها عــن رحمتـــه..
عقيدتــك الفاســده بالكفــر والمعصيـــه..فنحــن لنا ربٌ عظيــم لن يعذبــنا
بــدون سبب ولم يخلقنــا للعــذاب سبحانــه فنرى الحيــاة مشحونــه بالمصائــب
..لربما يمــوت الناس من الشبــع وأُناس يموتــون مــن الجــوع فأنت عنــدما تفسـد عقيدتــك تُحـجــب عن الرب الكريــم دون أن تشعــر وبــدون وعــي منــك..لكــن حينــما تستقيـــم عقيدتـــك وحينما تعــرف الحقائـــق..
تقرء القــرأن والله جل جلالــه لم يُقَدِر المعصيـــه والكفــر علــى عبــده ليجعلــه في النــار خالداً..

[ وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفسٍ هُدّاهَا وَلَكِن حَقَ الْقَوْلُ مِنّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالْنَاسِ أجمَعِين] السجده/13
لو تسأل اخي المسلم عــن معنــى هــذهِ الأيــه..فهل تسبب في عقلك الباطن سوء الظــن بالله تعالى..؟

[ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْواهَا ] الشمـس/7و8

فإذا تلقيت عقيــده فاسده غيـــر صحيحـــه وتصدقهـــا دون ان تشعـــر
تبـتعـــد عـن الله تعالى.. قد تقـرء حديثـاً ليس صحيـح أو حديثـاً ضعيفاً أو لـهُ تأويل أخــر
بان تقولوا على الله ما لا تعلمـــون..
فهل تعتقد يا أخي المسلم أو تتــوهم بإنّ الأمــر بيــد زيـد من الناس وهـو من كبــار الطغــاة فــي العالــم وهم يتلذذون بتعــذيـب العبــاد وتدميرهــم وإفقارهـــم
وسحقهــم وهــدم بيوتهــم فتشعــر إنّ الله أوكــل هـؤلاء الطغــاة بالتحكـــم
في مصائــر العباد فأنــت تبتعــد عن الله تعالى..ومِــن الظلــم أن يجعــل الله مصيرك مــع إنســان قــوي جــداً وحاقــد ويتمنــى إبادتــك..فهذا كــلام غير صحيح...

[وَإِلَيْهِ يُــرْجَعُ الأَمــْرُ كُلَــهُ فَأعْبُدْهُ وَتَوَكْلْ عَليــّهِ] هود/123

فإنَ معظــم ابتعاد الأنسان عــن الله سبحانه وتعالى.. بسبب عقيده فاسده تسربــت إليــه
أو ســوء ظــن بالله أو عقيده فهمها خطء..
والشيء الأخــر الــذي يحجبــك عــن الله هــو الشــرك..دون أن تشعـــر لمجــرد أن تعتقــد إن هذه الجهــه امــرك بيدها وما تريــد أن تفعــل بكَ تفعل بكْ دون أن تراجع وهي لا تحبــك هــذا يحجبــك عـن الله..

[الله خَالِقُ كُلِّ شَيْ وَهَــوَ عَلَـى كُلِّ شَيءٍ وَكِلٌ] الزمــر/62

[لَــهُ الْخَلّقُ وَالأَمــرُ ] الآعراف/54

أخي الأمـــر بيـد الله سبحانـه ولا أحــد يستطيــع أن ينهــي حياتك إلاّ بإذن الله ولا أحــد يستطــع ان يقطــع رزقــك إلا بإذن الله.

[مَا يَفْتَحِ الله للِنَّاسِ مِنْ رَّحمــةٍ فَـلآ مُمْسِكَ لَهاَ ] فاطر /2

وبعض البــدع القوليــه..لإنّ مجتمعنــا الأسلامي مفعــم بمقولات لا أساس لهــا من الصحــه لكــن الغلبيــه ترددهــا..
مثل ..الله يعطي الحلاوه للذي ليس لــه اضراس...و الله خلقنا للعــذاب..
هــذا كفر بالله سبحانه..يعني أن الله تعالى ليس حكيماً..جل شأنــه سبحانه عما يصفون .
أمثال عديده ومقولات وهي عقيــده فاسده وشرك بالله سبحانه وهذه المقولات تحجبك عن الله عز وجل..
لايمكــن أن تقبــل علـى الله بهــذه العقيــده لآنك سوف تبتعد عنــه أما هو سبحانه فينتظــرك أن تصطلــح معــه..
يا داود.لـو يعلـم المعـرضــون إنتظــاري لَهُــم وشـوقــي إللا ترك معاصيهــم
لتقطعــت أوصالهــم مــن حبــي وَلَماتــوا شوقاً إليّ..هــذهِ إرادتــي بالمعرضيــن ..فكيــغ بالمقبليــن ..؟
أخي المســلم.إن الله تعالى ينتظــرك فإن تقربت منــه شبــراً تقــرب إليكَ ذراعاً
وأن تقربــت منــه ذِراعـاً تقربً مِنــك باعاً وأن اتيتــه مشـياً أتاكَ هرولــه..
الله سبحانــه وتعالــى افـرح بعبــدهِ من العقيم الوالــد ومن الضال الواجــد ومـن الضمأن الوارد ..هذِه رواها أبن عساكــر عن أبي هريره رضي الله عنه..
فهذه البدع والمقولات يجب تركهــا بقــدمك لآن لآ أساس لها من الصحــه..
..تقول لآحدٍ ما..لِما لَمْ تصلي..؟ يجيبك لم يأذن الله بعد..لِما هذا الكلام..فلان ما شاء الله كتب له الهدايه.

ألغى عمــله ألغى سعيــه يأتي إمــام كبيــر ترك مئة مؤلّـف وهـو من كبار العلمـاء من كبـار المجتهديـن ، مـلأ الدنـا علـاً رآه تلمـيذه في المنـام قال لــه : يا سيـدي ما فعـل الله بـك ..؟ قال : والله ـم ينفعـنِي كل عملـي إلاّ أننـي كنـت أكتب فـي كتاب فرأيـت دُوَيْبَةً مخلـوق لا يـرى بالعيـن نقطـة صغيـرة فانتظرهـا حتى شربـت مـن حبره لهــذا غفـر الله لـه يُحدِث لك اختـلال توازن كل هـذه الدعـوة الكبـيرة كل هـذه الكتب كل هـذا الإخلاص كلـه رُفَضِ ..؟
أو يوهمـك أنـه يمكـن أن تعـد الله طوال عمـرك وأن تفنى فـي طاعته ثـم يكـون المصير إلـى النار وقد تناصـبه العـداء وتتفنـن فـي إيذاء أوليائــه ثــم يكون مصيــرك الجنـّـة الدليل:


(( فَوَ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا )) رواه الترمذي عن ابن مسعود

هذا الحديث مستحيل وألف ألف مستحيل أن يكون معناه هكذا .....
أيها الإخوة ، كيـف أن نبع بردى مـاء عـذب صافٍ زلال يتلألأ ، وكيـف أن مياه مصبـه سوداء ، الدين بدأ كالنبــع ، فأضيف له ممــا ليس منــه ، مـِن بدع قولية ، وبـدع عملية ، وعقائد فاسـدة ، فصـار الديــن غير مقبول عنــد الناس ، يضـاف إلى ذلك أنـه كلما أحسنا الظن بإنسان يدعـي أنـه مؤمن فاجأك بخيانــة ، أو فاجأك بخطـأ ، أو فاجأك باحتيـال ، مثل هذا الإنســان أنا أراه في حــق الدعــوة إلى الله مجــرماً ، لأنه شــكك في أحقية الديــن ، قال أحدهــم : يا رب ، دلّنــي علـى شيــخ صاحب ديـن ، حينمــا لا يرى من يعمـل في الدعـوة بمستوى دعوتـه يبحث عن شيخ فيه تديـن
توجـــد بدع قولية تحجب عن الله سبحانــه وتعالــى
كبائــر باطنـــه :
وعندنا كبائر باطنة ، وهذه مهلكة ، الكبر ، الاستعلاء ، هو فوق الناس ، يعتد بماله ، بأسرته ، بوسامته ، بحجمه ، بقوته ، هذه كلها كبائر باطنة ، هذه لا توبة منها ، هذه تحجب عن الله .
وكبائــر ظاهــره
وعندنا كبائر ظاهرة ، يشرب الخمر ، مثلاً ، يزني بمستوى أقل من الفاحشة الكبرى .
الآن عندنا صغائر ، هو مقيم على مئة صغيرة ، وقد ألِفها ، هذه كلها تحجب عن الله دون أن يشعر .
(( إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرتكم هذه ، ولكن يطاع فيما تحقرون من أعمالكم )) .
[ورد في الأثر]
، لذلك قال عليه الصلاة والسلام :
(( لاَ صَغِيَرَةَ مَعَ الإِصْرَارِ ، وَلاَ كَبِيرَةَ مَعَ الاسْتِغْفَارِ )) . رواه أبوا داود عن أبن عباس رضي الله عنهما
الغفلة عما خُلقت من أجله ، يأكل ويشرب ، ويتحرك ، ويأتي إلى الدروس ، لكنه غافل عن سبب وجوده في الدنيا :
جئت من أين و لكني أتــــيتُ فـرأيت قدامي طريقاً فمشيتُ
كيف جئت كيف أبـــــصرتُ طريقي لست أدري ولــماذا
لست أدري لست أدري
الإنسان البعيد عن الله تعالى .. يميل إلى التشكيك في كل شيء ، يقول لك : لا نعرف :
زعم المنجم والطبيب كلاهما لا تبعث الأموات قلت إليـكما
إن صح قولكما فلست بخاسر أو صح قولي فالخاسرة عليكما

[ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِنَ (5) لَتَرَونَّ الْجَحيم (6) التكاثر

الآن ، آخر بند يحجب عن الله : الدين له مقاصد كبرى ، في الدين صلة بالله ، في الدين تضحية ، في الدين بطولات ، ندع كل هذا ، ونعيش في جزئيات صغيرة جداً ، لا تقدم ولا تؤخر ، تدخل في متاهات الأرائِتيات ، نتوقع حالات لا تحدث في المئة مليون عام مرة ، نبحث عن حكم فقهي لها ، شيء لا يصدق ، إذا غرقنا في الجزئيات ، ونسينا مقاصد الدين .
الصحابة فتحوا العالم ، ورفرفت راياتهم في المشرق والمغرب ، فيمسخ الدين في آخر الزمان إلى أحكام فقهية احتمالية لا تقع في المئة عام مرة ، دخل في فمه غبار ، هل أفطر ؟ هل الغبار غذاء ؟ أشياء تخرجك من جلدك ، نسينا مقاصد الشريعة ، نسينا الصحابة الكرام الذين فتحوا العالم ، نسينا الحب في الدين ، نسينا التضحية ، نسينا السعادة الكبرى ، بقينا في جزئيات فقهية لا تقع في المئة عام مرة .
قال أحدهم : يا بنيتي ، إن فلان خطبك ، قالت له : والله نِعم الشباب يا أبتِ ، فيقال : العقد باطل !!! لماذا هو باطل ؟ قال : لأن البنت إذنها صمتها ، هي تكلمت ، انتهى ، العقد باطل !! هناك أشياء لا تكاد تصدق ، أصبح الدين معادلات رياضية ، تعريفات ، ونسينا أعظم ما في الدين .
لذلك فإن ، فساد العقيدة ، والشرك ، والبدع القولية ، والبدع العملية ، والكبائر الباطنة ، والكبائر الظاهرة ، والصغائر ، والتوسع في المباحات ، والغفلة عن سر وجودك ، والغرق في الجزئيات ، هذه كلها تحجبك عن الله عز وجل ..

ـــــــــــــــــ
اللهــم إرنا حقائق الأشياء كمــا هي وتوفنا مسلمين وألحقنـــا بالصالحيـــــــن
يا رب العالمين والصلاة على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم